الجمعة، 19 أكتوبر 2012

المرأة الغربية تتكبد ثمن المساواة بين الجنسين

 
البريطانيات يعتبرن أن الحركة النسوية المطالبة بالمساواة بين
الجنسين قمعت الرجال بشكل جعل النساء الأصغر سناً لا يدعمنها.

ميدل ايست أونلاين

http://www.middle-east-online.com/meoicons/headers/caption.gif
http://www.middle-east-online.com/../meopictures/biga/_141573_6.jpg
هاجس المساواة يحرم المرأة طعم الحياة
http://www.middle-east-online.com/meoicons/headers/captionb.gif
لندن - كشفت دراسة حديثة أن النساء البريطانيات يعتبرن المساواة بين الجنسين مسألة عفا عليها الزمن في العالم الحديث.
وكشفت الدراسة أن واحدة فقط من كل 7 نساء بريطانيات تصف نفسها بأنها من أنصار المساواة بين الجنسين، في حين تعتقد الأكثرية أنهن حققن المساواة مع الرجال في الكثير من المسائل مثل الأجور والمهارات.
وقالت إن النساء البريطانيات ينظرن إلى المؤلفة "جي كي رولينغ" التي تحوّلت إلى مليونيرة كأفضل مثال على المرأة البريطانية المستقلة، بالمقارنة مع الصحافية والأكاديمية الناشطة في مجال المساواة بين الجنسين جيرمين غريار.
وأضافت الدراسة أن 28% من النساء البريطانيات وصفن غريار بأنها عدوانية جداً تجاه الرجال، في حين أكدت 25% منهن بأنهن لا يعتبرنها مثالاً إيجابياً للمرأة.
وأشارت إلى أن واحدة من كل 5 بريطانيات اعتبرت أن مفهوم تحرّر المرأة صار "طرازاً قديماً" ولم يعد له صلة بجيلهن، فيما ورأت 17% من البريطانيات أن الحركة النسوية المطالبة بالمساواة بين الجنسين مضت أبعد من اللازم وقمعت الرجال وبشكل جعل الجيل الأصغر سناً منهن الأقل احتمالاً لدعمها.
وأوضحت الدراسة أن 9% فقط من البريطانيات من الفئة العمرية 25 إلى 29 عاماً يدعمون الحركة النسوية المطالبة بالمساوة بين الجنسين، بالمقارنة مع 8% من نظيراتهن اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاماً.
وقالت إن 48% من النساء البريطانيات أردن أن تكون المساواة بين الجنسين حول حصول النساء والرجال على حقوق متساوية، ومساواة في الرواتب، في حين أرادت 58% منهن أن تضمن حصول النساء على خيار حقيقي بشأن أسرهن وحياتهن المهنية.
وأضافت الدراسة أن 69% من البريطانيات يعتقدن أن أكبر معركة للمساواة بين الجنسين هي الآن إعطاء أولوية لمسألة الأمومة، و32% إعطاء دور أكبر للنساء في الحياة السياسية، و34% منح النساء مناصب في المجالس الإدارية للشركات.
وتشير إحصائيات منظمة العمل الدولية للعام الماضي أن 40% من القوى العاملة في العالم من النساء الأمر الذي يشكل زيادة قدرها 200 مليون في العشر سنوات الماضية، ولكن على الرغم من هذا التقدم فإن هذه الأرقام لم يقابلها ارتفاع في الأجور أو الحصول على الامتيازات نفسها التي يحصل عليها الرجال.
وحسب التقرير فإن المساواة الحقيقية في فرص العمل بين الرجال والنساء لا تزال بعيدة المنال ولن تتحقق لأنها تخالف الفطرة وطبيعة كل من الرجل والمرأة.
وتبرز الإحصاءات مقدار الخسارة التي تعاني منها المرأة، نتيجة لخروجها إلى العمل، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه بعد أكثر من قرن من دخول المرأة إلى مجال العمل واقتحامها ما يناسب فطرتها وما يناقضها من الأعمال، الظلم الذي تتعرض له من تلك الخطوة والظلم المسلط عليها في مجال الأعمال.
وتبرز الإحصائيات ان عدد النساء العاملات في العالم يصل الى ما يقارب نصف مليار امرأة، يتوزعن في سائر مجالات العمل.
وتشير إلى أن انخراط المرأة في العمل لمدة 10 أو 12 ساعة خارج المنزل تسبب في 12 مليون حالة طلاق في العالم، منها 58% في الغرب.
وتشعر معظم النساء العاملات أن العمل أفقدهن ميزة الأنوثة والعاطفة والميل الفطري إلى الأمومة، وأوضحت الاستقصاءات التي أجريت مؤخراً على النساء العاملات في أوروبا وأميركا وكندا واليابان أن 78% منهن يفضلن البقاء في المنزل من أجل تربية الأطفال.
