الجزيرة
.. هذه القناة التلفزيونية الأخطبوطية المثيرة لجدل ..
لمن تتبع وماذا
تريد وكيف تخطط وما الذي فعلته حتى الآن ؟؟؟
مقالات تحليلية متسلسلة نقدمها
لكم تباعا
شهد
يوم الجمعة الموافق للأول من نوفمبر 1996 م، بث أول نشرة أخبار في تمام
السـ7:30ــاعة بتوقيت مكة المكرمة، في أول يوم لظهور قناة الجزيرة الفضائية
المثيرة للجدل من مكاتبها في الدوحة ، بعد أن أعلنتها دولة قطر إبنا شرعيا
كلّفت ولادته أكثر من 150 مليون دولاراً، أعلن عنها في شكل منحة مقدمة من
أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي عهد بها إلى مؤسسة الإعلام
القطرية كحاضنة ومرضعة.
البداية
كانت فجائية متعجلة تزامنت مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الإذاعة
البريطانية الذي أنشأ بالإشتراك مع المملكة العربية السعودية في ابريل
1996، بعد عامين من قيامه بسبب الرقابة التي طالبت بها السعودية، لتلتقط
الجزيرة عدداً كبيراً من العاملين فيه والذين طالبت السعودية بفرض الرقابة
على ما يقدمونه ويعدّونه من برامج يبدو أن قطر كانت في حاجة إليها.
ما
أن دخلت الجزيرة البث حتى أعلنت عن نفسها بأنها قناة إخبارية خاصة شعارها
الرأي والرأي الآخر، ما جعل المراقبون في حيرة من أمرهم عن مؤسسة تم
إنشاؤها برأسمال هو منحة من أمير البلاد، وتتبع مؤسسة الإعلام القطرية،
وتكون مؤسسة خاصة، وكانت هذه المعلومة أول طعنة في مصداقية هذا المولود
الجديد، كما علّق المراقبون على شعار الرأي والرأي الآخر والذي جاء مبهما
دون توضيح للمقصود بالرأي والمقصود بالرأي الآخر، وسرعان ما انكشف القناع
حينما اتخذت من الرأي الآخر ممراً للتنظيمات الإسلامية التي اشتدّ عليها
الضغط في تلك الفترة بسبب سلوكياتها التوسعية والعدائية الرامية لضرب
المجتمعات في الوطن العربي وفي مختلف أنحاء العالم.
الرأي
الآخر الذي وجد ممراً آمناً في توجه الجزيرة منذ إنشاؤها هو الخط الصهيوني
العالمي حيث أفردت القناة مساحات واسعة لسماع وإسماع وجهة نظره وفلسفته في
الاحتلال الذي تحول بقدرة قادر من إحتلال إلى (استعادة) لفلسطين التي
سلبها العرب بعد عهد موسى، وأيضاً وجدت الصهيونية في هذه القناة الوليدة
تبريراً لانتهاكاتها حقوق الفلسطينيين في فلسطين ومبررات لشراسة شباكها
الأخطبوطية في مختلف دول العالم، وتعظيم محرقة اليهود التي كذّب وقوعها
العديد من المؤرخين.
وكان
أكبر المستفيدين من كعكة الرأي الآخر هو تنظيم القاعدة الذي وجد مكاناً
مأهولاً بالمشاهدين لبث أشرطته السمعية والبصرية المتتالية والتي كانت تحمل
ترويجاً لأفكار قائدها الراحل أسامه بن لادن ومجموعته الضالة.
وفي
داخل عباءة الرأي الآخر دخلت كل فئات المعارضة، خاصة الدينية الشعارات
منها والتي تحارب مجتمعاتها وانظمتها، وقد وجدت هذه المعارضة خاصة تلك
المغمورة التي كان يتم إعدادها في جنح ظلام الدول الإمبريالية والإشتراكية،
متنفساً كبيراً وزاوية حرة لإدارة حربها الإعلامية ضد مجتمعاتها وأنظمتها،
ما جعل معظم الدول الخليجية والعربية تتنبه للأمر وتقيم بينها وبين القناة
قطيعة وصلت في كثير من الأحيان درجة إغلاق مكاتبها وطرد مراسليها.
