أجمل ما تقضي فيه نهارك هذه الأيام هو التنقل
مابين فضائية إيرانية وفضائية مموّلة منها، وفضائية متعاطفة مع قم،ولا أسوأ من ذلك
كله إلا التفرّج على إعلام غبي وممل لا يجيد إدارة المعركة إعلاميا عدا
إعادة
أسطوانة مشروخة.
لكنه الملل والتخبط وتصدير الأزمة الداخلية التي
تختنق بها إيران خاصة بعد حظر تصدير النفط الأسبوع الماضي هو ما يجعلها بنوعية هذا
التخبط في سياستها الخارجية وفي إعلامها حيث عجزت طيلة أعوام الثورة التي تتجاوز الثلاثين
عاما من أن تكون لاعباً ماهراً في السياسة الدولية أو الإقليمية.
الأسبوع الماضي ومع أحداث المنطقة الشرقية والتي
يعرفها الجميع، نشط من كوادرها الإعلامية على محطات التلفزة والفضائيات العربية
المحابية والدولية المراهنة على اجتذاب عدد أكبر من المشاهدين حيث لم يكن موضوع
النقاش دمشق أو القدس بل كان « القطيف».
وقد أفهم اعتبارات عبدالباري عطوان في هجومه
علينا، لكن لا أعرف تبريراً لأبناء الوطن سواء أكانوا شيعة أم سنة ممن اعتلوا
منابر الإعلام المختلفة في الدفاع عن نمر النمر أو عن الشيعة والسنة في المنطقة
الشرقية وذلك بتوسيع رقعه الخلاف أولاً بين السنّة والشيعة، والآخر مع الشيعة
والحكومة.
الحقيقية قد يكون الكلام مكرراً بالحديث عن
انتماء الشيعة في هذه المنطقة لوطنهم وانتمائهم الصادق لقيادته كما هم السنة، وقد
يكون كلامي مكرراً حين أقول إن آلاف الشيعة والسنّة يخرجون يومياً ليس للنضال ضد
بطش الدولة السعودية كما يصفها إعلام إيران، بل يخرجون يومياً للعمل في الدوائر
الحكومية والمؤسسات وشركات النفط الكبرى للعمل والبناء لهذا الوطن، وهذه حقيقة لا
ينكرها إلا جاحد يسمح لنفسه بالتطاول على مكتسبات البناء الاجتماعي العام.
لا أقول: إن هذا النسيج الاجتماعي ليس له مطالب،
لا، لديه مطالب معيشة متعددة ولديه منافذ
عديدة للعبور إلى حلول هذه المطالب، لكن مشكلة الفرس تكمن في عدم فهمهم
لسكان المنطقة، فهم فرس وليسوا عرباً من
شيعة وسنة، لم يجربوا ولم يعرفوا قيمة النسيج الذي يعود لمئات السنين، ولم يجربوا
الربيع الحقيقي، الربيع المزدهر.
هنا.. أتبرع للزعماء مخططي الإعلام في إيران ،
بأن ما يطرح هذه الأيام بخصوص المنطقة والقطيف ، هو «غوغائية» وليس عملاً محترفاً
إعلامياً، أما الوصفة فهي البعد عن التشكيك في ولاء الشيعة، فهي لا تنفع إلا
المغرر بهم والخارجين عن القانون أو من ينظرون من منابر على بعد مئات الأميال من
الوطن، هناك شيء آخر تستطيعون اللعب عليه .. لكنه حتماً ليس الانتماء لهذا الوطن.
http://www.alyaum.com/News/art/54346.html
سليمان أبا حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..