«لا يضحكون عليكم» بأفكار تنال من وحدة وطنكم أو تثير الخلاف بينك
الخبر، تحقيق- عبير البراهيم
تُعد مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أو
"فيس بوك" من أكثر المجالات التي جذبت أفراد المجتمع، على
اعتبار أنها كوّنت مساحة شاسعة يستطيع من خلالها الشخص أن يصدح برأيه بحرية تامة، دون وجود مقص للرقيب، إلى جانب تبادل خبرات وآراء وأفكار الآخرين، حول الكثير من القضايا والإشكالات والملاحظات، إلاّ أنه يبدو أن هناك من استطاع أن يجعل من تلك المواقع وسيلة لتمرير "توجهات سلبية"، أو عبارات لأناس معينين يريد أن ينقل لهم شيئاً من الرسائل المبطنة، أو إلى مؤسسات معينة، أو تعميق فكرة يريد أن تصل إلى جهات محددة، أو توجه تيّارات قد تسيء إلى الوحدة الوطنية، أو رغبة في إثارة الخلافات!.
ويبقى دور المواطن كبيراً من خلال الحرص على الوحدة الوطنية التي تُؤسس على حدود ومرجعيات لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، كما أنه من المهم أن يتواصل كل مسؤول فعلياً مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبناء العلاقات الايجابية ينسف أي قاعدة قد تبنى على أغراض سلبية، حيث أن هناك من يستغل التجاهل المتعمد من المسؤول للمواطن لتمرير فكرة معينة قد تسيء للوطن، كما تبرز الحاجة للشفافية حول كل ما يُطرح أو يُمرر، مع العمل في اتجاه التقارب الفكري والحوار الذي يعمق من المفهوم الواحد لدينا كمجتمع وليس العكس، وذلك يتطلب إضعاف بعض التمريرات أو "التغريدات" التي تهدف إلى الإساءة، سواء كانت موجهة إلى شخص أو إلى مؤسسة أو إلى جهة حكومية.
ترويج أفكار
وقال "د.فايز الشهري" -أستاذ الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد-: إن المواقع الإجتماعية تُعد وسيلة تسهم في شرح الأفكار والمبادئ، لذلك وظفتها التيّارات لترويج أفكارها ومشروعاتها، وكذلك بث الرسائل التي تعبر عن رغباتها وأمنياتها وطموحاتها، مضيفاً أن هناك وسائل إيجابية ممتازة في تطوير الشفافية والمطالبة بالحقوق العاجلة، وتلك من الإيجابية التي تشجع عليها كل المؤسسات، إلاّ أن هناك وسائل سلبية تثير الخلافات وهذه وسائل سلبية لا تُثري فكر ولا تُقدم مجتمع، مشيراً إلى أن هناك نوعاً من التابعين الذين تشجعهم هذه الرموز للاحتفاء بهذه الرسائل، وبالتالي يصبحون "حطباً مُشتعلة" بين صراع التيارات والشخصيات، وقد لا يكون ذلك الصراع بريئاً، وقد لا تكون جميع أسلحتها شريفة، لذلك نجد بعض الرموز والكتّاب يُجيّش التابعين له ضد موقف آخر ولمصالح شخصية ليست بالضرورة أن تكون للمصالح العامة، مؤكداً على أن ذلك الاستخدام السلبي لوسائل التقنية يُعد أمراً طبيعياً يتوافق مع التقنية منذ ظهورها.
