كتب
زميلنا "الشمالي" المبدع محمد الرطيان عن العنصرية، فأعلن أنها وباء لا
يكاد يسلم منه أحد، إلا من شفا الله، وكتبت سارة خياط ساخرة .. كلنا سعد
الدريهم. وسعد لمن لا يعرفه دكتورا (ليس طبيبا) في جامعة الامام محمد بن
سعود يدرس جيلا بأكمله كيف يواجه الحياة .. وكيف يدير علاقته بربه ووطنه
ومجتمعه. دخل عالم تويتر (زي الناس) وكتب كلاما يعبر عن رأيه ورأي من مثله
من الناس. قال (قدس الله سره) لا يدخل الجنة الا من كان "نجديا" .. واقفل
باب جنة عرضها السموات والارض في وجه غير ربعه. هل صدمنا أن يكون هذا رأي
يجاهر به على الملأ، بعد أن ضجت به المجالس والنفوس؟
الكاتبة
"المشتعلة"، تتفق مع الكاتب "المتقد، وتقول أننا كلنا مثل الدريهم. تمتلأ
نفوسنا غلا على غيرنا، ونحسب أننا الاعلون في الارض، وغيرنا أدنى من أن
يرتقي الينا أو نتواضع اليه. هل صحيح ما تقول؟ أم انها شابة صغيرة تحسب
أنها كشفت نفوس الكبار بشمعة لم تتجاوز مطلع العشرينات من عمر الربيع؟
الحق
والحقيقة ان أكثرنا أعراب، لا عرب، (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن
قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم). لازلنا نعيش جاهلية ماقبل
الاسلام بشرها لا بمكارم الاخلاق فيها (الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله).
ولكي
نطمئن أننا اسلمنا .. نصلي ونصوم ونعتمر ونحج، نزكي (وإن لم نتزكى نفسا)
ونتصدق .. ثم نحكم على بناتنا بالعنوسة .. أو البغاء، متناسين أمره سبحانه
وتعالى (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة
الدنيا)، طمعا في راتب، أو تطلعا لعرض افضل، ترفعا عن عرق ادنى، او أملا في
رتبة عنصرية اعلى.
نردد في صلاتنا (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم، ان الله عليم خبير)، وقد نبكي قانتين، ثم نسلم على أهل الوجاهة، ونكاد لا نرى من صلى معنا من المساكين.
د. خالد محمد باطرفي
نقرأ
السيرة او تقرأ علينا بعد صلاة العصر، ونقف عند تعامل سيد الخلق اجمعين مع
عبده زيد الذي اطلقه ثم زوجه بنت عمه زينب، ثم تزوجها من بعده، وكيف كان
يأكل معه من طبق واحد، ويشرب معه من آناء واحد، واذا احتد معه ضربة
بمسواكه، ثم غفر له فحضنه، ونعود الى بيت تعامل فيه الخادمة كدابة، تكد
وتحمل عنا حمل بعير، ثم يلقى لها بالفتات في حظيرة. لا نعرف عنها ولا عن
اسرتها ولا بلدها الا ما ندر. تبقى عندنا عامين، وترحل قبل ان نأذن لها
بعمرة او بحج. وتكون محظوظة أن اخذت رواتبها كاملة ولم يصبها أذى.
يزورنا
الضيف ويقيم بيننا عمرا بأكمله، كما روى زميلنا الجميل الدكتور سعود
المصيبيح في كتيبه المشترك مع ابنته إيثار "تعارفوا"، ثم يغادر بلادنا ولم
يصادق أحد منا، ولم يشعر أنه ينتمي الى أسرتنا، ذلك أننا نحسب أننا خير
منهم، ومتفضلون عليهم، ولو تجاهلناهم سيأتوننا زحفا لنكرمهم (كما يعلمنا
الشرطي ضاحي الخلفان).
يحلق
بنا رمضان الى سموات الروحانية، فإذا جاء العيد هاجرنا من ارض الرحمن الى
بلاد الشيطان، ومارسنا كل ما نشتهي، ومانحرم انفسنا منه، ونحرمه على نسائنا
وابنائنا. ثم اذا عدنا، بل وفي الطائرة قبل ان تنزل في مطاراتنا، استعدنا
هويتنا وتذكرنا واجبات ديننا، فأرتدت نسائنا الحجاب، والتزم ابنائنا
بالآداب، و"افتكرنا" العادات والتقاليد .. ما وافق الدين منها، وما وافق
القبيلة.
