أولاً: تعريف الطفولة Childhood Definition:
الطفل في اللغة هو المولود حتى البلوغ، والطفولة هي مرحلة من الميلاد إلى البلوغ.
ويشير قاموس أكسفورد Oxford:
إلى الطفل على أنه الإنسان حديث الولادة
سواء كان ذكراً أو أنثى، كما يشير إلى الطفولة على أنها الوقت الذي
يكون
فيه الفرد طفلاً ويعيش طفولة سعيدة.
كما يشير قاموس لونجمان Longman:
إلى الطفل على أنه الشخص صغير السن منذ
وقت ولادته حتى بلوغه سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر وهو الابن أو الابنة
في أي مرحلة سنية، كما يعرف الطفولة على أنها المرحلة الزمنية التي تمر
بالشخص عندما يكون طفلاً.
وينطوي مفهوم الطفل في علم النفس على
معنيين معنى عام ويطلق على الأفراد من سن الولادة حتى النضج الجنسي، ومعنى
خاص ويطلق على الأعمار فوق سن المهد وحتى المراهقة.
وتعرف الطفولة من وجهة نظر علماء الاجتماع على أنها:
هي تلك الفترة المبكرة من الحياة
الإنسانية التي يعتمد فيها الفرد على والديه اعتماداً كلياً فيما يحفظ
حياته؛ ففيها يتعلم ويتمرن للفترة التي تليها وهي ليست مهمة في حد ذاتها بل
هي قنطرة يعبر عليها الطفل حتى النضج الفسيولوجي والعقلي والنفسي
والاجتماعي والخلقي والروحي والتي تتشكل خلالها حياة الإنسان ككائن
اجتماعي.
كما يعرف الطفل وفقاً للمادة الأولى من مشروع اتفاقية الأمم المتحدة على أنه:-
هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم
يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه، وأما الطفولة فتعرف
على أنها مرحلة لا يتحمل فيها الإنسان مسئوليات الحياة متعمدا على الأبوين
وذوي القربى في إشباع حاجته العضوية وعلى المدرسة في الرعاية للحياة وتمتد
زمنياً من الميلاد وحتى قرب نهاية العقد الثاني من العمر وهي المرحلة
الأولى لتكوين ونمو الشخصية وهي مرحلة للضبط والسيطرة والتوجيه التربوي.
والطفولة أيضاً هي الفترة التي يكون خلالها الوالدان هما الأساس في وجود الطفل وفي تكوينه عقلياً وجسمياً وصحياً.
وتعتبر مرحلة الطفولة في الإنسان من أطول
مراحل الطفولة بين الكائنات الحية حيث إنها تمتد من لحظة الميلاد وحتى سن
الثانية عشر، وسوف تستند هذه الدراسة إلى التقسيم التالي لمرحلة الطفولة
للإنسان حيث إنه يحدد بدقه المجال البشري الذي سوف تطبق عليه الدراسة
الحالية وهو الفئة العمرية من (6 سنوات إلى 12 سنة) وهو ما يسمى بمرحلة
الطفولة المتأخرة وتنقسم مرحلة الطفولة وفقاً لهذا التفسير إلى فترتين
متميزتين هما:-
مرحلة الطفولة المبكرة من (2-5سنوات) Early childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من عامين إلى خمسة
أعوام وفيها يكتسب الطفل المهارات الأساسية مثل المشي واللغة مما يحقق
قدراً كبيراً من الاعتماد على النفس.
مرحلة الطفولة المتأخرة (6-12سنة) Late childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من سن السادسة حتى
سن الثانية عشر من العمر وتنتهي هذه المرحلة ببلوغ الطفل ودخوله مرحلة
مختلفة كثيراً عن سابقتها وهي مرحلة المراهقة.
