بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله بن عثمان بن حمد الفارس
سأحاول ألقي ما استطيع من الضوء على رحلتي بالدراجه الناريه عام1968
سأحاول ألقي ما استطيع من الضوء على رحلتي بالدراجه الناريه عام1968
كنت في الصف الأول ثانوي نثقيف الطائف عام 67م واتفقت مع مجموعه من الزملاء على القيام برحله على الدراجات لأوربا في العطله
ثم فوجئنا بحرب 67 النكسه وفي العام التالي انتقلنا لجده وبنجاحي للصف الثالث علمي في الشاطئ الثانويه قررت البدء في الحله
في عطلة الصيف سيما وأن الزملاء خذلوني ! فانطلقت من جده على دراجة بي اس اي 250سي سي
مروراً بمكه والطائف وممبيتاً في المويه
ومن الغد لعفيف حيث كان أبي بها أميراً ولى فيها معارف ومن ثم باتجاه الرياض حيث واجهتني عقبة رمال النفود التي غطت الطريق
الى شقراء وتخيلوا دفع دراجه محمله في الظهر لثلاثة كيلو مترات؟ استمر الدفع ساعتين ونمت في مرات تحت سلسلة جبال موحشه(طويق)؟
في الليل تشبه الجبال وحوش وكانت التجربه الأولى لطرد الرعب من النفس فنمت نوم الذئب عين مفتحه وعين مغمضه!! وعند الفجر واصلت
للرياض وصلت هاظهراً لدى أخي عبدالرحمن فاشترى لي دافور بنزين صغير جداً ولكنه عملي وأعطاني بعض المال وفي اليو التالي إنطلقت
للدمام وعانيت الكثير حيث الطريق ضيق والرمال تقتحمه واستغرقني حتى المغرب وصول محطة القصيبي في خريص قلب النفود ونمت وواصلت
صباحا ونفس العذاب حتى وصلت المفرق حيث تشتعل نيران البترول وكأنها جهنم فنمت في الصحراء على ضوءها وعند الصباح إلى الدمام
وصلتها منتصف النهار وتمشيت في الخبر والقطيف ثم عدت الى طعوس العدامه في الدمام حيث نمت وقررت العوده للأحساء لأني أريد روئية
روئية عيونها واستغرقني 4 ساعات وقبل الظهر تمشيت ورأيت أجمل المزارع وعيون الماء وطيبة الناس واستضافني صاحب دكان في السوق
ونمت لديه واسمه حسين بوعلي وفي الصباح عدت للدمام وواصلت عصراً للكويت وكان الطريق أسوأ منسيء وادركني الليل بين الجبيل
والخفجي فنمت في صحراء موحشه وللكني بدأت التعود وعند الفجر واصالت الى الخفجي ثم الحدود وبعد الحدود إنقطع جنزيرالعجله واستغرق
اصلاحه الساعتين ودخلت مدينة الكويت عندالغروب وكان هناك فندق بائس نمت وغسلت ملابسي وفي الصباح إتجهت للجوله في المدينه وعند
العصر دخلت صدفه لسوق بيع المحار وكنت أملك مئة ريال منها عشرين للفندق ! إشتريت كوم من المحار بخمسة دنانير وبدأ البائع فتح
المحار وقبل الأخير ظهرت لؤلؤة بحجم حبة الحمص الكبيره وكان لديهم تقليد وضعها في الفم فوراًةلألا تتاثر بالجفاف ولم أكن أعرف
تقنيتهم تلك وضننت أنه سيسرقها فخنقته بيدي وأخرجتها من فمه فقال لي وهو يعاني من النقه ضعها في فمك فوضعتها وكانت مبتلة بريقه
صرخ الرجل على الحاضرين قائلاً دانه دانه دانه فاجتمع الناس حولي وقال الرجل إنها أكبر دانة رآها في حياته وهربت من الحشد
واتجهت للفندق ولكوني أشارك أربعة أشخاص في الغرفه فقد خشيت عليها ولم أنم وعند الصباح ذهبت للسوق وبدأ الحراج عليها وبلغ ألف
الف دينار وذهبنا للمختبر وعند فحصها إتضح أن بها قعده أي لم تكن دائريه 100?لذى هبط سعرها من ألف إلى خمسين دينار يافرحه
يافرحه ماتمت سحبت أذيال الخيبه وفي الصباح ذهبت للسفاره وكان الفاضل الصقير سفيراً وأعد لي موعد للقاء الشيخ صباح السالم
أمير الكويت رحمه الله في اليوم التالي الساعه الحاديه عشره وتم اللقاء وكان الأمير بسيطاً يخاطبني لساعه ونصف وكأننا أصدقاء
بل وكأنه أخي الأكبر وحدثني عن خر وجه في الليل لتفقد أحوال الناس وكله حماس وفخر فتليقفت وقلت لكن ياسيدي هذا خطر عليك فضحك
وقال نحن في الكويت عائله وحده وخلع ساعته الرولكس المرصعه ووضعها في معصمي فدمعت. عيني وأمر لي بمبلغ وعند ذهاب لمدير المكتب
الذي ناولني 90 دينار ولما خرجت إستغربت الرقم تسعين وأوشكت شكواه ولكن الأمير قد غادر وشممت فيها لعبه ولكن الحمد لله عدت
عدت للسفير وأبلغته بماتم مع الأمير فحياني وقال أنت خير من يمثل وطنه وأعطاني 50 دينار وعدت للفندق ولملمت أغراضي باتجاه
