24 شوال 1433-2012-09-1103:04 AM
مختصون يطالبون بمجمع سكني ومواصلات آمنة
ريم سليمان، دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: يتزايد القلق سنوياً عند المعلمات المغتربات عن منازلهن مع بداية العام الدراسي، وتتجدد صفحات من الخوف والذكريات الأليمة التي تعيش في وجدان هؤلاء المعلمات، وبالرغم من أن مشاكلهن متكررة سنوياً، إلا أنه إلى الآن لا يوجد حل لمشكلات المعلمات المغتربات عن منازلهن، من تحرش ومضايقات وغربة وبعد عن الأهل، وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة بنزيف الإسفلت والذكريات الحزينة.
مختصون يطالبون بمجمع سكني ومواصلات آمنة
ريم سليمان، دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: يتزايد القلق سنوياً عند المعلمات المغتربات عن منازلهن مع بداية العام الدراسي، وتتجدد صفحات من الخوف والذكريات الأليمة التي تعيش في وجدان هؤلاء المعلمات، وبالرغم من أن مشاكلهن متكررة سنوياً، إلا أنه إلى الآن لا يوجد حل لمشكلات المعلمات المغتربات عن منازلهن، من تحرش ومضايقات وغربة وبعد عن الأهل، وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة بنزيف الإسفلت والذكريات الحزينة.
"سبق" تعرض بعض مشاكل المعلمات المغتربات، وتطرح آراء المختصين، محاولة إيجاد حلول تناسب المعلمة المغتربة.
تحرش السائق
"س-أ" معلمة تحتفظ "سبق" باسمها، قالت "أعيش في قرية نائية قرب مكة، وأعمل في مدرسة تبعد كثيراً عن محل إقامتي، ولذا اتفقت مع سائق خاص يأتي إلي يومياً لتوصيلي إلى المدرسة"، وتابعت: "بالرغم من قلقي الشديد من وجودي مع هذا السائق إلا أنني اضطررت لذلك لظروف عملي".
وأضافت: "بدأت أشعر بنظرات غريبة منه، ومن ثم بدأ يتحرش بي، ومن وقتها يقوم والدي بإيصالي إلى مكان عملي، إلى أن بدأ يتضايق من المشوار ويرفض ذهابي للعمل ولا أعلم ماذا أفعل".
استغاثة معلمة
فيما حكت المعلمة ريماس عبدالله معاناتها اليومية من مضايقات الشباب اليومية، وقالت: "في كثير من الأوقات يتابعني الشباب بالسيارات ليلقون بأرقام الجوالات، مما يزعجني ويقلقني كثيراً وأنا في طريقي".
وعبرت أم عبدالله والدة إحدى المعلمات عن قلقها على ابنتها المغتربة التي تقطن مع صديقاتها في إحدى الشقق، قائلة: "ذات يوم ذهبت للجلوس مع ابنتي يومين، حتى لا أشعرها بالوحدة، وقد هاجمهنا لص في الشقة يريد سرقتها، إلا أن استغاثة المعلمات وصراخهن حماهن من يد اللص، معربة عن أملها في توفير سكن آمن للمعلمات المغتربات".
أما المعلمة "هتون –أ " فقالت: أسكن مع مجموعة من الزميلات في شقة مفروشة قريبة من المدرسة، وحكت لـ"سبق" عن المضايقات التي تتعرض لها هي وزميلاتها وخادمتها من صاحب العقار الذي يعرض دائماً خدماته بشكل يثير القلق، وتابعت: "بالرغم من كل المضايقات اليومية التي نتعرض لها، إلا أنه لا يوجد أمامنا بديل عن ذلك لظروف العمل".
خطة إستراتيجية
أكدت أستاذ علم الاجتماع الدكتورة نورا الصويان أن غياب المعلمة عن أسرتها يؤثر على المدى البعيد على الترابط الأسري والعلاقات بين الزوجين، لافتة إلى شعور الأسرة بالخوف والقلق على الأم من أخطار الغربة كالحوادث، وسوء الخدمات في القرى النائية، كما يؤدي إلى تشتت المعلمة نفسياً.