ثانياً: تعريف رعاية الطفولة Childhood Care Definition:
أما رعاية الطفولة فقد بدأت كعلم واهتمام
مجتمعي في إنجلترا على هيئة إرسال زائرات صحيات إلى منازل الأمهات لتعليمهن
قواعد الصحة العامة وكيفية العناية بالأطفال وبعد ذلك انتقل الاهتمام
برعاية الطفل إلى فرنسا حيث اهتمت بافتتاح مراكز رعاية الطفل لإعطاء
النصائح للأمهات وتشجيع الرضاعة الطبيعية وكذلك اهتمت بلجيكا بافتتاح مدارس
الأمهات لتتلقى الأمهات دراسات مسائية تدور حول العناية بالطفل وبصحته
وكذلك العناية بالأمهات واهتمامهن بصحتهن.
أما في مصر فيرجع الفضل في رعاية الطفولة
إلى الدكتور عبد العزيز نظمي الذي أنشأ في سنة 1907م جمعية رعاية الطفل
هدفها العناية بالسيدات الحوامل والوالدات والأطفال حديثي الوالدة وكان
مقرها القاهرة ولكن أعمالها لم تكن قاصرة على القاهرة وحدها بل امتدت لتشمل
باقي الأقاليم القريبة منها، وبعد أن قامت الجمعية بمجهداتها خلال عشرين
عاماً ضمتها الحكومة إليها عام 1937، حيث ضمت إلى وزارة الصحة التي قامت
بإنشاء مراكز رعاية الأمومة والطفولة بالعناية بالأمهات أثناء فترة الحمل
والولادة والنفاس ورعاية الأطفال منذ ولادتهم حتى سن الحضانة كما تقوم هذه
المراكز بتثقيف الأمهات صحياً وتزويدهم بالنصائح اللازمة لصحتهن وسلامة
أطفالهن.
وعن مفهوم رعاية الطفولة فهو مفهوم متشعب
ويشير إلى معالم كثيرة فهو يشير إلى رفاهية الأطفال التي هي هدف كل نشاط
مبذول من أجل الطفولة وتعنى برامج الرعاية الاجتماعية التي تصاغ لصالح
الطفولة كما تعرفها منظمة رعاية الطفولة بأمريكا على أنها أسلوب لتقديم
الخدمات الاجتماعية للأطفال والشباب الذين يعجز آبائهم عن الوفاء بالتزامات
التربية والإعالة أو الذين يعيشون في مجتمع يعجز عن إمدادهم بالموارد
والحماية - وأيضاً تعرف منظمة رعاية الطفولة والمكتب الإداري لرعاية
الطفولة بأمريكا رعاية الطفولة على أنها تلك الخدمات المتخصصة من أجل
الرعاية الاجتماعية والتي تعنى أساساً بالطفل الذي يشبع حاجاته بالأسرة أو
داخل أي منظمة اجتماعية أخرى وهذه الخدمة تصاغ بحيث تحقق الإشباع عن طريق
تقويه وتعزيز مقدرة الوالدين على بذل الرعاية وتقديم ما يحتاجه الطفل من حب
وإرشاد بما في ذلك من تقوية لعلاقات الأسرة بالمنظمات الاجتماعية وذلك عن
طريق استكمال الرعاية بمعالجة نواحي الضعف والخلل أو القصور في تلك الرعاية
أو التعويض عنها بتولي الرعاية المتوقعة للطفل من أسرته وتوفير وصياغة هذه
الرعاية قدر الإمكان.
كما تعرف رعاية الطفولة أيضاً على أنها
ميدان يهتم بتقديم كافة البرامج والخدمات للأطفال وأسرهم بغية الاهتمام
بالطفولة وحمايتها من المشكلات المختلفة.
وبذلك يتضح لنا أن رعاية الطفولة لا تنصب
على الطفل فقط بل تمتد لتشمل الأم في مختلف المراحل حيث الاهتمام بها يكون
منذ حدوث الحمل ومتابعته وكذلك بعد الولادة وما يصاحبها من متاعب ومشكلات
صحية مختلفة أيضاً تمتد هذه الرعاية لتشمل الطفل الوليد في مختلف مراحل
طفولته منذ ولادته وحتى يشب كبيراً معتمداً على نفسه.
