الخميس، 18 أكتوبر 2012

تفريغ الليبرالية الموشومة نصيا. النص الكامل. المحاضرة مفرغة.

 المحاضرة التي أقامتها جامعة الملك سعود يوم الاثنين السابع من شهر المحرم لعام 1432هـ ، ضمن البرنامج الثقافي ( تواصل ) بكلية الآداب، والتي كانت بعنوان " الليبرالية الموشومة " للناقد والمفكر الأستاذ الدكتور: عبد الله بن محمد الغذامي. أستاذ النقد والنظرية - كلية الآداب- جامعة الملك سعود.


::تقديم::

د.عبد العزيز الزهراني: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نرحب باسمكم جميعا، باسم كلية الآداب البرنامج الثقافي بجامعة الملك سعود بسعادة الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي في محاضرة هذا اليوم من صباح الاثنين السابع من شهر محرم لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثون من الهجرة النبوية الشريفة الموافق للثالث عشر من ديسمبر لعام ألفين وعشرة للسنة الميلادية، وذلك ضمن نشاط البرنامج الثقافي كما أسلفت، الفصل الدراسي الأول والذي تنضمه كما أسلفت كلية الآداب، المحاضرة لهذا اليوم هي الليبرالية الموشومة هذا هو عنوان المحاضرة.

ولدي بعض التساؤلات هي تصب في صلب المحاضرة ثم بعد ذلك ستكون الأسئلة الرئيسة أو المحاور التي يرغب الدكتور عبد الله أن يتحدث فيها، أول تساؤل: هل الليبرالية التي نادت بحق كتّاب المقالات وراسم الكاركتيرات المسيئة للإسلام هي نفس الليبرالية التي نادت باعتقال مؤسس ويكيليكس لنشره جرائم الأنظمة الليبرالية الكبرى ونسيت شعارها هنا بحق الفرد بالتعبير عن نفسه وعن آرائه؟ هل الليبرالية هي التي فضحتها وثائق ويكيليكس وهذه تصب في محور الدكتور عبد الله وهي الممارسات أم أن ذلك لا صلة له بالليبرالية؟ هل تستطيع الليبرالية أن تلعب دور المنافق كما في حزب العمال الذي تحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في حربه على أفغانستان وعلى العراق ونافس في ذلك اليمين المتطرف؟ ما الفرق بين الليبرالية التي قتلت أكثر من مليون عراقي من أجل تحقيق الحرية والشيوعية التي غزت أفغانستان حتى وصلت المقاطعة بين الليبرالية والشيوعية إلى المقاطعة في الألعاب الأولمبية؟ ما الفرق بين الليبراليين والشيوعيين الذين امتطوا ظهور الدبابات الشيوعية والليبرالية وكأنهم على ظهور خيل أصيلة في فتوحات شريفة؟ وهل الليبرالية أيدولوجيا كما كانت الشيوعية لا يتم فرضها إلا بالقوة العسكرية أو بالمتآمرين على أوطانهم؟ هذه التساؤلات أجزم أنني كنت بريئا في وضعها لكنها الأحداث تجبرني على وضع هذه التساؤلات.

محاور هذه الندوة كما رغب الدكتور عبد الله، ونحن في الواقع نشعر بالفخر والاعتزاز لاستجابة الدكتور عبد الله لهذا البرنامج وهو من أحد أيضًا النجاحات لهذا البرنامج بالإضافة لجميع الذين تشرفنا بهم في هذا البرنامج الثقافي. التساؤلات الرئيسية: كيف نشأ مصطلح الليبرالية؟ وهل الليبرالية حقا بلا ليبراليين؟ ثم ماذا عن الحرية المستبدة؟ وهل الليبرالية هي العدالة القامعة؟ وكيف هي الممارسات لدى الليبراليين؟

الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي هو أستاذ النقد والنظرية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، والتعريف الحقيقة بالدكتور عبد الله يعني ما أرى بأنه مناسب لأنه أشهر من نار على علم، لكنني كما هي التقاليد في التعريف بالضيف، تلقى تعليمه العام في عنيزة، ثم البكالوريس من جامعة الإمام كلية اللغة العربية آنذاك، ابتعث إلى بريطانيا حصل على الدكتوراه من جامعة إكستر، عمل في جامعة الملك عبد العزيز، وكانت هذه المرحلة من المراحل المهمة في نظري في حياة الدكتور الأدبية والنقدية، حيث أنها كانت بيئة مناسبة في تلك الفترة للأطروحات الأدبية والفكرية والنقدية، وكان نائبا لرئيس النادي الأدبي في جدة حينذاك، والعلاقة الحميمة التي كانت تربطه بالأستاذ عبد الفتاح أبو مدين جعلت النشاط في نادي جدة الأدبي من النشاطات المميزة على مستوى المملكة. الدكتور عبد الله اشتهر شهرة فائقة جدا وشغل الناس في مجالسهم ومنتدياتهم بكتابه عن الشاعر الكبير حمزة شحاتة الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية، وهو كتاب يعتبر مرجع في هذا المجال، ثم كتابه تشريح النص الصوت القديم الجديد، الموقف من الحداثة، الكتابة ضد الكتابة، القصيدة والنص المضاد، رحلة إلى جمهورية -ليست أفلاطون- النظرية، المشكلة والاختلاف، المرأة واللغة، ثقافة الوهم، حكاية سحارة، تأنيث القصيدة والقارئ المختلف، النقد الثقافي. من الكتب التي أنصح بقراءتها وهي كلها كتب مميزة هو الثقافة التلفزيونية، وأتمنى أن الدكتور يعطينا فرصة مرة أخرى لإلقاء محاضرة في هذا المجال، وهو يتحدث عن هيمنة الصورة التلفزيونية، وشعبية وقدرة عامة الناس على أن يكونوا في مقدمة هذه الأحداث.
أرحب باسمكم جميعا بسعادة الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي فليتفضل.

::مقدمة::


أ.د. عبد الله الغذامي: شكرا جزيلا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وأسعد الله صباحكم وأنا سعيد بعدد من الإخوة الذين جاؤوا من خارج الرياض، وشرفوا حضوري، أحرجوني طبعا لأنني لا أريد لأحد أن يسافر هذه السفرة كلها من أجل محاضرتي، يعني يكبرون في نفسي وأصغر أنا في نفسي أمامهم، لكن هم يكبرون لأنهم يعطونني تحية عالية جدا تفرحني بكل تأكيد، لكن ما كنت أود أبدا أن يثقلوا على أنفسهم بسفر طويل من خارج الرياض.

ما تفضل به الدكتور عبد العزيز في مقدمته، أولا شكرا جزيلا يعني هو كريم معي دائما ومن علامات كرمه أنه صبر علي سنة كاملة من أجل هذه المحاضرة، مر عليها وعود وتأجيل وإلغاء وتطنيش، وصبر صبرا جعلني فعلا، يعني تعرف الإنسان إذا عاملك بهذا الصبر العميق جدا خلاص تستحي يعني ما عاد فيه فايدة لازم تجيب فأجبت.

الأسئلة التي وضعها لا شك أن كل إنسان يضعها، ولهذا السبب قلت "الليبرالية الموشومة"، لكن السؤال الأخلاقي والعلمي دائما: هل ممارسات الناس تصبح حكما على المصطلح؟ هل ممارسات المسلمين تصبح حكما على الإسلام؟ هل ممارسات الليبراليين تصبح حكما على الليبرالية؟ الجواب: لا. ويجب أن نقول لا ويجب أن نفصلها، لأن هذه مسألة أساسية وواضحة، لكن إذا بدأت تفكر وتتحدث وجاك فئة تقول إنني لاسمك عنوان كذا، وأنني مشروع إصلاحي مشروع تغييري، وأنني أهدف إلى تخليص المجتمع من منظومة عيوب، وأني -الزعم طبعا- وأنني المجتمع فيه منظومة عيوب، بكل تأكيد نتفق على منظومة عيوب، مجتمعنا فيه من العيوب الشيء الكثير والعيوب ذي لابد أن تصحح لابد أن نتعامل معها.