العراق ومن هنا تبدأ المآسي المطعمه بالتشويق فعن الحدود العراقيه تم تفتيشي وكأني مهرب مخدرات ونسوا آن يختموا جوازي بالدخول
وبالصدفه رأيت شاحنه محمله بطيخ سعوديه متوقفه لصلاة المغرب فصليت معهم وقلت هل بإمكانهم إيصالي والدراجه لبغداد فرحبوا
وحملنا الدراجه من فوق كثيب وركبت معهم وكانو قادمين من مزرعتهم في نفود السر وقلت لهم هل تعرفون مقر السفاره لعلي أوقف الدراجه
اوقف الدراجه قربها خوفا من السرقه فقالوا ستجد ملك وليس سفير فخفت وضحكوا وقالوا أبو سليمان الله يعينك على كرمه ذاك
ذاك محمد الحمد الشبيلي طيب الله ثراه وهنا تتوقف هرزاد عن النباح إلى لقاء قريب غداً أو حسب توجيهات الأستاذ الحبيل
نسيت أقول أنه قبل أن أقوم بالرحله بيومين ذهبت لديوان الملك فيصل طيب الله ثراه في العاشره صباحاً وتهيأ لي مقابلة
الشيخ محمد النويصر رحمه الله ورجوته في مقابلة الملك فطلب من الإنتظار وانتظرت خارجاً وعن أذان الظهر فوجئت بالملك ينزل وبرفقته
النويصر فقبلت يده فسألني أنت ولد عثمان الحمد قلت نعم مولاي فأخذ بيدي ودخلنا المسجد وأنا بجواره وبعد الصلاة قال لي عساك
تكون بورع أبوك بس لا تكن مزواجاً مثله فخجلت ولم أرد وعقّب ما ذا تريد فقلت فقط مباركتكم مولاي وكتابة كلمتين في الأوتوغراف
فتبسم وقال كيف أكتب لك وأنا لم أتأكد منك ؟ من يضمن إنك قبل توصل المدينه أو الرياض تهوّن؟ فخجلت وقبٌلت يده وانصرفت وشعرت
بالتحدي ومع من ؟ مع ملك فتضاعف الإصرار على النجاح
ولنعد لبغداد
ما أن تم تنزيل الدراجه على رصيف حول السفاره حتى توجهت للحارس وكنا بعد العشاء وقلت له أريد فقط وضع الدراجه
بجوارك للغد وفي نفسي أقول سأضع النقود والساعه الثمينه داخل الدراجه فقال دعني أستأذن وغاب برهه وخلفه رجل مربوع القامه
منير الوجه وبادرني أنا والسائقين أأنتم سعوديين فقلنا نعم فقال تفضلوا ثم نظر فرآى الدراجه وقال ماهذا فقلت دراجتي تعطلت
فاتجه اليها وتبسم وقال جيت عليها قلت نعم فتبسم ومسح على شوشتي وقال للحارس أدخلوا الدراجه وأخذ بيدي واعتذر السائقين لأنهم
يودون تسليم البطيخ فقال إذا بكره غداكم وأخذ بيدي وبدأ الشك يساورني أهذا السفير الملك؟ ومان دخلنا للسفاره حتى رأيت عسكرياً
يقدم له التحيه فعرفت أني أمام السفير الملك ولن أستطيع وصف خلق ذاك الرجل فق خرج معي للدراجه وساعدني في إخراج خلاقيني وحملها
وأعطاها لخادمه وسحبني للداخل. وكان في غرفة جلوسه شايب من أهل نجد ( بيته غرفتين وحمام في السفاره)وأراني غرفتي بجوار غرفته
وقال ستتشاركها مع ظيفنا وكان بها سريرين وبدأت رحلتى في عالم أسطوري مع رجل أسطوري سمرنا وتعشبنا ثم قال لي أنا لا أنام الا
القليل وأنا جالس وفعلاً شعرت فهو يغمض عينه لثواني ثم يعود للحديث والسمر وقال إذهب للنوم فأنت تعب وغداً عليك طويل ولم أفهم
ولكني ذهبت ونمت وعند الصباح أيقضني للصلاة والإفطار وقال إستعد سيأتي من يأخذك لمعالم بغداد فقلت لكن دراجتي عاطله قال دعها
دعها وشأنها وبعد ساعه كان سائقه الخاص يدعوني للرحيل وأنا مثل الأطرش في الزفه! وانطلقنا طول الصباح بين المتنبي والرشيد
وشوارع وتراث بغداد وعدنا عند العصر وكان بانتضاري ولم يتغدى ! فتغدينا وقال غداً ستذهب للنجف والحدائق المعلق! وسمرنا وفي
وفي الصباح تمت الزياره وعند دخولي المسجد بدأت بصلاة تحية المسجد وفوجئت بشخص يضع قطة من حجر تحت جبهتي عند السجود فلطمتها
بيدي لأني لا أعرف ماهي ! وخرجت من المسجد وسألت السائق فقال هذه تربة لدى إخوتنا الشيعه يسجدون عليها وعندما عدت وأخبرت السفير
ضحك وقال الله ستر ما ضربوك فقلت لم يكن بالمسجد سوى أنا والرجل
وذهبت لتفقد دراجتي فل أجدها وسألت الحارس فقال جائت شركه
وحملتها بأمر من أبو سليمان ! وفي اليوم التالي أقام حفل السفاره على شرفي للعشاء وتكلم فيهم قائلاً كلنا سفراء وهذا أشجع
سفراؤنا فكدت أموت من الفخر وودت لو أقبل أقدامه ولكني عرفته لا يحب حتى تقبيل الرأس !
