من الجرائم التي ترتكب باسم السلفية: تنزيل أحاديث قتل الخوارج على المتظاهرين.
من
خرج بسلاحه على إمام شرعي يشكو ظلماً، لم يجز قتاله قبل النظر في مظلمته،
فكيف بمن لم يخرج بسلاح، ولا وقف أمام ولاية جامعة لشروط الولاية.
خرج
القراء مع ابن الأشعث بالسلاح علناً، فذم صنيعهم كثير من السلف لمخالفتهم
السنة النبوية، لكن لم يوجد إمام قط أعان على قتالهم أو أمر به.
روى ابن سعد عن الحسن البصري أنه سئل: ما تقول في الفتنِ، مثل يزيد بن المهلبِ، وابن الأشعثِ؟ فقال: لا تكن مع هؤلاء، ولا مع هؤلاء.
فقال رجلٌ من أهل الشام: ولا مع أمير المؤمنينَ يا أبا سعيدٍ؟
فغضبَ ثم قال بيده فخطر بها. ثم قال: "ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيدٍ، نعم ولا مع أمير المؤمنين".
هذا كله في الخروج بالسلاح، على إمام شرعي. وليس في مظاهرات لم ترفع سلاحاً ، ولا آذت أحداً.
والحديث هنا عن حكم المظاهرات، وهل تجوز أو لا تجوز لا أثر له. فحتى لو قال قائل بالتحريم، فهذا لا يعني استباحة المتظاهرين.
في مجموع الفتاوى (4/450-452) بحث مفيد يبين خطأ من ينزل أحاديث قتل الخوارج على من يخرج عن طاعة ملك معين.
وكلام
السلف في هذا المعنى كثير .. والمقصود أن حشد أحاديث الخوارج واستحضارها
في نازلة الكويت جريمة شرعية، وجناية علمية، ترتكب باسم السلفية.
وهذا كله يفترض أن يكون من البدهيات الشرعية.
فقه
السلف السياسي فقه نقي راسخ، أساء إليه من المعاصرين فئتان: فئة استعملته
في تأييد الجور والظلم، وفئة توهمته كذلك، فأوسعته شتماً وقدحاً.
يوجد
انحرافات معاصرة في أبواب السياسة لاعلاقة لها بفقه أئمة السلف، وبخاصة ما
يتعلق بإعطاء تفويض وسلطة مطلقة لمن لا يستحق حتى السلطة المقيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..