الأحد، 22 يوليو 2012

في إنتظار (نوح).!

لِحسَني النيّةِ الذين لا تسعهم فتاوى العلماء بتحريم تمثيل كبار الصحابة فيَتوهّموها ترسيخاً لِسيَرِهم في النشء، أُذكّرهم بآية "و قالوا لا تَذَرنّ آلهتَكُم و لا تَذَرنّ وَدّاً و لا سُواعاً و لا يَغوثَ و يَعوقَ و نَسراً". 
 
هي أسماءُ عبادٍ صالحين مخلصين لله. و بعد وفاتهم بزمنٍ تَباكى أصحابُ (التغيير و التطوير)، فقالوا للناسِ لِنَصنع (تماثيل) لهم فنرسخهم بأذهان الأجيال و لا ينسوهم فتضيع مآثرهُم. إدّعوا حُسنَ النيّة، و لم تكُن عندهم وقتَها (دراما أو قنوات)، فوافقهم المغلوبون على أمرهم. و مرَّ زمنٌ إنتقلتْ فيه (التماثيل) من التذكيرِ، للإعجابِ، فالتقديس، ثم بجيلٍ آخر أصبحتْ آلهةً تُعبد، حتى أمضى فيهم (نوح) ٩٥٠ عاماً و لم ينجح في هدايتِهِم عنها. 
 
تشخيصُ الصديق و الفاروق و صحبُهُم هي الآيةُ ذاتُها معكوسةً. أي (تقزيم) العظام، ليأتي جيلٌ جاهلٌ مغلوبٌ فلا يرى فيهم إلا المسلسلات فتذبل هِمَمُهُم عن المعالي و يقولوا (هم رجالٌ و نحن رجال). 
 
حُسنُ النيّةِ لا يُبيح حراماً. و وَعيدُ "مَنْ عادى لي ولياً فقد آذَنْتُهُ بالحرب" خطير، فكيف لا يكون لِخَليلَيْ سيدِ الخلق. و (نوح) لن يعود ثانيةً لهدايتكم. و الفِتنُ تجمع الصالح و الطالح، "و إتقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً". 
 
و الله المستعان.  


                    محمد معروف الشيباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..