قال لي أنت متحمس للرحيل قلت نعم قال
ليس قبل أن تقابل الرئيس عبد الرحمن عارف فقلت متى قال بعد أن أشبع السمر معك أنت وهالعيار ( يقصد الشايب النجدي)! فقلت سيدي
وقتي ضيق ولا أريد دخول الشمال وقت الثلوج فقال مالك خروج ! وحجزني 13يوماً تعرفت فيها على أعظم رجل وتعرفت على العراق
في اليوم الثاني عشر كانت دراجتي قد تم تجديدها واليوم التالي وجدت عند راس سريري بشت وثوب وغتره وعقال ؟؟
لبست الثوب فكان على مقاسي !!!؟ وكذلك البشت حتى النعال؟ رجل عجيب!؟
أخذتني السياره الرسميه وعليها العلم وأدخلتني قصر الرئاسه
قال لي نحن هنا جمهوريه وأنتم ملكية متعفنه فارتفع ضغطي وقلت نحن من بايعنا فيصل بن عبد العزيز ولم نكن مكرهين فسكت وانتهينا
بصوره وغادرت بعد أن وقع على الاوتغراف
عدت للسفاره وأبلغت من أمرني بأن لا أسميه سوى أبا سليمان وأنا أصريت على عمّي! أبلغته بماتم مع عارف فانفرجت أساريره واستدعى
السكرتير ولما فتحته وجدت به ستة أنواع من العملات الأوربيه والعربيه والأمريكيه فبكيت وخرجت (تتجاوز الفي دولار)!؟
كانت الساعه الثانيه بعد الظهر واتجهت الى الأردن عن طريق الرمادي وتم توقيفي عند العشاء على حاجز وبفحص جوازي وجدوا أن لاختم
دخول للعراق فيه فطلبوا مني العوده للبصره(850كم)؟ فعدت من ليلي لبغداد ونمت في الطريق ودخلت على عمٌي فارتعب وبعدما علم إبتسم
وقال حظنا ولو انك تعبت ! الليله عندنا حفل وغداً تواصل فقلت يجب أعود للبصره قال لاء! وأخذ جوازي وأعطاه للسكرتير وبعد الظهر
كان الجواز مختوماً من إدارة جوازات بغداد وتمت الحفله وفي الصباح واصلت عن طريق الرمادي للأردن وصلتها الظهر وقعدت على كرسي
في مطعم مفتوح وبجواري الدراجه وكان حولي عساكر يشربون شاي ويتفحصونني بدقه وتركيزهم على ساعتي فاستوجست خيفه ولكني لم أهتم
سألت النادل أي الطرق أسهل للأردن وهم يسمعون فقال طريق اتش فور لأن الأصلي دمرته إسرائيل العام الماضي وهو أطول قليلاً ولكنه
ولكنه أسهل فوصفه لي وركبت وكان طريقا مزعجاً وعند الغروب شاهدت سياره لوري عسكريه على جانب كوبري مثل اللي صادوا فيه القذافي
ثم وعن بعد رأيت رجلين متقابلين على جانب الكوبري وما أن قاربته بسرعة40كم حتى ارتفع حبل أمامي فاصطدمت به الدراجه واختل
توازنها فسقطت من ارتفاع مترين على وجهي ودخلت في غيبوبة افقت عن الفجر على سيارة عسكريه تحملني ودراجتي واتجهوا بي لمركز
مركز طريبيل وأدخلت التوقيف ولم أجد سوى يد نصف مكسوره وساعة مفقوده وفلوسي اليي كنت أضعها في مطارة عسكريه لا يعرف ثناياها سوى
عسكري فقدت كل شيء الا الكمره فقد كانت بين الصدر والجاكيت وبدأ تورم يدي المشروخه وما بين حواجبي مما جعل منظر وجهي كالمسخ
طلبت منهم أن يأخذونني لطبيب فرفضوا وأبقوني كل النهار والليله أصارع الألم والخيبه وعند الضحى من اليوم الثاني حملوني ودراجتي
على ظهر شاحنه واتجهوا بي الى مركز المباحث بالقرب من منطقة المفرق وحينما قابلت الضابط الذي كان في الحديقه يحتسي العرق
وبيده الشيشه وعلى رأسه ضباط صف فقال لي بلغت بكم الصفاقه ياعملاء إسرائيل أن ترسلون جاسوس على دراجه ؟ ولما كنت في حاله
مزريه وعيناي تزغلل قلت له أنا كشاف ولست جاسوس وأشتكي لك رجالك اللذين شرخوا يدي لأجل الساعه وأصابوا رأسي فقال إخرس ياجاسوس
فأخرجت له الأوتوغراف وأريته توع عبدالرحمن عارف فضحك بصوت عالي وقال أمس قامت عليه ثوره والآن رئيسنا البكر ولكن هذه تشفع
لك وسأعفيك من التهمه وسحملك للمفرق فلا تجعلنا نرى وجهك أو نسمع عنك في العراق العظيم ! وفعلاً رموني على حدود الأردن
لا مال ولا زاد!!!!!؟ إلى اللقاء فقد أدرك شهرزاد الصباح وكف كلبها عن النباح
###########################
###########################
###########################
الجزء الثاني
دوما يمكنكم متابعته على تويتر هاشتاق #Amazingabofaris
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم يا ملاقيف تويتر به أستعين! من ضره تويتري فعليه البلوك إلى حين
أنزلتني الشاحنه ودراجتي أمام الجمارك الأردنيه فسحبت الدراجه واتجهت للجمارك وكدت أفقد الوعي مرتين فانتبه موظف الجمرك
الأردني فتقدم إلي وراعه منظر وجهي الذي هو عباره عن كوره بها ثلاث فتحات كحبات النبق فمي وعينان غائرتان وسط بالون ينزف
ينزف أعلاه مادة صفراء تخرج من بين الحاجبين ! منظر مقزز ومثير للشفقه ! أصدقكم خشيت أن يطردني لأن شكلي مسخ رأيته في مرآة
الدراجه ولكن فوجئت به يحنو عليّ وينظر للدراجه التي تحمل لوحة الطائف ويقول سلامات يابن العم!! إهتزيت من الداخل وعادت لي شبه
حياة فقلت له أكرمك الله أريد ماء ! وهنا بدأ بالصراخ على رفاقه فحظر رهط منهم من تولى الدراجه ومنهم من حملني لداخل صالة