السؤال: إذا أسندت لنفسك مهمة إصلاح هذه العيوب، خلاص وضعت نفسك الآن موضع سؤال لأي باحث علمي مثلي. هل أنت قادر على أن تصلح أم لست مؤهلا لهذا الإصلاح؟ أبسط ما نفعله أنني لكي أذهب إلى طبيب أسأل عن هذا الطبيب هل هو طبيب وإلا ما هو طبيب؟ هل أضع جسدي مطمئنا وواثقا أنه سيعالج عيوبي أم ليس بطبيب؟ إذا ذهبت إلى طبيب ليس بطبيب فمعناه أنني أقتل نفسي مرة أخرى. فالمجتمع كحالة مرضية -لا شك عندنا أي واحد منا في ذلك- لكن هل مشروع الإصلاح ثم إذا انتقلنا إلى المشروع الذي يمنح نفسه حق التغيير، إذا سألت عن دوره هل أنت تنقضه أو تنفيه بالحالة ذي؟ هنا يأتي الإشكال إذا ظنك ناقضا وكل نقد تمارسه ضده فهو معيب حينئذ، يعني يسمح لنفسه أن ينقد الآخرين، وأن يقول عن خطى الآخرين أنها غير صحيحة, إذا قلت له سيدي أبغى أسألك سؤال؟ انقلب عليك! فالمشكلة حينئذ، هذا ما سميته من قبل بالنسقية، بالمعارضة النسقية حينما تكون المعارضة تحمل عيوب المؤسسة المنقودة، حينما يكون الناقد يحمل عيوب المنقود، ولا يسمح الناقد لنفسه أن يكون منقودا، وعملية النقد لا تستقيم في أي مكان من الأماكن قط إذا الناقد لم يقبل أن يكون منقودا، لأنه في الحالة ذي يتحول إلى سلطة أخرى وسلطة قمعية غير قابلة للتساؤل، حينئذ يكون السؤال المعرفي الابستمولوجي، السؤال العلمي الذي يجب أن نطرحه في مؤسسة علمية مثل هذه وجلسة علمية مثل هذه، يجب أن نكون صريحين وواضحين.

أنا ناقشت في حياتي أربع فئات: تدخلت مع الإسلاميين، تدخلت مع الحداثيين، تدخلت مع الروائيين، وتدخلت مع الليبراليين. في ردود الفعل للفئات الأربع، أصدقكم لا يوجد اختلاف بين الفئات الأربع في رد الفعل. ممكن الخطاب ونموذج الخطاب ومفردات الخطاب تختلف لكن رد الفعل لا، كل فئة من الفئات الأربع يظل -إذا كنت قلت ما لا يريدك أن تقوله عنه- يظل حينئذ يحاول إسقاط مصداقيتك بطريقة أو أخرى.
الليبراليون -كثر خيرهم- أضافوا لي صفتين من الصفات اللي ما كانت موجودة في الرصيد: مخرف وكذاب. فأنا اللي عنده قائمة، اللي يعرف قائمة الاتهامات من: عبد الشيطان، والماسوني والمدري ايه، والخيانة الوطنية.. إلخ. يكمل اثنين أضافوهم: مخرف وكذاب.

ما عندي مشكلة والله ما عندي مشكلة، اللي أقوله أن هذه المسائل يجب أن نتعامل معها بواقعية وبعلمية ونعرف أننا نتعامل كبشر، وأنني أنا ربما في يوم من الأيام في حياتي الحالية الماضية المقبلة أقول عن خصمي كذا وكذا، لكن هل أمنع أحد يأتي ويقول أنت يا عبد الله الغذامي وأنت تفعل كذا أنت نسقي معيب؟ أقول نعم أنا نسقي ومعيب، وأعترف بعيوبي، لكنني أنا يا عبد الله الغذامي لم أرفع راية التغيير الاجتماعي والسياسي في البلد. وفعلا أقولها بالفم المليان، أنا مفكر حر أنتقد وبس. لكن إذا رفعت صوتي كقيادة للتغيير فحينئذ المسؤولية تتضاعف ليس مرتين؛ عشر مرات.
::النشأة والتعاريف والمفاهيم::