«رسائل مبطنة» وأخرى «تحت الحزام» وتحريض على القيم والخروج على المألوف وتشكيك في المنجزات وعي المُتلقي
وأوضح "د.الشهري" أن الوعي بالتقنية ومحتوياتها -مع الأسف- يُبنى ذاتياً وتدريجياً، ولم تعد هناك قدرة أسرية أو تربوية على حقن أفكار مضادة لما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هناك سيلا من الرسائل يتلقاها المشترك وخدمات الشبكات الاجتماعية، وأيضاً الهواتف الذكية لم يعد هناك قدرة على الحد منها، مبيناً أن السؤال الذي لابد أن يتم التفكير به يتمثل في: كيف يمكن بناء شخصية تستطيع أن تفكك هذه المحتويات اليومية وأن تنتقي الصالح منها وأن لا تؤثر على غيرها من خلالها؟، ذاكراً أن تأثير هذه الرسائل يختلف حسب وعي المُتلقي، ولكن بشكل عام هناك تأثير وإن كان مخفيا، مؤكداً على أن سن التشريعات والقوانين قد تحد من التأثيرات السلبية، من خلال جانب الردع والعقوبة في حال ظهور الضرر.
مسألة خطيرة
وأكد "د.محمد البشر" -أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- على أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أكبر "مُحفز" لإثارة الرأي العام، بل ولإثارة الكثير من القضايا، مضيفاً أن هناك مساحة من الشخصنة والأدلجة موجودة هناك، يريد أصحابها إيصال رسائل معينة، أو محاولة التقليل والنيل من أشخاص معينين من أجل تحقيق أهداف ضيقة لا تخدم مجموع وأفراد المجتمع، بل ولا تصب في الوحدة الوطنية، خاصةً في هذا الوقت، موضحاً أن هذه المسألة خطيرة جداًّ، ويجب أن ننتبه لها، لأن الإعلام التقليدي قد يكون إعلام رصين وعليه رقابة من شخصيات مسؤولة، أما قنوات التواصل الاجتماعي فنحتاج إلى نوع من الرقابة التي تقدر المصالح والمفاسد، لافتاً إلى أن هذه الجهات ليست بمفردها مسؤولة، بل إن المواطن مسؤول سواء كان فرداً من عامة الناس، أو من المثقفين الذين لهم نشاط على المواقع، مشدداً على أن عليهم مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، من خلال الحرص على الوحدة الوطنية التي تُؤسس على حدود ومرجعيات لا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
صراع تيارات وشخصيات ب«ضغطة زر» لا يخدم المجموع وربما يثير الرأي العام على شواهد سطحية وأوضح أنه لا يمكن الجزم أن لا جوانب إيجابية في عالم "توتير" أو "فيس بوك"، لكن الإشكالية تكمن في أن الجوانب السلبية يتم التركيز عليها ويتم تجاهل جوانب الإيجابية، وذلك ثقافة موجودة في المجتمع من خلال وجود من يطبل للسلبيات.
نظرة شمولية
وقالت "سلوى العضيدان" -مدربة ومستشارة أُسرية-: إن مواقع التواصل الإجتماعي تُعد متنفسا جميلا يعبّر عن القيمة الفكرية لكل شخص ينتسب إليه، ومن هنا يكون التفاوت الكبير بين الأفكار والاتجاهات والتوجهات، وكذلك الآراء والنظرة الخاصة والعامة للأمور، وذلك بحسب القيمة الفكرية التي يحملها كل فرد، مضيفةً أن من يحاول تمرير توجه معين أو التسويق لفكرة تسيء للوحدة الوطنية، فإنني أقول له:"إن أغلب المغردين يملكون من الذكاء والنظرة الشمولية والفطنة ما يمكنهم من تقييم هذه الرسائل تقييماً واعياً ومدركاً، بحيث لا يمكن أن تنطلي عليهم أي تعليقات تحاك للمساس بهذه الوحدة أو القيمة المجتمعية"، ذاكرةً أن أي تمريرات مقصودة هي مثل "بالون ماء"، إن لم يجد له متنفساً فسوف يكبر ويكبر حتى ينفجر ويغرق من حوله، والمتنفس الوحيد لهذه التمريرات هو التواصل بين المغردين والمسؤولين، بحيث يكون هناك تفاعل وتوضيح للأمور، وعدم تجاهل للآخرين.
