كان للاستشراق دوره في نشر الفكر الشاذ ،
عن طريق صبيانه المنتشرين في التعليم والإعلام ، وخاصة ما سمِّي بالحداثة
التي تدعو إلى تحطيم التاريخ الإسلامي ، ونقد نصوص القرآن الكريم والسنة
النبوية .
وقد انبرى هؤلاء في العديد من الصحف ،
يصولون على شريعة الله تعالى ، ويدلسون على عقول القراء بالخلط والشبهات ،
ولم يُتيحوا لأحد سواهم أن يقدِّم وجهة نظر تخالفهم ، وإلَّا نعتوه بالتخلف
والرجعية والتقليدية والتكفير والخوارج ، وغير ذلك من النعوت الجاهزة التي
تلوكها افْوَاهِهِمْ وأقلامهم الخبيثة .
وتأثر الكثير من هؤلاء الصبيان بالنظريات
الغربية في التاريخ ، فاستل أحدهم قلمه الخبيث متشبعاً بقيء وقيح الاستشراق
مطالباً بتحطيم تاريخ أمته بنطحة مقال ، مبرراً ذلك بكون التاريخ ذاته
"عبء كبير" على أمثاله أن يحملوه فضلا على أن يدافعوا عنه .
وكشف كويتب صحيفة الرياض الذى سبقه إليها
شيخه عدنان إبراهيم عن إشكاليته المزمنة تجاه تاريخنا الإسلامي بأنه " لا
يمكن تجاوزه إلا من خلاله"، واصفاً تاريخاً تخطى 1400 عام وحوى سيرة سيد
البشر صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم وتفاصيل مسيرة
أمة يوما بيوم وشهرا بشهر وسنة بسنة بـ"الصنم" الذي يجب أن يتحطم ..!
وفي صحيفة الرياض التي تطبع في الرياض بلاد الحرمين الشريفين ، وتحت عنوان "إسلام بلا إسلاموية .. الإسلام والتاريخ" ، أعاد كاتب المقال تدوير قمامة المستشرق القس صموئيل زويمر التي فشل في تمريرها إلى عقل الأمة منذ عشرات السنين ، مطالباً بـ"تعرية وفضح وقائع وشخصيات ذلك التاريخ"، موجهاً سهام تغريبيته المسمومة الخبيثة إلى كاتب الوحي معاوية - رضى الله عنه- واصفاً إياه بـ"الطاغية".
وفي صحيفة الرياض التي تطبع في الرياض بلاد الحرمين الشريفين ، وتحت عنوان "إسلام بلا إسلاموية .. الإسلام والتاريخ" ، أعاد كاتب المقال تدوير قمامة المستشرق القس صموئيل زويمر التي فشل في تمريرها إلى عقل الأمة منذ عشرات السنين ، مطالباً بـ"تعرية وفضح وقائع وشخصيات ذلك التاريخ"، موجهاً سهام تغريبيته المسمومة الخبيثة إلى كاتب الوحي معاوية - رضى الله عنه- واصفاً إياه بـ"الطاغية".
إلا أن مقال صبي زويمر جاء زواج متعة بين
شبهات التشيع وتهافت الليبرالية ، وأخذ يقترح الحلول لأزمته التي جعلها
أزمة لقراء الصحيفة ، وعقد مقارنات عقدها قبله القس زويمر ، حينما طعن في
تاريخ الأمة مستغلاً ما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما منطلقا ، وما
وقع بين الدولة الأموية والعباسية من أمور سياسية وجفاء ، أمثلة لوحشية
المسلمين بزعمه !
لكن السؤال الذي يفرض نفسه على كاتب صحيفة
الرياض السائر على نهج زويمر ، إذا ما سلمنا لهرطقة ما كتبت واعتبرت أمة
القلم التاريخ مانعاً من تحررها كما تدعي ، فعن أي أمة نقف بعد ذلك ونتحدث ،
بعدما جردتها من حقها في كتابة وحفظ تاريخها ، والاهتداء بمعالمه في طريق
تفردها بين الأمم .
وربما لا يدري صبي زويمر أن أبرز من تصدى
لتلك الهرطقة قديما وقبل ولادته ، القاضي ابن العربي في كتاب العواصم من
القواصم , والإمام ابن تيمية في كثير من كتبه ورسائله , وكذا الحافظ الناقد
الذهبي في كثير من مؤلفاته التاريخية مثل كتاب سير أعلام النبلاء , وتاريخ
الإسلام , وميزان الاعتدال في نقد الرجال , وكذلك الحافظ ابن كثير المفسر
المؤرخ في كتابه البداية والنهاية , وأيضًا الحافظ ابن حجر العسقلاني في
كتابه , فتح الباري في شرح صحيح البخاري , ولسان الميزان , وتهذيب التهذيب
والإصابة في معرفة الصحابة .
وأعتقد أن أفضل رد على صبي زويمر وكاتب
صحيفة الرياض هو القرار الذي صدر بحقه من مجلس جامعة القصيم بإقصائه من
التدريس بقسم اللغة العربية ، وتحويله إلى عمل إداري !
لكن وجب التنبيه أن الموهوم في هرطقاته
لا يدفع المعلوم من تاريخنا ، وأن نظريات الاستشراق المجهولة التي صدعنا
بها لا تعارض المحقق ، فالمعلوم المحقق هو الإسلام وتعاليمه وشرائعه
وتاريخه، والموهوم المجهول هو ما تخرص به صبي زويمر على صفحات صحيفة الرياض
. ومن أمن العقوبة اساء الأدب !
أبو لـُجين إبراهيم
الأحد 10 ـ 8ـ1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..