الأحد، 9 سبتمبر 2012

استعان بالصلاة فأصبح كالجبل أمام الفتنة !

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
عندما ذهب أحد الدعاة لكي ينكر منكراً في احد الأماكن , قبضت عليه الشرطة ووضعته في مكتب فقال مرافقه عنه : أنه عندما دخل المكتب
بادر بالصلاة والإكثار منها حتى خرجنا من المكتب أو كما يقول .

توقفت كثيراً عند هذه الحادثة فتذكرت قوله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) وتذكرت أن احد العلماء قال كلاماً حول الرسوخ في العلم , فقال  : أن الرسوخ هو أن يأتيك العلم في حالة الحاجة إليه كما تشاهد من بعض العلماء عندما يسأله الناس بسؤال لم يكن يتوقعه بجيب بإجابة مفصلة كافية تجيب عن السائل في مسألته ويتعلم علماً فوق علم مسألته

فكم قرأنا وتعلمنا عن المشاكل وحلولها وكيفية معالجتها بأنواع الأساليب ولكن عندما تأتي نجد أن جميع ما تعلمناه قد ذهب أدراج الرياح ولا نستطيع أن نتذكره بل ربما احتجنا أن نرجع إلى الكتب والمذكرات لكي نعرف العلاج وربما عرفناه ولم نعرف كيفية تطبيقه !! لماذا لأنه لا يوجد لدينا رسوخ في ذلك العلم

والرسوخ يأتي بأساليب منها حب العلم والتكرار والعمل بالعلم والإكثار منه حتى يتشرب في القلب ويختلط به  كما قال الله عن بني اسرائيل في سورة البقرة :
 ( واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم )قال قتادة:(واشربوا في قلوبهم العجل)، قال: أشربوا حبه، حتى خلص ذلك إلى قلوبهم.
ولهذا تجد أنه من المستحيل أن تجد مسلماً ينسى سورة الفاتحة !! لأنه يعمل بها يومياً حتى رسخت لديه , ولهذا إذا اختلط العلم بالقلب رسخ الإنسان فيه حتى لا يكاد ينساه وذلك لا يأتي إلا بعد جهد , فراقب ما تعمله فإن كان خيراً فأكثر منه حتى يتشرب إلى قلبك , وأن كان شراً فأبتعد عنه حتى لا يتشربه قلبك


وتذكرت ايضاً قول عبدالله ابن الإمام احمد بن حنبل رحمه الله  عن أبيه (فعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : " كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة ، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته ، فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة وكان قرب الثمانين " .)

فلما بحثت في ثمرة هذا العمل الذي كان يعمله الإمام احمد بن حنبل رحمه الله وجدت أنه وقف في وجه فتنة خلق القرآن , فعمل بالقرآن حتى حصل على الثمرة التي احتاجها في تلك الفتنة فكفته بإذن الله عز وجل

فمن استعان بالله عز وجل وعرف كيفية الأخذ بالأسباب والعمل بها أعطاه الله من الإعانة الشيء الكثير ولا تسأل عن حد تلك الإعانة فلك أن تقرآ في سير العلماء الأكابر وترى كيف اعانهم الله على العلم والعمل فنالوا شرف حفظ العلم في زمن الفتن , فلولا الله ثم هولاء العلماء لضاع العلم فإي شرف أن تتوقف كل الطرق في العلم فلا يبقى إلا طريقك أنت يتعلم الناس منه حتى قيام الساعة ؟

ولهذا عندما تقع في مشكلة فبادر بالصلاة والإكثار منها حتى يفتح الله عليك
 فإن العبادات القولية والفعلية تعين الإنسان على التكيف مع هذه الحياة وتثبته أمام الفتن لا سيما عبادات الخلوات التي هي أصل الثبات كما أن ذنوب الخلوات هي أصل الإنتكاسات

لا سيما أن العالم الآن يمر بأزمات كثيرة تمحص المؤمنين فتخرج منهم من ليس منهم وكم أظهرت هذه الفتن من الأسماء التي كنا نظنها من القدوات فأصبحت تأمر الناس بالتخلي عن الدين ,أو تفسر لهم الدين كما يريده الحاكم أو الأمير , أو تتنازل عن الدين لكي ترضى الطائفة الفلانية  ,ولهذا فإن الفتن تضرب المؤمنين لكي تخرج من صفوفهم من ليس فيهم , فنحمد الله على ذلك , ولا تذهب بعيداً أخي المسلم بل تأمل فتنة سوريا قبل بدايتها وحتى الآن وستجد أن الكثير من الاسماء قد أخزاها الله عز وجل فليتها سكتت ولم تتكلم , بل تكلمت حتى تمنينا أنها لم تتكلم فلو صمتت لكان خيراً له ولنا

فكلامها شوه الدين وأصبحت تأمر طائفة من المسلمين الموحدين بالخضوع والخنوع لغير الله ,  وأصبحت تلوي ألسنتها بالقرآن والسنة لكي نحسب أنه هذا هو مراد الله ورسوله ولكنها لم تكن تريد مراد الله ورسوله بل تريد مراد الحاكم فلان ومراد الطائفة الفلانية ومراد الدولة الفلانية

فحسبنا الله لا اله الا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم .

أخي الكريم ليكن لك نصيباً من العبادة الخفية التي لا يعلم بها إلا الله عز وجل , وليكن لك عبادات يسيرة لا تنقطع عنها مهما كنت , فخير العمل ما كان ادومه وإن كان قليلاً  لعل الله أن يثبتك أمام هذه الفتن فلا تنخدع بها  بل يحفظك الله بإذن الله منها وينجيك منها كما قال تعالى ( كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين )

ولتعلم أن الإزدياد في العبادات لا بد فيه من التدرج , فالأصل في الطاعات أن تعمل بالواجبات وترفق في النوافل وتتدرج فيها والأصل في المحرمات الإقلاع عنها فوراً فلا تتدرج فيها بل تقلع فوراً ,  فالدين متين فأوغل فيه وادخل فيه برفق فأبدأ بالقليل واستمر عليه حتى ترى أنك تستطيع الزيادة فزد حتى يمتلئ يومك كله بالعبادات فلا تستطيع أن تزيد فيه لأن العبادات قد شغلت جميع يومك فلو قيل لك أن يوم القيامة غداً لن تزيد في عملك ابداً !

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

ـــــــــــ
  سامي بن خالد المبرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..