وتشتكي النساء المتحمسات للعمل من التمييز ضدهن في الأجور، فهن يتقاضين أجوراً تقل بنسبة 38% عن أجور الرجل رغم أنهن يمارسن الأعمال نفسها التي يمارسها الرجال وأكثر.
وأثبتت الأبحاث العلمية أن أطفال الأمهات العاملات أقل تكيفاً من الناحية النفسية عن أطفال الأمهات ربات البيوت، كما وجدت أن أطفال الملاجئ والمدارس الداخلية والمؤسسات والمنظمات الاجتماعية أقل تكيفاً من أطفال الأمهات ربات البيوت.
وتدل الإحصائيات العالمية على وجود نسبة متزايدة من أبناء الأسر الراقية من أبناء الأمهات العاملات من مرتكبي السلوك المنحرف رغم ارتفاع المستوى المادي للأسرة.
ويمكن ادراج مثال "برندا بارنز" التي تحصلت على أعلى المناصب القيادية في شركة ببسي كولا كنموذج على الورطة التي ولدتها المساواة بين الجنسين.
بارنز عملت رئيسة لعمليات الشركة في أميركا الشمالية مدة اثنتين وعشرين سنة، وتقاضت راتبا شهريا قدر بمليوني دولار اميركيا سنوياً.
ولكن مع ذلك كان عليها أن تختار بين الاستمرار في العمل أو العودة إلى البيت، ويعود سبب عودتها إلى البيت إلى أنها أم لثلاثة أولاد (في العاشرة والثامنة والسابعة)، وذات مرة قال لها أحد أبنائها "لا يهمني أن تكوني امرأة عاملة إذا كنت ستحضرين المناسبات العائلية (أعياد ميلادنا)".
وتضيف بارنز "لقد كنت أحترق من جهتين، لقد قمت بجهود كبيرة جداً من أجل شركة ببسي كولا، لقد كان لدي جدولاً مزعجاً ومتعباً وكنت أحضر موائد العمل من غداء وعشاء، وتضيف إن ترك العمل سيكون مؤلماً ولكني أحتاج أسرتي أكثر".
وحاولت الشركة تقديرا لجهودها إقناعها بالبقاء كرئيسة لقسم حقق أرباحاً تقدر بأكثر من بليون دولار عام 1996، فعرضت عليها وظيفة بأقل مسؤوليات، ولكن دون جدوى فبارنز حسمت امرها واختارت التفرغ لأسرتها.
وفي الأسبوع نفسه الذي أصدرت فيه بارنز قرارها ظهر كتاب "هل يمكن أن تكوني الرابحة دوماً؟" تحدثت فيه كاتبته التي كانت أماً لخمسة أطفال ومديرة تصف معاناتها بمحاولة التوفيق بين ضغوط العمل وأسرتها.
وكتبت مينيت مارين في جريدة "التلغراف" البريطانية مقالا حول وضع المرأة في المجتمعات الغربية، في معرض تعليقها على الكتاب الجديد للمؤلف الأميركي الياباني الأصل ميشال فوكوياما قالت فيه "قد لا يكون فوكوياما أول من قال بهذه الآراء عن المرأة ولكنه بالتأكيد من أكثر الرجال صراحة، ففي كتابه المثير للجدل المسمى بـ'نهاية التاريخ' تناول دور المرأة في انهيار النظام الاجتماعي الغربي بسبب الحرية المدمرة التي حصلت عليها المرأة".
وأضافت "تحدث فوكوياما عن الفرق بين النظام الاجتماعي الغربي والنظام الاجتماعي في دول آسيا وخاصة اليابان وقال إن من أسباب عدم حصول المشكلات الاجتماعية في دول آسيا "أنها حدت بقوة من مساواة المرأة".
وأوضحت بأن "الدول الغربية إذا ما أرادت أن تستحدث قوانين تبعد المرأة عن أسواق العمل، ولم تسمح بإعطاء المرأة أجوراً مساوية للرجل، فإن ذلك سيؤدي إلى اعتماد المرأة على الرجل وبالتالي يساعد في إعادة الأسرة المكونة من أبوين".
أما السبب الذي قاد فوكوياما إلى هذه النظرة فهو أنه نظر إلى الأمراض الاجتماعية التي أصابت المجتمعات الغربية في الثلاثين سنة الماضية فوجد أنها ترجع إلى حصول المرأة على قدر كبير من الحرية.
ويربط فوكوياما بين التطور الاقتصادي والبناء الأسري فيرى أن الزواج والأسرة يبنيان الرأسمال الاجتماعي وهو الذي تعتمد عليه المجتمعات وإن التراجع في الرأسمال الاجتماعي تبعه بلا شك تراجع في الأسرة.
ويرى المفكر الانكليزي فيليب لاركن أن التدهور الاجتماعي في الغرب بدأ منذ عام 1963 بظهور التحكم في النسل والمساواة في الأجور بين الرجال والنساء، فبما ان النساء يستطعن السيطرة على خصوبتهن ويُعلن أنفسهن وأولادهن، فإن أصبح الطلاق وغياب الأب ممكناً بل أصبحت أمراً مرغوباً، وبالتالي تم التقليل من شأن الأبوة، وهكذا فالأطفال الذين عاشوا بلا آباء انجبوا فيما بعد أطفالاً بلا آباء.

http://www.middle-east-online.com/?id=141573

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..