مسألة طردية
ودعت "سلوى العضيدان" كل مسؤول إلى ضرورة التواصل الفعلي والمباشر مع عالم "تويتر" و"فيس بوك"، فبناء العلاقات الايجابية ينسف أي قاعدة قد تبنى لهذه التمريرات السلبية، مع التنبيه أن هناك من يصطاد في الماء العكر ويستغل التجاهل المتعمد من المسؤول للمواطن لتمرير فكرة معينة قد تسيء للوطن، مؤكدةً على أن الجميع يتشارك في هذه المسؤولية، فهي ليست حكراً على أحد دون الآخر، وإن كانت ترى أن تجاهل بعض المسؤولين وعدم استماعهم لاحتياجات الناس والارتقاء بالخدمات، كل ذلك قد يزيد من حدة هذه التمريرات، وقد تجد لها أرضاً خصبة في قلوب مستقبليها، مشددةً على أنه في حال وجود تواصل فعلي على مستوى رفيع، فإن هذه التمريرات تموت في مهدها قبل أن تصل إلى نفوس مستقبليها، فالمسألة طردية لو تأملناها جيداً!.
الانفتاح على الآخر فكراً وسلوكاً يفترض أن يكون للأفضل وليس الانفلات خلف «وهم الحرية»! فكر وإقناع
وشدّدت "منى المالكي" -كاتبة صحفية- على ضرورة رفض أي تمريرات عبر "توتير" أو "فيس بوك" تهدف إلى ترسيخ توجه سلبي نحو الوحدة الوطنية، أو أن يكون مفخخ بأي أمر غير جيد، مضيفةً أن حوار الأديان الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يُعد خطوة حقيقية لفتح مجال الحوار، ورد كبير على كل من يرغب في زعزعة الأمن حتى الأمن، أو إثارة الخلافات.
وقالت إنه من الصعب جداًّ التحكم بعالم المواقع الاجتماعية، إلاّ أن الرهان الكبير على الوعي، فالظروف التي تمر بها بعض الدول العربية تدفعنا إلى التمسك بالوحدة الوطنية وترسيخ ذلك عبر تلك القنوات، مشيرةً إلى أنه من المهم أن نتصف بالشفافية حول ما يُطرح ويُمرر، وأن نعمل في اتجاه التقارب الفكري والحوار الذي يعمق من المفهوم الواحد لدينا كمجتمع وليس العكس، وذلك يتطلب إضعاف بعض التمريرات التي تهدف إلى الإساءة، سواء كانت موجهة لشخص أو لمؤسسة أو لجهة، ذاكرةً أن وجود بعض التمريرات السلبية لا تدل على أننا لا نعرف أن نتعامل مع مفهوم الحرية الموجود في الإنترنت، ولكن الفكرة قائمة أن هذا العالم الافتراضي جاء بشكل مفاجئ والتعامل معه وفهمه يتطلب وقتاً ليس أكثر من ذلك.
وتمنت وقف تلك التمريرات أو الحد مما يُكتب في "تويتر" أو "فيس بوك"، مشددةً على ضرورة زيادة الاهتمام بثقافة الحوار، وتقبل بعضنا البعض، وقد نختلف، لكن لا يدخل الوطن في ذلك الرهان، فالاختلاف لابد أن يدور حول الفكر والإقناع وليس على المبادئ الأساسية لمفهوم الوطنية أو الانتماء.
منى المالكي
د.فايز الشهري
د.محمد البشر
http://www.alriyadh.com/2012/09/12/article767287.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق :
التويتر وغير التويتر فيها الكثير من الخير وفيها من الشر مثله
المنتديات ووسائل التواصل الأخرى
كل هذا بسبب الكبت
هذا الإعلامي يتاح له ان يقول ما شاء
ولكن الرد الموضوعي عليه من غيره يرفض !
