عندما شاهد الكاتب الروائي الأمريكي "ارنست هيمنجواي" روايته الشهيرة "العجوز والبحر" على الشاشة خرج قبل أن ينتهي الفيلم, صارخا في الظلام: "ليست هذه قصتي",
الكاتب: عبدالله القرقاح
http://www.roaa.ws/1057/1959/1352/2646.as
ونقل مثل هذا عن كثير من الروائيين العالميين مثل "جان بول سارتر" ، والروائي الإيطالي الشهير "البرتومورافيا"
أما "جون شتنايبك" الذي خرج باكيا من دار العرض التي عرضت الفيلم المأخوذ عن قصته "قدح الذهب" قائلا: "هذه ليست قدحي", بل إنها قدح من النحاس المزيف.
وكذلك كانت ردة فعل الأدباء العرب حين تحولت رواياتهم لأعمال درامية كطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم ..
وفي الواقع المعاصر الرواية الشهيرة "شيفرة دافنشي"
لداون براون أحدثت صداً واسعاً وصل الأمر لأن تمنع في عدد من الدول نظراً
لإساءتها للديانة المسيحية ، حيث أرجع الروائي كثيرا من المعتقدات المسيحية
لأصول وثنية، لكن مالذي حدث للرواية حين تحولت لعمل سينمائي؟! لقد تحولت
الرواية لمجرد فيلم بوليسي لا يتميز عن غيره من الأفلام البوليسية
الأمريكية ..
من ذلك يتضح أنه لا علاقة بين النص المكتوب وبين ماقد يصل للمشاهد حين يتحول النص لعمل سينمائي .
فالرسائل التي يوجهها العمل السينمائي للمتلقي تعتمد على السيناريو والإخراج بالدرجة الأولى وليست على النص .
ويتضح ذلك أكثر في المثال التالي :
مسرحية "ماكبث" إحدي روائع شكسبير, نجدها عند المخرج البريطاني "أورسون ويلز", مختلفة عن معالجة البولندي الأصل الأمريكي الجنسية "رومان بولانسكي".
فإن أورسون ويلز ـ قام أيضا بأداء شخصية ماكبث ـ لم يمل إلى إبراز العنف
الدموي خاصة لحظة قتل الملك. واكتفي بالإيحاء.. أما رومان بولانسكي فقد رأى
إبراز العنف. وهكذا نجد اختلاف المخرجين رغم أنهما التزما بالنص الأصلي
ومع لك اختلفت الرسالة الموجهة للمشاهد حسب توجه المخرج .
بغض
النظر عن الخلاف في مسألة تمثيل أدوار الصحابة ، والذي لن أتطرق إليه
فهناك من العلماء الأفاضل من هم أهل لبيان الحكم الشرعي في ذلك ، لكن مالفت
انتباهي هو التركيز على قضية سلامة النص ، وبرأيي أن ذلك بسبب عدم إدراك
بعض الاخوة لتأثير السيناريو والإخراج على المشاهد، و كنت أتمنى من مشايخنا
الفضلاء حين عزموا على مراجعة النص ورأوا أن ذلك هو الأصلح حسب اجتهادهم
أن يطلبوا الاطلاع على كامل السيناريو وليس النص الأصلي فقط ، مع الأخذ
بالاعتبار أن دور المخرج هو الأهم في كل هذه المعادلة فهو القادر على ايصال
الرسائل أو تحريف النص سواء عن قصد أو عن غير قصد.
الكاتب: عبدالله القرقاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..