ثالثاً: خصائص مرحلة الطفولة Childhood Traits:
إن مرحلة الطفولة تعد من الاكتشافات
الحديثة العهد حيث بدأت في القرن الماضي عندما اكتشف بعض الناس أن الطفولة
تشكل أهمية خاصة بالنسبة للمتغيرات التي تطرأ على النواحي الصحية واللغوية
كما اكتشفوا أن للعلاقات الوالدية دوراً كبيراً في التأثير على الطفل في
هذه المرحلة، لذا يجب على الوالدين الوقوف على أهم خصائص وسمات هذه المرحلة
حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع أطفالهم بأساليب سوية تحقق الهدف الأساسي من
عملية التنشئة الاجتماعية.
وتتمثل خصائص مرحلة الطفولة في مرحلة ما قبل المدرسة من (2-5) سنوات فيما يلي:
(أ) الخصائص العقلية Intellectual Traits:
تتلخص الخصائص العقلية في مرحلة ما قبل المدرسة في الخصائص التالية:
1- الواقعية عند الطفل:
يقصد بها أن الطفل يعيش بواقعية خاصة من
نوعها والتي تختلف بدورها عن واقعية الكبار وهذه الواقعية تتمركز حول الذات
وتبعد عن الموضوعية عن النظر إلى العالم الخارجي وذلك لعدم قدرة الطفل على
التمييز بين الموضوعي والذاتي ويميل الطفل في هذه المرحلة إلى مزج الأحلام
بالواقع وإسقاط مشاعره وأحاسيسه في كل ما يراه حوله كما أنه يعتمد في
تفكيره على الإلهام وليس المنطق ويدرك العالم من منظوره الخاص ولا يستطيع
إدراك الزمن ويعتمد على حواسه.
2- حب الاستطلاع:
إن النمو العقلي للطفل في مرحلة الطفولة
يتميز بحب الاستطلاع حيث تتسع مداركه فيكتسب الطفل خبرات ومعلومات عن
العالم الخارجي ويكون ذلك عن طريق استعمال الحواس وربطها يبعضها مثل اللمس
والنظر والسمع وكذلك عن طريق التفكير في حل مشكلاته اليومية فهو يمسك
الأشياء بيديه ويفحصها وتساعده عملية المشي على الوصول إلى أشياء كانت
بعيدة عن متناول يده وذلك يشبع رغبة الطفل في المعرفة واستطلاع الأشياء من
حوله.
3- الإحيائية وخصوبة الخيال والميل إلى التفكيك والتركيب:
ويقصد بها إعطاء الأشياء والكائنات من
حوله صفة الحياة وكأنها تحس وتشعر وتفرح وتحزن وتتألم مثلماً يحس ويشعر
ويفرح ويتألم كما يعتقد أن الأشياء من حوله إرادة ورغبة، أما خصوبة الخيال
فتعني أنه يتسم خيال الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة وهي التي تجعله يتجاوز
حدود الزمان والمكان الذي يخرجه من عالمه الصغير ويجعله ينسج عالم آخر ملئ
بألوان السحر وإشباع الحاجات والرغبات التي يقف فيها الكبار من حوله أمام
إشباعها.
أما بالنسبة إلى الميل للتفكيك والتركيب
فيتم من خلال حب الطفل للاستطلاع ومعرفة الأشياء من حوله حيث تنمو لديه
الرغبة في فك تلك الأشياء وإعادة تركيبها ثانية للتعرف عليها وإدراك سرها
واكتشافها وهو بذلك يكتسب معلومات ومعارف أكثر من العالم الخارجي والطفل
يحاول فك لعبته في أجزاء ويدرس كل جزء فيها على حدة ثم يحاول تركيبها مرة
أخرى عن طريق المحاولة والخطأ ورغم أنه غالباً ما يفشل في إعادة تركيب
الأشياء كما كانت عليه من قبل إلا أنه يجد لذة وشوقاً كبيراً في فهمها.