الجزيرة
التي جمعت هذا الكم غير المتجانس من الحاقدين على مجتمعاتهم كانت في حقيقة
الأمر تقوم بتنفيذ مخطط مدروس هدفه القضاء على أنظمة الحكم القائمة،
وإبدالها بأنظمة أخرى ظلت مثار جدل بين إخوانية وعلمانية واشتراكية وهجين،
وإن كان الوجه الإخواني هو الأكثر بروزاً.
ورغم
القطيعة التي قامت بين الجزيرة وبعض الدول الخليجية والعربية إلا أن
الجزيرة كانت أكثر إصراراً على إحداث فوضى في تلك الدول من خلال تصيّد
الأخطاء الصغيرة التي تبدو طبيعية في تلك المجتمعات، وتضخيمها إعلامياً بما
يكفي لشحن الشعوب بإحساس الاضطهاد والظلم والدونية، ورسم صورة ذهنية موحدة
لكل الحكام ترتبط بالفساد واستعباد الشعوب والموالاة والتبعية للدول
الكبرى، لا لمصالح الوطن، ولكن لرغبة البقاء والخلود في بلاط الحكم.
بعد
هذه التعبئة التي استخدمت فيها الجزيرة جيشاً جراراً من المحللين
المعارضين، وأفكاراً مدروسة لطبيعة البرامج التي تستوعب هذه الفسيفساء
المتناقضة من المعارضين القادرين على غزو أفكار المستمعين البسطاء
المشدوهين بهذه الجرعات الإعلامية غير المسبوقة الجرأة والتطاول، وتفاعلهم
مع الأكاذيب التي تم تقديمها كأسرار تنشر لأول مرة، وبدأت الجزيرة في
استخدام تلك الحشود لإحداث التغيير الذي رسمته سياسات جهات خفية لتبدأ
إحداث الفوضى كمرحلة مرسومة، وقد إلتقطت عدسات المصورين صورة لشيمون بريز
وهو يتفقد استديوهات مكاتب الجزيرة في قطر وتم نشرها على مواقع التفاعل
الاجتماعي.
وللحديث بقية..
مركز المزماة للدراسات والبحوث
24/09/2012
مركز المزماة للدراسات والبحوث
24/09/2012
الجزيرة .. قناة التغيير المبهم ج2
ذو القعدة/1433 06:32 م
مركز المزماة للدراسات والبحوث
مواصلة لما بدأناه في الجزء السابق من قراءتنا الهادئة المتأنية لظاهرة قناة الجزيرة، التي أعلنت الحكومة القطرية شرعية بنوّتها لها ، وعهدت بها إلى مرضعة منتقاة هي هيئة الاعلام القطرية، بل ووضعت الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني ابن عم الأمير الحاكم مديرا عاما لها .
مواصلة لما بدأناه في الجزء السابق من قراءتنا الهادئة المتأنية لظاهرة قناة الجزيرة، التي أعلنت الحكومة القطرية شرعية بنوّتها لها ، وعهدت بها إلى مرضعة منتقاة هي هيئة الاعلام القطرية، بل ووضعت الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني ابن عم الأمير الحاكم مديرا عاما لها .
القناة
منذ انطلاقتها أعلنت أنها جاءت لبث الآراء المخالفة،وهو تصريح أثار جدلا
كبيرا في دول الخليج العربي التي بدأت القناة بمعاداتها وإدخال ظواهر لم
تكن موجودة من قبيل تجنّي بعض الأفراد على دولهم وشعوبهم وقادتهم .
