تونس
- اضطر رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس
راشد الغنوشي إلى عقد مؤتمر صحفي الخميس في محاولة لنفي ما نشرته الثلاثاء
صحيفة "الاندبندنت" البريطانية نقلا عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم
الذي أكد ان الغنوشي تلقى 150 مليون دولار من أمير دولة قطر حمد بن خليفة
آل ثاني.
وقال
وزير الخارجية السوري للصحيفة البريطانية "قابلت الأمير (حمد) في الدوحة
على ما اعتقد في تشرين الثاني (اكتوبر) 2011 وفي نفس الوقت زعيم النهضة
التونسي راشد الغنوشي حيث أمر الأمير بتقديم 150 مليون دولار لمساعدته في
الانتخابات".
وكانت
الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام تداولت خلال الأشهر الأخيرة أن دولة قطر
التي تساند علنا حركة النهضة منحت مبالغ مالية هامة لرئيس الحركة راشد
الغنوشي لتمويل حملة انتخاباتها للمجلس التأسيسي التي جرت يوم 23 أكتوبر
تشرين الأول وفازت فيها بأغلبية المقاعد.
غير
أن راشد الغنوشي نفى جملة وتفصيلا أن يكون تلقى "مالا سياسيا" من أمير
دولة قطر مشددا على أن مثل هذه الأخبار "تندرج في إطار حملة لتشويه حركة
النهضة".
وأشار إلى أن "الانتخابات جرت بصفة منظمة وشفافة ولا وجود لتمويلات أجنبية في حسابات حركة النهضة".
وقال الغنوشي "إن محاولات البعض لتشويه حركة النهضة لن تجدي نفعا".
وأعلن أن حركته سترفع قضية ضد صحيفة "الاندبندنت" لأنها "نشرت خبرا كاذبا".
وكان
مدير مكتب الغنوشي زبير الشهودي قال في تصريح نشرته جريدة "التونسية" أمس
إنه "لا أساس للخبر من الصحة"، مؤكدا أن هذه الاتهامات ما هي إلا "مجرد
افتراءات من النظام السوري".
إلا
أن تصريحات الشهودي لم تقنع الرأي العام التونسي الذي زادت شكوكه في مدى
مصداقية حركة النهضة وارتباطها بدولة قطر التي تنفذ أجندة في المنطقة
العربية بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية.
ولمحاولة
تطويق الجدل الحاد الذي تشهده الساحة السياسية منذ نشر الخبر استنفرت حركة
النهضة قيادات وعقدت اجتماعا عاجلا يوم الأربعاء في مقر الحركة بحي
موبلزير وتوصل الاجتماع إلى "إجماع حول ضرورة أن يعقد رئيس الحركة راشد
الغنوشي بنفسه مؤتمرا صحفيا لتكذيب الخبر".
ورغم
أن القوى السياسية التونسية تبدو مقتنعة بأن دولة قطر التي يرتبط راشد
الغنوشي بعلاقة وثيقة بأميرها "تضخ مالا سياسيا وفيرا" لدعم حركة النهضة
الإسلامية فإن الخبر الذي نشرته صحيفة "الاندبندنت" أثار ضجة وجدلا واسعا
داخل المشهد السياسي التونسي وعمق المخاوف من "تدخل قطر في الشأن التونسي".
وكان
رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي أكد في تصريحات
صحفية أن دولة قطر ما انفكت تتدخل في الشأن التونسي الداخلي من خلال دعمها
المادي والسياسي لحركات الإسلام السياسي من أجل فرض نمط مجتمعي وهابي في
تونس.
ويتوقع
السياسيون التونسيون أن يتفاعل خبر تمويل قطر لحركة النهضة خلال الأيام
القادمة، لا سياسيا فقط، وإنما قانونيا أيضا على اعتبار أن القانون التونسي
يمنع على الأحزاب السياسية تلقي أموالا أجنبية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..