ارى وبصراحة ان الإعلام المتحجر هو من
شجع اناسا ابعد ما يكونون عن التويتر ..
على الانخراط فيه للتعبير عن الرأي والحوار !
اعتبار أنها كوّنت مساحة شاسعة يستطيع من خلالها الشخص أن يصدح برأيه بحرية تامة، دون وجود مقص للرقيب، إلى جانب تبادل خبرات وآراء وأفكار الآخرين، حول الكثير من القضايا والإشكالات والملاحظات، إلاّ أنه يبدو أن هناك من استطاع أن يجعل من تلك المواقع وسيلة لتمرير "توجهات سلبية"، أو عبارات لأناس معينين يريد أن ينقل لهم شيئاً من الرسائل المبطنة، أو إلى مؤسسات معينة، أو تعميق فكرة يريد أن تصل إلى جهات محددة، أو توجه تيّارات قد تسيء إلى الوحدة الوطنية، أو رغبة في إثارة الخلافات!.
ويبقى دور المواطن كبيراً من خلال الحرص على الوحدة الوطنية التي تُؤسس على حدود ومرجعيات لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، كما أنه من المهم أن يتواصل كل مسؤول فعلياً مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبناء العلاقات الايجابية ينسف أي قاعدة قد تبنى على أغراض سلبية، حيث أن هناك من يستغل التجاهل المتعمد من المسؤول للمواطن لتمرير فكرة معينة قد تسيء للوطن، كما تبرز الحاجة للشفافية حول كل ما يُطرح أو يُمرر، مع العمل في اتجاه التقارب الفكري والحوار الذي يعمق من المفهوم الواحد لدينا كمجتمع وليس العكس، وذلك يتطلب إضعاف بعض التمريرات أو "التغريدات" التي تهدف إلى الإساءة، سواء كانت موجهة إلى شخص أو إلى مؤسسة أو إلى جهة حكومية.
ترويج أفكار
وقال "د.فايز الشهري" -أستاذ الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد-: إن المواقع الإجتماعية تُعد وسيلة تسهم في شرح الأفكار والمبادئ، لذلك وظفتها التيّارات لترويج أفكارها ومشروعاتها، وكذلك بث الرسائل التي تعبر عن رغباتها وأمنياتها وطموحاتها، مضيفاً أن هناك وسائل إيجابية ممتازة في تطوير الشفافية والمطالبة بالحقوق العاجلة، وتلك من الإيجابية التي تشجع عليها كل المؤسسات، إلاّ أن هناك وسائل سلبية تثير الخلافات وهذه وسائل سلبية لا تُثري فكر ولا تُقدم مجتمع، مشيراً إلى أن هناك نوعاً من التابعين الذين تشجعهم هذه الرموز للاحتفاء بهذه الرسائل، وبالتالي يصبحون "حطباً مُشتعلة" بين صراع التيارات والشخصيات، وقد لا يكون ذلك الصراع بريئاً، وقد لا تكون جميع أسلحتها شريفة، لذلك نجد بعض الرموز والكتّاب يُجيّش التابعين له ضد موقف آخر ولمصالح شخصية ليست بالضرورة أن تكون للمصالح العامة، مؤكداً على أن ذلك الاستخدام السلبي لوسائل التقنية يُعد أمراً طبيعياً يتوافق مع التقنية منذ ظهورها.
«رسائل مبطنة» وأخرى «تحت الحزام» وتحريض على القيم والخروج على المألوف وتشكيك في المنجزات وعي المُتلقي
وأوضح "د.الشهري" أن الوعي بالتقنية ومحتوياتها -مع الأسف- يُبنى ذاتياً وتدريجياً، ولم تعد هناك قدرة أسرية أو تربوية على حقن أفكار مضادة لما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هناك سيلا من الرسائل يتلقاها المشترك وخدمات الشبكات الاجتماعية، وأيضاً الهواتف الذكية لم يعد هناك قدرة على الحد منها، مبيناً أن السؤال الذي لابد أن يتم التفكير به يتمثل في: كيف يمكن بناء شخصية تستطيع أن تفكك هذه المحتويات اليومية وأن تنتقي الصالح منها وأن لا تؤثر على غيرها من خلالها؟، ذاكراً أن تأثير هذه الرسائل يختلف حسب وعي المُتلقي، ولكن بشكل عام هناك تأثير وإن كان مخفيا، مؤكداً على أن سن التشريعات والقوانين قد تحد من التأثيرات السلبية، من خلال جانب الردع والعقوبة في حال ظهور الضرر.