لما نبدأ مع الليبرالية، آخر تاريخ نبدأ معاه 2006. 2006 تأسس فيها حزب الحرية في هولندا فيلدرز، واذهب منه إلى تاريخ 1810 وهو أول عام تأسس في حزب في أوروبا باسم ليبرالية، ما بين التاريخين هناك كلام طويـل، طويل طويل. الليبرالية في أقصى ما يبحثه الباحثون يبدؤونها في الغالب من القرن السابع عشر، من القرن السابع عشر حتى الآن ثلاثة قرون، الثلاثة قرون امتلأت بالجميل وبالقبيح معا، ومشكلة أي مصطلح هو حينما يتحول من قيمته المثالية الفيلسوفية الفكرية إلى الممارسة، ثم تلصق به سمات وصفات لا يستطيع التخلص منها، حتما كل مصطلح حيلصق فيه مضامين أخرى، لكن إذا عجز عن التخلص منها هذي المشكلة، تبدأ في هذه الحالة -وهنا المشكلة العويصة- تدافع عن مفاهمية المصطلح أكثر من أن تدافع عن الأفكار التي تقولها، بدل من أن تدافع عن أفكارك تدافع عن المصطلح، فبتالي سنشاهد أن الحداثيين مثلا، وأنا تجربتي مع الحداثة أن وقتا كثيرا أخذ من جهدنا ومن وقتنا ندافع عن كلمة حداثة أكثر مما ندافع عن مقولات وأفكار كنا نقولها، فبالتالي استنفدت طاقتك، طاقتك النفسية والعقلية والاجتماعية والتواصلية مع الناس في هذا المصطلح. طبعا الذكاء عادة إنه الواحد يترك المصطلح ذا ويجيب مصطلح آخر محايد وينبني تحته، وهذي صارت، سآتي بأمثلة.

علشان أبدأ بس بإشارة قصيرة عن السعودية بعدين أبدخل للتأسيس. في المملكة كيف جاء مصطلح الليبرالية؟ لم أجد أي مؤشر على الإطلاق عن أي سعودي على الإطلاق ابتدأ المصطلح، وقال عن نفسه أو عن مجموعته أو عن عمله ليبرالي ليبرالية. أول ما بدأ هذا المصطلح جاء بأقلام وألسنة الصحفيين الغربيين الذين يجون إلى بلدنا، فإذا عادوا يكتبون عنا بالضرورة الصحفي لازم يكون الشرط التوصيلي مع المجتمع الذي يستقبله، لازم يكون إنه يقسم واحد اثنين ثلاثة، وأن التقسيمات تكون مفهومة للطرف الذي يستقبل، وأنها تكون ميسورة. فطبعا حيجد عندنا حكومة لها سماتها وصفاتها، سيجد مؤسسة دينية ولها صفاتها ومؤسساتها وتحت ذول سيضعهم تحت عنوان المحافظين فهذي محافظة، سيجد حداثيين شوية حداثيين محد يحكي، الحقيقة الغربيين يمرون ما يشوفوننا، ربعنا هم اللي.. ما علينا. سيجد فئة كبيرة تقول كلام في مجالس وخارج مجالس يختلف عما تقوله المؤسستان الرسمية السياسية والرسمية الدينية، ليس لها مسمى. في فكره الغربي لأنهم ليسوا وليسوا إذا هم ليبراليون، فبدأ يأتي في الصحافة الغربية مصطلح الليبراليون السعوديون الليبرالية السعودية، هذا من الستينات واستمر. صار يتعزز، صار يتعزز، خلاص الكلمة تنقال تنقال تنقال إلى أن بدأ ناس، ولذلك الجيل الأول الجيل السابق جيل الكتاب الصحفيين، ورجال الأعمال الصحفيين القديمين قبل عشرين سنة ما كانوا يسمون أنفسهم ليبراليين ولا ينضوون تحت هذا اللواء، جاء بعد ذلك. لكن لما تشوف الليبراليين اليوم، وتقارنهم بهؤلاء اللي قبل ثلاثين سنة ما فيه فرق همَّ همَّ. ليش ذولاك ما كان أحد يسميهم ليبراليين وذولا صاروا يسمون ليبراليين؟ أولئك كانوا يكتفون أن الصحفي الغربي كان يسميهم ليبراليين وينتهي الأمر، المجموعة الجديدة صارت تميل إلى هذا المصطلح فتسمي نفسها بالليبرالي. فيه خطورة علمية أنّ مصطلح الليبرالية خاصا بالسعوديين، هو مصطلح على فئة لا مصطلح لها، مسمى لمن لا مسمى له، فإذا الواحد ما يقدر يقول إن أنا حداثي، والحداثة صعبة فيها أدونيس وفيها غموض وفيها نظريات وفيها مقولات، فالانتماء إليها يحتاج شوية حاجات. والإسلامي، الإسلامي واضح في تصرفاته ومقولاته. إذا ما عندي لا ذي ولا ذي، أقول ليبرالي، خلاص ما دام أقول ليبرالي أنني لست مثل ذا ولست مثل ذا ولست مثل ذا، لكن مثل ماذا؟ هنا يأتي السؤال الخطير طبعا وسآتي.
فالمصطلح هو مصطلح مخالف للآخرين، لكنه ليس مؤسسا، بمعنى إني ما أستطيع أقول عن منظومة مقولات ومنظومة تصرفات هؤلاء هم الليبراليون ويختلفون بها عن غيرهم. إذا تصرفت تصرفا، هذا التصرف يفعله غيري ممن ليس بهذا المسمى، فإذا هذا المسمى بالنسبة لي لا يصبح صحيحا، لأن غيري يفعل نفس اللي عندي.

