الاثنين، 16 يوليو 2012

ولهان ومسير!!

أطلقت طالبة الطب النجيبة دعوة لتشجيع تعدد الزوجات، فأثارت النساء ضدها، لكن، صفّق لها الرجال، من باب حبّ الفرجة على خصومات النساء، لا من باب عزمهم على تطبيق هذه الدعوة. وما لم تنتبه له هذه الطالبة أن دعاة التعدد من الشيوخ قد هجروا تعدد الزوجات، بعد أن حباهم الله بنعمة زواج المسيار، وقد نسوا أن يخبروا هذه الطالبة النجيبة التي درست أدبياتهم جيداً أن الموضة قد تغيرت، فهؤلاء الشيوخ ومريدوهم ما أن وقعوا في رخصة المسيار حتى نسوا فائدة التعدد وترويج نجاعتها في حل مشاكل العنوسة، ونسوا شرط (فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى). وحين شجبت الطالبة النجيبة جنوح النساء لزواج المسيار نسيت أنهن لسن مَن ابتدعنه، بل تم إطلاقه من فتاوى راجت، كنوع من التخفيضات الموسمية في مسألة التمتع بالنساء العديدات، شعارها خذ زوجة بدون نفقة، بدون بيت، بدون عيال، والأهمّ من كل هذا بدون أن تدري أم العيال. فصرنا أمام نسخ حديثة للتعدد أفضل من زواج أبو بيتين، أبو زوجتين، كثير العيال والمشاكل.

وطبعاً، كل ونسخته، فهناك نسخة رومانسية تظهر بألوان الطيف حين تطلب المرأة المقتدرة الرجل المسيار، فيأتي كما تقول الأغنية الشهيرة: «واقف على بابكم ولهان ومسير»، لا يلزمه الأمر غير سويعات الأصيل أو الشروق، وهناك نسخة أكثر رداءة، حين تكون المرأة مستغلة وقابلة لكل الشروط، مثل تلك التي وقعت عليها تحرياتي، حيث وجدت زوجة مسيار تقبع في شقة مستأجرة، ويزورها زوج المسيار مدرس الدين في حصص الفراغ المدرسية، حتى لا تفطن أم العيال، وقد سمعت أن هذه الزوجة تصاب بالضجر كثيراً، وتكثر زيارات الجيران، وتخبرهم بأنها زوجة مسيار بساعات فراغ أطول من ساعات فراغ المدرس. أما النسخ الباذخة من هذا الزواج فهي ناصعة الألوان، تلمع فيها المجوهرات والشقق الباريسية واللندنية، وطالما أن هذا الزواج متوفر بكل الألوان الناصعة والرديئة وتقوم بالواجب، فما الداعي للتعدد أيتها الطالبة النجيبة؟

يبدو مفهوماً أن يدافع الذكور عن نموذج تعدد الزوجات والمسيار والمطيار وهلمّ جرا، لكن، ما ليس مفهوماً أن تخرج طالبة طب، تحدث الفتيات بضرورة قبولهن التعدد، ومثلما سبق أن طالبت إحدى السيدات في الكويت بأن تقوم حكومة الكويت بفتح مكاتب استقدام ملك اليمين للرجال، حفاظاً على رجال بلادها. كل النساء في بلادنا تلميذات نجيبات لما يتعلمن، والدليل أنهن وصلن لكليات الطب بعد أن درسن وبذلن وقتاً للقراءة، لكن، إن كانت هذه هي دعوة طالبة الطب التي ضمنت فرصتي علم وعمل، فماذا تفعل الطالبات المتعثرات في الدارسة، وفي طلب الوظيفة، وفي تأمين بدل عطالة في «حافز»؟

يبدو أن النساء يحتجن إلى قراءة الدين بعين مختلفة عن عين الذكور، الذين جعلوا من النساء أهدافاً للمتعة لا للعلاقة التي شرعها الله بين الأزواج، كما تحتاج النساء أيضاً إلى أن يتعلمن الاعتماد على أنفسهن في حل مشاكلهن الاقتصادية بدلاً من حلها بالزواج، وهذا ليس تحريضاً ضد الزواج، لكن فرصة حصول المرأة هذه الأيام على زوج بشروطها أصبح واحداً من المستحيلات، فعدد العوانس بلغ المليون، وعدد المطلقات في سنة الزواج الأولى بلغ 60 في المئة من عدد الزيجات، كما أن الزواج علاقة عاطفية إنسانية وصفها الله بالمودة والرحمة، وليست بنكاً ولا برنامجاً لصرف المعونات.

الحياة بدرية البشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..