كان طبيعيا أن يزبد ويرعد حسن ''حسب الله'' الأمين العام لحزب الله، كيف لا ومعركته التي راهن عليها طويلا وساندها بالسلاح والرجال، تقترب من الخسارة المذلة، فأسده لم يعد أسداً يحكم
ويقمع كما كان، وولي الفقيه في طهران لا حول له ولا قوة، لذلك كان خطابه بُعيد الانفجار الذي أصاب قلب نظام الطاغية بشار، الأربعاء الماضي، بمنزلة التأكيد مجدداً على طائفيته المقيتة، واستعداده لفعل أي شيء.. نعم أي شيء لإنقاذ النظام الأسدي.
دعوا عنكم مقارنته بين ما يقدمه أسياده في إيران وبين ما يقدمه العرب مجتمعين للقضية الفلسطينية، فهذا زيف وخداع والعقلاء جميعاً يعلمون مغزاه، لكن رسالة ''حسب الله'' المهمة والخطيرة أنه لن يتخلى عن سيده في دمشق، كما لن يتخلى عن أسياده في طهران، فبشار أعلن مسبقاً أنه سيشعل النار في المنطقة إن تعرّض للخطر، وملالي إيران يهددون يومياً جيرانهم على الضفة الشرقية من الخليج العربي بنسف المنطقة بأكملها، فما إن يقترب سقوط بشار وزبانيته في دمشق، فإن خلايا إيران النائمة في دول الخليج، وخصوصا السعودية، ستتحرك لافتعال فوضى تحت مسميات عدة، ولا تسأل عن هذه المسميات، فلدينا من هم بارعون في تغطية الهدف الحقيقي واستبداله بشعارات مزيفة ما أنزل الله بها من سلطان، ولدينا أيضا من هم بارعون في التبرير لهم، ألم نقل مراراً إن المحرضين إخوان الشياطين!
كم حاولت إقناع نفسي أن ما فعله متطرفو العوامية من إرهاب وإجرام الأسبوع الماضي هو وليد الصدفة وحدها، وليس مرتبطا بما يحدث في دمشق مروراً بطهران. كم تمنيت أن أصدق أن التصعيد الخطير برمي المولوتوف على مراكز شرطة ومبان حكومية وإطلاق النار على دوريات شرطة، هو ردة فعل فقط لاعتقال كبيرهم الذي حرضهم على الإرهاب ودعا للانفصال وشتم الشعب السعودي بأقذع الألفاظ (نمر من ورق). كم أسعى للبحث عن مخرج لهؤلاء بأن توقيتهم ليس مرتبطاً بتطورات تحدث قريباً منا، وما هم إلا مشاغبون جهلة ولا يستخدمهم آخرون كأدوات ضد وطنهم. إني أدعو وأبتهل وآمل ألا يفعلها المتطرفون ويرفعوا من وتيرة إرهابهم في الأيام المقبلة، كما يقضي المخطط الذي وضع لهم، عندها ستكون الخلايا النائمة قد استيقظت، لعن الله من أيقظها ومن دعمها ومن برر لها.
ليس جديداً على إيران اللعب على وتر الطائفية والاستفادة منها بتأسيس خلايا نائمة، وفيلق القدس التابع للمرشد الأعلى مباشرة يعمل على ذلك منذ فترة طويلة، وليس شرطا أن تكتشف هذه الخلايا اليوم، كما حدث في البحرين والكويت واليمن، بل إن طهران تستثمر فيهم وتنميهم إلى يوم ليس بعيدا، فبشارهم يترنح، ونظامهم من تأثير العقوبات يتآكل، كما أنهم يعترفون دوماً بأن تصدير الثورة إحدى استراتيجياتهم الأساسية التي تعتمد عليها ثورتهم.
حالما يسقط النظام الأسدي، وهو ما يبدو أنه اقترب كثيراً، أو إذا لاحت بوادر هجوم عسكري غربي على طهران، فإن خلايا إيران ستتحرّك ولا ريب. سيفعلون ما في وسعهم لإشاعة الفوضى وإشعال الحرائق. لا يحزننا هؤلاء المتطرفون فإنهم سيأخذون جزاءهم عاجلاً أو آجلاً، من يحزننا أولئك المخدوعون بهم والمتعاطفون معهم والغاضون الطرف عنهم، لأنهم سيكونون جميعاً في المركب نفسه عندما يغرق، وما ذلك على الله ببعيد.
سلمان الدوسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..