جرائم الشرف عدوان سافر وعار على المجتمع الإسلامي عدم البوح بالمشاعر ثقافة خاطئة والبعض قد ينفر من عاطفة زوجته للأسف.. كثير من العادات تنسب للإسلام رغم أنه جاء بثورة ضد ظلم المرأة "القوامة" ليست مصادرة لشخصية المرأة لأنها مبنية على المراجعة والشورى الغرب حول المرأة إلى آلة لترويج سلعة الموضة ودمّر إنسانيتها الأحاديث الواردة في ختان الإناث ضعيفة والممارسة الخاطئة تدمر الأنوثة الطائر لا يمكن أن يطير بجناح وعلاقة الرجل بالمرأة مبنية على التكامل
أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العم المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، على ضرورة ألا يكون هناك مبالغة في التمييز المعنوي والفكري بين الرجل والمرأة لأن أصل الخلقة واحدة والجنس واحد، والأصل في الشريعة أن التكاليف مشتركة، وعلى الرغم من أن هناك أحكاما تخص المرأة وبالمقابل أحكام تخص الرجل، إلا أن ما سوى ذلك فهم فيه شركاء، مشيرا إلى أن القصة يجب أن تكون أساساً للتكامل وليست الضدية.
وأضاف، خلال حلقة أمس من برنامجه الرمضاني "ميلاد" والتي جاءت بعنوان "لمسة ناعمة" أننا بحاجة حقيقية لتغيير موروثات ازدراء الأنوثة في حالات كثيرة جداً من مجتمعاتنا العربية، مشيراً إلى ضرورة تغيير فكرة التعيير بالأنوثة واعتبارها نقصا وعجزاً أو تعنى حتى الخيانة في بعض الأحيان.
موروثات خاطئة
وأشار إلى أن الناس قد يتناقلون بعفوية كثيرا من القصص التى تزدري المرأة أو تتهمها بالخيانة، لافتا إلى أن كثيرا من الناس ينقلون على سبيل الطرفة بعض هذه الموروثات، إلا أنها تصنع في لاوعيهم نوعاً من ثقافة الشك تجاه المرأة، وأنه ليس في المرأة ثقة، أو أنها محل التهمة دائماً تُخدع ويُضحك عليها، على الرغم من أن الكثير من النساء مات زوجها وبقيت على أولادها ربما عشرين ثلاثين سنة لم تتزوج بعده وفاءً وحرصاً على أولاده، وأنه ربما تقول لا تطيب الحياة بعده.
وأكد د. العودة أن المجتمع بحاجة إلى تعديل رؤيته عن المرأة، بل وحتى رؤية المرأة عن المرأة تحتاج أيضا إلى تعديل؛ لأن كثيراً من النساء رؤيتها عن ذاتها وعن أنوثتها هي انعكاس لرؤية المجتمع، بحيث أن المرأة قد تنظر إلى جسدها وكأنه عيب، بينما الله -سبحانه وتعالى- يخاطب الإنسان بقوله: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) ، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ).
ليس عيباً
وحول ثقافة عدم ذكر اسم المرأة في مجتمعاتنا واعتباره عيبا، قال د. العودة: "القرآن الكريم تضمن سورة "مريم"، ونعرف أسماء أمهات المؤمنين، وأسماء المؤمنات، وابن حجر أو ابن عبد البر أو غيرهم ممكن كتبوا في السير تجد قائمة طويلة بأسماء أمهات المؤمنين والصحابيات -رضي الله عنهن-، وبلال لما يقول: أي الزيانب؟ فهذا يعني أنه يعرف أسماء كم زينب في المدينة وأي واحدة فيهن"، مشيرا إلى أن هناك خطأ كبيرا في اعتبار البعض أن اسم المرأة عيب، إضافة إلى أن البعض قد يرى أن ذكر اسم زوجته دلالة على عدم الذوق والوقار، ولذلك عليه أن يعبر عنها بعبارات غامضة.
بوح المشاعر
وأضاف د. العودة أن البعض قد يتربى على عدم البوح بمشاعره؛ والأمر كذلك بالنسبة للمرأة التى تعتقد أنها إذا باحت بمشاعرها ينفر منها زوجها،والشيء الغريب أنه قد يقبل من امرأة بعيدة ما لا يقبله من الحلال الطيب المبارك، مشيرا إلى أن الرجل قد يجد أنه من الحياء أو من الخجل أن يعبر بكلمات الحب خاصة وأن كثيراً من الأزواج والزوجات يتلقون في أسرهم وبيوتهم دروساً حول عدم استخدام مثل هذه العبارات وعدم البوح بها، لأن البوح بالحب قد يدفع الطرف الثاني إلى التمرد عليه أو المبالغة في الدلال.