مسألة خطيرة
وأكد "د.محمد البشر" -أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- على أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أكبر "مُحفز" لإثارة الرأي العام، بل ولإثارة الكثير من القضايا، مضيفاً أن هناك مساحة من الشخصنة والأدلجة موجودة هناك، يريد أصحابها إيصال رسائل معينة، أو محاولة التقليل والنيل من أشخاص معينين من أجل تحقيق أهداف ضيقة لا تخدم مجموع وأفراد المجتمع، بل ولا تصب في الوحدة الوطنية، خاصةً في هذا الوقت، موضحاً أن هذه المسألة خطيرة جداًّ، ويجب أن ننتبه لها، لأن الإعلام التقليدي قد يكون إعلام رصين وعليه رقابة من شخصيات مسؤولة، أما قنوات التواصل الاجتماعي فنحتاج إلى نوع من الرقابة التي تقدر المصالح والمفاسد، لافتاً إلى أن هذه الجهات ليست بمفردها مسؤولة، بل إن المواطن مسؤول سواء كان فرداً من عامة الناس، أو من المثقفين الذين لهم نشاط على المواقع، مشدداً على أن عليهم مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، من خلال الحرص على الوحدة الوطنية التي تُؤسس على حدود ومرجعيات لا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
صراع تيارات وشخصيات ب«ضغطة زر» لا يخدم المجموع وربما يثير الرأي العام على شواهد سطحية وأوضح أنه لا يمكن الجزم أن لا جوانب إيجابية في عالم "توتير" أو "فيس بوك"، لكن الإشكالية تكمن في أن الجوانب السلبية يتم التركيز عليها ويتم تجاهل جوانب الإيجابية، وذلك ثقافة موجودة في المجتمع من خلال وجود من يطبل للسلبيات.
نظرة شمولية
وقالت "سلوى العضيدان" -مدربة ومستشارة أُسرية-: إن مواقع التواصل الإجتماعي تُعد متنفسا جميلا يعبّر عن القيمة الفكرية لكل شخص ينتسب إليه، ومن هنا يكون التفاوت الكبير بين الأفكار والاتجاهات والتوجهات، وكذلك الآراء والنظرة الخاصة والعامة للأمور، وذلك بحسب القيمة الفكرية التي يحملها كل فرد، مضيفةً أن من يحاول تمرير توجه معين أو التسويق لفكرة تسيء للوحدة الوطنية، فإنني أقول له:"إن أغلب المغردين يملكون من الذكاء والنظرة الشمولية والفطنة ما يمكنهم من تقييم هذه الرسائل تقييماً واعياً ومدركاً، بحيث لا يمكن أن تنطلي عليهم أي تعليقات تحاك للمساس بهذه الوحدة أو القيمة المجتمعية"، ذاكرةً أن أي تمريرات مقصودة هي مثل "بالون ماء"، إن لم يجد له متنفساً فسوف يكبر ويكبر حتى ينفجر ويغرق من حوله، والمتنفس الوحيد لهذه التمريرات هو التواصل بين المغردين والمسؤولين، بحيث يكون هناك تفاعل وتوضيح للأمور، وعدم تجاهل للآخرين.