وأجلسوني على الكرسي وأحضروا عصير فشربت بنهم ومن فرطه كدت أن أتقيّأ وتم استدعاء الجوازات والمباحث وبالإطلاع على الجواز
قرروا إستدعاء طبيب الإسعاف وحضر وبسرعه نقلت لغرفة إسعاف المفرق وغسل الجرح ووضع ضماده على رسغي وأعطاني حقنة فاليوم فنمت
بعد أقل من ساعهاستفقت وفي يدي مغذيه وبدأت أصرخ والله أنا ماني جاسوس فهدأوني وقالو إطمئن انت وسط أهلك فهدأت !! ولكني بكيت
واحتار دمعي واحتقن لأن خدودي كانت أكبر من أن تمنع إنسيابه لشدّة الورم! فإذا ضابط بتاج ونجمتان يمسح دموعي فزاد الطينه بله
إذ شعرت فعلاً أني وسط أهلي فحق لي البكاء وحق لي الفرح بالنجاة ! واجتمع الضباط وتآمروا ! فأعدوا لي سيارة إسعاف وشاحنه
الأولى تحملني والثانيه تحمل دراجتي وماهي إلا ساعه حتى وضع الضابط في جيبي ظرف فسألته أهو التقرير الطبي؟ فقال لا هي تبرعنا لك
وكدت أختنق فلم أتعود أن يتبرع لي أحد لكني أحسست بأن الدم العربي غالي !وحملني الإسعاف لعمّان وعند باب مستشفى الحسين سألني
سائق الشاحنه أين أريد إنزال الدراجه فطلبته بترجّي أن يدخلها ورشه ويعطيني وصلاً من الورشه لأستلمها إن عشت فقال لعيونك
أدخلت المستشفى وبعد أربع أو خمس ساعات من الأشعات والفحص ظهر التقرير( شرخ في الرسغ بظرب من أداة صلبه وحجر كلسي نفذ بين
الحاجبين وليس بينه وبين الحجاب الدماغي سوى ملليمترات ! وباشروا بتجبير اليد وتطهير الجرح ونقلت لسرير؟
وفي اليوم الثالث حضر ثلاثة أطبّاء وقالوا لقد أزلنا الجزأ الأمامي من الحجر ولكن هناك جزأً لا نستطيع إزالته إلّا بعمليه ونرشح
بقاؤك معنا شهر أوإثنين خارج المستشفى حتى يلفض جسمك الجسم الغريب وهذا آمن لك وسنعطيك مضاد حيوي وفيتامين بي يمنع الإلتهاب
ولكن حالتك طيبه الآن وتستطيع مغادرة المستشفى وتراجعنا مرتين في الإسبوع أو تعود للسعوديه فقلت أعطوني تقرير فأعطوني وخرجت
خرجت وذهبت للمحاسبه فقالوا فاتورتك 280 دينار وأمر المدير بخصم نصفها! فبدأت أعد المبلغ الذي وهبني إياه الضباط الكرام
فإذا هو 100 دينار ! أي أحتاج 180 دينار ! فقلت خذ جوازي وسأذهب لسفارتي وأحضر لك المبلغ فوافق ومشيت في الشارع وكلي أمل
أن أجد سفيراً كالشبيلي ! واتجهت للسفاره سيراً لأني لا أملك إيجار تكسي! وكانت البوابه مكتضه بالمدرسين الذين ينوون السفر
للسعوديه. وبالكاد دخلت وقابلت موضف كريم طلبت منه مقابلة السفير وفعل ! وليتني لم أقابله رجل يلبس افرنجي وأصلع ولهجته !!؟
طبعاً أنا منظري ليس بجميل فالدّماء على القميص والبنطلون والوجه مشوّه نوعاً ما فأردت الإقتراب والسلام فابتعد وقال يقولون
متقزز ومعه حق في ذلك فقلت له بعد أن مسحت يدي منه ! سيدي هل أستطيع مقابلة الحسين؟ فضحك باشمئزاز وقال لماذا قلت أود
ان أتوج المرحله بكلمة منه وأريته الأوتوغراف فأخذه من يدي وقال سيوقع لك الملك الحسين وستجد أوتوغرافك لدى السكرتاريه غداً
ثم أدخل يده في درج الطاوله وأخرج مظروفاً وناولني إياه بخوف مني أن أعديه ! فأخذت الظرف وخرجت ! وفي الشارع فتحته فوجدت
خمسين دينار أردني !؟ إنتابني غضب شديد فعدت الى السفاره وطلبت من الموظف الفاضل أن يقرضني دينار فأعطاني خمسه وضعت أحدها
داخل الظرف مع الخمست دنانير وأخذت قصاصة ورق وكتبت عليها بل أنت بهديتكم تفرحون وختمتها والموظف الفاضل يرى فقال تمهل
حتى يعيد لك أوتو غرافك ثم افعل ما تشاء فقلت صدقت! وذهبت للورشه التي بها الدراجه فوجدت شباب أردني أخذوني وأكٌلوني واحتفوا بي
ونمت على سرير دفيء وفي الغد ذهبت للسفاره ووجدت أوتوغرافي موقع من الملك(مع أطيب التمنيات) وأعطيت الموظف الظرف وهربت
نزلت من جبل الحسين لا أعرف إلا الحسره ولا أملك سوى أربعة دنانير ومنظري يكسر الخاطر وفي السوق !! ووجهاً لوجه أرى رحمة ربي
ممثلة في أستاذ الكيمياء محمدهاشم الذي كان أستاذي وجارنا وصديق أبي وزوجته كانت كأمي؟ يا إلهي !! تمسكت بمنكبيه فارتاع!؟
ولم يعرفني فانتهرني بشده ! فقلت أنا عُبيد الأسود وهذا كان اسمي في العائله فانبرى وأعاد النظر وضمني ضمة أب ! وكان بجوارنا
فأجلسني على كرسي وطلب لي شاي بالحليب وأخبرته آخر قصتي لأنه يعلم بأني قمت بها ! فقال ولا يهمك يابطل ! خالتك أم هاشم تجيها
جلطه لو تشوفك كذا! ثم أخذني للمستشفى ودفع المبلغ وأخرج جوازي وذهبنا للورشه فقال الشباب أنهم متبرعين بإصلاحها وركبت الدراجه
وهو خلفي ولم أكن أحلم أن يركب خلفي !واتجهنا لبيته في الزرقاء ! ومان دخل عليها وأخبرها حتى غطرفت ثم سكتت عندما رأت قبح منظري
ثم قبلت يدها وأخذتني للداخل وأدخلتني الحمام وعند خروجي أعطتني سروال وثوب بيت وتغدينا ونمت قليلاً وبعد العصر
