الثلاثاء، 17 يوليو 2012

أسئلة من وحي مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد

في علم السياسة النصح تشوبه بعض الخدع, ومن كمال السيادة معرفة حقيقة سبل الريادة!
لا تزال الأمة المسلمة في مضمار الصراع وهي سنة الله تعالى في هذه الحياة, وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى ولا أصدق منه قيلا وحديثا أنَّ اليهود والنصارى لن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم, وأنَّ الضلال في إتباع ملتهم؛ فليس بعد الحق إلا الضلال!
إنَّ الكيّس من تدثر بلباس يقيه برد الشتاء, وتوق بدرع نبل السهام, وإنَّ المنعة بالرجال لا تقل أهمية عن المنعة بالسلاح, وقوة الدول تكمن في ترابط الحاكم بالمحكوم وفق رؤية واحدة أصيلة في الجملة.

قدَر بلادنا المباركة – ونعم القدر – أن تكون حاضنة لخير الرسالات, تحن إليها القلوب وتشتاق, بموقفها تبرق الآمال أو الأعاصير. وما تنعم به البلاد من أمن وإيمان وصلاح وانسجام بين الراعي والرعية محل اهتمام دولي إذ في الإضعاف القدرة على السيطرة.
وبعد..:

فهذا الكلام الذي لا يجهله عاقل, أقوله ووجدان الشعب السعودي يجرح في أيام متقاربة من تصرف قريب, وعداوة بعيد! فأحوال البلاد المجاورة وما تعانيه الشام من بطش النظام النصيري وتربص الأعداء بالمنطقة العربية والخليج منها بصفة أدق, إلى محاربة للفضيلة بأسماء سعودية للأسف ببرامج تلفازية ماجنة, إلى باقعة تمثيل الصحابة, إلى أولمبياد دندن عليه الغرب سنين عديدة حتى ظفروا بأول حاجتهم في بوابة لندن!

كنا ننتظر من رعاية الشباب أن تقدم أو ترينا برامج حقيقية تخدم فيها الشباب وتؤهلهم للمنافسة العالمية في أمور تحفظ فيها توازن القوى وتساعد على ذلك! إلا أنها للأسف صرفت اهتمامها لما ليس فيه نفع, مع تجاهل إعلامي للمؤتمرات والنوادي العالمية التي ينافس فيها أبناء المملكة كالفيزياء والرياضيات ونحو ذلك.., لن أكتب هنا عن خيبة الأمل والتي عبرت عنها الأستاذة ريم آل عاطف – نظر الله إليها بعطفه ورحمته- في مقالها المنشور بعنوان "المرأة السعودية حين تضرب وتضرب بلندن!!" إنما سأتحدث عن أمر يجمع العقلاء على عدم فائدته بل إن ضرره أكبر من نفعه وأن هناك ما أولى بالعناية منه! وسأتساءل بفكر غربي متعقل عن هذه المشاركة بالأسئلة التالية وأتمنى أن أجد لها جوابا مقنعا:

-أي انتماء ووطنية سنقنع بها الغرب المتحضر عندما يرى أنَّ هذه الفتاة تمثل بلدًا لا تعرف لغته؟! هل هو تمثيل تطوعي ؟!

-ما معيار الأولوية لدى العقل السعودي في ترتيب حقوق المرأة وتمتعها بالرفاهية الحقيقية في ظل وجود مجموعة كبيرة من النساء بشتى أوصافهن المجتمعية, شقيت وهمشت دون حل لإشكالاتهن!

- كيف نظهر الاعتزاز بالثقافة السعودية والقناعة بأصالتها وديانتها في مخالفة واضحة لهما - للدين ولما سار عليه حكام هذه البلاد بدءا من مؤسسها رحمه الله!- وأي تبرير يمكن قوله للغرب المتحضر الذي يقدس كلام العظماء الذين شيدوا مجده ويقدس ما تقره ديانتهم ويعتبر مخالفة أفكارهم ونهجهم من الخطوط الحمراء!

-كيف سينظر إلينا الغرب المتحضر عندما يرى التناقض بين الشعب وممثليه! فالشعب لا يفخر بهاتين الفتاتين ولا يعتبرهما تمثلانه..!

-ماذا سيقول العقل الغربي المتحضر عن عقل عربي سعودي يشطب على حل معادلة صحيحة ليكتب أخرى خاطئة في حساب القيم وارتفاعها .. ليفقد تميزه وخصوصيته!

-ماذا سيقول العقل الغربي المتحضر عندما تخفق وجدان وسارة في الأولمبياد فيرى الإخفاق في الجنسين !! وهل سنزيده قناعة بأننا شعب متخلف إذا كانت المشاركة عنوان التقدم؟!
 
لا يمكن أبدا -وهنا أتحدى- أن يأتي أحد بكلام عاقل منصف أو عالم غربي أسلم لم تكن حشمة المرأة في بلادنا أحد الأشياء التي أعجبته, أو قدح فيها بعد إسلامه!

ومخطئ من ظنَّ أن الممانعة الحاصلة هي من بنات البلد فقط بل هي من كل فتاة تعتز بقيم إسلامها وعلو شرفها .

رسالة للمسئول عن الشباب والذي نحبه ولا نشك في محبته لدينه ووطنه.. أتدري كم نكست من رأس امرأة شريفة وأدمعت عينها..! لا أريد سماع مبررات هنا إنما أريد منك أن تعدَّ جوابا هناك عندما تُسأل ممن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم "لا أحد أغير من الله" فماذا عسى أن تجيب عن باب كسرت قفله!
اللهم أصلح أحوال هذه البلاد واجمع أمرها على الخير واكفها كيد كل كائد وحاسد.

 وكتبه/ عبدالعزيز الحربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..