الأربعاء، 4 يوليو 2012

ومع ذلك يسمونه مؤتمر "قومي عربي" و"إسلامي"!

يكاد يتلمسه حتى العميان والصم ذلك المظهر الذي يسمى بالتناقض بين الأفعال والأقوال الذي يسم الحياة العربية في الشأن السياسي تحديداً، فالإستسلام للأعداء يُسمى سلاماً، والتطبيع مع الغدو الذي يغتصب الأرض ويشرد الشعب، يُسمى طوراً حضارة وتارة أخرى التحضر، والقتل الإجرامي تحت سياط التعذيب الهمجي يسوق بإعتباره تنفيذاً للأحكام الشرعية، والإنبطاح أمام القوى المهيمنة يسمى التعامل الشفاف مع القوى الدولية، والحكومات المتأسلمة التي خالفت كل وعودها وأقوالها التي قالت بها خلال المراحل السابقة، على شاكلة حكام تونس الجدد، ومخالفتهم لأبسط قواعد الخيارات الديمقراطية والشوري، وقمعهم لإرادة الشعب التونسي وقواها السياسية الحرة، تسوق على أنها من أعمدة "النهضة" الثلاث: لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، . . . وهكذا بإمكاننا مواصلة إيراد المفارقات والتناقضات إلى حيث شاءت لنا الأحاديث عن الظواهر السياسية المقرفة الباعثة على الغثيان و"لعبان النفس" .
    والظواهر المشرقة التي صنعتها أيادي أبطال الشعوب كثورة تونس الشعبية وشهيدها الذي قدح شرارتها الأولى الشهيد الخالد محمد بو عزيزي، صارت مناط الإتجار على يد زمرة قيادة حزب "النهضة الإسلامي" ورئيسها صاحب ماركة حقوق الإنسان. . . ومما زاد في الأمور فضاحة ووقاحة تحول العاصمة التونسية إلى ساحة لتمرير الأطروحات التآمرية والمتخاذلة والوقحة الساعية إلى شطب وقائع تاريخية معمدّة بدماء الشهداء وأنين المعتقلين وإحتجاجات المتوارين عن الأنظار، وما أكثرهم ممن يجمعهم لسان الضاد في الأحواز وفي الجزر الإماراتية الثلاث وفي لواء الأسكندرون وفي غيرها من الأراضي العربية المحتلة التي أغمض هذا المؤتمر ـ الذي يُراد له أن يكون شعوبياً ـ عيونه وشارك في جرائم ايران في إحتلالها واقصائها للعرب في تلك الأراضي العربية وشعبها الأبي المقاوم عبر الصمت وتشجيع بلاد فارس في شطب هذه الحقائق الناصعة من ذاكرة ((المؤتمرين)) العرب [!] .
   الشعب العربي الأحوازي الذي قوامه التكويني حوالي العشرة ملايين مواطن، أحـْتُلـَت أرضه البالغة مساحتها حوالي: 348:000 كم مربع بأخس الأساليب العسكرية المجرمة ويتعرض يومياً إلى مختلف ضروب العسف والاٌضطهاد والقتل والتدمير لكل معالمه الحياتية والتاريخية، ويُحرم أبناؤه وأمهاته حتى من حق الإختيار الحر لتسمية أبنائهم، ويمنع على الصغار التعلم بلغته العربية الأم، إذ لا توجد مدرسة واحدة ـ وواحدة فقط ـ تعطي موادها التعليمية بلغة الشعب العربي الأم، واجه "حكماً بالإعدام مجدداً" على يد متثاقفين يحملون يافطة صفراء عـُنونت حروفها بـ"العروبة" و"الإسلام"، وكانت وظيفتهم القبيحة وظيفة الشيطان الأخرس بنكران حق من هم عرب أقحاح ومسلمين عرب حقاً وفعلاً من التعبير عن رأيهم وإبداء موقفهم من ظواهر قمعية إستدمارية يندى لها جبين الإنسانية كلها في القرن الحادي والعشرين، وليس أمام كل العرب والمسلمين فقط، إكراماً للذهب الفارسي وفضة الشلل الحزبية "المتأسلمة" أو "المتمذهبة" التي تطلق صيحات تأييدها الأجوف لسلطة الإحتلال الفارسي الصفوي التي تضطهد كل الشعوب والقوميات التي تعيش في جغرافيتها بالقتل والقهر، إنها عقلية "دينهم دنانيرهم" وغريزة الشر والتزوير، وليست روحية ((أنصر أخاك بردع الظالم له))، وهو مفهوم نبوي بحت كرسه رسولنا الكريم محمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأي منحدر وصل إليه هذا البعض الشعوبي من درجات تكوّمت مقاعدها في قعر الحضيض وإستقرت جسومها في الدرك الأسفل من المواقف السياسية المخزية ؟ .
   المناضلون والمجاهدون الأحوازيون الذين يسطرون أمجادهم في سوح الكفاح الأحوازية ويظللون راياتهم المضمخة بعطر الشهادة ماضون في طريق العمل الكفاحي الثوري وهم يتركون آلام إحتقارهم للمزورين والمدجلين ممن يرفعون أكاذيبهم أمام الملأ، فليفرحوا بمسمياتهم المنافقة: القديمة الجديدة، التي تدعي "القومية ألعربية" والمسلمة" فالكثير من المناظر المضحكة والظواهر المبكية غدا شحمهما أكثر من لحمهما، كي لا نقول: لقد بان ورمها المنتفخ الأوداج والمعوج اللسان الأرعن والأفواه المفمفمة ....