(ب) الخصائص الجسمية Physical Traits:
هناك فروق فردية بين الأطفال مما يجعل
نموهم مختلفاً فيما بينهم اختلافاً كبيراً وهناك أطفال ينمون بمعدل أسرع من
غيرهم في نواحي جسمية معينة وينمون ببطء في نواحي جسمية أخرى وعلى الرغم
من أن هناك قواعد وفترات شبه محددة النضج إلا أن عملية النضج عملية نسبية
تختلف من طفل لآخر فكل طفل له شخصيته التي هي نتاج عوامل وراثية وبيئية
تجعل منه شخصاً مختلفاً عن غيره من الأطفال والخصائص الجسمية لمرحلة ما قبل
المدرسة من (2-5) سنوات.
1- سرعة النمو الجسمي والحركي:
يحدث نمو الطفل سريعاً في الفترة الأولى
من حياته ثم تقل سرعة النمو في المراحل التالية ويفقد الأطفال حديثي
الولادة بعض أوزانهم في العشرة أيام الأولى من العمر ثم يسترجعون أوزانهم
بعد ذلك ويتضاعف وزن الطفل منذ بداية الشهر الخامس ويصبح وزنه ثلاثة أضعاف
عند انتهاء السنة الأولى من العمر وأربعة أضعاف عند انتهاء السنة الثانية
ويكون الطفل سريع الحركة والنشاط والحيوية وسريع الاستجابة لأي مثير خارجي
وتتميز هذه الاستجابات الانعكاسية السريعة بالاضطراب وعدم الاتساق إلى أن
تصل مع النضج إلى حالة من الاتزان.
2- نمو العضلات الكبيرة قبل العضلات الصغيرة:
نتيجة لنشاط الطفل الزائد وسيطرته على
جسمه وقدرته على الجري والتسلق والقفز تنمو عضلاته الكبيرة الضرورية لتلك
الأنشطة نتيجة لاستخدامه لها باستمرار ثم تأتي عملية اهتمام الطفل بالأعمال
والمهارات اليدوية الدقيقة التي تتطلب نمو العضلات الدقيقة في مرحلة
متأخرة، وفي أواخر مرحلة الطفولة يستطيع الطفل أن يحقق قدراً كبيراً من
التوازن ويستطيع أن يحقق توافقاً كافياً بين العين واليد وتظهر بوادر
السيطرة على الحركات الدقيقة.
(ج) الخصائص الانفعالية في مرحلة ما قبل المدرسة Emotional Traits:
الخصائص الانفعالية للطفل في هذه المرحلة
تتلخص في تعرض الطفل لأزمات نفسية حادة ونوبات غضب شديدة لأن هذه الفترة
تتميز بأنها فترة قلق وصراع انفعالي داخلي عميق والطفل في هذه المرحلة يمر
بمرحلة انتقال بين الاعتماد على الأم وبين الاستقلال الذاتي ومحاولة إثبات
شخصيته ويميل إلى العناد والإصرار على الرأي فيحاول أو يعارض بعض الأوامر
ليختبر نفسه وقدرته على الاستقلال.
وهناك خصائص انفعالية أخرى تميز مرحلة الطفولة وهي:
1- سرعة الاستجابة للمثيرات:
حيث يكون لدى الطفل في هذه المرحلة من
النمو استعداداً كبيراً للاستجابة للمثيرات والمؤثرات البيئة من صوت وضوء
وحركة ولمس ويستجيب لها بسرعة ولكن بحركة عشوائية.
انعكاسية تحتاج إلى توجيه سليم من خلال أنواع النشاط والرعاية التربوية الموجهة.
