مسلسل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سيكون
أضخم انتاج في تاريخ التلفزيون العربي. فنيًا، ستشاهد مالم تشاهد من قبل.
ودعونا نجيب على السؤال في عنوان التدوينة سريعاً لأن عندي موضوع أهم.
إذن، لِم ستعرض إم بي سي وقنوات اخرى بعد أيام هذا المسلسل؟ معقول لا تعرف الاجابة! معقول!! واضحة زي الشمس ياجماعة. لأن في رمضان تحقق قنوات التلفزيون تقريبًا نصف ايراد العام من الإعلانات. ولو قمت بعمل مسلسل ناجح وحشرته في ساعات الذروة (9-12 بتوقيت السعودية)، واستهدفت به السواد الأعظم من ال350 مليون عربي فأنت أصبت منجم الذهب.
لذا، إنتاج مسلسل يستهدف هذه الساعات في عروس القنوات وقنوات أخرى معتبرة أمر مصيري. ولو جعلت له صبغة دينية، وبسطت اللغة ليفهمها كل العرب، وأضفت الآكشن والتصوير الغير مسبوق، والدراما عالية النسق (مع شئ من المكياج المتقن للممثلات) فسيشاهده الكل. وفوق كل هذا، لو كسرت حاجز اظهار وجه أحد الخلفاء الراشدين فتكون قد أضفت عنصر تشويق وجدل يعطيك دعاية مجانية له تضمن المتابعة من اول حلقة (أوبس! يبدوأنني أساهم في الدعاية له أيضا بهذه التدوينة).
فالموضوع تجاري. ولو أردت أن تقول لي بأنه توثيق وتقدير وعرفان من المنتجين والقنوات لشخصية عظيمة فأهداف وتاريخ هذه القنوات لا يتمشى وإنصاف شخصيات دينية بمبالغ ضخمة كهذه. في المقابل، لو أردت ان تقول لي أنه مؤامرة لإفساد الدين والناس فنحتاج لدليل وحيثيات.
انتهينا من هذا الموضوع. وسأخبركم الان بما أعتقد انه أهم.
وهو: لِم سأحاول أن لا أشاهد هذا المسلسل؟
ولا اطلب منكم ان تفعلوا مثلي،
فالموضوع شخصي.
أنا شاهدت فيلم الرسالة وأنا صغير كالكثيرين منكم.
وأحببته جداً. ولليوم أنا أحب هذا الفيلم. لكنه ورطّني في مشكلة.
أصبحت كلما اتخيل سيدنا حمزة أو أقرأ اسمه أتخيل الممثل عبدالله غيث رحمه الله.
والأسوأ، أنني كلما أرى عبدالله غيث في فيلم أتذكر سيدنا حمزة! وهذا مؤذي جدا بالنسبة لي. حتى تعرفت قبل سنه على ايمن جمال و ابراهيم عباس وحصلت منهم على شرح للفيلم الذي يعملان عليه. فيلم سيدنا “بلال ابن رباح”.
وأحدى الشخصيات في فيلم بلال هي لسيدنا حمزة. وشاهدت رسمته التقريبية التخيلية. واستمعت للشرح الموضح لكيف تم الوصول لهذا الرسم التقريبي من البحث في كتب السيرة والتاريخ. وبمجرد أن شاهدت صورة سيدنا حمزة التقريبية حلت عندي مشكلة عبدالله غيث للابد.
غالبًا لن أشاهد المسلسل لأنني أخاف أن أقع في نفس مشكلة عبدالله غيث. وأنا في غنى عن هذا. خصوصًا وأنني قد قرأت وصف شكل سيدنا عمر رضي الله عنه. وعندي له صورة تخيلية. بل وقد قمت بتخيل اللقاء معه رضي الله عنه في الجنه بإذن الله. فأنا رتبت الحوار الذي أريد أن اتكلم معه فيه. لعلي لن اكون في درجته في الجنة، ولكننا جميعا نؤمل في “المرء مع من أحب” كثيرًا. أو على الاقل أن ألقاه في سوق الجمعة مثلاً.
فكرت في العصير الذي سأعرض عليه. لكنه قد يعتذر. وسأكون ملحًا جدًا. عندها ومجاملة لي سيطلب فقط كأس من الماء. سيشربه وأنا أراقب حلقه.
قد ترى أنني أناقض نفسي. فهنا لست متحمس لمسلسل عمر وهناك متحمس لفيلم بلال. لكن الموضوع بالنسبة لي موضوع مبدأ.
فمسلسل عمر سيكون منصفاً تاريخيًا. بل والكثيرين سيحبون (أو سيتعرفون على) سيدنا عمر وأحداث كثيرة لم يعرفوها من قبل. لكني شخصيًا أرفض أن أفسد صور صحابة رسول الله والتي في مخيلتي بأعمال أعلم انها تجارية بحته. لن أكون مجرد رقم في مفاوضات سعر الثانية الدعائية في مواضيع كهذه.
أما فيلم بلال، فقد استمعت لأيمن جمال وكيف ولدت فكرة الفيلم. فعندما دخل أيمن بيته في يوم ووجد أولاده يرتدون ملابس بات مان وسبايدر مان انزعج وأرادهم أن يخلعوها. لكنه فكر “لو خلعوها ماذا سيرتدون بدلًا منها؟ ما البديل؟”. عندها قرر أن يساهم في صناعة قدوات للأطفال من تاريخنا الاسلامي تنافس الشخصيات الكرتونية العالمية.
