السبت، 7 يوليو 2012

مرحباً ألف والشقة بألف


كدت أن أصبح شاعرة أو مصورة محترفة عندما استوقفتني جبال السودة ، منظر السيَّاح في عز الظهيرة وفي موسم الصيف منتشرين بين أشجار العرعر الأخضر وأحجارها الندية يتبخرون الضباب ويتعطرون رشات المطر ، ويستمتعون
بضجيج باعة العسل والحطب والحبش وباعة خبز الميفا مع الشاي بالجمر و بالحبق !!. منظر يسرق الفكر ويسليه وينعشه .

جميلة هي أبها وضواحيها ، وزاد جمالها أخلاق ومبادئ سكانها ،وهدوء وكرم أرواحهم ، أدباء شعراء متذوقين للفنون ولجميع ملامح وألوان الجمال ، فعلاً هي منطقة سياحية بطبيعتها التي وهبها الله سبحانه ، وما كان على صناع السياحة إلا أن يحافظوا على جمالها ويطوروا منه ، ولكن للأسف فإن جشع التجارة والعقار يشوه جمال تلك البهية بمحاولة امتصاص كل ما يملك السائح، أجنحة  تفتقد حتى لوجود مطعم فيها أو قريب منها أجارها ألف ريال!! تحت شعار (مرحبا ألف والشقة بألف ) ، فأصبحت أبها الجميلة مشوهه بهم وحزينة ، وزاد حزنها إهمال الهيئة العامة للسياحة للآثار الجميلة الأصيلة بالمنطقة ، بيوت شعبية لقرى قديمة مبنية من الحجر والخشب أعزي أبها باندثارها ، تهدمت ولم يبق منها الا الطرقات المحفوفة بالريحان والكادي ، جمال وأصالة وأماكن تراثية نستطيع استثمارها لجذب السياح تتعرض للإهمال ، إهمال عنيف!!.

لا أعلم ما وظيفة هيئة السياحة ؟ .. إن لم تعمل على ضبط أسعار الشقق وغيرها لتتناسب مع المستوى المتوسط لدخل غالبية الشعب السعودي ، وأين دورها من الحفاظ على جماليات المنطقة التراثية والطبيعية ؟ . كل الذي أعرف إنها تستعد بتوجيه خطابات طلب تأهب واستعداد للمطار و للجهات الأمنية وللمرور ، وتنشر البلدية عُمالها لتنظيف الجبال ، تفتح المفتاحة وتملأ السد (وقد يحتاج الأمر لقطع مياه التحلية عن سكان أبها قبل الموسم وتحويله للسد !) ، تنظم جدول للعروض النارية ومعارض الصناعات والجبل الأخضر الذي يغلق عند العودة للمدارس! .. كل هذه الترتيبات البدائية يمكنهم عملها في أي مدينة لم يهبها الله جمال أبها وضواحيها .

يا صنَّاع السياحة !! ، التفتوا لمصادر السياحة الطبيعية وأعملوا لها تنمية مستدامة ، استقطبوا السيَّاح و(العرسان المديونين وربما العاطلين ) بأسعاركم المعقولة أو المغرية !!، لملموا شتات شعب غالبيته من أصحاب الدخل المحدود يريدون أن يفروا من لهيب الحر لجمال وهدوء أبها ، طوروا ترتيباتكم واجعلوا من أبها سياحية في كل وقت .

قبل الختام ، اشكر مخيم أبها السياحي الدعوي ، احتواء لكافة شرائح المجتمع بدون مقابل مادي ، غذاء روحي وغذاء جسدي ونساء طاهرات حييات جميلات متزينات بعيداً عن (الاختلاط الكابت) موهوبات يقدمن مواهبهن الممتعة والمفيدة بتنافس شريف على هدايا قيمة ، مشروع سياحي ضخم وحدث عظيم في مدينة أبها .

هيئة السياحة العامة بعسير : أستيقضي وأعيدي البسمة على محيا أبها الجميلة الحزينة.


حصة أحمد الأسمري/ أبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..