ما حيّر المراقبين فعلا هو أن القناة وجدت اهتماما عالميا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 ، وكانت هي القناة الوحيدة التي سمح لها أن تغطي الحرب على أفغانستان ، وعلى الهواء مباشرة من مكتبها هناك، وسمح لها أيضا أن تبث أشرطة فيديو لأسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة ، وزادت هذه الحيرة حينما كشفت القناة عن مخططاتها بصناعة ودعم ما أسمته الربيع العربي ، وساهمت في انتزاع الحكم من رؤساء قائمين وتسليمه على طبق من ذهب مع تقديم الدعم الاعلامي الكامل للاخوان المسلمين .
من الملاحظات الهامة التي يجدر التوقف عندها أن هذه القناة ورغم حداثتها مقارنة بامبراطوريات الاعلام العالمية إلا أنها أصبحت مصدرا هاما نقلت منه هذه القنوات العالمية الناطقة بمختلف اللغات ، فقد كانت في معظم الأحيان هي القناة الوحيدة المسموح لها بالتصوير والبث ، والكل يعرف أن الاعلام في الحروب أصبح صناعة تحتكرها جهات معينة لاتسمح للمشاهدين بالرؤية بغير عيونها .. وتبث ما تريد للناس معرفته وتحجب ما لاتريد ، وهو ما يضعنا أمام تساؤل كبير عن الجهة التي تقف وراء هذه القناة الغامضة .
إحجام المعلنين السعوديين وهم أكبر معلنين في المنطقة ، عن التعاقد الاعلاني مع القناة ، دفع حاكم قطر على تقديم دعم سنوي ضخم لايتناسب مع الرقم الذي تم ذكره في عام 2004 ( 30 مليون دولار ). مقارنة بحجم عمل وعمال القناة في تلك الفترة .
لم تحاول القناة كمايبدو أن تلعب دورا مزدوجا ، ولكنها اختارت لعب أدوار متعددة ومع أطراف متباينة ، وهو أمر مستغرب لم يجد المراقبون له تفسيرا .. فهي تلعب مع الصهيونية ، وتلعب مع الامبريالية والاشتراكية ، وفي ذات الوقت تحتضن الليبرالليين والاسلاميين ، وهو ما عرّضها لقرصة أذن أكثر من مرة ، فالولايات المتحدة ودول التحالف التي استخدمتها في الحرب وقدّمت لها الحماية ، أحسّت بخيانتها في احتضان الاسلاميين خاصة الاخوان ، فكانت قرصة طارق ، وتيسير علوني ، وضرب مكاتبها هنا وهناك على سبيل ( أنا أعلم وأرى فاحذر ولا تتمادى ) .
دون شك يمثّل الاسلاميون تركيبة أساسية في عمل الجزيرة ومخططاتها ، ولعب الأدوار المتعددة الذي أتقنته الجزيرة واحد من سمات وبصمات الاخوان المقروءة لكل باحث في تاريخ تنظيمهم الأسود ، ولو ألقينا نظرة على العاملين بالقناة فإننا لانحتاج جهدا لاكتشاف أن معظمهم ينحدرون من دول تمتاز بالوجود الاخواني الكثيف ، وما تفرده من مساحات للاسلاميين في برامجها يشكّل دليلا آخر لارتباطهم بها ، وما تحاول إبرازه من عيوب أعداء الاسلاميين واضحا وضوح الشمس خاصة في البرامج التي تجمع الاخوانيين بأعدائهم ، فتوزيع الفرص ليس عادلا وتوجيه الأسئلة يتم بانتقائية عالية ، والتقارير المصورة المدعمة للبرنامج تميل بوضوح للفكر الاخواني ، زائدا على اعتمادها على يوسف القرضاوي منظر الاخوان المعتمد والمقدّس كمفتي للقناة مع إفراد مساحات وافرة لأفكاره ، وهي خطة واضحة أراد بها التنظيم نشر سمومه الاخوانية عبر قناة الجزيرة .
ونواصل في الجزء الثالث ..
