السبت، 28 يوليو 2012

تَشدد جُدَّة.. وَوَسَطِيّة بُرَيدَة ..!

 - جدة  تَسير بهدوء نَحو "التَّطرُّف
الأستاذ / أحمد العرفج
شبكة مصدر الإخبارية :
عَبر أكثَر مِن رُبع قَرن مِن التَّردُّد بين مَدينتي جُدَّة وبريدة بِشَكل شَهري، بحُكم التَّوافُق بين العَمل والتَّواصُل الأُسري لزيارة أمي –شرح الله صدرها-، سَمحت الظّرُوف بأن أتأمَّل المَشهد الدِّيني بين المدنتين –كمَا يَتأمَّله غيري-، وقد تَوصَّلت إلى نقَاط قَد يَكون مِن الجيّد التَّحَاور حَولها!!بِدَايةً.. يُمكن القَول: إنَّ جُدَّة عُرفت بأنَّها مَدينة تَميل إلى "التمدن "، أو لِنَقُل "التَّسَامُح الوَاسِع"، فِي حِين أنَّ بريدة فِي أذهَان الكَثِيرين مَدينة "مُتشدِّدة"، ولا يُخفى عَلى المطلعين المَثَل القَائِل: "مطوّع بريدة".. كَدَلِيل عَلى هَذه الفِكْرَة!!ولَكن التَّردُّد بين المَدينتين ولِفَترة طَويلة، يُعطي مُؤشِّراً مُخالفاً لِذَلك!! ولنَبدَأ المَرحَلة!!بَعد جهيمان مُباشرة.. تَكوّنت ظَاهرة "البنلادنية".. نسبة لأسامة بن لادن، ولَقي هَذا الجِيل في جدة وَعَاء تَطرُّف جَاهِز، يَحتضن بن لادن وأمثاله -مِن أمثَال عبدالله عَزَّام وعبدالمجيد الزِّندَاني ومحمد قطب-.. وغيرهم، وكُل هذه المحا ضن و روَّادها لَم تَكُن فِي بِريدة!!وفِي قضية اخرى.. كَان نَشَاط الدَّاعيات فِي جُدَّة مُنقطع النَّظير، مِن خِلال تَجييش الشَّباب للذّهَاب لأفغَانستان، وقَد كَفَاني الأستاذ محمود صبّاغ مهمة البحث حيث نشر مقالامطولا يتناول هذه الظاهرة ، ولكن في الجانب الآخر نجد أنَّ بريدة لا يُوجد فيها مَن يُمارس مِثل هَذا النَّشاط النسوي!صحيح أن كل هذا كان قبل ربع قرن ،لكنه مازال ينمو ويتضخم الآن بصور أخرىفِي جُدَّة ، فِي الوَقت الذي تَشهد المَنَابِر الإعلاميّة أن أكثر المُتراجعين عَن التشدد والتَّطرُّف كَانُوا مِن بريدة!!وفِي عَالَم الكُتب تَخصَّصت مَكتبة فِي جُدَّة، وهي "الدَّار السّعودية للنَّشر"، ولَم يَكُن هَذا فِي بريدة –مَع أنَّها الأقرب- لقد تَخصَّصت هذه الدار في ِطِباعة ونَبش وإحيَاء كُل كُتب "سيّد قُطب"، وكتب المودودي ،والتَّركيز والتَّعليق عَليها، وطِبَاعَتها طِبَاعة أنيقة، وبيعها بسعر زَهيد، فالقصد كَان الانتشار، وليس الرّبح وجَمع الدّرهم والدِّينَار!!وبَعد رُبع قَرن.. هَا هي وزارة التَّربية والتَّعليم.. تَسحب كُتُب قُطب مِن مَكتبات المَدارس!! وإذَا كَانت تلك المَرحلة مَرَّت؛ ومِن الصَّعب مُحاكمتها، فإليك ظَواهر جَديدة تُظهر تَطرُّف جُدَّة، وتَكشِف عَن وَسطيّة بريدة، وهِي مَلامِح تُؤدِّي إلى ظَواهر، وليست ظَواهر بِحَد ذَاتها!!فِي الانتخابَات البَلدية.. فَازت القَائمة الذَّهبيّة "المُوصى بها" من من يسمون (أهل الخير) في جُدَّة، في المُقابل فَاز في بريدة رُوَّاد العَمل الاجتماعي، ومُتابعي أَداء الأجهزة الخَدميّة، وقَد عَلَّق احد المُفكِّرين عَلى هَذه الظَّاهرة بقوله: "إنَّ التَديُّن في بريدة للتَّصديرالخارجي ، وليس للاستهلاك المحلي"!!ومِن تَديُّن جُدَّة.. أنَّ مُكبّرات الصّوت تُستخدم للقرَاءة والمُحاضرات والتّلاوة، مع أنَّ تَعاميم وزارة الشّؤون الإسلامية تَمنع استخدام هَذه المُكبّرات لغير الأذان والإقامة، وهذا مَا تَقوم به مَساجد بريدة، وأتحدَّى مَن يَجد في بريدة مَسجداً يَستخدم مُكبّرات الصّوت الخَارجية، وكأنَّنا نَعيش في بَلدين مُختلفين.. وأتذكَّر أنَّني طَلبت مِن أحد الأئمة في شَارع المَكرونة التَّقيُّد بأنظمة الوزارة، عَبر إغلاق الميكرفون الخَارجي أثناء الصّلاة، فمَا كَان منه إلَّا أن زَاد مِن هَذه المُكبّرات،ليجعلها سياطا يضرب بها آذان الناس!!أكثَر مِن ذَلك.. في صَلاة التَّراويح.. كُل مَساجد بريدة تُصلي خَمس تَسليمات -وهذا الأقرب والأيسر- في حين أنَّ مَساجد جُدَّة تُصلي عَشر تَسليمات ،وهذا الأصعب والأعسر، و مُخالف للسُّنَّة، بَل البَعض يَصفه بالبدعَة!!أمَّا فيما يَتعلَّق بمَرافق المَسجد، فإنَّ دَورات المياه فِي جُدَّة لا تُفتح إلَّا أوقات الصَّلوات، وهي تغلق إمَّا مِن بَاب إساءة الظَّن في النَّاس، خشية استخدامها لأغراض سيّئة، أو كَسلاً مِن عَامِل النَّظافَة فِي المَسجد، فِي المُقابل.. أتحدَّى مَن يَجد في بريدة دورات المياه -في أي مسجد - مُغلقة طوال اليوم، ممَّا يَتلاءم ومُتطلبات الإنسَان لهذه الدّورات خلال اليوم كُلّه.. بوصفها مِرفَقاً عَاماً يَجب أن يُتاح فِي كُل وَقت للعموم!!حَسناً.. مَاذا بَقي ؟!.. إنَّني أُحب بريدة، ولكنَّني أُحب -بَل أَعشق- جُدَّة أكثر بكثير ، ويُؤلمني أنَّها تتجه نحو التَّطرُّف؛ مِن خِلال المَظَاهِر الكثيرة التي لا تُخطئها العين، ورغم بَعض مَظاهر التَّحرُّر التي تَبدو عَلى السَّطح؛ إلَّا أنَّها فِي الأعمَاق تَسير بهدوء نَحو "التَّطرُّف"، أو لِنَقُل "الالتزام الخَشن"!!.



---------------------


التعليق :

لست مع الكاتب  في مبالغاته 
حتى ولو كان ظاهر كلامه فيه  شيء من الصحة
ولكن
توظيف  بعض الشواهد  لغرض " مبطن "  يفقد الكاتب  " الموضوعية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..