الخلاصة، أنا مع استخدام لغة وتقنية العصر والانفتاح قلبًا وقالبًا لدرجة قد تفاجئك. لكن أن تجر لموسمك التجاري سيدي عمر في مسلسل هدفه شبه الوحيد أن يبيع أكل وعصير وفوط صحية! أعتقد أننا هنا تجاوزنا حد لا أرتاح له.
http://www.yaserbakr.com/omar
إذن، لِم ستعرض إم بي سي وقنوات اخرى بعد أيام هذا المسلسل؟ معقول لا تعرف الاجابة! معقول!! واضحة زي الشمس ياجماعة. لأن في رمضان تحقق قنوات التلفزيون تقريبًا نصف ايراد العام من الإعلانات. ولو قمت بعمل مسلسل ناجح وحشرته في ساعات الذروة (9-12 بتوقيت السعودية)، واستهدفت به السواد الأعظم من ال350 مليون عربي فأنت أصبت منجم الذهب.
لذا، إنتاج مسلسل يستهدف هذه الساعات في عروس القنوات وقنوات أخرى معتبرة أمر مصيري. ولو جعلت له صبغة دينية، وبسطت اللغة ليفهمها كل العرب، وأضفت الآكشن والتصوير الغير مسبوق، والدراما عالية النسق (مع شئ من المكياج المتقن للممثلات) فسيشاهده الكل. وفوق كل هذا، لو كسرت حاجز اظهار وجه أحد الخلفاء الراشدين فتكون قد أضفت عنصر تشويق وجدل يعطيك دعاية مجانية له تضمن المتابعة من اول حلقة (أوبس! يبدوأنني أساهم في الدعاية له أيضا بهذه التدوينة).
فالموضوع تجاري. ولو أردت أن تقول لي بأنه توثيق وتقدير وعرفان من المنتجين والقنوات لشخصية عظيمة فأهداف وتاريخ هذه القنوات لا يتمشى وإنصاف شخصيات دينية بمبالغ ضخمة كهذه. في المقابل، لو أردت ان تقول لي أنه مؤامرة لإفساد الدين والناس فنحتاج لدليل وحيثيات.
انتهينا من هذا الموضوع. وسأخبركم الان بما أعتقد انه أهم.
وهو: لِم سأحاول أن لا أشاهد هذا المسلسل؟
ولا اطلب منكم ان تفعلوا مثلي،
فالموضوع شخصي.
أنا شاهدت فيلم الرسالة وأنا صغير كالكثيرين منكم.
وأحببته جداً. ولليوم أنا أحب هذا الفيلم. لكنه ورطّني في مشكلة.
أصبحت كلما اتخيل سيدنا حمزة أو أقرأ اسمه أتخيل الممثل عبدالله غيث رحمه الله.
والأسوأ، أنني كلما أرى عبدالله غيث في فيلم أتذكر سيدنا حمزة! وهذا مؤذي جدا بالنسبة لي. حتى تعرفت قبل سنه على ايمن جمال و ابراهيم عباس وحصلت منهم على شرح للفيلم الذي يعملان عليه. فيلم سيدنا “بلال ابن رباح”.
وأحدى الشخصيات في فيلم بلال هي لسيدنا حمزة. وشاهدت رسمته التقريبية التخيلية. واستمعت للشرح الموضح لكيف تم الوصول لهذا الرسم التقريبي من البحث في كتب السيرة والتاريخ. وبمجرد أن شاهدت صورة سيدنا حمزة التقريبية حلت عندي مشكلة عبدالله غيث للابد.
غالبًا لن أشاهد المسلسل لأنني أخاف أن أقع في نفس مشكلة عبدالله غيث. وأنا في غنى عن هذا. خصوصًا وأنني قد قرأت وصف شكل سيدنا عمر رضي الله عنه. وعندي له صورة تخيلية. بل وقد قمت بتخيل اللقاء معه رضي الله عنه في الجنه بإذن الله. فأنا رتبت الحوار الذي أريد أن اتكلم معه فيه. لعلي لن اكون في درجته في الجنة، ولكننا جميعا نؤمل في “المرء مع من أحب” كثيرًا. أو على الاقل أن ألقاه في سوق الجمعة مثلاً.
فكرت في العصير الذي سأعرض عليه. لكنه قد يعتذر. وسأكون ملحًا جدًا. عندها ومجاملة لي سيطلب فقط كأس من الماء. سيشربه وأنا أراقب حلقه.
قد ترى أنني أناقض نفسي. فهنا لست متحمس لمسلسل عمر وهناك متحمس لفيلم بلال. لكن الموضوع بالنسبة لي موضوع مبدأ.
فمسلسل عمر سيكون منصفاً تاريخيًا. بل والكثيرين سيحبون (أو سيتعرفون على) سيدنا عمر وأحداث كثيرة لم يعرفوها من قبل. لكني شخصيًا أرفض أن أفسد صور صحابة رسول الله والتي في مخيلتي بأعمال أعلم انها تجارية بحته. لن أكون مجرد رقم في مفاوضات سعر الثانية الدعائية في مواضيع كهذه.
أما فيلم بلال، فقد استمعت لأيمن جمال وكيف ولدت فكرة الفيلم. فعندما دخل أيمن بيته في يوم ووجد أولاده يرتدون ملابس بات مان وسبايدر مان انزعج وأرادهم أن يخلعوها. لكنه فكر “لو خلعوها ماذا سيرتدون بدلًا منها؟ ما البديل؟”. عندها قرر أن يساهم في صناعة قدوات للأطفال من تاريخنا الاسلامي تنافس الشخصيات الكرتونية العالمية.
الخلاصة، أنا مع استخدام لغة وتقنية العصر والانفتاح قلبًا وقالبًا لدرجة قد تفاجئك. لكن أن تجر لموسمك التجاري سيدي عمر في مسلسل هدفه شبه الوحيد أن يبيع أكل وعصير وفوط صحية! أعتقد أننا هنا تجاوزنا حد لا أرتاح له.
http://www.yaserbakr.com/omar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..