واعتبر أن من مظاهر ذلك أيضا أن الرجل لا يسوغ أن يمشي مع زوجته، وإنما يمشي دائماً أمامها، وبعضهم يشعر بالخجل أو العار أن يأتي بزوجته معه في السوق -مثلاً-، ويعتبر أن هذا مما يعاب، بينما نتعلم في هدي نبينا -عليه الصلاة والسلام- كيف كان يذهب بأزواجه؟ كيف كانت عائشة تشاهد الحبشة وهم يلعبون في المسجد في يوم عيد، وقد وضعت خدها أو ذقنها على كتف النبي -صلى الله عليه وسلم- تشاهد حتى ملت، معتبرا أن الهدي النبوي كان بمثابة ثورة على عادات الجاهلية؛ التي كان فيها الكثير من الازدراء والاحتقار للمرأة.
إقحام الأبوين
وأشار الشيخ سلمان إلى خطورة إقحام الناس في تفاصيل الحياة بهذا الشكل المفرط، بمعني أنه إحدى المشكلات سواء في العلاقة الزوجية أو في غيرها، دخول الأب والأم والأسرة في أدق التفاصيل وكذلك دخولهم في أول مشكلة تقع، في الحياة الزوجية التي من الطبيعي ألا تخلو من مشكلات، مضيفاً "أسوأ ما في الأمر هو فضول وتدخل الأب – مثلاً - أو الأم أو الأسرة وما قد يترتب عليه من توجيهات غير رشيدة وغير مناسبة تحث أحد الزوجين على التصرف بطريقة معينة ، بينما لو ترك الزوجان وشأنهما انحلت هذه المشكلة بسهولة ويسر.
معنى القوامة
واعتبر أن قوامة الرجل مبدأ قرآني صحيح إلا أنه ينبغي التفريق بين نظام القوامة المستبد، ونظام القوامة القائم على المراجعة وعلى الشورى، مشيرا إلى أن "القوامة ليست مصادرة لشخصية المرأة ولا طغياناً، لأن المرأة هنا مسئولة عن أعمالها وتصرفاتها وعقيدتها وإيمانها، (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً)، مسؤولية شرعية، ومع ذلك الرجل مسؤول عن البيت وله القوامة في الأمور التي تخص الأسرة، كطبيعة العمل، عملية الدخول والخروج في أشياء معينة، الاتفاق على مبادئ لأن المرأة من الصعب أن تتصرف كما لو كانت بمفردها في مثل هذه الأمور بعيداً عن الزوج وعن مراعاة الأمور المشتركة بينهما".
وحول قضية عناية المرأة بزينتها رأى د. العودة أنه من الطبيعي تزين المرأة وسعيها أن تكون حسنة وأن تلفت نظر الأخريات من حولها وأن تكون متميزة، مشيرا إلى أن هذا الإحساس بالجمال جزء من جمالية الحياة وجزء من جمالية العلاقة بين الزوجين. لكنه أشار إلى ضرورة الأخذ في الحسبان أن للزينة حدود شرعية أولاً، وأيضاً أن تكون في حدود المعقول لأن المبالغة في الزينة مذمومة، خاصة وأن كثيرا من النساء يقعن ضحية الموضة، والاستغراق في متابعتها وملاحقتها.
قضية الموضة
واعتبر أن الموضة تختلف عن التقاليد التي هي تقاليد اجتماعية نقلد فيها الآباء والأجداد لأناس ماتوا، وهي امتداد رأسي، بينما الموضة هي تقليد لأحياء يعيشون بيننا فهي امتداد أفقي، ولذلك الموضة تنتقل من منطقة إلى منطقة، تبدأ في كثير من الأحيان بالأسر الغنية والثرية والأسر المعتبرة وأسر المشاهير الذين لهم نوع من الحظوة الاجتماعية لتنتشر بعد ذلك بين النساء، مع أن الموضة بطبيعتها ليس لها استمرار باختلاف التقاليد.
وأشار إلى أن المشكلة في أن تتحول الموضة في فترتها إلى قانون ملزم بمعنى أن المرأة بسبب حرصها على السمعة الطيبة بحيث تراعي الموضة حتى لو كانت هذه الموضة مؤلمة لها نفسياً أو مؤلمة جسدياً. وأوضح: "في الصين -مثلاً- يضعون رجل الطفلة في حديد حتى لا تكبر لأنه من مظاهر الجمال عندهم أن يكون قدم الفتاة صغيرة، فتتحمل ذلك -أحياناً-بألم نفسي أو ألم جسدي في سبيل أن تحرص المرأة على أن تكون جميلة".
واعتبر فضيلته أن ما يمارس ضد المرأة كعارضات الأزياء في العالم، نوع من الابتزاز عبر تسليعها -إن صح التعبير- وتحويل جسد المرأة إلى سلعة لترويج السلع -مثلاً- للإغراء، للإثارة، عدوان على إنسانية المرأة وعلى شخصيتها وعلى جنس المرأة أيضاً، لافتا إلى أن هناك جمعيات في العالم كله تحتج على مثل هذه الأساليب التي جعلت المرأة مجرد مسوقة أو مروجة لموضات معينة.