معن بشور وحقده على جهاد الشعب العربي الأحوازي
 وفي ذات الوقت نرسل بعتبنا للبعض الصادق في هذا المؤتمر، ممن لم يتلوّث بالنهج الشعوبي الذي تريده ايران الفارسية وذيولها فيه بغية تحريف مسار هذا ((المؤتمر القومي العربي))، ونتسائل بألم لماذا صمتت تلك الأصوات المخلصة التي توقعنا منهم ردة فعل غاضبة او منددة او منتقدة لنص البيان الختامي الهزيل الذي أصدره هذا ((المؤتمر الشعوبي)) الذي بدى بأن ذاكرته مثقوبة وبموافقة ((المؤتمرين كلهم)) ؟. ونخص بالإشارة هنا للمدعو معن بشور الذي يغرس الشعوبية في نهج هذا المسار/ المؤتمر القومي العروبي عبر التقية التي تعلمها من أسياده الفرس الصفويين عبر التمويل الهائل الذي يتلقاه في سبيل مواجهة اي موقف يفضح ايران الفارسية المحتلة في ذلك ((المؤتمر))، تحت ذرائع وأقاويل خاوية باتت مضحكة اليوم أكثر من أي وقت سبق على أن أيرانه تدعم ((المقاومة))، فبشور كان ـ وما يزال ـ هو الذي يقود الحقد والكراهية ضد الشعب العربي الأحوازي وضد قضيته القومية ضد الإحتلال الفارسي العنصري، واتضح ذلك من خلال معارضته الشديدة التي أبداها ضد المقترح المكتوب الذي قدمه أحد المؤتمرين المخلصين حينما قدم ملاحظاته عن ماهية أسباب عدم ذكر القضية العربية الأحوازية والموقف الصريح من الإحتلال الايراني للأحواز في بيان المؤتمر، هذه الأرض العربية المحتلة التي تعد مساحتها أكبر من مساحة فلسطين بعشرة أضعاف، والنهج الإستيطاني الذي مارسته بوحشية ايران معن بشور للأحواز قبل أن ينشأ كيان الإغتصاب الصهيوني في فلسطيننا المجاهدة، فلماذا شطب هذا البشور كل هذه العناوين الواضحة من بيانه ؟؟ ولماذا كان ضد ذلك المقترح اليتيم في إدراج ما يواجهه الشعب العربي الأحوازي من سياسات إستدمارية شنيعة على يد نظام الملالي في طهران  بالبيان الختامي للمؤتمر؟

وكلمة أخيرة نوجهها للمجاميع الصادقة للنهج القومي العربي غير الشعوبي في هذا المؤتمر، أن البشور وشخصيات اخرى تأتمر بأوامر ايران يتخوفون من قوة القضية العربية الأحوازية التي ستغير كل خارطة نهج هذا المؤتمر وتصلب مساره، فبالقضية الأحوازية فقط تنكشف كل عورات ايران العنصرية، ونقول لبشور: بأن دفاعك المستميت عن بشار المجرم أثناء تسليمه الإمرأة الأحوازية وأطفالها الخمسة الى ايران مقابل حفنة أموال، إستطاعت القوى الوطنية الأحوازية المجاهدة أن تهرّبهم من ايران الإحتلال، ولم تنفعك كل تلك المواقف المخزية التي وقفتها ضد تلك الاسرة الأحوازية وضد طموح شعبنا العروبي الأحوازي في الخلاص من الإحتلال الفارسي، فلن ينسى شعبنا وطلائعه المجاهدة كل مواقفك المضادة التي عرقلت بها جهودهم في المؤسسات والمؤتمرات العربية ولن ينسى سعيك الحثيث في حذف مقاومة شعب عربي بملايينه العشرة يقاوم أعتى إحتلال عنصري في منطقتنا العربية ... لن ننساك .

محمد التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..