الخميس، 23 أغسطس 2012

سعادة المتكدس

الصورة مضحكة على رغم مرارتها. المسافرون إلى الإمارات عبر منفذ البطحاء الحدودي مكثوا أيام العيد 14 ساعة في انتظار إنجاز إجراءاتهم، وسط حرارة الصيف اللافحة. طبعاً تم استثمار ذلك، إذ بلغ سعر عبوة المياه
عشرة ريالات! في ظل هذه الظروف حدثت إغماءات لنساء وأطفال ومشادات متوقعة، كما ذكر الزميل محمد الخمعلي في خبر نشرته «الحياة» أول من أمس.
لكن المسافرين العطاشى المتكدسين إذا عبروا إلى مركز الإماراتي استقبلوا بالمياه والعصير! هذا أفضل إعلان سياحي لمصلحة الإخوة في الإمارات، إنه يتجاوز في فضله الأخبار الدورية الترويجية لمكاتب السياحة. وأيام هوجة الأسهم، كان السعوديون أيضاً يغادرون محملين بـ«الكاش» – السيولة النقدية، يبحثون عن سهم لشرائه، مع محدودية الاستثمار في الداخل، كان ذلك قبل الإفاقة من حلم ثراء تحول إلى كابوس.
هل هناك فائدة من طرح السؤال، لماذا يحدث هذا؟ لا أعتقد لأنه طرح كثيراً دون نتيجة تذكر، لا تلمس تغييراً جذرياً، القضايا تتكرر. في خبر «الحياة» إشارة من مصدر في منفذ البطحاء أن السيارات تكاثرت بسرعة منذ أول أيام العيد، وكأن العيد جاء فجأة! أو أن السماء تمطر سيارات، لكنها بقدرة قادر لا تصبح متكاثرة على الجانب الإماراتي! أطرف ما في الخبر ما ذكر من أن المنفذ الحدودي يعد الأكبر في الشرق الأوسط، كان من الأنسب إكمال المعلومة، بحيث يذكر أنه الأكبر في عدد المتكدسين دون مياه شرب في جانب، ومياه مع عصير في الجانب الآخر، فقط اعبر وانظر.
ألا تتفق معي عزيزي القارئ أن السعودية أصبحت منحة للإمارات، سواء في جانب المقارنة بين النجاح والإخفاق أم في جانب آخر، وهو الاستفادة واستثمار فشل الجيران! والبركة ببعض المسؤولين.


عبد العزيز  أحمد السويد


Posted: 22 Aug 2012 02:27 PM PDT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..