الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

ليلى الشهراني ترد على زهير كتبي

تويتر ليس حديقة طيور تشبه إسطورة أفتار يا د. زهير !!
 
كثيرا ما نعلق ونتندر على "بيض" تويتر , كنا نعتقد أنها بيض تجسس ومراقبة ثم أكتشفنا أن بعضها بيض
متاجرة , يشتريه المتخمون لزيادة عدد أتباعهم , وكلما رأينا بيضة لم تُفعل قلنا "أكفش أشتراها نرجسي" حتى لو كانت مسجلة حديثا
كل هذه التعليقات لم نتخطاها إلى تصوير المتوترين بالباحثين عن فتنة , أوحمامة تلد عقرب ! وديك يبيض ثعبانا وتعميم هذا عليهم
 
رفقا بالعقول يا دكتور زهير , تريد إغلاق برنامج كامل عن بلدك , لأن بعض من أختلفوا معك أو مع غيرك ضايقوه أو شتموه أو هددوه !

أتفق معك في أن تويتر بحاجة لتنظيم فقد أصبح ساحة معارك لا تهدأ , ولكن هذا لا يكون بإغلاقه أو مطاردة من فيه , بل بسن قوانين صارمة للتغريدات التي فيها تعدي أو تجاوز على أحد , والبدء بالتغريدات التي تسيء للذات الإلهية , ثم ذات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , ثم البقية حتى لا يعتقد البعض أن تويتر تغريد بدون حساب أو عقاب , وكل من يواجه ضرارا يتوجه لهذه الأماكن لإنصافه ولتنظيف هذا المكان من الدخلاء العابثين .

أحيانا تجد من يغرد من صغار السن وبعض من يغرد له توجهات أخرى عابثة وغير نقية , فقد يملك بعضهم 80 حسابا أو أكثر أو أقل , ليقسمها كالتالي : حساب متدين, وحساب ليبرالي, وحساب ملحد ,وحساب علماني,وحساب إباحي ,  وهلم جرا .

كنا في المنتديات يأتينا أحد الأشخاص نعرف توجهه وتفكيره من مواضيعه , ثم يسجل بأكثر من اسم , فيسب نفسه بإسم , ويمدحها بآخر , ويتغزل بها بمعرف أنثوي , ويهاجمها بمعرفات عدة حتى يثبت فكرته ويتعاطف الناس معه , والحاصل أن أغلب من يعكر أجواء النقاء في تويتر هم من هذه الفئة التي شوهت الصورة الجميلة لبرنامج يفترض أن يستخدم الإستخدام الأمثل .

صدقني أن الحل بسيط جدا , ولا يحتاج لقمع أو إغلاق , كل ما يحتاجه كثيرا من الشفافية , وحسابات حكومية فعالة تقتل الشائعة في مهدها , وتتفاعل مع المشكلة في وقتها , وتحتاج وقفة جادة من أصحاب الحسابات المؤثرة لنشر ثقافة قبول الإختلاف والحوار للمنفعة , وصنع بيئة وعي ترتقي بعقول شبابنا وشاباتنا وتبعدهم عن دائرة التعصب لفكرة أو رأي فكم عانينا في فترة من الفترات من هذا الشيء حتى أننا كنا نظن أن نعلم كل شيء إلى أن قابلنا أشخاصا استفدنا منهم ومن رؤاهم واعتدالهم . .

قد تغلق عليهم موقع تويتر لكن هناك مئات المواقع غيره , فإن لم يجدوا فالمجالس والجامعات والحياة اليومية تجمعهم , ومن أراد أن يفسد العقول أو يضر بالأمن فسيضر بغير تويتر .

وأيضا يجب أن تقف كل المفرقعات الكلامية التي يطلقها بعض ممن هم محسوبين على الصحافة لأنهم يؤلبون الأنفس على الحكومة , ويشعر المتابع أنهم يلقون معاملة مختلفة أو أنهم مدفوعون لقول ما يغردون به من سخافات بزعمهم أنها في مصلحة الوطن , والحقيقة أنها حرب تصفية حسابات ومحاولة لتلميع صورة تغريدة سقطت سهوا أو عمدا أو حمقا .

دكتور زهير لا تعيدنا إلى عصر التخلف بطلبك الغريب هذا وتصوير الحال في السعودية بإنه كالحال في مصر أيام حكم مبارك , صحيح أن لدينا الكثير من المطالب لكننا ولله الحمد في بلد لم يصل لهذه المرحلة , بلد تؤدي فيه عباداتك بكل يسر وسهولة , بلد به الكثير من الخير والكثير من الأمل والكثير الكثير من العمل ليبرز بجهد وسواعد أبنائه .

لا نريد أن يقال "شوية عيال بيلعبوا" بل نريد أن نقول "هذا جيل المستقبل وباني البلد وحاميها بعد الله" إن غضبوا من شيء فالغضب فطرة إنسانية يطفئها التجاوب معها ومحاولة علاج مسببات الغضب , وتختلف ردات الفعل من شخص لأخر وكلها تزول بالتعامل الحاني معهم , وإن عتبوا فالعتاب صابون القلوب يغسل ترسباتها حتى لا تتحول مع الوقت إلى وسخ لا يزول, وإن قالوا رأي فهذه تظل آراء يتنفس بها الفرد السعودي , بعد أن كان يعتقد أن الحديث عن حقوقه محرما,فعندما فتح خادم الحرمين الشريفين باب الحوار وطالب الجميع بالرفق بالمواطن وسماع مطالبه ومحاربة الفساد , والشفافية في كل الأمور , بدأ الجميع يمارسه بطريقته ,ومازال هذا الشيء في بدايته , سيكون هناك أخطاء وتجاوزات لكننا نجتازها بزرع الوعي وليس بقمع الإنسان .

تويتر أختراع عظيم يكشف ويعالج سلبياتنا أولاً , ويساهم في إيصال الصوت , وهو تكنولوجيا كغيرها مما جلبته لنا العولمة الجديدة , إنه سلاح ذو حدين يحتاج من يبصر الناس بالحد الإيجابي فيه , وليس خنقه .

 سيرى المتابع المخدوع بعباراتكم عن التطور ومواكبة العصر أنه لا فرق بينكم وبين من كنتم تصفونهم بالتشدد وتعايرونهم بـ "تحريم السيكل" و"تحريم تعليم البنات" و "تحريم جوالات الكاميرا والدشوش" والتي قابلتوها بحجة أن الإنسان قادر على أن يستخدمها بما يريد, وأن هذا الإنسان لا يحتاج وصاية من أحد تحدد له ما يريد وما يشاهد وأنه لا شأن لأحد بأن يتحكم في قراراته وأختياره , وأن الخوف من كل هذه الأختراعات ليس له مبرر ومن التخلف العودة للوراء , واليوم تعيدون أنتم نفس ما أنتقدتم الآخرين من أجله , وتحرمونها ولكن بطريقة أخرى .

يكفي أن تغلق حسابك وسيرتاح فكرك من العقارب والثعابين أبعدنا الله وإياكم عنها وحمانا وحمى بلادنا من كل سوء , وحفظ شبابنا وشاباتنا وهداهم للكلمة الحسنة وأبعد عنهم سوء الأفكار والكلمات والنفاثين والنفاثات في العقد

بقلم/ليلى الشهراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..