وبعد
أن كانت نسائنا يخرجنا في زينتهن الى "البكاديلي" بعد منتصف الليل فلا
نخاف عليهم عين حسود أو مغامرة معجب أو مضايقة طامع، صرنا نرتعد خوفا ان
خرجن أو خرج صغارنا من باب الدار الى بيت الجيران، بدون حارس من الفحول.
فذئاب الليل والنهار يتربصون حتى بالولدان. نطمئن للغريب في أهلنا، ونخشى
الاقربون عليهم. (تغطي ع الجمل وتكشف على الجمال)!
يشكو
امام مسجدنا من الواسطة، ويكتب زميلنا عنها في عموده بالجريدة بمناسبة
وبدون، ويصيح الخريجون والموظفون منها، ويشكون مر الشكوى، ثم .. يعين
الامام أبن أخيه وكيلا عنه في خطبة الجمعه، وابن عمه في الامامه، وسائقه في
الاذان. ويتوسط الزميل لدى رئيس التحرير لتعيين قريبه في التحرير، وصاحبه
في السكرتارية، أما إذا بلغ منصب رئيس التحرير، فهنيئا لأهله وصحبه جميعا،
ولو كانوا من أهل "الجنوب الغربي"، وهو "الريس" في "الشمال الشرقي". ويختار
مدير الشئون الصحية ومسئولي شركة الاتصالات في كل موقع متاح ربعه وجماعته،
ويعين مدير التعليم ابناء عشيرته ومنطقته في كل الوظائف المتاحة، من مدراء
المدارس، الى وكلائها، ومدرسيها، وحتى حراس الأبواب. وتبدأ رئيسة القسم
في "تديير" امور بناتها واخواتها وصاحباتها، حتى لا يكاد يبقى موقع قدم
لغيرهن. حتى "ارامكو" التي غرس فيها الأمريكان ثقافة الكفاءة والجدارة،
خسرت قيمها للأسف الشديد عندما تولاها بعض ابنائنا.
ندعو
الى الديمقراطية في كل البلدان، ونتدخل في كل شأن، ونحاسب ونقترح ونناشد،
ثم إذا عدنا إلى خليجنا، كما فعل صاحب "الإضاءات"، المستنير تركي الدخيل،
نقول ليس بالامكان أحسن مما كان، من قال اننا نحفل بحكم "الورعان"، أو نقبل
برأي الرعيان، أو نسمح بشورى الميدان؟ يا ديمقراطيات العالم، يا من صنع
الصاروخ والطائرة واخرج لنا البترول والقطران، تعالوا لتتعلموا منا اصول
التنمية والتطور ورخاء الانسان. (خليجي وبس .. والباقي خس!)
نقول
بخصوصيتنا، ونرفع أمام العالم رايتنا، ثم .. نفرق بين الزوج وزوجه، على
كفاءة النسب، ثم نوزع المقاعد الجامعية والمناصب العملية في الجامعة
مقاعدهم، بناء على كفاءة العنصر والأصل والفصل والمذهب والطائفة .. ثم نخصص
الامامة والقضاء والوصاية الدينية في سكان منطقة دون غيرها.
يحدثنا
خطيب الجمعة وأستاذ الجامعة، كتابنا ودعاتنا وأصحاب الرأي والفكر فينا، عن
النزاهة والصدق والأمانة، ثم تخرج قوائم المنح، فنجدها موزعة بينهم،
وعليهم، ومن يحبون. ويصلي المصري وراء الامام صلاة القنوت في مكة فيبكي
معه، ثم يخرج فيعرف انه يملك البرج الذي يقيم فيه، والمباني المجاورة،
فيسأل (أمال هوا كان بيعيط ليه؟).
يرفع
داعية الليبرالية علم الحرية والديمقراطية، وينادي بالحوار الحر، ويشكو من
الإقصاء والتحيز والعنصرية. ثم يتسنم موقعا أو مساحة صحفية أو تلفزيونية،
فيبدأ بمحاربة كل من يعارض مبادئه، ويقصي كل من لا يتفق معه، ويحرم حق
التعبير كل من على غير ملته. يهاجم المحافظين، ويتآمر مع المستغربين على
دينه ووطنه ومجتمعه. يقدم البرامج الخليعة في رمضان، ويغني في ليلة القدر،
ويرقص في الحج، ويدندن على حرية التفسخ والانحلال في رجب ويدافع عن حقوق
الشاذين في شعبان. تحك جلده، بعد كل هذا التظاهر الليبرالي، فتجده عشائريا
حتى العظم، وعنصريا من الرأس للقدم. فهذا الخصم بدوي، وذاك "غطغطي"، أو
(نعم بفلان القبيلي، ولد الحمايل، وما أتفه فلان المتجنس، طرش البحر).