أقبل أستاذي ومعه بنطلونين وقميصين شتويه وغيارات وطلب من خالتي قص البنطلونات الكاكي (لم يكن الجينز شائعاً)لمقاسي فقلت لقد
أرهقت نفسك! قال أنا لا أوفي والدك قدره وأنت ربيناك صغيرا ! فقلت ألآن سأرحل قال الصبح احسن وعند الصبح أعطاني100دينار
وكان البكاء والوداع فانطلقت من الزرقاء باتجاه متعرج لمنطقةً أحببت رؤيتها جرش
وصلتها بعد الظهر وقد يسأل السائل ماحال جرحك
ويدك فأقول اليد لا مشكله ولكن الزلال ينزف ويغطي العيون ولولا الله ثم المضاد لكانت مشكله! وصلت جرش وتفرجت وكانت صغيره
مدينه رومانيه صغيره ومع ذلك تمعنتها كثيراً وعرفت لماذا سميت عمّان فيلا دلفيا ذات التلال السبع ومن سكنوها سباع
نمت بجوار دراجتي في كيس النوم على مشارفها وعند الصبح إتجهت لمدينة أحسبها تراثي وهي عجلون وقلعتها العظيمه التي بناها
ابن أخو صلاح الدين ! عز الدين أسامه لصد الصليبيين وتشرف على ثلاثة أودية عظام ! وصلته الظهيره وتمتعت جداً مع الزغلله
في العيون بحيث يصعب علي قرائة الخريطه أو أي شيء لا يبعد عني مترين أو ثلاثه ! وقبيل الغروب قررت التوجه للرمثاء ومنها الى
الى درعا بسوريا فسألت شخص عابر عن أقصر طريق فأشار لي باتجاه واتّبعته وفجأةً تحول الطريق باتجاه الغرب بدل الشمال وبدأ في
الإنحدار بشكل ملحوظ فظننت أني أزغلل! وبعد أقل من ساعه أحسست برطوبه وزياده في الحراره وحاولت أن أستنجد بأحد فلم أجد لأن
لأن الطريق تغير من مسفلت إلى زراعي موحش ودخلت في ليل دامس ثم رأيت خيام بعيد عن يساري تلتها خيام عن يميني فقلت قد أدخل
سوريا من أي مكان لا يهم وبعد أربع ساعات من عجلون تبدت لي أطراف مدينه فقلت هذه الرمثا! وعن أول إشارة مرور كان يقف جندي
وجواره آخر على دراجه فاقتربت منهما للسؤال !! ولكني صعقت فهما يتكلمان العبريه!! وأسقط في يدي فخاطبتهما بالإنجليزيه وردا
علي بالعربيه !! قلت أهذه الرمثا؟ فقال الواقف هذه نابلس!؟؟؟ وامصيبتاه!؟ طلب مني الدراج الوقوف على جنب وأخذ جوازي وتمتم
ثم قال اتبعني فتبعته قرابة ثلاثة كيلومترات وأمام مخفر طلب مني إيقاف الدراجه ومرافقته ففعلت وعندما اطلع الضابط على أوراقي
امتعض لكنه غير نظرته عندما رآني مرتبك وقال أنت مضيع درب؟ فقلت أي والله بارتباك شديد فقال لا تهتم! وأمر رجاله بشيء لا أعرفه
وعينيّ لم تفارق عينيه فقال سيفتشون دراجتك بعربية ركيكه لكنها مفهومه وأمر لي بقهوه فقلت أنا لا أشرب قهوه ولا شاي فطلب عصير
إن هي الا دقائق وحظر مفتش أمن ومترجم وحققوا معي فضحكوا وقالوا أنت ظيف إسرائيل! ياويلي من فيصل وسفيرنا في الأردن حيوديني
ورى الشمس ياليتني ما رجعت له فلوسه الخمسين وعليها دينار ! رحت دمار ياعبيد يا سويد!؟ أخذوني الرجال نصف الليل وحطوني في فندق
نمت نوم القشر والساعه عشر الصبح جائني ضابط وأخرجني من الفندق فقلت له أنا لم أحاسب الفندق فقال تمت محاسبته! وركبت معهما
وعند إدارة الهجره قال لي ضابط نحن لا نلومك لأننا لم نكمل استعدادات الحدود فالحرب لم يمض عليها أكثر من سنه ولذا فيها فجوات
وأنت نبهتنا لهذا وكانت لغته العربيه سليمه فأخذت وأعطيت معه واتفقنا أن يكتم سري ويعيدني ليلاً للحدود فأخرج كما دخلت ! قال
تكرم سأحاول لأني أعرف الدكتاتوريه لا ترحم! ومع أنه سبّني لكني ارتحت ! تغديت معهم وأخذني صف ضابط في جيب ودرنا نابلس
أنزلوا دراجتي على كثيب وتركوني ؟ وهنا أدركت أنهم فهموا قصدي! فشغلت الدراجه واتجهت للحدود الأردنيه وقبل أن أصل بمئة متر
أشعلت النور وبدأت أدور حول نفسي فانتبهت الخيمه وطوقني العسكر فأوقفت الدراجه والسلاح موجه لرأسي ورفعت يدي وبها الجواز
فالتقط الجواز أحدهما بحدٌه ووضع الكشاف اليدوي عليه واستغرب سعودي ! فقلت يا أخي أنا أريد الرمثا وسوريا وقد ضليت أعتقد فأنا
مصاب كما ترى ! فكشٌف في وجهي وقال سلامتك بس الله ستر انك ما تقدمت والّا تدخل اسرائيل فمثّلت دور المفزوع ! قالو إمسك
هذا الطريق وأول مفرق لاء وثاني مفرق….بلا بلا!؟
شكراً مع السلامه
كأني ولدت من جديد
نمت قرب عجلون لمدة ساعتين تقريبا ودخلت الرمثا ودرعا وخرجت منهما باتجاه دمشق قبيل الفجر ! وصلت دمشق قبل الظهر وترددت هل
هل أذهب للسفاره؟ ماذا لو كان اليهود قد أبلغوا الصحافه وفضحوا أمري؟ سيعتقلني السفير لا محاله فقررت الهروب للأمام لبيروت
ومنها أتمكن من مكالمة السفير الشبيلي وأشرح له قصتي ليشفع لي لدى السقاف أو الملك فيصل وانطلقت ! وإلى غدٍ بإذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
خرجت من دمشق قبل التاسعه صباحاً هارباً بجلدي وكان الطريق لبيروت عبر الوادي(بردى وروافده) مخيف جداً
خرجت من دمشق قبل التاسعه صباحاً هارباً بجلدي وكان الطريق لبيروت عبر الوادي(بردى وروافده) مخيف جداً
