الخميس، 23 أغسطس 2012

موظفات أمن يروين لـ "سبق" قصصاً في العيد: تحرش.. مشاجرات وسرقات

عاملة نظافة تضبط فتاتين بعد نظرات مريبة ومسؤولة أمن تفض تشابك سيدتين
موظفات أمن يروين لـ "سبق" قصصاً في العيد: تحرش.. مشاجرات وسرقات

 

دعاء بهاء الدين، ريم سليمان- سبق- جدة:
 
تثير فكرة المرأة الشرطية أو حارسة الأمن، الجدل بين مؤيد ومعارض، ولا تزال تتجاذبها أطياف كثيرة داخل
المجتمع، وعلى الرغم من أن الفكرة بدأت تطبق على أرض الواقع في كثير من المراكز والمحال التجارية، إلا أنه لا تزال هناك بعض علامات الاستفهام عن دورها.
"سبق" انتقلت إلى المراكز التجارية لتتعرف على مشاكل موظفات الأمن في الأعياد والمناسبات، والعوائق التي تواجههن في التعامل مع النساء.
 
نظرات مريبة
في البداية انتقدت رزان عبد الله مسؤولة أمن بأحد المراكز التجارية سلوكيات المراهقات في الأعياد وأوقات الازدحام، قائلة: نشاهد فتيات "بويات" يرتدين ملابس للشباب وتحركاتهن مريبة، مبينة أنه في إحدى المرات أخبرتها عاملة بغرفة القياس أنها شاهدت فتاتين تدخلان الغرفة نظراتهما مريبة ولا يحملن ملابس للقياس، واتصلت على الفور بموظفة الأمن التي سارعت بضبطهما .
 
مشاجرات الفتيات
وقالت عواطف الظاهري مسؤولة أمن بإحدى المراكز التجارية: في الصيف  والأعياد والمناسبات يزدحم المركز بالفتيات المراهقات، وهن دائماً يختلقن المشكلات لأتفه الأسباب، مستعرضة حادثة وقعت العام الماضي في العيد، عندما تشاجرت فتاتان في دورة المياه لأن إحداهن سخرت من الأخرى، وقد تطور الأمر للتشابك بالأيدي، وتشويه كل فتاة لماكياج الأخرى.
وأوضحت أن معظم هذه المشكلات تنتهي على المستوى العائلي بعد معرفة المتسبب في حدوث هذه المشكلة، منتقدة الفتيات اللاتي يرتدين ملابس مثيرة، فيعاكسهن الشباب، ثم تشكو الفتاة بعد ذلك وتستدعي الأمن بالرغم من أنها السبب في هذه المعاكسة، وأضافت قائلة: نعاني أيضاً في المناسبات من ضياع الأطفال من أهلهن داخل السوق خاصة في عمر صغير، موضحة أنهن يحتفظن بالأطفال لديهن في مكتب الأمن النسائي حتى يستلمه أهله.
 
سرقات الصيف
أما مريم خليفة مسؤولة أمن بأحد محلات الملابس فاشتكت من سرقات النساء، خاصة في موسم التخفيضات، قائلة: تستغل بعض النساء موسم التخفيضات وتسرق الإكسسوارات الخفيفة، وأيضاً بعضهن يكسرن مستلزمات المحل دون قصد ويهربن دون سداد قيمتها، لافتة إلى أنها رأت شاباً يبحث عن فتاة وعندما سألته تهرّب من الإجابة، وقد شاهد المدير خلال الكاميرا سلوكيات غير منضبطة بين الشاب والفتاة، بيد أنه تركهما ينصرفان حيث لا سلطة لهم لاتخاذ أي إجراء ضدهما.
وأبدت أسفها لعدم تقدير بعض النساء لدورها الحقيقي، قائلة: بعض النساء يتجاوزن في الحديث، وتتهكم عليها، لعدم معرفتهم بطبيعة عملها، متمنية تقدير النساء والمجتمع لدور موظفة الأمن الذي بات ملحاً مع مرور الأيام.
 
