الجمعة، 24 أغسطس 2012

صحيفة "جيروزاليم بوست" تعتبر زيارة مرسي لإيران إنحرافاً مصرياً يشير إلى عدم قدرة الولايات المتحدة على السيطرة


  يقول مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإلكترونية أن استجابة الرئيس المصري محمد مرسي لدعوة حضور مؤتمر (دول عدم الانحياز) فى ايران يبدو أنه سيعزز العلاقات بين الجانبين.
ويضيف المقال، أنه بعد وقت قصير من توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وبعد قرار الرئيس الراحل أنور السادات استضافة شاه إيران المخلوع، انقطعت كل العلاقات بين النظام الإيرانى المتمثل فى (آية الله الخامئنى) والنظام المصرى، فعلى مدار ثلاث عقود كانت مصر أحد الدول العربية القليلة التى لم يكن بها ممثل من ايران أو سفارة لإيران.
ولكن يبدو ان طهران ارادت تحسين العلاقات بين عدد من البلاد فى الشرق الأوسط خاصة البلاد العربية ذات الكثافة السكانية العالية، ففى ابريل من العام الماضى وبعد الإطاحة بالرئيس المصرى السابق عُين سفير لايران فى مصر وكان ذلك بعد أكثر من 30 عاماً كرغبة فى تحسين العلاقات بين الطرفين.
والآن بعد أن أعلن الرئيس المصرى محمد مرسى انه سوف يحضر المؤتمر الدولي لحركة (عدم الانحياز)، والذى سيعقد فى طهران نهاية الشهر الجارى فأنها ستكون الزيارة الأولى لرئيس مصري لإيران.
فبعد أن أحكم مرسى السيطرة على أماكن القيادة فى مصر وعزز سيطرة الاخوان المسلمون على مصر وفى هزة سياسية أقال وزير الدفاع المصرى الذى خدم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لأكثر من ثلاث عقود كما أقال رئيس هيئة الأركان وغيرهم من المسؤولين العسكريين، كما الغى التعديلات الدستورية الأخيرة التى كانت تحد من سلطتة.
كان من المفترض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يرأسه طنطاوي، كبح جماح الاخوان المسلمون وضمان استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. الآن لا يواجه منافسيه مرسى الرئيسية الداخلية. والآن مرسى لا يواجة تحديات فى الداخل بدليل قرار مصر بنقل دبابات وطائرات الى منطقة منزوعة السلاح فى شبه جزيرة سيناء دون إخطار إسرائيل أولاً، القرار الذى يمثل انتهاك واضح لأتفاقية السلام ويأتى كدليل على قيادة الأخوان المسلمون الغير مقيدة.
كل من مصر وايران مهتمة بخلق تحالفات مع الحركات الإسلامية فى الدول العربية والتى ظهرت بشدة بعد الربيع العربى. وشهدت أزدها للحركة الأخوانية فى الاردن وتونس وسوريا وليبيا. إذن طهران هى المستفيد الاكبر من اى انتفاضة سنية فى المنطقة. ومرسى يعلم ان الأغلبية العظمى فى مصر تعارض معاهدة السلام مع إسرائيل، كما بيدو أن الجمهورية الإسلامية حشدت شعبية هائلة بعد رفضها لطلب الغرب بوقف برانامجها النووى.
من المتوقع فى مؤتمر عدم الأنحياز القادم أن يقوم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بدفع فكرة ان يكون لدى الدول النامية قدرات نووية .
ولكن يبدو أن الولايات المتحدة والدول المعتدلة مثل المملكة العربية السعودية غير قادرين على اقناع الرئيس المصرى محمد مرسى بأن سياستة الخارجية تضعه فى مواجهة مع الغرب.
صحيح أن مرسى ليس له مصلحة في إيذاء العلاقات مع المملكة العربية السعودية، والتى على خلاف مع الجمهورية الإسلامية الايرانية والتى تعتبرها المسؤولة عن انتفاضة الشيعة في البحرين.وفى الواقع أن الرياض كان أول مدينة زارها مرسى بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية ومع تضاؤل الدعم الاقتصادي من الخارج والاقتصاد المضطرب بشدة فى البلاد، لا يمكن مرسى أن يُنفر رعاته من دول الخليج. مصر أيضا بحاجة ماسة إلى 1.3 مليار دولار التي تتلقاها من واشنطن سنوياً.
ولكن بعد إستجابة مرسى لدعوة مؤتمر عدم الأنحياز أصدرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند تصريحا فاترا قائلة "أولئك الذين اختاروا ان يذهبوا للأجتماع مع القادة الإيرانيين لا يجب أن يدعموا بأى شكل البرنامج النووى الإيرانى".
ومن الواضح تماما أن السياسة الخارجية المصرية في ظل الإخوان المسلمين قد انحرفت بشكل جذري وخطير منذ الاطاحة مبارك وان لا الولايات المتحدة ولا السعودية راغبة أو قادرة على مواجهة الإسلاميين في مصر. ولا شيء من هذا يبشر بالخير لإسرائيل.


http://elbadil.com/node/60493

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..