مخيف ومحاط بالقرى ولكنه يتكلم عن بردى هذا النهر الذي يقال أنه سمي لقوله تعالى يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم
قراه جميله يجري من تحتها النهر بزخم فعلى الضفه اليمنى طاحونه وعلى اليسرى مقاهي مكشوفه وبعد خطوات بيت منشور أمامه الزبيب
قصدي العنب لتجفيفه زبيباً يتلوه نحّات يصنع التماثيل في قرية مسيحيه ثم تفجأ بمإذنة رائعه كأنها تمثال وهكذا من جمال لآخر
فأصابتني حسرة أن لا أرى سوريا الجميله لعن الله الخوف فقد أحرمني من بلدي ! ماهي الا دقائق فأرى الماء ينهمر من عرض الجبل
وبقوه وعلى رأس الجبل المطل على هذا الوادي الجميل ترى ديراً قديم ! كيف يصعد الرهبان له أدهشني ثم يليه بيوتاً نحتت في الجبل
على شكل مغارات لها درج وبالسؤال كذبوا لجهل فقالوا إنها مخازن للحنطه وليست كذلك فهي بيوت ماقبل التاريخ !تأكدت فيما بعد منها
دقائق وانتهيت في قرية صغيره إسمها التكيه تليها أخرى اسمها مضايا ثم سهل الزبداني العظيم يحده من الغرب جبال لبنان الغربيه
لم اتمالك نفسي من التمني للعودة لها ! إستمريت فوجدت نفسي على قمة الجبل الشرقي وتدعى القريه بلودان بها كنائس ومساجد متجاوره
الناس متعودين على الزوار ولطيفين (لأني تعودت على الجلافه)؟ إستمتعت فعلاً ونصحوني بزيارة نبع بردى فنزلت باتجاه الجنوب الغربي
وكانت مفاجأه ! حوض كبير بداخله نافورة على هيئة قبه تحت الماء وليست صناعيه بل هي نبع النهر بردى العظيم وعلى جوانبها مقاهي
ومطاعم تحت عرائش العنب المفتوحه لقد كانت الجنه بالنسبه لي(اليوم بحيره معفنه وركام مع الأسف)؟
اتجهت غرباً للبنان وقبيل الحدود تنحيت ونمت لأني كنت متعباً وأكلت وجبه ثقيله وعند الفجر عبرت الحدود اللبنانيه وبضع كي
كيلومترات كانت الحدود اللبنانيه المصنع وعبرت وعلى يميني أحد أهم قصور هشام بن عبدالملك( عنجر) فتوجهت لها وكانت أكثر جمالاً
فهي قرية وطّن الفرنسيين بها الأرمن عند التقسيم وينبع فيها نهر عنجر الذي يشبه أخاه بردى في ضفة الجبل المعاكسه ويالجماله
وعليه تقع بقايا قصر هشام بن عبد الملك وللحقيقه ملوكنا زمان يعرفون وين يحطون الرحال! تمتعت واتخذت الإتجاه الشمالي باتجاه
مدينة الشمس التي فتحها أبا عبيده ابن الجراح ومعه خالد بن الوليد بعد أن أقال عمراً الأخير ! كانت الحقول تعج بكل الخيرات
من كل أنواع الخضار وحتى نبتة القنب( الحشيشه) وهذا يسمى سهل البقاع الواقع بين جبال لبنان الشرقيه والغربيه ويسيل منه
نهر الليطاني باتجاه الجنوب ونهر العاصي باتجاه الشمال ! وصلت بعلبك بلاد الشمس ولم أعتقد أني سأراها في حياتي! تلك الأسطوره
المعماريه وأعمدتها الخارقه المصنوعه من الغرانيت الأحمر الذي جلب سحباً من مصر الكليوباتريه! شيء لمن هو في سني مدرسه بكل
مافي الكلمه من معنى وخرجت منها بعيد الظهر متجاً شمالاً لنبع النهر العجيب العاصي ! هذا النهر يشبه بردى ولكنه معاكس في
في الإتجاه ( لا يزال كما هو الى الآن) وتغديت هناك ثم اتجهت شمالاً لزيارة غابات الأرز فممرت بقرية دير الأحمر وبها من الجمال
جمال التضاريس والموقع وهنا بدأ الصعود في جبل يرتفع الفي متر وطريق ضيق وزلق وستر الله ووصلت الأرز بعد الغروب وكان هناك
فندق صغير معد للمتزلجين ولكنه الآن فارغ فأعطيت غرفه بعشرين ليره(الليره 1،68 ريال)!وعند الصباح توجهت لأقدم شجرة أرز على
البسيطه يقال أنها أربعة آلاف سنه ! قطرها أكثر من ثلاثة أمتار وفعلاً تمتعت ثم اتجه للغرب نزولاً وفوجئت بكانيون (انكسارصدعي)؟
وهذه المنطقه تسمى إهدن ولم ترى عيني أجمل منها فهي وادٍ عميق جدرانه مغطاة بالأشجار المعلّقه ومنها لطرابلس عاصمة لبنان
الشماليه وقلعتها الرائعه وأسواقها الأثريه ومصانع الصابون من زيت الزيتون ! أكملت يومي ونمت خارج الأسوار في كيسي فالجو
على الساحل دافىء وعن الصباح توجهت جنوباً لبيروت ووصلتها ظهراً لأني توقفت في ساحل جونيه الجميل وأكلت مناقيش بوصولي بيروت
أحسست أني في عالم الخيال فالبيوت قليلة حمراء على سفوح الجبل الأخضر والبحر مقابلها
اتجهت لشارع سمعت عنه وهو الحمراء وهنا وجدت محل يبيع أدوات الصيد ومنها الخيام وأعلام مصغره للدول ! فاشتريت خيمه مترين في
مترين وعلمين للسعوديه 20*20سم
وكنت فرحاً بذلك ومن ثم اتجهت للغابه بع شراء خبز وبسطرمه(لحم حمار) وبنيت الخيمه فكانت سهله
ونمت وعند الصباح تركت الخيمه وليس بها أغراض واتجهت لبيروت للإتصال بالسفير الملك ولحسن الحض رقم السفاره لم يتعرض لتلف
فاتصلت من مكتب البريد وأوصلني به السنترال وشرحت له بإيجاز ما حل بي فقال إهدأ وتوجه غداً للسفاره في بيروت وستجد من يقابلك
ثم قال المهم أن توقف أكل المضاد الحيوي وسأعمد السفاره بعلاجك في الجامعه الأمريكيه ! تخيلوا معي هل هذا بشر؟ أم من الملائكه؟