ولفت إلى ضرورة مراعاة أن كثيرا من الموضات لا تتناسب تماما مع ثقافتنا أو تعاليمنا الإسلامية كتلك التي تحتوي على قدر كبير من العري ، والناس يستسلمون لها باعتبارها هي الموضة ومن يخالفها يتعرض -أحياناً- للغمز أو السخرية.
عقل المرأة
وأوضح أن اختلاف عقل المرأة لا يعني ضعف عقلها، ولكن المرأة تتفوق في أشياء والرجل يتفوق في أشياء أخرى، وحتى شهادة المرأة الله -سبحانه وتعالى- قال: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)، إلا أن هناك أشياء تقبل فيها شهادة المرأة حتى لو كانت امرأة واحدة مثل الشهادة على الرضاع، البكارة، وأشياء تخص المرأة، معتبرا أن من أخطر الأشياء هو توظيف، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- للتعيير، كأن يقول الرجل لزوجته أو أخته إذا غضب منها "أنتن ناقصات عقل ودين".
وأوضح أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يقل المرأة ناقصة عقل ودين، وإنما نص الحديث الذي تكلم عن الصدقة وقال: « وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ » بغض النظر عن تفسير البعض بأنه جاء على سبيل المداعبة أو على سبيل الطرفة، فهو هنا لم يقل "ناقصات عقل ودين" كخبر مستقل وإنما له سياق معين وهو « وَمَا رَأَيْتُ أَغْلَبَ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ »، بحيث لو حذفنا "ناقصات عقل ودين" لاستقام المعنى دون إشكال، فهنا إدخال كلمة « مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ » هو للإشارة إلى الغرابة في تكوين المرأة ما بين قدرة المرأة على التأثير على الرجل وعلى اجتذاب الرجل وعلى تحريك مشاعره بينما الرجل هو ذو لب وربما يدير شئون الحياة أكثر منها .
تعيير المرأة
وأوضح: "المقصود هنا المقابلة ما بين امرأة تحيض فتترك الصلاة؛ كما فسر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- نقصان دينها ليس اعتمادا على البيئة أو الثقافة السائدة أو المحلية وإنما أوضح بأنها إذا حاضت لم تصل ـ وهي بذلك غير مأثومة، مشيرا إلى أن قضية تعيير المرأة بمثل هذا المعنى هو جناية على دين الله -سبحانه وتعالى- وهو دعوة إلى الفتنة وأن المعاناة التي قد تواجهها المرأة في المجتمع نتيجة موروث ثقافة معينة. وقال : "حينما تشعر المرأة بأن الدين ذاته كأنه يقف في صف الرجل فهو أمر في غاية الخطورة؛ لأنه يجعل كثيرا من النساء ربما يسئن الظن بالدين مع أنه عملياً والثابت الآن وفق الدراسات والإحصائيات أن النساء أكثر تديناً من الرجال، ربما بحكم العاطفة الموجودة عند المرأة، وبحكم شعور المرأة أيضاً بقربها من الله -سبحانه وتعالى- بحملها بوضعها إلى غير ذلك من المعاني".
إهمال المرأة
ولفت د. العودة إلى أن أخطر ما يدمر نفسية المرأة هو شعورها بالإهمال، وأنها لا تمثل قيمة أكثر من أثاث البيت، ولا أحد يلتفت إليها، مشيرا إلى أن حب المرأة ـ مثلاً ـ للكلمة الطيبة أو للهدية ليس معناه أنها تحب المال وإنما هي تحب هذه اللمسة الحانية.
وأضاف "حتى في العلاقة الزوجية يهم المرأة دائماً الإحساس بالأهمية والإحساس بالحضور عند شريك حياتها بالدرجة الأولى"، لافتا إلى أن المرأة تتأثر بنسيان الزوج للأشياء التي تخصها.
وأكد على ضرورة أن يكون الشعور بالاختلاف بين الزوجين واضحاً بمعنى أن المرأة تحب التفاصيل، وتحب أن تتكلم أحياناً في بعض الأمور، التي ربما يراها الزوج تافهة بينما هي ترى أنها تتكلم في أشياء مهمة ، ويجب أن تشاطرها هذا الاهتمام.
وأوضح أن المرأة تهتم بالتفاصيل بينما الرجل يهتم بالمجملات والعناوين، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد من قبيل التكامل بين الرجل والمرأة، والغريب أن البعض قد يستحسن هذا الشيء من امرأة أجنبية شيء ويستقبحه من زوجته.
عاطفة مؤقتة
وحذر الشيخ العودة مما قد يعتري البعض من عاطفة مؤقتة، من خلال موقع إلكتروني أو منتدى أو بعض الشبكات الاجتماعية، بحيث لا تكون هذه الرؤية صادقة أو مدروسة بقدر ما هي عاطفة مؤقتة، أو ربما هو معجب أو يريد امرأة من حيث المرأة نفسها يريد الزواج والرغبة في الطرف الآخر مما يجعله سريع القبول، والمرأة كذلك إلا أنه بعد الزوجية تتبين الفروق الصعبة التي قد تتحول إلى "صدمة".