أتذكر بهذه
المناسبة، الكاتب الليبرالي الدكتور علي الموسى، عندما هاجم كل بنغالي في
البلاد، وأتهمهم، وكل أجنبي أو غير سعودي الأصل والمنشأ والولادة، بسرقة
اللقمة من الافواه، والوظائف من الأبناء، والهيمنة على التجارة. ثم فوجئنا
به يدافع عن البنغالة لما أتضح انهم يحكمون جامعة الملك خالد، وقسم اللغات
الذي يهيمن عليه بالذات، ويصفهم بمخترعي العالم وعلمائه ومبدعيه!!
أما
حارس الفضيلة وداعية الاصلاح وحامى ذرى الشريعة، الدكتور محمد العريفي،
فقد قرر أن منبر "ال بي سي"، ونادي دبي للسيدات، وميادين أوروبا ثغور يدفع
منها ويهاجم أهل الفسق والفجور، ويستعدي منها على أخواننا أهل القبلة من
شيعة آل البيت، خالطا صالحهم بطالحهم، ومستنفرا "اتباعه" في تويتر،
والقنوات النصرانية اللبنانية، ومن أدخلهم في الاسلام بالآلاف في البلاد
الأوروبية، ضد بني وطنه من غير ملته، ولاحقهم في سوريا والعراق واليمن،
وأتبعهم بكل من لم يعجبه من الصحفيين والكتاب.
وجاءنا الشيخ الدكتور "النفساني" الشهير طارق الحبيب، الذي اتهم سيد الخلق اجمعين بالنقص في شخصيته، ليعلن أن ولاء أهل الجنوب والشمال للدول المجاورة، وان ليس هناك من يخلص لبلده وحكومته مثل أهل الوسطى. يوجهه قبيله بالحسنى ويلتمسون له العذر، كما وجدوه لبنيهم وبناتهم، مثل صاحب سورة التفاح، ثم يخطأ الكشغري، ويتوب، فلا تقبل توبته، وتنصب له ولأسرته وكل من جاء من مثلهم المشانق.
وجاءنا الشيخ الدكتور "النفساني" الشهير طارق الحبيب، الذي اتهم سيد الخلق اجمعين بالنقص في شخصيته، ليعلن أن ولاء أهل الجنوب والشمال للدول المجاورة، وان ليس هناك من يخلص لبلده وحكومته مثل أهل الوسطى. يوجهه قبيله بالحسنى ويلتمسون له العذر، كما وجدوه لبنيهم وبناتهم، مثل صاحب سورة التفاح، ثم يخطأ الكشغري، ويتوب، فلا تقبل توبته، وتنصب له ولأسرته وكل من جاء من مثلهم المشانق.
كالدكتور سلمان العودة، والدكتور عايض القرني، والدكتور طارق السويدان، والشيخ عبدالوهاب الطريري، والشيخ حسن الصفار، والدكتور محمد المسعود، والاستاذ محمد رضا نصر الله، ومثلهم كثير، وإن لم يشتهروا،
فأدعوهم وأدعو نفسي، وأحبة من بعث رحمة للعالمين، لكي ننضم لنادي "تعارفوا" الذي دعا اليه المصيبيح وأبنته إيثار، ونتحد في دعوتنا لنبذ العنصرية التي وصفها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه بأنها (منتنه) ودعانا بالأمر لتجنبها، ونقدم الناس لصلاحهم وتقاهم، ونرفعهم لخيرهم وعملهم، فلا (فرق بين عربي ولا عجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)، ونجتمع معهم على حب الله ورسوله، إن كانوا من أهل القبلة، وحب الخير وعمارة الأرض واشاعه وتعزيز ونشر قيم العدل والبر والاحسان ومكارم الاخلاق، إن لم يكونوا من أهل ملتنا. فقد أوصانا جلا وعلا (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) وبين لنبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ووصفه (وأنك على خلق عظيم) وأعلن سيد الخلق اجمعين (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وإنما (الدين المعاملة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..