لم
نكن نسمع منذ سنوات ما نسمعه اليوم عياناً بياناً من قبل بعض المتطرفين في
المنطقة الشرقية، ولم نكن نتوقع أن تسعى بعض الفئات إلى القيام
بأعمال شغب في بعض الشوارع وإلى استغلال المنابر في المساجد
لتحريض
المواطنين بل ومهاجمة رجال الأمن، ولم نكن نتخيل أن يسعى بعضهم لنكران
النعم وجحودها وتقديم الولاء لآخرين ضد وطنه بل والتطاول على قادة الوطن
ومواجهتهم في تحد صارخ لأمن هذا البلد الأمين.
كثيراً ماكنت أسأل نفسي ما الذي جعل الأوضاع في التعامل مع أمثال هؤلاء من مثيري الفتن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم؟ ومالذي جعل هؤلاء يتجرأون ويرفعون أصواتهم بهذه الجرأة والوقاحة؟ ولم يكن يتجرأون في السابق أن يتحدثوا بمعشار مايصدعون به اليوم؟ من أين يستمدون قوتهم في الخروج إلى الشوارع وإثارة الفوضى والبلبلة؟ ولم يكن يجرؤ أحد منهم في السابق على الوقوف للحظة ليثير الفتنة؟ ومن أين يأتيهم الدعم ليعلنوا على منابر المساجد تطاولهم وشتمهم لقادة هذه البلاد في الوقت الذي كانوا في السابق لايجرؤ على ذكر حرف مما يقولون اليوم في غرفهم المغلقة؟
لقد دأبت الدولة- رعاها الله- خلال الفترة الماضية على تغليب العقل والحكمة والمصلحة في التعامل مع هؤلاء المحرضين ومثيري الفتنة في الجزء الشرقي من وطننا العزيز وعملت على الصبر على أذاهم والإعراض عنهم حرصاً على احتضانهم ولم تبخل بشيء عليهم أو تفرق بينهم وبين الآخرين، فها هو (قط القطيف) وعلى ما تجده الدولة من أذى منه، ينعم أبناؤه الثلاثة ببعثة علمية كما تنعم زوجته بوظيفة في وزارة الداخلية، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي نجد من خلالها أن الدولة لم تفرق بين (شيعي وسني) في أي تعامل لها، فالكل يلقى نفس المعاملة الحسنة التي يجدها المواطن في أي رقعة من أرجاء هذا الوطن المعطاء.
لكن أمن الوطن ووحدته خط أحمر لايحتمل النقاش، والكل يجمع على أهمية وقوفنا صفاً واحداً (سنة وشيعة) في وجه كل من يحاول المساس بهذا الركن الأساسي من الوطن، وكما نجحت الدولة من خلال جهودها الحثيثة على كشف الإرهابيين والمتطرفين الذين كانوا يسعون للنيل من أمن هذا الوطن وقامت بمحاربتهم والقضاء على بعضهم والقبض على بعضهم الآخر فنحن اليوم في حاجة ماسة إلى مواصلة هذه الجهود للقضاء على أمثال هؤلاء المحرضين الذين يسعون في الأرض فساداً.
لقد حرص بعض من أمثال هؤلاء الذين يعمدون على التحريض والفتنة من الاستفادة من وسائل الإعلام ومما تمر به المنطقة من أحداث في دول مجاورة فقاموا برفع أصواتهم وأظهروا أنفسهم ومن خلفهم وكأنهم ضحايا يطالبون بحقوقهم المشروعة وأنهم مضطهدون على الرغم من استخدامهم الوسائل السلمية وأنهم محرومون وساندهم في هذا الأمر سكوت الكثير من أبناء جلدتهم على هذا البغي وعدم إنكارهم عليهم أو نصحهم وإرشادهم وكأنهم يؤيدونهم فيما ذهبوا إليه، كما ساندتهم بعض وسائل الإعلام المأجورة.
غير أن القيادة الحكيمة لهذه الدولة أبت إلا أن أن تضع حداً لكثير من مثل هذه الممارسات خصوصاً إن كان لها تأثير على أمن هذا الوطن وأمانه، ولم تفرق في وضع هذه الحدود بين كبير وصغير ولا عالم أو جاهل، بل وقفت موقفاً جاداً ضد كل من تسول نفسه بالعبث والتحريض، وقد آن لمثل هؤلاء أن يعرفوا حدودهم وأن يقفوا عندها ولايتطاولوا، وأن يعودوا كما كانوا جزءا من أبناء هذا الوطن له ما لأبناء هذا الوطن من حقوق وعليهم ما على أبناء الوطن من واجبات دون تفرقة أو تمييز.
ابراهيم محمد باداود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..