لم
تكمل العقوبات الغربية بمنع طهران من تصدير نفطها شهرها الأول، ومع ذلك
بدأ التأثير جليا على الاقتصاد الإيراني. دع عنك تقلص القدرة الإنتاجية
النفطية إلى نحو النصف تقريباً، من 2.2 مليون برميل يومياً إلى نحو 1.2
مليون برميل، فالطامة الكبرى هي تأثير العقوبات على السلع الأساسية وارتفاع
أسعارها الكبير، وهو ما اتضح مؤخرا عبر أزمة نقص الدجاج في بلد زراعي من
الدرجة الأولى. لم يقف الإيرانيون صفوفا طويلة من أجل الوقود، فذلك شيء
معتاد منذ سنين طوال، لكنهم وقفوا من أجل شراء واحدة من أهم السلع لديهم،
فأسعارها مرتفعة وفي الوقت نفسه غير متوافرة، بعد أن وصل سعر كيلو الدجاج
إلى 8000 تومان، وهو الذي كان قبل العقوبات 1800 تومان فقط.
ربما ''ثورة الدجاج'' الإيرانية، إذا صح التعبير، وما تبعها من مظاهرات شملت مدنا عدة في البلاد، ما هي إلا استمرار للمصاعب التي يتعرض لها الاقتصاد الإيراني منذ فترة ليست بالقصيرة، بسبب العقوبات الغربية عموماً، غير أن هذه العقوبات أتت على الجرح الإيراني عندما قلصت الاستهلاك النفطي من جهة، ناهيك عن عدم قدرة الحكومة على تأمين ما تحتاج إليه القطاعات الاقتصادية الرئيسية من مواد أولية لا تُصنع في البلاد، إما بسبب ارتفاع أسعارها وعدم قدرة التجار على الحصول عليها، أو بسبب عدم توافرها أصلاً لدخولها ضمن المواد المحظور استيرادها، وما يفاقم الوضع ندرة العملات الصعبة، وفقدان التومان الإيراني نحو نصف قيمته العام الماضي، وهو ما يدلل على سوء الإدارة الحكومية الإيرانية، التي ملأت الدنيا ضجيجا بقدرتها على استيعاب العقوبات مهما بلغت، بينما الواقع يؤكد فشلها في إدارة الأزمة التي تطحن البلاد.
ولمعرفة حجم المشكلة التي تقض مضاجع النظام الإيراني، وأنها ليست مسألة سلعة تغيب عن أرفف المحلات التجارية وتستبدل بسلعة أخرى، ها هو رئيس الشرطة الإيرانية يطلب من القنوات التلفزيونية عدم بث صور لأناس يأكلون الدجاج، معتبراً أن مثل هذه الصور قد تشعل توترات لا يمكن التنبؤ بعواقبها، بينما نائب الرئيس الإيراني محمد رحيمي يتهم مَنْ أسماهم بأعداء الثورة الإسلامية بـ ''التآمر'' لإحداث أزمة دجاج في بلاده، إذن فالعقوبات الغربية التي استخف بها النظام الإيراني طويلاً، ها هي تقض مضجعه في أسابيع قليلة، فكيف هو فاعل خلال الشهور المقبلة؟ بل يا ترى ماذا سيكون الوضع عندما يأتي موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يقلق منها النظام الإيراني أيما قلق خشية تكرر الثورة الخضراء، التي أفرزها تزوير الانتخابات الماضية بعدما فاز بها الرئيس أحمدي نجاد؟ه
ناك مَنْ يرى أن النظام الإيراني، ومع كل جعجعته بشأن الصواريخ التي يطلقها بين الحين والآخر، واختراعاته العسكرية التي لا تتوقف، بينما لا أحد يعرف حقيقتها، يسير بخطى سريعة على طريق الاتحاد السوفياتي السابق، وذلك بالصعود للفضاء ثم الانهيار الاقتصادي الكامل. ارتفاع أسعار المواد الغذائية كان أمراً حتمياً في ظل عقوبات قاصمة لظهر أي اقتصاد في العالم، تسببت في ثورة دجاج حتى الآن، ومَنْ يدري، فربما تأتي ثورة خبز في الطريق
سلمان الدوسري
ربما ''ثورة الدجاج'' الإيرانية، إذا صح التعبير، وما تبعها من مظاهرات شملت مدنا عدة في البلاد، ما هي إلا استمرار للمصاعب التي يتعرض لها الاقتصاد الإيراني منذ فترة ليست بالقصيرة، بسبب العقوبات الغربية عموماً، غير أن هذه العقوبات أتت على الجرح الإيراني عندما قلصت الاستهلاك النفطي من جهة، ناهيك عن عدم قدرة الحكومة على تأمين ما تحتاج إليه القطاعات الاقتصادية الرئيسية من مواد أولية لا تُصنع في البلاد، إما بسبب ارتفاع أسعارها وعدم قدرة التجار على الحصول عليها، أو بسبب عدم توافرها أصلاً لدخولها ضمن المواد المحظور استيرادها، وما يفاقم الوضع ندرة العملات الصعبة، وفقدان التومان الإيراني نحو نصف قيمته العام الماضي، وهو ما يدلل على سوء الإدارة الحكومية الإيرانية، التي ملأت الدنيا ضجيجا بقدرتها على استيعاب العقوبات مهما بلغت، بينما الواقع يؤكد فشلها في إدارة الأزمة التي تطحن البلاد.
ولمعرفة حجم المشكلة التي تقض مضاجع النظام الإيراني، وأنها ليست مسألة سلعة تغيب عن أرفف المحلات التجارية وتستبدل بسلعة أخرى، ها هو رئيس الشرطة الإيرانية يطلب من القنوات التلفزيونية عدم بث صور لأناس يأكلون الدجاج، معتبراً أن مثل هذه الصور قد تشعل توترات لا يمكن التنبؤ بعواقبها، بينما نائب الرئيس الإيراني محمد رحيمي يتهم مَنْ أسماهم بأعداء الثورة الإسلامية بـ ''التآمر'' لإحداث أزمة دجاج في بلاده، إذن فالعقوبات الغربية التي استخف بها النظام الإيراني طويلاً، ها هي تقض مضجعه في أسابيع قليلة، فكيف هو فاعل خلال الشهور المقبلة؟ بل يا ترى ماذا سيكون الوضع عندما يأتي موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يقلق منها النظام الإيراني أيما قلق خشية تكرر الثورة الخضراء، التي أفرزها تزوير الانتخابات الماضية بعدما فاز بها الرئيس أحمدي نجاد؟ه
ناك مَنْ يرى أن النظام الإيراني، ومع كل جعجعته بشأن الصواريخ التي يطلقها بين الحين والآخر، واختراعاته العسكرية التي لا تتوقف، بينما لا أحد يعرف حقيقتها، يسير بخطى سريعة على طريق الاتحاد السوفياتي السابق، وذلك بالصعود للفضاء ثم الانهيار الاقتصادي الكامل. ارتفاع أسعار المواد الغذائية كان أمراً حتمياً في ظل عقوبات قاصمة لظهر أي اقتصاد في العالم، تسببت في ثورة دجاج حتى الآن، ومَنْ يدري، فربما تأتي ثورة خبز في الطريق
سلمان الدوسري
..................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..