الاثنين، 16 يوليو 2012

الانفصال الصامت مصير أزواج لا يعرفون الحب ..


في غياب الحب والود والتفاهم تتحول الحياة بين الزوجين إلى جحيم، فتَجنُب الخلافات في بيوتنا العربية عامل رئيس في العبور بالحياة الزوجية إلى برّ الأمان، وتكوين أسرة عمادها احترام كل طرف للآخر في ظل ضغوط الحياة التي تؤدي أحياناً إلى مرحلة «الانفصال الصامت» بين الأزواج، هذا ما تؤكده خبيرة التنمية البشرية
د. عطيات صادق، (تهتم بشؤون الأسرة والعلاقات الزوجية)، التي تحلل أسباب هذا الخلل وتعطي نصائح لتفاديه في سياق الحوار التالي.

ماذا يعني «الانفصال الصامت»؟

وصول الزوجين إلى ما يُسمى «الطلاق الوجداني»، أي فقدان الحوار وعدم اكتراث كل منهما بالآخر، وهو ما يطلق عليه البعض الخرس الزوجي. للأسف، الانفصال الصامت بين الأزواج شائع بصورة كبيرة.

ما أسبابه؟

عدم وجود تفاهم بين الأزواج، غياب لغة الحب والمودة، تغليب الخلافات والفرقة بينهم، فيكون الصمت سيد الموقف، بالإضافة إلى الإيقاع الروتيني، عدم التجديد في الحياة، تمضية كل طرف وقت ترفيهه وحده أو مع أصدقائه، عدم إشراك الطرف الآخر في اهتماماته ومشاكله، الجمود والفتور في العواطف ومشاعر الحب، العمل لأجل الماديات فحسب، في حين تكون لحظات الحبّ والود أمام الآخرين فحسب.

هل يؤشر الانفصال الصامت في الحياة الزوجية على زوال المشاعر العاطفية؟

ليس تماماً، إهمال كل طرف للآخر يعني أنه لم يعد يشغل فكره أو قلبه كما كان سابقاً، وتظهر أمور أخرى في حياته أكثر اهتماماً مثل: العمل، الأصدقاء، رياضة معينة… فيمنحها وقته وتركيزه ما يؤثر على الحياة الزوجية ويؤدي إلى جمود المشاعر والدخول في صراعات وخلافات.

كيف يمكن تفاديه؟

ينبغي على الأزواج إدراك تلك المرحلة في أولها كي لا تتفاقم المشكلة، وأن ينهض كل طرف بالآخر لعدم بلوغ مرحلة سيئة من الفتور العاطفي الذي يقتل الحب، ويجعل الحياة روتينية وغير مرغوب في استمرارها بهذا الشكل.

يرجع البعض الانفصال الصامت إلى عدم تكافؤ اجتماعي وثقافي، ما رأيكِ؟

أرجعه إلى عدم وجود ثقافة الاختلاف عندنا. علينا الإقرار بأن اختلافنا مع غيرنا ليس معناه عدم الاتفاق المطلق، وإذا كان ثمة ما نختلف فيه، فلدينا الكثير نتفق عليه، لنركّز على نقاط الاتفاق وننحي جانباً نقاط الاختلاف التي تهدم الحياة الزوجية وتفكك الأسرة.

قد يفضل أحد الزوجين الصمت لكنه بذلك يؤثر على الطرف الآخر. كيف؟

الصمت هو عدو الحياة الزوجية الأول، فكل طرف يشعر بحب الآخر له عندما يشركه معه في أفكاره وقراراته أو حتى في مشاكله، ليس طلباً للحلّ لكن بهدف الاهتمام المتبادل، وإن فضَّل الصمت فهذه مشكلة كبرى تهدم الحياة، لأن الطرف الآخر قد يظن أن ثمة أموراً وأحداثاً يريد الشريك أن يخفيها عنه، وأنه غير مرغوب وغير محبب لديه، كما كان، لذا الصمت فيروس الحياة الزوجية ومدمرها إن استمر طويلاً.

يعاني أزواج كثر طلاقاً عاطفياً، لكنهم يخشون البوح بذلك خوفاً من العادات والتقاليد والثقافة السائدة، ما تأثيره عليهم؟

الصمت هو بداية الانفصال الواقعي، لذا ينبغي على كل من الطرفين أن يبوح للآخر بما يجول في صدره وما يشعره بالضيق. فقد لا يدرك الطرف الآخر أنه مخطئ، وعندما يسمع من شريكه ذلك تتغير وجهة نظره، ثم يخشى كثر البوح بذلك حتى إلى أقرب الناس خوفاً من العادات والتقاليد المجتمعية. لكن أحياناً، التكلم وأخذ المشورة من ذوي الخبرة سواء من الأسرة أو الخبراء يحلّ المشكلة.

هل يؤدي سوء الاختيار بين الزوجين إلى هذا الانفصال؟

قد يحدث ذلك، لكن التصرف السليم هو الحوار والمصارحة حتى وإن كان كل طرف لا يطيق الآخر ولا يراه كُفؤاً له.

ما تأثير الانفصال الصامت على الأبناء؟

يحتاج الأبناء إلى العيش في أسرة مستقرة يسودها الحب والمودة وألا يشعروا بأن ثمة طرفاً لا يشترك معهم في هذا الكيان الجميل. بالتالي، هم أكثر من يقع عليهم الضرر في حالة عدم وجود كيانات وبيئة أسرية مستقرة يعيشون فيها، وفي الانفصال الذي يؤثر سلباً في حياتهم ومستقبلهم ويجعلهم عرضة للتشتت والفرقة وعدم الاستقرار.

هل يؤدي تراكم المشاكل الزوجية إلى هذا الانفصال؟

ينتج من تراكم المشكلات انعدام الحوار، لذا ينبغي على الطرفين أن يصفّيا قلبيهما كي لا تتراكم المشكلات، ثم تأتي مرحلة القشة التي تقصم ظهر البعير، فعدم حل المشكلات يجعل كل طرف متربصاً بالآخر، ويحدث صدام وخلافات بين الطرفين تدمر الحياة إن لم نحلها ونواجهها من البداية.

كيف نتغلّب على مشكلة الفتور في بيوتنا العربية؟

إشراك كل طرف للطرف الآخر في جوانب حياته المختلفة، حتى يشعر بأن الطرف الآخر في حاجة إليه. من هنا يبدأ الاستقرار، إعادة الحب والدفء إلى الحياة الزوجية وعدم الوصول بها إلى حالة الفتور، إشراك كل طرف للآخر بالحب والحنان واحترام الرأي الآخر، التفاعل الإيجابي بين الزوجين. ولا بد من أن نعلم أن الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات التي يجب أن تتحول بالتفاهم والود والصراحة إلى جرعة من الحب يثري الحياة الزوجية.

كيف نعيش حياة زوجية سعيدة بعيدة عن الملل والرتابة؟

ينبغي الاهتمام بالتغيير كل فترة، إجراء حوار يومي يشترك فيه أفراد الأسرة، حبذا لو بدأ كل منهم بالحديث عما فعل خلال اليوم، ليشاركه الآخرون خبراته ويشعر بأنه طرف مهم في أسرته. من الأسس المهمة لنجاح الحياة الزوجية الاحترام والتقدير وتبادل الهدايا وتجديد الحب باستمرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..