وأكد أن مراعاة التوافق قدر المستطاع مطلب ومدعاة لاستمرار الزوجية، وقد ترتبط البنت بشخص ليس فقط من جنسيتها بل قد يكون غير عربي أو غير مسلم".
كيد النساء
كما اعتبر فضيلته، أن هناك فهما خاطئا لقوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، لأن هذا أولا جاء على لسان العزيز، ومع ذلك المقصود بالكيد هو التدبير الخفي، ما يعني أن كلمة الكيد ليست مذمومة بذاتها، وهذا واضح عند المرأة أنها مثلاً إذا أرادت شيئاً أو أحبت شيئاً لديها القدرة على التوصل إليه بطرق قد تكون ذكية أو لطيفة وفيها طول نفس وسعة بال، بينما الرجل ربما لا يملك مثل هذه الإمكانات في أحيان كثيرة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأشياء لا تعد عيباً بذاتها يعني سعي المرأة -مثلاً- إلى امتلاك قلب زوجها، إلى إقناعه، إلى النجاح في الحياة الزوجية، طريقة تربيتها لأولادها، طبيعة علاقتها بالأخريات، نجاح المرأة وإبداعها في حياتها؛ لأن المرأة أيضاً ليست مهمتها مقصورة على أنها فقط قعيدة البيت، وإنما المرأة لها مهمة حياتية جليلة، المرأة جزء من المجتمع ومن البناء ومن النهوض الاجتماعي.
وأضاف: " المجتمع لا يمكن أن يطير بجناح واحد ولا أن يمشي برجل واحدة، فالمرأة هي شريكة الرجل والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ »، وفي المجتمع الأول كانت أمهات المؤمنين جنباً إلى جنب مع المؤمنين، واليوم تجد أن مشاركة المرأة في الحياة الإنسانية.
إطاحة المرأة
وأشار إلى أن الغرب أحياناً قد يطيح بأنوثة المرأة، من خلال طبيعة الأعمال والحركات المنحرفة التي تحاول أن تلغي الفروق بين الرجل والمرأة وتجعل المرأة كأنها رجلاً آخر إضافة إلى بعض القوانين والأنظمة في الغرب التي تمنع على المرأة عفتها، بينما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية هناك أيضاً الكثير من الإطاحة ليس فقط بأنوثة المرأة وإنما بإنسانيتها عند بعض الرجال.
جرائم الشرف
وردا على سؤال حول ما يتعلق بجرائم الشرف رأى، اعتبر د. العودة أنها في الحقيقة ليست جرائم شرف بل هي جرائم عار؛ لأنها عدوان على شريعة الله -سبحانه وتعالى- كما هي عدوان على الأنثى، وهي من ظلم ذوي القربى، مشيرا إلى أن هناك حالات كثيرة جداً يتم التكتم عليها والقتل فيها يتم بطريقة بشعة لدرجة أن هناك حالات دفن وهي حية وأخرى ترمى مثلاً في مجرى مياه أو تقتل بالساطور أو بالسكين أو تصعق بالكهرباء، وقد يقوم بهذا الأب أو أحد الأبناء دون التثبت، بل ثبت طبياً أن هناك العديد من الحالات شريفة وأنها لا زالت بكراً.
واستنكر د. العودة مثل هذه الأفعال حتى لو كانت غير بريئة لأن هذا الأمر موكول للقضاء والشريعة، لأن الشريعة جاءت في البكر بالجلد وليس بالقتل.
وأضاف أن مثل هذه الممارسات "في الأردن في فلسطين في تركيا في الخليج وفي باكستان وانتقلت حتى إلى المسلمين في الغرب حتى أن هناك بنتا في كندا عمرها ستة عشر سنة قتلت لأنها لا تتحجب، وأخرى في لندن عمرها خمسة عشر سنة قتلت بسبب أنها تريد أن تتزوج بشاب لا يريده أهلها، مشيرا إلى هذه الحالات تتناقص تدريجياً، وإن كانت القوانين في البلاد العربية ليست صارمة وتتساهل أحيانا.
ورأى أنه في ظل الانفتاح الإعلامي تصبح قصة واحدة كفيلة أن تنتشر في أماكن كثيرة، مشددا على ضرورة ألا تنسب مثل هذه الممارسات إلى التيارات الإسلامية ؛ لأن هذا أمر من الموروث القديم ، ومع ذلك حتى هذا الكم القليل من الجرائم يجب السعي في إزالته ومحاربته"..
ختان الإناث
وحول قضية ختان المرأة رأى فضيلته أن فيه خلافا مشهورا عند الفقهاء، مشيرا إلى أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة ولا يصح منها شيء، كما ذكر من قبل الإمام أبو داود، وابن عبد البر، ابن الحاج، الشوكاني، جماعة من أهل العلم، والبعض يظن أن الختان يضعف الشهوة والواقع أن مركز الشهوة هو في فص الدماغ، مشيرا إلى أن الختان أحياناً يكون الختان الفرعوني الذي يستأصل بشكل كامل ويميت الشهوة ويضعف تواصل المرأة مع الرجل".