2- كثرة الانفعالات وسرعتها:
يتميز الطفل في هذه المرحلة بسرعة
انفعالاته وسرعة غضبه وثورته العارمة التي سرعان ما تنطفئ ليعود مرة أخرى
إلى حالته الطبيعية من الهدوء والاستقرار ويتحكم في ذلك عوامل داخلية منها
الطاقة الزائدة والكامنة في الطفل والتي تجعله شديد التأثر بمن حوله
باستمرار ومنها عوامل خارجية مثل معاملة الوالدين وسلوك الكبار معه.
3- الخوف:
وهو من أهم المظاهر الانفعالية في هذه
المرحلة والمخاوف إذا كانت طبيعية فإنها تحقق وظيفة صحية (الخوف من الطريق
العام أو الحيوانات المتوحشة، أما إذا كانت غير طبيعية فإنها تؤثر بشكل
كبير على شخصية الطفل حيث إنها تعوق عملية غرس الاستقلالية والاعتماد على
النفس داخل نفس الطفل.
(د) الخصائص الاجتماعية (في مرحلة ما قبل المدرسة) Social Traits:
تتميز مرحلة الطفولة بمجموعة من الخصائص
الاجتماعية حيث إن الطفل في هذه المرحلة يعمل على تكوين علاقات اجتماعية مع
الآخرين ويفضل اللعب مع فئات قليلة العدد كما أنه يميل إلى الزهو
والخيالات ويغلب عليه حب الظهور ويبدأ اتجاه التعاون في هذه المرحلة في
الظهور عند الطفل كما أنه في هذه المرحلة تغرس في نفوس الأطفال الكثير من
القيم والاتجاهات الأخلاقية والاجتماعية وفيها أيضاً تتعدد مفاهيم الصواب
والخطأ والخير والشر وذلك عن طريق الآباء، ويزداد تفاعل الطفل في هذه
المرحلة مع الوسط المحيط ويكون مستعداً لتعلم النظم التي تجهزه لكي يكون
عضواً في المجتمع ويكتسب العادات والتقاليد الموجودة في هذا المجتمع وكذلك
يصبح أكثر قدرة في أن يضع في اعتباره شعور الآخرين ويقبل أهداف الجماعة.
ومن الخصائص العقلية الأخرى التي تميز تلك
المرحلة هو أن الطفل في هذه السن المبكرة يكون عاجزاً وضعيفاً ولكن سرعان
ما يتشبث بالحياة وسرعان ما يبتكر حركات لاكتساب مهارات لا حصر لها وفي
غضون أسابيع قليلة تظهر صفاته الخاصة التي تجعل منه شخصية منفردة كما أنه
مخلوق اجتماعي سرعان ما يحاط بجماعة الأقران التي تربطه بها روابط متعددة.
هذا عن
خصائص مرحلة ما قبل المدرسة من (2-5) سنوات أما عن خصائص مرحلة الطفولة
المتأخرة والتي تتمثل في الفترة ما بين سن (6-12) سنة وهي أيضاً مرحلة
التحاق الطفل بالمدرسة الابتدائي فهي:
(أ) الخصائص العقلية Intellectual Traits:
وتتمثل الخصائص العقلية في مرحلة الطفولة
المتأخرة في أن الطفل يأخذ في الانتقال من مرحلة الخيال واللعب الإيهامي
إلى مرحلة الواقعية أو الموضوعية فاتصاله بالعالم المحيط به يزيد من
مدركاته الحسية لعناصر البيئة التي يعيش فيها كما أن القوى العقلية تأخذ في
النضج كالتذكر والتفكير والربط والقدرة على التصور كذلك تزداد قدرة الطفل
على الانتباه الإرادي ولكنه يحتاج إلى معاونة من حيث مراعاة مدة الدرس
واستخدام وسائل الإيضاح التي تعينه على فهمه لموضوعات الدروس وذاكرة الطفل
في هذه المرحلة ذاكرة قوية قادرة على استيعاب الكثير مما يصل إليها وقادرة
أيضاً على الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة وتساعد قوة الذاكرة على
الاستفادة من كثرة المران والتكرار مما يؤدي بالطفل إلى إتقان كثير من
المهارات الحركية والعقلية.
وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل التفكير
باستخدام المعلومات التي يدركها إدراكاً مباشراً كما يصبح أكثر مرونة في
استخدام هذه المعلومات كذلك يصبح أكثر تركيزاً على استعادة الأحداث الحقيقة
في صورة فكرة، كما أنه يتسم بالقدرة على إدراك التحويلات والتي تؤدي إلى
تغير الشيء من حالة إلى حالة أخرى كما أنه يتميز بالتصنيف للأشياء، وأيضاً
القدرة على التسلسل التي يقصد بها القدرة على ترتيب الأشياء تبعاً لمتصل
كمي كما أنه يستطيع أن يتعامل مع الزمان والمكان بسهولة.
كما أن مرحلة الطفولة المتأخرة تتميز من
حيث الخصائص العقلية أيضاً بأنها فترة خاصة في حياة كل شخص لأنها فترة هامة
للتعليم حيث يمكن للطفل أن يتعرف على العالم الخارجي ومعرفة ما هو متوقع
من المجتمع وأنه لابد لكي يتحقق هذا التعليم يجب أن يتم توفير جو من الحرية
والسعادة للطفل وأن يبعد بقدر الإمكان من القلق والتوتر.
(ب) الخصائص الجسمية physical Traits:
تتميز مرحلة الطفولة المتأخرة بمجموعة من
الخصائص الجسمية حيث إنها فترة نمو جسمي بطئ وموحد تقريباً وتتغير فيها نسب
الجسم فيتناقص سوء توزيع النسب الشائعة في المراحل السابقة للنمو بالرغم
من أن الرأس يظل أكبر نسبياً إذا قورن بباقي أجزاء الجسم وفي هذه المرحلة
يفقد الطفل معظم أسنانه اللينة وما إن يبلغ نهاية هذه المرحلة تكون قد تمت
معظم أسنانه الثابتة وخلال هذه الفترة تتسطح الجبهة وتبرز الشفاه وتكبر
الأنف وتأخذ شكلاً محدداً وهذه التغيرات تغير الصورة التي عليها مظهر الطفل
في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة وكذلك بالنسبة لوزن الطفل في هذه
الفترة أو لهذه المرحلة فإن الزيادة فيه تكون بطيئة وموحدة.
ويجب على الآباء والوقوف على طبيعة هذه
المرحلة وخصائصها الجسمية حيث إنها تعتبر مرحلة هامة جداً لأنها بمثابة
الإعداد للدخول إلى المرحلة التالية وهي مرحلة المراهقة ومن هنا يجب على
الآباء الاهتمام بالحاجات الأساسية للطفل والتي تتركز بشكل حساس على
الحاجات الجسمية مثل المآكل والملبس والشعور بالأمن والأمان بما لها من
أهمية بالغة بالطفل وينعكس ذلك على نموه من الناحية الجسمية وتميزه بخصائص
جسمية عن أقرانه ممن هم في مثل عمره.
(ج) الخصائص الانفعالية Emotional Traits:
يكون الطفل في هذه المرحلة في حالة شبه
مستديمة من التطور الانفعالي بل التهييج الشديد وتعكس استجاباته الانفعالية
كل من حالة جهازه العضوي وحساسية هذا الجهاز للتأثر بما يحيط به كما أن
الطفل في هذه المرحلة يكون عديم القدرة على تحويل سلوكه أو تعديله ولا يكون
ما به من تشبث وإصرار قدر ما هو عدم قدرة على التوقف، كما أن الأطفال
الضعاف في الأداء الحركي يكونون هدفاً للاضطرابات المزاجية ويتملكهم السأم
والقلق وبذلك تتصف هذه المرحلة بعدم الثبات الانفعالي والتقلب المستمر.