اسمحوا لي بس مرور قصير، يعني أبحاول أكون مختصر عن النشأة الفلسفية الفكرية. طبعا قلنا القرن السابع عشر وستيروات ميل وجون لوك يعني هم الأساسيين اللي وضعوا الأفكار الأساسية. أهم نقلة في الموضوع هي النقلة من نظرية أفلاطون إلى النظرية الليبرالية، نظرية أفلاطون تقوم على مفهوم المجتمع، جمهورية أفلاطون أخذت فكرة المجتمع، الليبرالية أخذت فكرة الفرد، فهذا تحول من مفاهيمية المجتمع ككتلة إلى الفرد. فالليبرالية في بداياتها كما أشار برتراند راسل -وأنا طبعا أتكئ كثيرا على برتراند راسل- حملت ثلاث خصائص أساسية: الفردانية، الرومانسية، البرجوازية. الذي يجمع بين الرومانسية -أنا لا أقول الليبرالية رومانسية لاحظ- الرومانسية جاءت على مفهوم الفرد مقابل الإنسان الكلاسيكي، الكلاسيكة تعطي المثال الفحل الكبير المتعالي. البرجوازية قامت على مفهوم الفرد بشكل الطبقة الوسطى الذي ينتمي للمهنة والمهنة تصنع، فليس ابن الفلاح فلاح، صار ابن الفلاح طبيب، فبالتالي جاءت مهنة أطباء غير مهنة فلاحين. فالثلاثة تضامنت مع بعض: الفردانية الرومانسية البرجوازية، وأعطت للجو المهد الحضن لليبرالية.

لما نتحدث عن الليبرالية حتما لابد أن نأخذ مفاهمية رولز، والذي يقول فيها عن مفهوم العدالة، طبعا رولز اشتغل كثيرا على مفهوم الليبرالية السياسية، وبناها على العدالة، والعدالة تنبني عنده على ركنين الحرية والمساواة. لكن هنا يأتي المأزق، لما نقول بالحرية والمساواة كلام جميل، لكن حرية من؟ ومساواة من مع من؟ هنا يبدأ الإشكال كله، كل المصائب تختبئ هنا.

سنأتي إلى مفهومين للحرية: مفهوم يقوله مونتسكيو، إن الحرية هي فعل كل شيء لا يضير الغير، هو أن تفعل كل ما لا يضير غيرك. لاحظ التعريف هنا لم يعط تعريفا للحرية، أعطاها قيمة. وفارق بين التعريف والقيمة؛ التعريف معناه أنني قلت أن الحداثة هي الوعي المتطور، معناه أن اللاحداثة هي اللاوعي واللاتطور، هذي خطة التعريفات دائما، أنها تخص القول وتنفي عن الآخر. مونتسكيو لم يفعل هذا ولذلك ميزانه دقيق جدا، أن تفعل كل ما لا يضير الغير، فصرت هذا حر هذا حر وهذا حر وهذا حر إذا التقى الحران في حد فاصل بين الحرية إنه ما هذا الحر يجعل الثاني غير حر ولا هذاك الحر يجعل هذا غير حر. طبعا جميل جدا هالكلام، جميل جدا، لكن حاول تطبقه وحتشوف.