تفسحت في بيروت وعلى الروشه وعاليه حتى المساء ثم عدت لخيمتي وفي الصباح اتجهت للسفاره التي استفسرت عن عنوانها يوم أمس
وصلت للسفاره في الثامنه والنصف ووقفت بالدراجه عند البوابه وعند العاشره أتاني البواب وقال إسمك عبدالله الفارس قلت نعم قال
الأستاذ السكرتير يريدك فدخلت عند السكرتير وبعد ساعه أستدعيت لمكتب السفير محمد منصور الرميح وأفاجأ بو جود الشيخ عبدالعزيز
عبدالعزيز بن عبد المحسن التويجري والأمير بن عياف وكلاهما مساعدين للأمير عبدالله في الحرس ! العياف لا يعرفني ولكن التويجري
عرفني وقال هذا الشبل… ثم سألني السفير عن طلباتي فقلت علاجي والباقي على الله فقال أبو سليمان تكفل بذلك فماتريد غيره
فقلت كمره سينمائيه قيمتها مئتي دولار فقال التويجري وأنا فقلتمصروف البنزين لأوربا وقال العياف وإنا فقلت أشتري لباس ونعال
لبرد أوربا وخرجت وقد حصلت على 600 دولار وعلاج ! تم الحجز لي في مستشفى الجامعه وبعد يومين أودعت الدراجه في حرم السفاره
توجهت صائما للمستشفى
دخلت مستشفى الجامعه ونوموني وحللوا الدم وأشعه وبعد العصر قال الطبيب العمليه بكره وأعطاني نوفالجين ونمت وفي الصباح أخذوني
لغرفة العمليات وبنجوني والظهر صحيت وقال الدكتور الأمريكي لديك مناعه غريبه أخرجنا الحجر بدون جراحه فشكرت الله وشكرته وقال
من علمك الإنجليزيه بقواعدها قلت له تحديت أستاذي وعلٌمت نفسي فمسك بشعري وقال الجامعه ترحب بك وسنصنع منك جراح عظيم فوقف شعر
رأسي فأنا لا أحب رؤية الدم ! المهم النهار الثاني غادرت المستشفى بضمّاده بين عيوني وعلبتي حبوب وبما أن في جيبي 600 دولار
فقد شعرت كالعروسه اللي قالوا لها تصرفي في مهرك! اشتريت كميره سينمائيه وجزمه جلد للركبه وجاكيت جلد وقفازات (تطورت)؟
فشخره أصبحت الآن جوال وتوجهت للسفاره وشكرت السفير العظيم محمد منصور الرميح وأوصلني تلفونياً بعمي السفير الملك وتطمن علي
غداً سنذهب لتركيا وبلغاريا وصديقتي التي رافقتني لليونان
بسم الله الرحمن الرحيم
باتجاه طرابلس شمالاً وخروجاً من منفذ الدبوسيه لطرطوس في سوريا سجلوا كمرتي في جوازي وكذلك دراجتي
ولم يبقى إلا سروالي سألت السوري ليش قال لبنان تصدر لنا منتجات الغرب ؟
تغديت عصراً في طرطوس سمك ابراهيم وانا بصراحه ما أحب السمك لكن لقافه خرجت من المدينه وعلى الشاطئ بدأت بترتيب أوضاعي
من ورق وكمرات وغسلت بعض الأشياء الداخليه في البحر سباحتاً (حج وحاجه) لكن الملح على جلدي يحكحك
الغروب ونومه في الكيس لأن الجو دافي لكن بعوض وعند الفجر باتجاه اللاذقيه وكانت مدينه بسيطه ودمها خفيف ولكن لم تكن كبيروت
تجولت فيها واتجهت لقلعة صلاح الدين وكم كانت مهوله ( مابناها صلاح الدين ولكن استولى عليها من الصليبيين ولكنها عظيمه معمارياً
بل واستراتيجياً عسكرياً فمدخلها غريب هي على جبل وتم نشره بعرض 15متر ووضع جسر ينسحب بين الضفتين وعلى ارتفاع 50 متر ! مهول
ومستحيل اختراقه ! تركتها واتجهت للحدود السوريه التركيه الشماليه قاطعاً نهر العاصي المشاغب وعند الغروب خرجت من سوريا وختموا
إثباتاً لخروج ملياراتي ودخلت الحدود التركيه وهنا بدأت مشكلة اللغه لكنهم منحوني تأشيرة شهرين ولم يسجلوا أي مليار من ملياراتي
اتجهت على طريق أنطاكيه وعند الثامنه نمت في حقل وليتني لم أفعل فقد غزاني النمل الأسود !؟ وتجردت من ملابسي ونفظت ولا حل
ويا ليلك ليل هربت بالدراجه وعند اشعال النور إكتشفت أنها حقل عباد شمس محصود ! والى الفجر وأنا أعاني من اللدغ وبطلوع النور
ولم يغمض لي طرف وجدت جسمي كالمصاب بالحصبه من كثرة اللدغات فتوجهت لأنطاكيه ودخلت المستشفى وحقنني الطبيب فزالت الحكّه بعد
أقل من ساعه واشتريت فليت وبخيت الدراجه والخروج اللي عليا! الله ستر وتمشيت في أنطاكيه التي كانت عاصمةالمسيحيين الشرقيين
أنطاكيه لا جديد فيها لي لذا اتجهت لأضنه وكلي إجهاد ولم أجد بها جديد فاشتريت خبزه إكميك ولبنه وفي ساحه بعيده عن الحقول أكملت
النهار ونمت وعند الصباح واصلتإلى أقصراي وهي تحفه الهيه أتمنى تزورونها وواصلت إلى أنقره ونمت في الطريق وعند الظهر في اليوم
التالي وصلت أنقره وبحثت عن مخيم سياحي فوجدته وبنيت خيمتي واغتسلت وطبخت سردين وخبزه وتعشيت وفي الصباح اتجهت للسفاره لتسجيل
الجواز وفي القنصليه رحبوا بي الشباب وقالوا الأمير فهد وزير الداخليه سيصل غداً لأنقره ففرحت وبعد مقابلة السفير سمير الشهابي
ما قصر أعطاني ظرف 100دولار لكنه رفض ضمّي للجالليه لاءسستقبال الأمير لأني لست مسجل في الجاليه الرسميه!؟ وعدت للمعسكر
وقلّبتها يمين ويسار فاهتديت لفكره وهي أن أذهب للمطار العسكري بصفتي من حرس الشرف !؟ فيها خطر بس مغامره!؟