الطفل في هذه المرحلة يميل إلى فهم ذاته
من خلال المصطلحات الخاصة بميوله مثل حبه للأصوات والورود وغيرها من
الأشياء التي ترتبط برغباته وميوله كما أن مفهومه عن ذاته يتضمن وصفات
متغيرة ترتبط بسمات شخصيته والدوافع والقيم السائدة في المجتمع مما دفع
ليفسلي وبر وميلي Livesley and Bromley إلى القول أن مفهوم الطفل عن ذاته يتغير من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى طبقاً للتغير في ميوله ورغباته.
ولعل أشهر الانفعالات في مرحلة الطفولة
المتأخرة تتمثل في الخوف والغضب والغيرة والاستطلاع والسرور فبالنسبة
لانفعال الخوف يلاحظ أنه في الوقت الذي تتناقص فيه المخاوف المستثارة من
الأشياء المحسوسة تزداد المخاوف من الأشياء المتخيلة في الظلام مثل الجن
والعفاريت والموت وما يرتبط بها كما تظهر أنواع جديدة من المخاوف مثل الخوف
من أن يوصف الطفل بأنه مختلف فيتعرض للسخرية من أقرانه، والخوف من الفشل
في المهام التي يقوم بها وبذلك تظهر بوادر القلق في هذه المرحلة والتي قد
تعود إلى المشكلات في المدرسة أو المشكلات المرتبطة بالتوافق الشخصي
والاجتماعي والمشكلات الصحية أم انفعال الغيرة فإن الطفل الذي يشعر بالغيرة
من أخوته داخل المنزل قد ينقل هذا الشعور إلى زملائه في الفصل وخاصة الذين
يظهرون التفوق أو الشعبية بين التلاميذ، وبالنسبة لانفعال الاستطلاع فيتسم
في هذه المرحلة بأنه أقل قوة من المرحلة السابقة ويرجع ذلك إلى أن البيئة
من حول الطفل مألوفة لديه ويلجأ الطفل في هذه المرحلة إلى الأسئلة للحصول
على مزيد من المعرفة والمعلومات كما أنه يتعلم القراءة التي تزداد أهميتها
بالنسبة للحصول على المعارف والمعلومات.
(د) الخصائص الاجتماعية Social Traits:
تتميز مرحلة الطفولة المتأخرة بمجموعة من
الخصائص والسمات الاجتماعية حيث إنها تشمل تطور علاقات الطفل بالأطفال
الراشدين وبالجماعة وبالثقافة وهذه العلاقات بهذا الشكل تصبح الدعامة
الأولى للحياة النفسية والاجتماعية للطفل الذي يتأثر بالأفراد الذين يتفاعل
معهم والمجتمع الذي يعيش في إطاره وبالثقافة التي تسيطر على أسرته ومدرسته
ووطنه وتبدو آثار هذا التفاعل في سلوكه واستجابته المختلفة وفي نشاطه
العقلي والانفعالي وفي شخصيته النامية والمتطورة ويتم اتصال الطفل
بالجماعات المختلفة التي تؤثر في نموه وتوجه سلوكه وأولى هذه الجماعات هي
جماعة الأسرة التي تتكون من أبيه وأمه وأخوته، ثم تتسع إلى جيرانه ثم إلى
زملائه في الفصل، ومن هنا تنشأ علاقاته بالمجتمع الخارجي.
والطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى أن تكون
علاقاته بأسرته وفق أساس محدد يقوم على زيادة إحساسه بالاستقلال ومنحه
الحرية الكافية بعيداً عن سلطة الأبوية لكي يعبروا عن وذاتهم الفردية
والتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم الخاصة التي تنعكس بصورة إيجابية على كافة
علاقات الجماعات الأخرى في المجتمع.
تاريخ الإضافة: 2/10/2012 ميلادي - 16/11/1433 هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..