مسألة طردية
ودعت "سلوى العضيدان" كل مسؤول إلى ضرورة التواصل الفعلي والمباشر مع عالم "تويتر" و"فيس بوك"، فبناء العلاقات الايجابية ينسف أي قاعدة قد تبنى لهذه التمريرات السلبية، مع التنبيه أن هناك من يصطاد في الماء العكر ويستغل التجاهل المتعمد من المسؤول للمواطن لتمرير فكرة معينة قد تسيء للوطن، مؤكدةً على أن الجميع يتشارك في هذه المسؤولية، فهي ليست حكراً على أحد دون الآخر، وإن كانت ترى أن تجاهل بعض المسؤولين وعدم استماعهم لاحتياجات الناس والارتقاء بالخدمات، كل ذلك قد يزيد من حدة هذه التمريرات، وقد تجد لها أرضاً خصبة في قلوب مستقبليها، مشددةً على أنه في حال وجود تواصل فعلي على مستوى رفيع، فإن هذه التمريرات تموت في مهدها قبل أن تصل إلى نفوس مستقبليها، فالمسألة طردية لو تأملناها جيداً!.
الانفتاح على الآخر فكراً وسلوكاً يفترض أن يكون للأفضل وليس الانفلات خلف «وهم الحرية»! فكر وإقناع
وشدّدت "منى المالكي" -كاتبة صحفية- على ضرورة رفض أي تمريرات عبر "توتير" أو "فيس بوك" تهدف إلى ترسيخ توجه سلبي نحو الوحدة الوطنية، أو أن يكون مفخخ بأي أمر غير جيد، مضيفةً أن حوار الأديان الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يُعد خطوة حقيقية لفتح مجال الحوار، ورد كبير على كل من يرغب في زعزعة الأمن حتى الأمن، أو إثارة الخلافات.
وقالت إنه من الصعب جداًّ التحكم بعالم المواقع الاجتماعية، إلاّ أن الرهان الكبير على الوعي، فالظروف التي تمر بها بعض الدول العربية تدفعنا إلى التمسك بالوحدة الوطنية وترسيخ ذلك عبر تلك القنوات، مشيرةً إلى أنه من المهم أن نتصف بالشفافية حول ما يُطرح ويُمرر، وأن نعمل في اتجاه التقارب الفكري والحوار الذي يعمق من المفهوم الواحد لدينا كمجتمع وليس العكس، وذلك يتطلب إضعاف بعض التمريرات التي تهدف إلى الإساءة، سواء كانت موجهة لشخص أو لمؤسسة أو لجهة، ذاكرةً أن وجود بعض التمريرات السلبية لا تدل على أننا لا نعرف أن نتعامل مع مفهوم الحرية الموجود في الإنترنت، ولكن الفكرة قائمة أن هذا العالم الافتراضي جاء بشكل مفاجئ والتعامل معه وفهمه يتطلب وقتاً ليس أكثر من ذلك.
وتمنت وقف تلك التمريرات أو الحد مما يُكتب في "تويتر" أو "فيس بوك"، مشددةً على ضرورة زيادة الاهتمام بثقافة الحوار، وتقبل بعضنا البعض، وقد نختلف، لكن لا يدخل الوطن في ذلك الرهان، فالاختلاف لابد أن يدور حول الفكر والإقناع وليس على المبادئ الأساسية لمفهوم الوطنية أو الانتماء.
منى المالكي
د.فايز الشهري
د.محمد البشر
http://www.alriyadh.com/2012/09/12/article767287.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق :
التويتر وغير التويتر فيها الكثير من الخير وفيها من الشر مثله
المنتديات ووسائل التواصل الأخرى
كل هذا بسبب الكبت
هذا الإعلامي يتاح له ان يقول ما شاء
ولكن الرد الموضوعي عليه من غيره يرفض !
ارى وبصراحة ان الإعلام المتحجر هو من
شجع اناسا ابعد ما يكونون عن التويتر ..
على الانخراط فيه للتعبير عن الرأي والحوار !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..