وأشار أنه لا يصح في هذه القضية حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وينبغي أنه يراعى « لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ »، خاصة وأن هذه الممارسة قد يكون لها آثار وأضرار كبيرة على صحة المرأة وعلى نفسيتها وعلى جسدها أيضاً.
الكاتب: محمد وائل
الجمعة 15 رمضان 1433الموافق 03 أغسطس 2012
أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العم المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، على ضرورة ألا يكون هناك مبالغة في التمييز المعنوي والفكري بين الرجل والمرأة لأن أصل الخلقة واحدة والجنس واحد، والأصل في الشريعة أن التكاليف مشتركة، وعلى الرغم من أن هناك أحكاما تخص المرأة وبالمقابل أحكام تخص الرجل، إلا أن ما سوى ذلك فهم فيه شركاء، مشيرا إلى أن القصة يجب أن تكون أساساً للتكامل وليست الضدية.
وأضاف، خلال حلقة أمس من برنامجه الرمضاني "ميلاد" والتي جاءت بعنوان "لمسة ناعمة" أننا بحاجة حقيقية لتغيير موروثات ازدراء الأنوثة في حالات كثيرة جداً من مجتمعاتنا العربية، مشيراً إلى ضرورة تغيير فكرة التعيير بالأنوثة واعتبارها نقصا وعجزاً أو تعنى حتى الخيانة في بعض الأحيان.
موروثات خاطئة
وأشار إلى أن الناس قد يتناقلون بعفوية كثيرا من القصص التى تزدري المرأة أو تتهمها بالخيانة، لافتا إلى أن كثيرا من الناس ينقلون على سبيل الطرفة بعض هذه الموروثات، إلا أنها تصنع في لاوعيهم نوعاً من ثقافة الشك تجاه المرأة، وأنه ليس في المرأة ثقة، أو أنها محل التهمة دائماً تُخدع ويُضحك عليها، على الرغم من أن الكثير من النساء مات زوجها وبقيت على أولادها ربما عشرين ثلاثين سنة لم تتزوج بعده وفاءً وحرصاً على أولاده، وأنه ربما تقول لا تطيب الحياة بعده.
وأكد د. العودة أن المجتمع بحاجة إلى تعديل رؤيته عن المرأة، بل وحتى رؤية المرأة عن المرأة تحتاج أيضا إلى تعديل؛ لأن كثيراً من النساء رؤيتها عن ذاتها وعن أنوثتها هي انعكاس لرؤية المجتمع، بحيث أن المرأة قد تنظر إلى جسدها وكأنه عيب، بينما الله -سبحانه وتعالى- يخاطب الإنسان بقوله: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) ، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ).
ليس عيباً
وحول ثقافة عدم ذكر اسم المرأة في مجتمعاتنا واعتباره عيبا، قال د. العودة: "القرآن الكريم تضمن سورة "مريم"، ونعرف أسماء أمهات المؤمنين، وأسماء المؤمنات، وابن حجر أو ابن عبد البر أو غيرهم ممكن كتبوا في السير تجد قائمة طويلة بأسماء أمهات المؤمنين والصحابيات -رضي الله عنهن-، وبلال لما يقول: أي الزيانب؟ فهذا يعني أنه يعرف أسماء كم زينب في المدينة وأي واحدة فيهن"، مشيرا إلى أن هناك خطأ كبيرا في اعتبار البعض أن اسم المرأة عيب، إضافة إلى أن البعض قد يرى أن ذكر اسم زوجته دلالة على عدم الذوق والوقار، ولذلك عليه أن يعبر عنها بعبارات غامضة.
بوح المشاعر
وأضاف د. العودة أن البعض قد يتربى على عدم البوح بمشاعره؛ والأمر كذلك بالنسبة للمرأة التى تعتقد أنها إذا باحت بمشاعرها ينفر منها زوجها،والشيء الغريب أنه قد يقبل من امرأة بعيدة ما لا يقبله من الحلال الطيب المبارك، مشيرا إلى أن الرجل قد يجد أنه من الحياء أو من الخجل أن يعبر بكلمات الحب خاصة وأن كثيراً من الأزواج والزوجات يتلقون في أسرهم وبيوتهم دروساً حول عدم استخدام مثل هذه العبارات وعدم البوح بها، لأن البوح بالحب قد يدفع الطرف الثاني إلى التمرد عليه أو المبالغة في الدلال.
واعتبر أن من مظاهر ذلك أيضا أن الرجل لا يسوغ أن يمشي مع زوجته، وإنما يمشي دائماً أمامها، وبعضهم يشعر بالخجل أو العار أن يأتي بزوجته معه في السوق -مثلاً-، ويعتبر أن هذا مما يعاب، بينما نتعلم في هدي نبينا -عليه الصلاة والسلام- كيف كان يذهب بأزواجه؟ كيف كانت عائشة تشاهد الحبشة وهم يلعبون في المسجد في يوم عيد، وقد وضعت خدها أو ذقنها على كتف النبي -صلى الله عليه وسلم- تشاهد حتى ملت، معتبرا أن الهدي النبوي كان بمثابة ثورة على عادات الجاهلية؛ التي كان فيها الكثير من الازدراء والاحتقار للمرأة.