كشف جرائم النساء
من جانبه، أشاد مدير الأمن بأحد المجمعات التجارية عسير البارقي بدور مسؤولة الأمن في معالجة مشكلات النساء في المراكز التجارية، مبدياً حماسه لهن منذ البداية، خاصة أنهم أول من بادروا بتطبيق الفكرة في مركزهم، وأكد على إقبال الفتيات على وظيفة مسؤولة الأمن.
ورأى مدير أسواق الحجاز محمد مدخلي أن مسؤولات الأمن يعالجن المشكلات التي تواجههن مع النساء بحكمة وصبر وقدرة على امتصاص غضبهن، موضحاً مدى مساهمتهن في انخفاض معدل جرائم النساء في المركز من خلال مراقبة مسؤولة الأمن وملاحظتها الدقيقة، وتفتيش المرأة أحياناً إذا استدعى الأمر، وأعرب عن أمله أن يحترم المجتمع مهنة مسؤولة الأمن نظراً لدورها الخطير في كشف جرائم النساء والتعامل مع المخالفات منهن.
 
خطوة واثقة
من جهتها، أيدت الكاتبة بسمة السيوفي عمل المرأة في المجال الأمني بما يتماشى مع عادات المجتمع وتقاليده، معتبرة أن القطاعات الأمنية المختلفة بحاجة لمشاركة المرأة.
وقالت: لا بد أن يتم اختيار موظفة الأمن وفقاً لمعايير وأسس علمية، منها تحديد العمر المناسب، المؤهل العلمي، ارتفاع المستوى الثقافي، وكيفية التعامل الجيد مع الجمهور، وهذا بدوره يسهم في انخفاض نسبة البطالة الذي أضحى شبحاً يهدد خريجات الجامعة، ودعت إلى تقديم المحفزات المادية والاجتماعية التي تضمن إقبال الفتيات على هذه المهنة بما يحقق لهن مستوى اجتماعي واقتصادي آمن.
ورأت السيوفي أن هذه الخطوة لا بد أن تكون على أساس من الثقة والقدرة على التغيير بما يناسب احتياجات المجتمع، مؤكدة على الدور الفعال لمسؤولة الأمن بحيث يبرز دورها في المواقف الأمنية الحاسمة، فهي ليست أخصائية اجتماعية أو واعظة دينية لأن كلاً يبدع ويطور في مجاله من خلال المهنة المكلف بها.
وأيدت فكرة تدريس رياضة الدفاع عن النفس للفتيات التي ستساهم في تعزيز اللياقة البدنية لمسؤولة الأمن، حتى تصبح أكثر قدرة على القيام بواجباتها في هذا القطاع الهام من قطاعات الحكومة، مشددة في الوقت ذاته على أهمية تمهيد المجال للمرأة لخوض جميع ميادين العمل وفق توجيهات الدولة ورأي المجتمع.
وطالبت السيوفي بعدم فسح المجال لآراء الأقلية التي تعرقل مسيرة عمل المرأة، مطالبة المجتمع بتغيير الأفكار البائدة في أذهان البعض والتي من شأنها وأد أي فكر جديد يدعو إلى التطوير، وهو ما يحتاج إلى حملة توعية طويلة الأمد من أجل التمهيد للفكرة ومعرفة مدى تفاعل المجتمع معها من خلال الاتكاء على آراء الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع بحيث يصبحون خير داعم للأفكار الجديدة المطورة للمجتمع.
 
الشريعة متجددة
أكد الباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح أن الأصل في الشريعة أنها جاءت لتحقيق مصالح البشر باختلاف أنواعهم، وأي شيء جديد يطابق ذلك ويدفع مفسدة فهو جيد ولا غرابة فيه، مشيراً إلى أنه من ضمن المصالح الخمس التي حث الدين على الحفاظ عليها، هي الحفاظ على النفس، والشرطة النسائية ستؤدي هذا الدور لفئة تمثل نصف المجتمع، ألا وهم النساء، ولذا بات من الضروري وجود شرطة نسائية أو أمن نسائي مدرب على الإنقاذ وفك الاشتباك.
 وأضاف: الشريعة متجددة لكل زمان ومكان، وأي شيء يستجد لحفظ النفس والعرض فهو واجب ويعد مطلباً شرعياً طالما أن المرأة تؤدي عملها باحترام ووفق القواعد والضوابط الشرعية المذكورة والمتفق عليها.


3 شوال 1433-2012-08-2110:06 PM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..