السبت، 1 سبتمبر 2012

لن أصفق لمرسي حتى يـ .. !


أحترم الرئيس المصري الجديد "مرسي" ويعجبني فيه هدوءه وقوة خطاباته وبلاغة كلماته , كما لا يخفى
علينا ما يواجهه من حرب كلامية قذرة يطلقها بعض خصومه لتثبيطه والسخرية منه .

ولا أريد أن أدخل مع زمرة المهاجمين وفي نفس الوقت أحب أن لا أجدف مع المادحين , كلمة الرئيس مرسي التي ألقاها في قمة عدم الإنحياز كانت تشبه كثيرا خطابات العروبة التي كان يلقيها جمال عبدالناصر ومن بعده صدام إلا أنها أكثر روحانية ,, بل وحتى بشار الجزار كانت خطاباته في الجامعة العربية خطابات عروبية تجعل القادة العرب ينامون من طولها , كانوا جميعهم يتحدثون عن مجازر اسرائيل في فلسطين , وكيف أن اسرائيل عدو حقيقي للأمة , وكثير من الكلمات التي تسمعها من أفواههم فتعتقد أنهم على مشارف القدس يحملون رآية الفاتحين بيدهم , ويحمل جنودهم المدفع والرشاش .


لم يخدر كثيرا من قضايانا إلا الكلمات والخطب وتصفيق الجماهير , حرب الـ 48 ثم تلتها نكبة 64 والعرب أقصى جهدهم من بعدها هو تجميع المفتت ولم شمل المجزأ , وأستقبال اللاجئين الفلسطينيين وتوزيعهم على البلدان ومحاولة تناسي قضيتهم وحقهم في العودة لبلدهم , وكأنه تسليم خاضع وعمل بمبدأ "شردوهم ونحن نتكفل بهم لا تقلقلوا أكملوا تهجيرهم واستيطانكم!!" .


وبعد هذه المخازي العربية وجد العربي نفسه يفرح حتى بكلمات عادية بالإمكان أن يقولها أي شخص, حتى أنك قد تسمع بعضها ممن لا يدينون بدينك لكنهم تفاعلوا مع قضايانا وتألموا منها بل وبعضهم دفع حياته ثمنا كـ"راشيل كوري" الأمريكية من أصل يهودي المثال الذي صدقت كلماتها بأفعالها , إمرأة تقف أمام جرافة عسكرية لتلقى حتفها وهي تصرخ بحقوق الفلسطينيين .

 أصبحنا من شدة أمانينا وأحلامنا السرمدية نسمي "الكلمات" "لكمات" , نفرح بالخطبة القوية لرئيس أو مسئول حتى يحملنا هذا الفرح فنزور فلسطين ونمر على العراق ونسلم على السودان ونحيي نهضة الصومال !


لن أصفق هذه المرة لخطاب الرئيس مرسي , لأن يدي من كثرة التصفيق أصيبت بالرعاش وأخشى عليها من الشلل , وفكري من كثرة تصديق الكلمات توهم أن أهل السياسة يصنعون الحل بكلمة, ويحررون الدول بكلمة ,ويرفعون المجازر بكلمة .


لن أصفق يا فخامة الرئيس وأنا أسمع خطبتك البلاغية التي كان ينصت لها نجاد بهدوء , وكأنك تقف أمام جزار يديه ممتلئة بالدماء وما زالت الجثث تنتشر تحت قدمية وهو يصغي لك ولخطبتك عن حق ضحاياه في العيش , خطبة لم تخيفه لأنه أعتادها ولأنك وضعت بلاده جزء من المشكلة وكأنه أعتراف يتمناه ويسعى له , فعندما تقول لمجرم أنت جزء من المشكلة فأنت تعطيه تبرير على جرائمه , والأصح أن تقول أنت المشكلة التي دمرت سوريا !!ثم عندما أنتهيت أخذته بالأحضان ثم قبلته وصافحت يده المتسخة وغسلت بذلك ما أحدثه خطابك في نفسه   . !.

لن أصفق يا فخامة الرئيس حتى أرى السفير السوري مطرودا من القاهرة , وأرى علم الثوار يرفرف فوق السفارة السورية هناك , وأرى تحركا جادا وحقيقيا في كبح جماح السفن الإيرانية التي تعبر يوميا خط قناة السويس , وهي ليست محملة بالغذاء ولا بالمساعدات الطبية والإنسانية بل تنقل شبيحة وسلاح وكل مساندة تبقي النظام السوري حيا وتحقنه ليزداد التنين جشعا وبطشا وطغيانا !

ترضيت على أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يفترض أن يفعله كل مسلم , لكن تخويف إيران للمنطقة جعل الترضي في عقر دارها بطولة وهو في الأصل عادة .

حتى أصفق أريد أن أرى قليلا من الأفعال حتى لا تكون بطولاتنا على الورق , معاركنا على الورق , عقائدنا على الورق, ثم لا نفيق إلا وقد أصبحنا عربا من ورق : "يطيرهم القلم وتفرقهم الخطب" !

أما سوريا والحديث عنها والدفاع عن قضيتها , فأمره معقد , دولة صغيرة تواجه العالم كله , عدوها ليس النظام وحده بل محركوا هذا النظام من دول الإحتلال الطائفية "إيران وحزب الشيطان" , ودول السلاح المجرمة "الصين وروسيا", والجندي المخلص لحماية اسرائيل "أمريكا ودول أوروبا" وبعض المتآمرين الظاهر منهم  والباطن .

لها الله سبحانة وتعالى فلن يحررها خطاب مرسي , ولن تضرها تهديدات خامئني , وسيكون الله معها ولن يحزن شعبا  كان الله معه .


بقلم/ليلى الشهراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..