إقحام الأبوين
وأشار الشيخ سلمان إلى خطورة إقحام الناس في تفاصيل الحياة بهذا الشكل المفرط، بمعني أنه إحدى المشكلات سواء في العلاقة الزوجية أو في غيرها، دخول الأب والأم والأسرة في أدق التفاصيل وكذلك دخولهم في أول مشكلة تقع، في الحياة الزوجية التي من الطبيعي ألا تخلو من مشكلات، مضيفاً "أسوأ ما في الأمر هو فضول وتدخل الأب – مثلاً - أو الأم أو الأسرة وما قد يترتب عليه من توجيهات غير رشيدة وغير مناسبة تحث أحد الزوجين على التصرف بطريقة معينة ، بينما لو ترك الزوجان وشأنهما انحلت هذه المشكلة بسهولة ويسر.
معنى القوامة
واعتبر أن قوامة الرجل مبدأ قرآني صحيح إلا أنه ينبغي التفريق بين نظام القوامة المستبد، ونظام القوامة القائم على المراجعة وعلى الشورى، مشيرا إلى أن "القوامة ليست مصادرة لشخصية المرأة ولا طغياناً، لأن المرأة هنا مسئولة عن أعمالها وتصرفاتها وعقيدتها وإيمانها، (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً)، مسؤولية شرعية، ومع ذلك الرجل مسؤول عن البيت وله القوامة في الأمور التي تخص الأسرة، كطبيعة العمل، عملية الدخول والخروج في أشياء معينة، الاتفاق على مبادئ لأن المرأة من الصعب أن تتصرف كما لو كانت بمفردها في مثل هذه الأمور بعيداً عن الزوج وعن مراعاة الأمور المشتركة بينهما".
وحول قضية عناية المرأة بزينتها رأى د. العودة أنه من الطبيعي تزين المرأة وسعيها أن تكون حسنة وأن تلفت نظر الأخريات من حولها وأن تكون متميزة، مشيرا إلى أن هذا الإحساس بالجمال جزء من جمالية الحياة وجزء من جمالية العلاقة بين الزوجين. لكنه أشار إلى ضرورة الأخذ في الحسبان أن للزينة حدود شرعية أولاً، وأيضاً أن تكون في حدود المعقول لأن المبالغة في الزينة مذمومة، خاصة وأن كثيرا من النساء يقعن ضحية الموضة، والاستغراق في متابعتها وملاحقتها.
قضية الموضة
واعتبر أن الموضة تختلف عن التقاليد التي هي تقاليد اجتماعية نقلد فيها الآباء والأجداد لأناس ماتوا، وهي امتداد رأسي، بينما الموضة هي تقليد لأحياء يعيشون بيننا فهي امتداد أفقي، ولذلك الموضة تنتقل من منطقة إلى منطقة، تبدأ في كثير من الأحيان بالأسر الغنية والثرية والأسر المعتبرة وأسر المشاهير الذين لهم نوع من الحظوة الاجتماعية لتنتشر بعد ذلك بين النساء، مع أن الموضة بطبيعتها ليس لها استمرار باختلاف التقاليد.
وأشار إلى أن المشكلة في أن تتحول الموضة في فترتها إلى قانون ملزم بمعنى أن المرأة بسبب حرصها على السمعة الطيبة بحيث تراعي الموضة حتى لو كانت هذه الموضة مؤلمة لها نفسياً أو مؤلمة جسدياً. وأوضح: "في الصين -مثلاً- يضعون رجل الطفلة في حديد حتى لا تكبر لأنه من مظاهر الجمال عندهم أن يكون قدم الفتاة صغيرة، فتتحمل ذلك -أحياناً-بألم نفسي أو ألم جسدي في سبيل أن تحرص المرأة على أن تكون جميلة".
واعتبر فضيلته أن ما يمارس ضد المرأة كعارضات الأزياء في العالم، نوع من الابتزاز عبر تسليعها -إن صح التعبير- وتحويل جسد المرأة إلى سلعة لترويج السلع -مثلاً- للإغراء، للإثارة، عدوان على إنسانية المرأة وعلى شخصيتها وعلى جنس المرأة أيضاً، لافتا إلى أن هناك جمعيات في العالم كله تحتج على مثل هذه الأساليب التي جعلت المرأة مجرد مسوقة أو مروجة لموضات معينة.
ولفت إلى ضرورة مراعاة أن كثيرا من الموضات لا تتناسب تماما مع ثقافتنا أو تعاليمنا الإسلامية كتلك التي تحتوي على قدر كبير من العري ، والناس يستسلمون لها باعتبارها هي الموضة ومن يخالفها يتعرض -أحياناً- للغمز أو السخرية.