مركز المزماة الدراسات والبحوث
25/09/2012
ما حيّر المراقبين فعلا هو أن القناة وجدت اهتماما عالميا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 ، وكانت هي القناة الوحيدة التي سمح لها أن تغطي الحرب على أفغانستان ، وعلى الهواء مباشرة من مكتبها هناك، وسمح لها أيضا أن تبث أشرطة فيديو لأسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة ، وزادت هذه الحيرة حينما كشفت القناة عن مخططاتها بصناعة ودعم ما أسمته الربيع العربي ، وساهمت في انتزاع الحكم من رؤساء قائمين وتسليمه على طبق من ذهب مع تقديم الدعم الاعلامي الكامل للاخوان المسلمين .
من الملاحظات الهامة التي يجدر التوقف عندها أن هذه القناة ورغم حداثتها مقارنة بامبراطوريات الاعلام العالمية إلا أنها أصبحت مصدرا هاما نقلت منه هذه القنوات العالمية الناطقة بمختلف اللغات ، فقد كانت في معظم الأحيان هي القناة الوحيدة المسموح لها بالتصوير والبث ، والكل يعرف أن الاعلام في الحروب أصبح صناعة تحتكرها جهات معينة لاتسمح للمشاهدين بالرؤية بغير عيونها .. وتبث ما تريد للناس معرفته وتحجب ما لاتريد ، وهو ما يضعنا أمام تساؤل كبير عن الجهة التي تقف وراء هذه القناة الغامضة .
إحجام المعلنين السعوديين وهم أكبر معلنين في المنطقة ، عن التعاقد الاعلاني مع القناة ، دفع حاكم قطر على تقديم دعم سنوي ضخم لايتناسب مع الرقم الذي تم ذكره في عام 2004 ( 30 مليون دولار ). مقارنة بحجم عمل وعمال القناة في تلك الفترة .
لم تحاول القناة كمايبدو أن تلعب دورا مزدوجا ، ولكنها اختارت لعب أدوار متعددة ومع أطراف متباينة ، وهو أمر مستغرب لم يجد المراقبون له تفسيرا .. فهي تلعب مع الصهيونية ، وتلعب مع الامبريالية والاشتراكية ، وفي ذات الوقت تحتضن الليبرالليين والاسلاميين ، وهو ما عرّضها لقرصة أذن أكثر من مرة ، فالولايات المتحدة ودول التحالف التي استخدمتها في الحرب وقدّمت لها الحماية ، أحسّت بخيانتها في احتضان الاسلاميين خاصة الاخوان ، فكانت قرصة طارق ، وتيسير علوني ، وضرب مكاتبها هنا وهناك على سبيل ( أنا أعلم وأرى فاحذر ولا تتمادى ) .
دون شك يمثّل الاسلاميون تركيبة أساسية في عمل الجزيرة ومخططاتها ، ولعب الأدوار المتعددة الذي أتقنته الجزيرة واحد من سمات وبصمات الاخوان المقروءة لكل باحث في تاريخ تنظيمهم الأسود ، ولو ألقينا نظرة على العاملين بالقناة فإننا لانحتاج جهدا لاكتشاف أن معظمهم ينحدرون من دول تمتاز بالوجود الاخواني الكثيف ، وما تفرده من مساحات للاسلاميين في برامجها يشكّل دليلا آخر لارتباطهم بها ، وما تحاول إبرازه من عيوب أعداء الاسلاميين واضحا وضوح الشمس خاصة في البرامج التي تجمع الاخوانيين بأعدائهم ، فتوزيع الفرص ليس عادلا وتوجيه الأسئلة يتم بانتقائية عالية ، والتقارير المصورة المدعمة للبرنامج تميل بوضوح للفكر الاخواني ، زائدا على اعتمادها على يوسف القرضاوي منظر الاخوان المعتمد والمقدّس كمفتي للقناة مع إفراد مساحات وافرة لأفكاره ، وهي خطة واضحة أراد بها التنظيم نشر سمومه الاخوانية عبر قناة الجزيرة .
ونواصل في الجزء الثالث ..
مركز المزماة الدراسات والبحوث
25/09/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..