وقبل وصول الرحله بساعتين كنت واقفاً أمام بوابة المطار العسكري وعلم السعوديه يرفرف على الدراجه والغتره والعقال على البنطلون
حشى من جيش الحسين بس غتره بيضاء وقدمت جوازي للبوبه فحضر الضابط وبلغة الإشاره أدخلني وطلب من الإنتضار لوصول الطائره فانتضرت
في الظل وما أن حطت الطائره كنت عند سلمها ورأوني المستقبلين فمنهم من ضحك ومنهم من إندهش ! المهم سلمت على الأمير وما أن
غادرني حت مسكني وزيره العمّار وقال اتبعنا فتبعت الموكب وسكنوا في أنقره بيوق أوتيل وفي الصاله كان المرحوم حسن عبدالحي قزاز
يتلهف لأن يعرف وكان صحفي كبير مرافق للأمير وبادرني من أنت فأخبرته فأخذني بيدي وقدمني للعمّار فقال له العمّار أدري!؟ كيف ؟
لا أعلم! المهم ناولني العمار ورقه فيها أمر إسكان في الفندق وغادر ولم أره بعدها في تركيا لا هو ولا الأمير ؟ اما القزاز
فأرسل تقرير صحفي. مصور لي للسعوديه وطلعت من المولد بلا حمّص وكنت أتمنّى خطاب من الأمير للسفراء في أوربا يساعدونني في مقابلة الملوك والروساء
هارد لك
ذهبت للمخيم وفي الطريق وعند محطة البنزين ( بالطبع بدون غتره وعقال) ترجل شاب أشقر يشبه الأمير الحسن الأردني
وسألني أأنت كشاف قلت نعم بإنجليزيته التركيه فقال إتبعني وتبعته فقدمني لأسرته الرائعه لقد كانوا من بقايا السرايات الواصلين
استضافوني ليلتها وسألني والده وهو يترجم كيف نستطيع مساعدتك فقلت أريد مقابلة سليمان دوميريل رئيس الحكومه فقال سأحاول
واليوم التالي توجهت لقصر الرئاسه وصدفه فإذ بشاب يقول إنت من الطائف قلت نعم قال وأنا كمان فتعانقنا طالب يدرس في الجامعه
طب أسنان فقلت كيف أستطيع مقابلة دوميريل فقال صعب لكن أعطني الأوتو غراف فلي قريب يعمل لديه وسيجعله يوقعه وفعلاً تم ذلك
ففي آخر اليوم الذي إستلمت فيه الأوتوغراف وخروجي من القصر كان دمريل يهم بركوب السياره فاتجهت له بسرعه وأوقفني حراسه فأومأت
له بالأوتوغراف فأشار للعسكر بتركي فسلمت عليه والتقطت صوره وقال هل تحتاج شيء ؟ بإنجليزيه طلقه فقلت شكرا دولتكم ! إنتصرت ؟؟
تركت أنقره الكئيبه واتجهت لإسطنبول العجيبه ! اسمحوا لي عشر دقائق مع ظيفي
في اسطنبول وجدت ضالّتي فهي الجواب لي عن دولة بني عثمان إنها فعلاً درة آسيا (ليس الآن فقد كانت غير مزدحمه) الوصف صعب في
تويتر فآيا صوفيا التي بنيت بهندسة خارقه ترتكز على أقواس بارعة التصميم مقاومة للزلازل كانت كنيسه بيزنطيه وحولها العثمانيين
لمسجد ثم حولها مصطفى كمال أبو الترك لمتحف آيه في الجمال ومساجدهاالتي مناراته وقبابها تعكس عظمة مصممها ! أنا هنا أوجز
أعذروني فانا هنا اعطيكم روؤس اقلام ولوتوسعنا في الشرح فسيستغرق ذلك عمرنا كله
تذكرت كيف عثمان بن ارطغرل حاصر القسطنطينيه من مدينه اسمها بورصه ودام الحصار 40 سنه ليفتح حاضرة البيزنط؟
توجهت لبورصه مارّاً بسور القسطنطينيه الجبار ووصلت لبورصه فكانت حكايتي مع شيخ في مسجد صغير وهو إمامه! صليت مع الفجر
وما أجمل من قرائته وأخذني لبيته وبعربية رائعه شرح لي كيف أن حفيد عثمان واسمه محمد فتح أكبر معاقل المسيحيه وبقيت في ظيافته
يومين كانت حجر زاويةٌ في علمي للتاريخ المعاصر! وأخذني لجبل فيه ثلج؟ وعدت لإسطنبول وفي معسكر كشفي( على فكره في المعسكر مطبخ
وحمّمامات وموقع لبناء الخيمه بسعر دولار ليلياً وموجود في كل دول العالم غير الخليج وبلاد العربان
في المعسكر الواضح على الخريطه حمايه كامله ! وعند البوابه كان هناك شباب نزل أحدهم وقال لي أنا سعودي من جده وترك أصحابه
ورافقني للداخل حيث بنيت خيمتي ورتبت عفشي وقال أعزمك للعشاء وعشّاني مشويّات وعرفت منه أنه عزوبي داشر ويشتغل في الخطوط
السعوديه لكنه ليس داشر بل شاطر في إجازه وأصله تركي فأراني كل اسطنبول على ظهر الدراجه(طلب مني عدم ذكر اسمه الا في الكتاب)؟
تركت اسطمبول واتجهت لبلغاريا في الصباح وبلغت الحدود ظهراً واستغربت لم يختموا البلغار جوازي بل أعطوني ورقه فيها كل شيء
ودخلت العاصمه صوفيا عصراً وعلى الخريطه وجدت معسكر فبنيت خيمتي وبعد العشاء رأيت شباباً يتحلقون حول نار فاختلطت بهم
وكان أول ما لفت نظري غادةٌ شقراء بعمري فحييتها وحيتني وبعد التعارف قدمتني لأخيها وبدوره للشباب ! هم من كل أوربا شباب
يزورون بلغاريا وكان سمراً جميلا فكلهم يتحدثون الانجليزيه وعيني لم تفارق سوزان السويسريه المقيمه وأخوها مع أبيهم في اليونان
إنطلقنا صباحاً وعددنا فوق الخمسين في جوله حول صوفيا عاصمة بلغاريا التي خربتها الشيوعيه وفي الليل قررنا المغادره هي وأخوها
وأنا لليونان؟ هل تلاحظون كيف تحولت من الشمال للجنوب؟ العشق بلاء
نكمل غداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..