عقل المرأة
وأوضح أن اختلاف عقل المرأة لا يعني ضعف عقلها، ولكن المرأة تتفوق في أشياء والرجل يتفوق في أشياء أخرى، وحتى شهادة المرأة الله -سبحانه وتعالى- قال: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)، إلا أن هناك أشياء تقبل فيها شهادة المرأة حتى لو كانت امرأة واحدة مثل الشهادة على الرضاع، البكارة، وأشياء تخص المرأة، معتبرا أن من أخطر الأشياء هو توظيف، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- للتعيير، كأن يقول الرجل لزوجته أو أخته إذا غضب منها "أنتن ناقصات عقل ودين".
وأوضح أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يقل المرأة ناقصة عقل ودين، وإنما نص الحديث الذي تكلم عن الصدقة وقال: « وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ » بغض النظر عن تفسير البعض بأنه جاء على سبيل المداعبة أو على سبيل الطرفة، فهو هنا لم يقل "ناقصات عقل ودين" كخبر مستقل وإنما له سياق معين وهو « وَمَا رَأَيْتُ أَغْلَبَ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ »، بحيث لو حذفنا "ناقصات عقل ودين" لاستقام المعنى دون إشكال، فهنا إدخال كلمة « مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ » هو للإشارة إلى الغرابة في تكوين المرأة ما بين قدرة المرأة على التأثير على الرجل وعلى اجتذاب الرجل وعلى تحريك مشاعره بينما الرجل هو ذو لب وربما يدير شئون الحياة أكثر منها .
تعيير المرأة
وأوضح: "المقصود هنا المقابلة ما بين امرأة تحيض فتترك الصلاة؛ كما فسر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- نقصان دينها ليس اعتمادا على البيئة أو الثقافة السائدة أو المحلية وإنما أوضح بأنها إذا حاضت لم تصل ـ وهي بذلك غير مأثومة، مشيرا إلى أن قضية تعيير المرأة بمثل هذا المعنى هو جناية على دين الله -سبحانه وتعالى- وهو دعوة إلى الفتنة وأن المعاناة التي قد تواجهها المرأة في المجتمع نتيجة موروث ثقافة معينة. وقال : "حينما تشعر المرأة بأن الدين ذاته كأنه يقف في صف الرجل فهو أمر في غاية الخطورة؛ لأنه يجعل كثيرا من النساء ربما يسئن الظن بالدين مع أنه عملياً والثابت الآن وفق الدراسات والإحصائيات أن النساء أكثر تديناً من الرجال، ربما بحكم العاطفة الموجودة عند المرأة، وبحكم شعور المرأة أيضاً بقربها من الله -سبحانه وتعالى- بحملها بوضعها إلى غير ذلك من المعاني".
إهمال المرأة
ولفت د. العودة إلى أن أخطر ما يدمر نفسية المرأة هو شعورها بالإهمال، وأنها لا تمثل قيمة أكثر من أثاث البيت، ولا أحد يلتفت إليها، مشيرا إلى أن حب المرأة ـ مثلاً ـ للكلمة الطيبة أو للهدية ليس معناه أنها تحب المال وإنما هي تحب هذه اللمسة الحانية.
وأضاف "حتى في العلاقة الزوجية يهم المرأة دائماً الإحساس بالأهمية والإحساس بالحضور عند شريك حياتها بالدرجة الأولى"، لافتا إلى أن المرأة تتأثر بنسيان الزوج للأشياء التي تخصها.
وأكد على ضرورة أن يكون الشعور بالاختلاف بين الزوجين واضحاً بمعنى أن المرأة تحب التفاصيل، وتحب أن تتكلم أحياناً في بعض الأمور، التي ربما يراها الزوج تافهة بينما هي ترى أنها تتكلم في أشياء مهمة ، ويجب أن تشاطرها هذا الاهتمام.
وأوضح أن المرأة تهتم بالتفاصيل بينما الرجل يهتم بالمجملات والعناوين، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد من قبيل التكامل بين الرجل والمرأة، والغريب أن البعض قد يستحسن هذا الشيء من امرأة أجنبية شيء ويستقبحه من زوجته.
عاطفة مؤقتة
وحذر الشيخ العودة مما قد يعتري البعض من عاطفة مؤقتة، من خلال موقع إلكتروني أو منتدى أو بعض الشبكات الاجتماعية، بحيث لا تكون هذه الرؤية صادقة أو مدروسة بقدر ما هي عاطفة مؤقتة، أو ربما هو معجب أو يريد امرأة من حيث المرأة نفسها يريد الزواج والرغبة في الطرف الآخر مما يجعله سريع القبول، والمرأة كذلك إلا أنه بعد الزوجية تتبين الفروق الصعبة التي قد تتحول إلى "صدمة".
وأكد أن مراعاة التوافق قدر المستطاع مطلب ومدعاة لاستمرار الزوجية، وقد ترتبط البنت بشخص ليس فقط من جنسيتها بل قد يكون غير عربي أو غير مسلم".
