الأربعاء، 22 أغسطس 2012

حرية الرأي أم حرية الجهل؟!

((يقول الدكتر يحي القزاز ( سيدنا موسى عليه السلام سأل ربه في ما يشبه الاعتراض، فجاوبه رب العزة: أولم
تؤمن يا موسى؟ فقال بلى ولكن ليطمئن قلبي.).)).
هذا الخلط بين سيدنا موسى وسيدنا إبراهيم - عليهما وعلى نبينا السلام - أعادني إلى (جراب الحاوي) فاستخرجت منها ما جاء تحت عنوان (حرية الرأي أم حرية الجهل)... فلعله يجد فرصة للنشر .. وكفانا الله - سبحانه وتعالى - وإياكم شر(الخزعبلات)!!!:

                                             حرية الرأي أم حرية الجهل؟!   

 إذا كان بعض ( التنويريين) يلجأ إلى تمرير أفكاره بطريقة مخاتلة، فإن البعض الآخر يكشف عن جهل بالثقافة الإسلامية، هذا في أفضل الأحوال !! ويقوم بالتزوير في أسوئها!!
 الدكتور نصر حامد أبو زيد، والذي يصفه الأستاذ خالد المبارك بـ ( المفكر نصر حامد أبو زيد)، المفكر المذكور زعم في كتابه (الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية)، بأن الإمام الشافعي هو الفقيه الوحيد الذي تعاون مع الأمويين مختارا!! مع أنه يقول في أول كتابه (الإمام الشافعي 150 -240 ){ عين الإمام الشافعي، قاضيا في نجران، وكان واليها الحارث بن عبد المدان، قد تعود على محاباة القضاة له. وحين رفض الإمام الشافعي أن يفعل ذلك، وشى به عند الخليفة العباسي، متهما إياه بمشاركة بعض العلويين في محاولة القيام بثورة.}  فكيف يعمل من ولد سنة 150 مع دولة سقطت سنة 132؟! بل والأدهى من ذلك أن ينسب هذا الخطأ إلى كتاب (الإمام الشافعي) للشيخ أبي زهرة، فالدكتور (أبو زيد) يقول في كتابه المذكور: ( سعى الشافعي على عكس سلفه أبي حنيفة وأستاذه مالك إلى العمل مع الأمويين فانتهز فرصة قدوم والي اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالي معه وتولى عملا بنجران" انظر أبو زهرة : الشافعي ص 20 )، أما أبو زهرة فيقول في الصفحة 21 من كتابه عن الشافعي، أنه لما مات الإمام مالك( وأحس الشافعي أنه نال من العلم شطرا، وكان في ذلك الوقت فقيرا، فاتجهت نفسه إلى عمل يكتسب منه ما يدفع حاجته ويمنع خصاصته، وصادف في ذلك الوقت أن قدم الحجاز والي اليمن، فكلمه بعض القرشيين، في أن يصحبه الشافعي فأخذه الوالي معه وتولى عملا بنجران){ سقط التوثيق. وهو منقول من مقالة للأستاذ محمد جلال كشك،رحمه الله}.
 وعن المفكر(أبو زيد)، يقول الأستاذ وليد نويهض، تعليقا على كتاب أبي زيد:
( الاتجاه العقلي في التفسير – دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة) :
 ( ويناقض أبو زيد نفسه في محاولته للربط بين السياسة والفلسفة وعلاقة الموالي بالفلسفة والعرب بالدولة. فهو أحيانا يذكر واقعة تاريخية، ثم يعود ويلغيها أو يقول عكسها، وأحيانا يذكر الشيء وضده، من دون أن ينتبه إلى اختلاف كل نتيجة إذا كان سببها مغايرا. فهو مثلا يعتبر ( ص 21 ) أن ثورة الحارث بن سريج " كانت موجهة أصلا ضد هشام بن عبد الملك الذي فرض على الموالي ضرائب جديدة " ثم يقول في ( ص 27 و 28) أن عبد الملك بن مروان " هو الذي فرض ضرائب جديدة على الموالي أثقلت كواهلهم حتى خرج عليه الحارث بن سريج " من دون أن يلاحظ الاختلاف بين هشام بن عبد الملك وعبد الملك بن مروان){ جريدة الحياة العدد 11849 في 5 /3 / 1416هـ/ 1 / 8 / 1995م.}.
 وهذا الدكتور أحمد الربعي( وزير التربية والتعليم بالكويت سابقا) يقول :
 ( لا توجد مشكلة ولا أحد يجادل في نص قرآني، أو حديث موحى به ... لكن المشكلة في تفسيرك و تفسيري وتقديس ما هو غير مقدس .. فالأحاديث النبوية – على سبيل المثال – قسمان .. قسم موحى به و أقوال أخرى للرسول{r} تمثل قسما آخر وموقع الاثنين يختلف){ مجلة العربي الكويتية العدد 434 يناير 1994م.}.  أولا هل نفهم من الكلام السابق أن الدكتور (الربعي) ينفي القداسة عن أقوال الرسولr؟!! وأين يضع قول الحق سبحانه وتعالى، في سورة النجم : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}. ثم لو سلمنا – جدلا - بقوله وجعلنا القداسة فقط للأحاديث القدسية، وهو ما لا نسلم به، أفلا يعد أقوال الرسولr تفسيرا للنص الموحى به والذي لا جدال فيه، حسب قوله؟ أم أنه يجعل تفسيره، وتفسيرك، وتفسيري في نفس الدرجة مع تفسير صاحب الرسالةr؟!!!
