الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

اقتصاديات النفط المتشقلبة!

اقتصاديات النفط المتشقلبة!

 

خصلة الايثار خصلة عظيمة، ففيها إنكار للذات واعتداد بالآخرين كما أنها تشتمل على كرم اليد وسمو الخلق، وبلدنا يقوم بدور مميز في مساعدة الدول
الفقيرة والأقل نمواً، إذ يقدر ما تخصصه المملكة لتلك الاعانات بنحو 3 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي وهو يتجاوز بأربعة أضعاف ما تستهدفه الدول الغنية. أما امر البيع والشراء فبعيد عن الآيثار، فالبائع لا يسعى لخفض سعر سلعته إلا إذا أجبرته على ذلك ظروف السوق أو احتياجه المسيس للسيولة! أدرك أهمية الحفاظ على استقرار أسعار النفط، كما أدرك دور المملكة الحيوي لتحقيق ذلك الاستقرار، وأن لبلادنا وضعاً مميزاً في السوق النفطية يرتكز على قدراتها الانتاجية العالية والاحتياطي الضخم، وأدرك أن للمملكة مصالح جيوسياسية وأن الأمر لا يبدأ ولا ينتهي بالنفط.. ليس علينا أن نبذل أي جهد لخفض السعر فذلك أمر يصعب استيعابه! فكل ما حولنا من احتدامات "جيوسياسية" لا تبرر أن نسعى لخفض أسعار النفط، فنحن نقول دائما: ان السوق عرض وطلب، وأن مهمتنا ضمان الامدادات؛ أي توفير كميات وليس ضمان سعر منخفض .. فقد أسسنا "أوبك" من أجل الحفاظ على أعلى قيمة لنفطنا ولتقوية قدرتنا التفاوضية أمام الدول المستهلكة الرئيسية.
أن علينا الاستمرار في زيادة عدد المدارس والمستشفيات وكل معطيات التنمية في بلدنا المترامي الأطراف،  أي أننا بحاجة لكل دولار نفط لتمويل التنمية والنمو.. 
تابعنا جميعاً التقارير التي تصدر من الغرب، وليس آخرها ما صدر عن سيتي - جروب حول النفط، لكن بالقطع من أهمها وأثقلها ما نشره صندوق النقد الدولي في تقرير المادة الرابعة حول المملكة من ملاحظة ارتفاع الانفاق على التنمية ومحاذير توفر التمويل اللازم إن استمر الانفاق بهذه الوتيرة لسنوات قادمة.. المؤشرات تقول إن الانفاق سيستمر لسنوات قادمة، فنحن مجتمع شاب يافع، اكثر من ثلثيه دون الثلاثين، ومعدل النمو السكاني مرتفع بما يعني أن علينا الاستمرار في زيادة عدد المدارس والمستشفيات وكل معطيات التنمية في بلدنا المترامي الأطراف،  أي أننا بحاجة لكل دولار نفط لتمويل التنمية والنمو..
ثمة علاوات جيوسياسية تؤدي لدفع سعر النفط إلى أعلى ولن نستطيع أن نسيطر عليها .. فكلنا يذكر كيف أن احتلال الولايات المتحدة للعراق دفع بأسعار النفط إلى أعلى رغم أن الطاقة التصديرية للعراق كانت قد توقفت تقريباً قبل الاحتلال بأشهر، لكن عدم الاستقرار أدى إلى ضبابية الرؤية مما أضاف "علاوة" سياسية لأسعار النفط فدفع أسعاره وقتئذ للزيادة. ولنأخذ كل محاولات الولايات المتحدة وحديثها عن السيطرة على أسعار النفط بل وإطلاقها في عهد بوش الابن لاستراتيجية وتصورات عن التوسع للاستفادة من احتياطياتها.. ومع ذلك فسعر البرميل تحرك لأعلى طوال الوقت .. ولا يزال حتى الآن في عهد الديمقراطيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..