كيد النساء
كما اعتبر فضيلته، أن هناك فهما خاطئا لقوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، لأن هذا أولا جاء على لسان العزيز، ومع ذلك المقصود بالكيد هو التدبير الخفي، ما يعني أن كلمة الكيد ليست مذمومة بذاتها، وهذا واضح عند المرأة أنها مثلاً إذا أرادت شيئاً أو أحبت شيئاً لديها القدرة على التوصل إليه بطرق قد تكون ذكية أو لطيفة وفيها طول نفس وسعة بال، بينما الرجل ربما لا يملك مثل هذه الإمكانات في أحيان كثيرة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأشياء لا تعد عيباً بذاتها يعني سعي المرأة -مثلاً- إلى امتلاك قلب زوجها، إلى إقناعه، إلى النجاح في الحياة الزوجية، طريقة تربيتها لأولادها، طبيعة علاقتها بالأخريات، نجاح المرأة وإبداعها في حياتها؛ لأن المرأة أيضاً ليست مهمتها مقصورة على أنها فقط قعيدة البيت، وإنما المرأة لها مهمة حياتية جليلة، المرأة جزء من المجتمع ومن البناء ومن النهوض الاجتماعي.
وأضاف: " المجتمع لا يمكن أن يطير بجناح واحد ولا أن يمشي برجل واحدة، فالمرأة هي شريكة الرجل والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ »، وفي المجتمع الأول كانت أمهات المؤمنين جنباً إلى جنب مع المؤمنين، واليوم تجد أن مشاركة المرأة في الحياة الإنسانية.
إطاحة المرأة
وأشار إلى أن الغرب أحياناً قد يطيح بأنوثة المرأة، من خلال طبيعة الأعمال والحركات المنحرفة التي تحاول أن تلغي الفروق بين الرجل والمرأة وتجعل المرأة كأنها رجلاً آخر إضافة إلى بعض القوانين والأنظمة في الغرب التي تمنع على المرأة عفتها، بينما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية هناك أيضاً الكثير من الإطاحة ليس فقط بأنوثة المرأة وإنما بإنسانيتها عند بعض الرجال.
جرائم الشرف
وردا على سؤال حول ما يتعلق بجرائم الشرف رأى، اعتبر د. العودة أنها في الحقيقة ليست جرائم شرف بل هي جرائم عار؛ لأنها عدوان على شريعة الله -سبحانه وتعالى- كما هي عدوان على الأنثى، وهي من ظلم ذوي القربى، مشيرا إلى أن هناك حالات كثيرة جداً يتم التكتم عليها والقتل فيها يتم بطريقة بشعة لدرجة أن هناك حالات دفن وهي حية وأخرى ترمى مثلاً في مجرى مياه أو تقتل بالساطور أو بالسكين أو تصعق بالكهرباء، وقد يقوم بهذا الأب أو أحد الأبناء دون التثبت، بل ثبت طبياً أن هناك العديد من الحالات شريفة وأنها لا زالت بكراً.
واستنكر د. العودة مثل هذه الأفعال حتى لو كانت غير بريئة لأن هذا الأمر موكول للقضاء والشريعة، لأن الشريعة جاءت في البكر بالجلد وليس بالقتل.
وأضاف أن مثل هذه الممارسات "في الأردن في فلسطين في تركيا في الخليج وفي باكستان وانتقلت حتى إلى المسلمين في الغرب حتى أن هناك بنتا في كندا عمرها ستة عشر سنة قتلت لأنها لا تتحجب، وأخرى في لندن عمرها خمسة عشر سنة قتلت بسبب أنها تريد أن تتزوج بشاب لا يريده أهلها، مشيرا إلى هذه الحالات تتناقص تدريجياً، وإن كانت القوانين في البلاد العربية ليست صارمة وتتساهل أحيانا.
ورأى أنه في ظل الانفتاح الإعلامي تصبح قصة واحدة كفيلة أن تنتشر في أماكن كثيرة، مشددا على ضرورة ألا تنسب مثل هذه الممارسات إلى التيارات الإسلامية ؛ لأن هذا أمر من الموروث القديم ، ومع ذلك حتى هذا الكم القليل من الجرائم يجب السعي في إزالته ومحاربته"..
ختان الإناث
وحول قضية ختان المرأة رأى فضيلته أن فيه خلافا مشهورا عند الفقهاء، مشيرا إلى أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة ولا يصح منها شيء، كما ذكر من قبل الإمام أبو داود، وابن عبد البر، ابن الحاج، الشوكاني، جماعة من أهل العلم، والبعض يظن أن الختان يضعف الشهوة والواقع أن مركز الشهوة هو في فص الدماغ، مشيرا إلى أن الختان أحياناً يكون الختان الفرعوني الذي يستأصل بشكل كامل ويميت الشهوة ويضعف تواصل المرأة مع الرجل".
وأشار أنه لا يصح في هذه القضية حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وينبغي أنه يراعى « لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ »، خاصة وأن هذه الممارسة قد يكون لها آثار وأضرار كبيرة على صحة المرأة وعلى نفسيتها وعلى جسدها أيضاً.
الكاتب: محمد وائل
الجمعة 15 رمضان 1433الموافق 03 أغسطس 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..