ولحل مشكلة اغتراب المعلمات اقترحت إنشاء مجمّع سكني خاص بالعوائل تابع لوزارة التربية والتعليم، تسكن فيه المعلمة مع أسرتها، وكذلك تأمين مواصلات آمنة تابعة لوزارة التربية والتعليم، مشددة على ضرورة توفير مناخ آمن كي تتميز المعلمة السعودية وتبدع لخدمة بنات وطنها.
ورأت الصويان أن النظرة السلبية لعمل المرأة تستغرق وقتاً طويلاً حتى يستوعبها المجتمع، داعية إلى تطبيق خطة إستراتيجية متكاملة لتغيير النظرة السلبية لعمل المرأة من خلال مناهج التعليم، منظومة الإعلام، وآراء علماء الدين المستنيرين، وأكدت في ختام حديثها أن إثبات المرأة لذاتها ونجاحها، يؤدي إلى احترام المجتمع لها.
حوافز تشجيعية
أرجعت الأكاديمية والكاتبة دكتورة ميسون الدخيل مشكلة المعلمات إلى قصور في التخطيط والتوزيع، مؤكدة وجود كليات للبنات في القرى النائية منذ سنوات، بيد أنها لم تلقى التشجيع الكافي حتى تلتحق بها الطالبات، وشددت على ضرورة أن تكون المعلمة مع أسرتها وفقاً لخصوصية المرأة السعودية، مبينة أن من تهجر أسرتها للعمل في قرى نائية ترغب في مساعدة زوجها في أعباء الحياة الأسرية.
ولفتت الدخيل إلى دور "الواسطة" في تعيين المعلمة في منطقتها أو في القرى النائية، كما أن التعيين يتم وفقاً لأوراق وليس على أرض الواقع، مبدية أسفها لمعاناة كثير من المعلمات حتى ينقلن إلى مدنهن، واقترحت إعطاء حوافز تشجيعية لفتيات القرى حتى يلتحقن بكليات التربية، ليصبحن فيما بعد معلمات بنفس مناطقهن السكنية.
حقوق المعلمة
من جانبه حمل الكاتب محمد السحيمي مسؤولية مشكلات المعلمات لوزارة التربية والتعليم قائلاً: "إن الوزارة لم تراع الشروط النفسية للمعلمة التي تؤهلها تربوياً للتعامل مع الطالبات"، مشيراً إلى ضرورة أن يتسم المعلم بصفاء الذهن، والراحة النفسية، حتى لا يصب جم غضبه وعُقده النفسية على الطلاب، وأكد على قدرة الوزارة على تعيين كل معلمة حسب رغبتها الأولى، متسائلاً: "لماذا تلجأ الوزارة لتعيين معلماتنا في قرى نائية؟".
وأبدى اندهاشه من تضاعف أعداد المعلمات في هذه القرى قائلاً: "أحياناً يفوق عدد المعلمات الطالبات، إذن فلماذا تتكبد المعلمة عناء السفر وهجر أسرتها، وتعلم ثلاث طالبات فقط في الفصل؟"، لافتاً إلى أن المعلمة السعودية تدور بين فكي رحى سوء الخدمات في القرى النائية، وتدني نظرة المجتمع القروي لها، الذي يرتاب فيها لأن وضعها الوظيفي مؤقت وبعد فترة تنتقل للعمل في المدن، وأضاف "كذلك فإنه ما زال لا يستوعب فكرة استقلالية المرأة، واعتمادها على نفسها في العمل والسكن في مكان بعيد حتى ولو كانت برفقة زميلات العمل".
وطالب وزارة التعليم بتقنين نظام يعتني بحقوق المعلمة ويحترم رسالتها بالارتقاء بمستوى الخدمات في هذه القرى من توفير المواصلات والسكن، فضلاً عن الضمانات الصحية والأمنية كي تبدع في العملية التربوية، مؤكداً على ضرورة إنشاء كليات تربية للبنات في القرى، حتى تعمل الخريجات في بيئتهن دون الاستعانة بمعلمات المدن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..