 ونحب أن نعرف راي ( التنويريين) في هذا (التفسير) الذي قدمه الأستاذ أنيس منصور، وهو المثقف الكبير  :
 ( إن عباد الشمس من البشر هم الانتهازيون وقد صورهم الله سبحانه في القرآن الكريم هكذا : " فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال : إني لا أحب الآفلين"{صحة الآية الكريمة : {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام78 } صدق الله العظيم){ مجلة كاريكاتير المصرية العدد 128 في 27 / 11 / 1413هـ/ 19/ 5 / 1993م}.  فهل يصح أن يغيب عن الأستاذ أن الحديث هنا عن أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام؟!!  .
 كي لا يقال أننا نتجاهل ( نصف المجتمع)، فقد كتب الأستاذ محمد جلال كشك رحمه الله، يقول :
( طالعنا منذ فترة وفي حمى الاحتفال بقاسم أمين، مقالة لسيدة من جيل أساتذتي(أنا تجاوزت الستين) كنا ونحن صغارا نتهمها بالرجعية وأصبحت الآن تقدمية، أضحكتنا حتى البكاء، عندما اتهمت الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بأنه كان عميلا للاستعمار، وضنت علينا باسم هذا الاستعمار الذي عمل له أقوى حاكم – في عصره – في العالم كله، وأكثرهم استقلالية .. والذي من شدة استقلاليته ادعى الألوهية، حتى كشفت سره الكاتبة الكبيرة جدا، أطال الله عمرها! واقتبست لنا من مؤرخ كبير  اسمه موريس لبلان، وأنا أعرف أن موريس لبلان مؤلف روايات أرسين لوبين! خالتي كانت تقول يا رب موتني صبية لحسن اللي يكبروا بخرفوا){ ص 54 ( جهالات عصر التنوير : قراءة في فكر قاسم أمين وعلي عبد الرازق)/ محمد جلال كشك.}.
لا ندري إن كان المخرج المصري، يوسف شاهين، أصيب بالخرف – في تك الفترة- أم أن الأمر من باب آخر؟!!
 حين أثيرت ضجة حول فيلمه ( المهاجر)، بسبب تشابه قصته مع قصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. 
قال يوسف شاهين :
( شخصية رام{ بطل فيلم ( المهاجر).} لا تمت بأي صلة لحياة سيدنا يوسف عليه السلام){ لقاء أجرته جريدة ( الهدف) الكويتية، مع المخرج، في العدد 1402 في 15 / 4 / 1995م.}. بينما نجده في لقاء سابق، يقول :
( وما أعجبني في شخصية يوسف{ يعني لا ( سيدنا) ولا ( عليه السلام)؟!! } نفسها أنه كان ذا إرادة قوية أمام التحديات التي واجهته ومنها تحدي غريزته، وهي أساسا قصة عن قوة الإرادة، وهو ما يهمني إبرازه من خلال فيلمي " المهاجر"){مجلة روز اليوسف العدد 3385 في 26 / 4 / 1993م.}. كما نجد في مقدمة حوار أقدم،من الحوار السابق :
( في مكتبه{ يوسف شاهين.}الصغير تجتمع يوميا، ولساعات طويلة " ورشة " العمل المكونة من تلامذته وأصدقائه للانتهاء من سيناريو فيلمه القادم " يوسف" نسخ من التوراة والإنجيل والقرآن ومراجع دينية وتاريخية كثيرة عن حياة " يوسف الصديق"..){ مجلة روز اليوسف العدد 3367 في 21 / 12 / 1992م.}
فهل هذا خرف أم..؟!!
طبعا من لا يؤمن بوجود الجن، ولا بالسحر، سوف ينظر إلى ( أذكار الصباح والمساء) – هل تبدو أصبحت هذه العبارة غير مألوفة؟!! -  على أنها مجرد خزعبلات، تقول الدكتورة نبيلة إبراهيم :
( فاللغة كالحبوب، تزرع وينمو منها النبت، فإذا خفنا – على سبيل المثال – من أمر، فإننا ننطق توا بكلمة أو عبارة هي بمثابة تعويذة مثل " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!" كما أننا إذا كنا نؤمل في أمر فإننا نقول بتفاؤل بعيد " إن شاء الله" .
 فالكلمة هنا ينمو عنها شيء آخر غير مجرد الكلمة نفسها. وهذا الشيء يهدف إما إلى حمايتنا مما يفزعنا، وإما إلى تقوية الأمل في نفوسنا. إننا نطلق على ذلك كلمة " خزعبلات"، ولكننا لابد أن نقر بأن هذه الخزعبلات تخفي علما، وأن الكلمة ليست كالحبة الجافة، وإنما هي كالنبات المثمر){ ص 6 ( أشكال التعبير في الأدب الشعبي)/ دكتورة نبيلة إبراهيم/ مكتبة غريب/ الطبعة الثالثة.}.

أبو أشرف : محمود الشنقيطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..