الجمعة، 20 يوليو 2012

هل صوتي عورة أم فتنة ؟؟

( أنتي ما تستحين. .تكلمين رجال ؟ ) قالتها إحداهن لأخرى بعد أن عرفت إنها كلمت المدرب !! ففي إحدى الدورات كنا وصديقاتي نستمع للمدرب ونرى مادته العلمية من خلف الشاشات ، وكنا نشارك معه عن طريق
المايكات ، كان هناك فتيات يتمنعن من المشاركة حتى لا يسمع المدرب أصواتهن ! .لا اعلم هل تعتبره محذور شرعي فتنكر أم ماذا ؟ خصوصا إن كان كلام بالمعروف وعلمي ، بعيدا عن الخضوع و الهرج .

 وقبل أيام أكرموني قناة الراية برنامج عالم بنات باستضافتي في مداخلة عن رمضان والبنات، ولأنها كانت أول مداخلة لي طربت بها ، ولكنني تفاجأت بمن يرسل لي بأن صوت المرأة عورة ، وان على المرأة أن تستحي ويمنعها حيائها من المشاركة! !! وهل كان الحياء يمنع أمنا عائشة رضي الله عنها من تدريس الرجال من وراء حجاب؟؟ ، أو هل منع فاطمة ابنة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب من تدريس الرجال من وراء حجاب يرضى والدها ؟، والدي وإخوتي شجعوني ولكن بعض أقاربنا انتقدوني ! !! يستنكرون مشاركتي في البرامج التلفزيونية؟ .

 غردت بتويتر بمثل ( عقبال أصير مذيعة بعباءتي ع الرأس فنناقش قضايا النساء بفكر إسلامي سلفي بكل اعتزاز وثقة بحجابي كما تفعل أخواتنا السلفيات في مصر ) ، ولكن كيف يتحقق هذا وهناك من يقول صوتك عورة و يربط الحياء بذلك؟ ، بل إنني وجدت هجوم على تلك التغريدة! !مستنكرين الخروج بحجابي، لا يوجد لديهم وسط إما أن تتبرجي أو لا تخرجي في الشاشات ،و الخروج بحشمة وحجاب لأكون قدوة بصرية واقعية فلا ! .

تساءلت: هل حقا صوتي عورة  أم فتنة ؟؟ حيث أن العورة هو ما يجب ستره بالكلية ، أما الفتنة فهو ما يؤدي للضلال ، فهل صوتي يجب سترة بالكلية أم أن فيه ما يؤدي للضلال ؟ ،  بحثت في الفتاوى ووجدت فتوى للشيخ ابن عثيمين إجابة شافية تبين أن صوت المرأة ليس عورة وقد يكون فتنه في حال خضوعها بالقول ، وإليكم إجابته على السؤال : هل صوت المرأة عورة ؟

: من تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها تدل على أن صوت المرأة ليس بعورة، بل بعضها على ذلك بأدنى نظر:
. فمن ذلك قوله تعالى يخاطب نساء النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً فإ ن النهي عن الخضوع بالقول، وإباحة القول المعروف يدل على أن صوتها ليس بعورة إذ لو كان عورة لكان مطلق القول منها منكراً، ولم يكن منها قول معروف، ولكان تخصيص النهي بالخضوع عديم الفائدة

. وأما السنة فالأدلة على ذلك كثيرة، فالنساء اللاتي يأتين إلي النبي صلى الله عليه وسلم يخاطبنه بحضور الرجال ولا ينهاهن، ولا يأمر الرجال بالقيام ولو كان الصوت عورة لكان سماعه منكراً ووجب أحد الأمرين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقر منكر

وقد صرح فقهاؤنا الحنابلة بأن صوت المرأة ليس بعورة، انظر شرح المنتهى 3/11 وشرح الإقناع 3/8 ط مقبل، وغاية المنتهى 3/8 والفروع 5/157.
*
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. "، فهذا مقيد في الصلاة، وظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن تكون مع الرجال أو في بيت لا يحضرها إلا النساء أو محارم، والعلم عند الله تعالىمجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني عشر - باب ستر العورة.

رحم الله شيخنا ابن عثيمين وأسأل الله أن يعيننا على اغتنام شهر رمضان المبارك وكل عام وانتم إلى الله أقرب.




حصة أحمد الأسمري.
إصلاحية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..