أسبانيا والسعودية.. أسرار المباراة الخاصة بين جمهور التعليقات الكوميدية

 

لا يمكن التوقف عند فكرة بعينها حين نحاول التعليق على المباراة الودية التي جمعت المنتخب

السعودي مع نظيره الاسباني، ولكن يمكننا نتجاوز التحليل الفني والتكتيكي لنتوقف عند حقيقة مهمة تم التأكد منها مساء الجمعة الماضي وهي أن نوعاً خاصاً من الكوميديا الرياضية قد تشكل بالفعل على يد مجموعة من مبدعي صناعة النكتة اللحظية، وبرعاية معتادة من برامج المحادثة والمواقع الاجتماعية.
كانت التعليقات الاستباقية قد بدأت تقريباً عصر يوم المباراة وهي تدور بالكامل في فلك التهكم على حظوظ المنتخب السعودي في الفوز بالمباراة، حين انتشرت صورة مانشيت إحدى الصحف الرياضية المحلية "الله لا يفضحنا" ليبدأ بعضها محترفو الفوتوشوب في عرض تصاميم خاصة بالمباراة تظهر إحداها صورة المنتخبين بينما تتوسطهما عبارة "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه".
ودون أن يغيب التصريح الشهير للاعب المنتخب الاسباني اكزافي والذي اعتبره البعض تقليلا من المنتخب السعودي، كان واضحا أن مواجهة المنتخبين ستكتسب طابعاً خاصاً وإن كان مستوى الندية فيها يميل سلفاً لصالح أبطال العالم وبصورة بديهية، وهو ما جعل النكات جميعها تتداول هذه الفكرة ولكن بزوايا متعددة وبتنافسية فكاهية عالية،

أما التنافسية الكروية المعدومة في المواجهة المرتقبة- حينها- فجعلت أحدهم يعلق بأن النجم "اكزافي" لن يستخدم الحذاء الرياضي وإنما سيلعب المباراة بـ"زنوبة"،

 فيما توقع أحدهم أن تنتهي المباراة بنتيجة "واجد - صفر"

وقام آخر بإدراج عدد من الروابط المعطلة "عمداً" كما لو أنها روابط لمباريات قديمة تخسر فيها اسبانيا بنتائج كبيرة لتكون رداً يمكن استخدامه احترازاً فيما خسر المنتخب السعودي بعدد وافر من الأهداف، والطريف أن إحدى الهزائم الإسبانية المختلقة كانت أمام نادي الفتح وبنتيجة 35 مقابل هدفين!
قبل المباراة بساعة تقريباً أرسل أحدهم ما يشبه فرصة أخيرة للنجاة وقال "يا منتخبنا..تعوذ من الشيطان وارجع الرياض"،

 لتبدأ بعد ذلك المباراة التي سيطر فيها الإسبان بصورة كلية وتبدأ معها التعليقات الآنية من الجمهور السعودي فهناك من يوجه خطابه للحارس وليد عبدالله"إذا جابوا الخامس خذ الكورة وانحاش"

فيما يقول آخر أن الحارس الإسباني الذي لم يره أحد تقريباً طيلة المباراة كان يسلي نفسه باستخدام جهاز بلاك بيري بل أنه يطلب من أي شخص "فاضي" أن يجاذبه أطراف الحديث،

علما بأن تعليقاً طريفاً قال أن مدرب اسبانيا كان بإمكانه أن لا يستخدم حارساً في هذه المباراة أو يستخدم حارساً معاقاً في أفضل الأحوال نظرا لعدم وجود ما يستدعي الحركة أصلا لإنقاذ المرمى من هدف سعودي محتمل،

ولم يسلم المهاجم ناصر الشمراني من التندر حيث قال تحداه أحدهم أن يقوم باحتفاليته الشهيرة في الدوري، وهي حركة يتخيل بها نفسه يجري اتصالا هاتفياً، معلقاُ "يا عيال.. الظاهر جواله ما يتصل دولي!".
تستمر المواجهة بسيطرة إسبانية مطلقة لتستمر التعليقات الطريفة، فهناك من يطمئن المشاهدين ويطلب منهم عدم القلق لأن المباراة "فوتوشوب" ليس إلا، وهناك من يعترض على وجود غش على اعتبار أن المنتخب يلعب بـ "اليد الخربانة" وهو ما يمكن فهمه بمنطق البلاي ستيشن حيث أن الاحتمال الوحيد للفريق الذي يكون عاجزاً تماماً هو أن يكون جهاز التحكم الخاص به معطلاً،

غير أن معلقاً آخر يقول "الحين أشغل السوني وأهزم لكم اسبانيا.. ما عليكم".
لم يغب التخيل، فأحد مدافعي المنتخب السعودي مازال يحاول أن يلمس المهاجم توريس للتأكد من كونه حقيقي بالفعل،

أما المخرج الإسباني فقد قرر تثبيت الكاميرا على مرمى المنتخب السعودي (باعتباره المشهد الوحيد للمباراة) وغادر كي يدخن في الخارج،

 ولم تغب التشبيهات، فالدفاع السعودي مثل باب المجمع التجاري الذي ينفتح تلقائيا بمجرد اقتراب شخص منه، والمقصود هنا مهاجمي الفريق الخصم،

ولم يغب الدعاء"اللهم انصر إخواننا المستضعفين في أسبانيا"،

كما لم يغب التفاؤل في أكثر صورة هزلية عندما قال أحد المعلقين والنتيجة تشير إلى 4 أهداف مقابل لاشيء"أصلا نظامنا ..قدم الغشيم والحقه"

غير أن الغشيم الذي لم يكن سوى بطل العالم أضاف هدفاُ خامساً عبر لاعبه بيدرو، وحينها أصبحت التعليقات تأخذ شكلاً جديداً من قبيل"إذا فيهم خير خلهم يلعبون معنا بلوت!"

أو يأخذ شكلا آخر متناهي التسليم "أصلا لهم الدنيا ولنا الآخرة".
انتهت المباراة التي اعتبر أحدهم أن المنتخب الإسباني حقق فيها نسبة استحواذ يمكن بها الدخول إلى كلية الطب، والطريف- غير الوحيد فيها- أن لاعب برشلونة المنتخب الأسباني اكزافي كان في دكة الاحتياط في الشوط الأول عندما كانت بعض التعليقات توجه له عبارات التحدي في مقابل استهانته بالمنتخب السعودي،

أحد المعلقين كان يقلل من أهمية هدفي كازولا وبيدرو ويقول"ما عليكم يا شباب.. أصلا حنا رايحين عشان كزافي"،

غير أن هذا الأخير شارك مع بداية الشوط الثاني ليجد أن لمسته الأولى ستكون من خلال ركلة حرة مباشرة، وقف نجم برشلونة لوهلة قبل أن يسدد.. وسجل الهدف قبل ثوان فقط من تعليق بلاك بيري ساخر يقول"يا اكزافي استهدي بالله.. ترا كنا نمزح معاك بس!".