التعريف الآخر، هو تعريف صنعته الثورة الفرنسية، الثورة الفرنسية قالت: لا حرية لأعداء الحرية. شوف المآزق وين صارت، بالحالة ذي أنا لازم أعرّف الحرية، علشان أعرّف مين أعداء الحرية. سيكون أعداء الحرية كل قوم لا يقولون بما أقوله أنا عن مفهوم الحرية، وانتهينا. فبالتالي أنت تعمل صيغة واحدة، لأن أعداء الحرية لازم يقابلون أصدقاء الحرية، مين أصدقاء الحرية؟ اللي يقولون قولي. مين أعداء الحرية؟ الذين لا يقولون قولي. ومقولة أخرى مع الثورة الفرنسية تماشي هذي: لابد من إجبار الناس على أن يكونوا أحرارا. طبعا لما أقول نجبر الناس على أن يكونوا أحرارًا لازم أجبر الناس على الحرية اللي أنا أسميها حرية، وما يسمونه هم حرية، لأنني لا أرها حرية؛ أجبرهم على أن يتخلوا عنه ويأخذوا. وهذي طبعا فكرة الاندماج، تعرفون الاندماج الثقافي، واللي عليها مليون مشكلة.

وجاءت مع ستيورات ميل الذي قال: الاستبداد النير. يبيح الاستبداد لكن يسميه استبداد نيرا. طبيعي حتى لو رحت لصدام حسين الله يرحمه وقلت له استبدادك أجرامي وإلا نير؟ يقول لا نير، أنا أعرف مصالح الناس وهذا الحق. ولو رحت لفرعون وقارون هذولي كلهم "ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد" يقولوا احنا جالس أعمل لكم حاجة طيبة جدا. ما عمرك شفت دكتاتور في الكون يقول أنا عارف إن عملي قبيح، لكن برضو حرغمكم عليه. ما فيه، كل واحد منا بالضرورة الخير والبطال، البر والفاجر، يرى أن ما يفعله هو، هو ما يصلح للآخرين أيضًا، وتبدأ عندنا الإشكالات. الحرية أيضًا للمتقدم والاستبداد للمتأخر القاصر. فبالتالي سينقسم الكون إلى متقدم وقاصر، هذا الحرية لذا وتناسبه وتشوفونه، هذا منطبق علينا تماما.

الدكتور عبد الله العروي، الحقيقة من أهم الناس اللي ناقشوا مفهوم الليبرالية والحرية، وهو وصل إلى قناعة أن الليبرالية العربية ساذجة ومشوشة رقم واحد، وأن فهمها للحرية يأتي عبر ثنائية متناقضة سماها بالحرف الواحد وتسمية جميلة يقول: توجد حيثما غابت، وتغيب حيثما وجدت. وما بنى حكم عبثا، ما كان يعمل بلاغة ولا كان يكتب قصدية، كان يقرأ ظاهرة وأنتم تعرفوا عبد الله العروي أهم من اهتم بالتاريخ الاجتماعي للثقافة العربية وممارساتها مع الأفهام كمفهومات ومع العمل كأحزاب وتنظيمات إلى آخره.

إذا دخلنا في المساواة في الثقافة الغربية طرح مجازان: وهما مجاز جوزة الهند، واحد مجاز قوس المطر. جوزة الهند طرح لي وأمثالي الملونين اللي يعيشون في أوروبا، إن شكلك من برى أسمر -جوزة الهند- ومن جوى أبيض، فكن جوزة هند، كن أوروبيا من الداخل، من برى ما نقدر نغير جلدك، يبقى أسمر يبقى أسود معليش، فجاء مصطلح جوزة الهند اللي يمثل الاندماج، إنه وإن كان لونك مختلفا عنا لكنه مثلما جوزة الهند داخلها حليبا أبيض سير أنتا أبيض ، المجاز الثاني قوس المطر، طبعا قوس قزح لكن طبعا اللي يدققون يقولون القزح الشيطان فيمثلون، وبالإنجليزي يقولون Rainbow. فقوس المطر الألوان، فبالتالي نظرية تقول التعدد الثقافي أن الناس ألوان مثل قوس المطر. جوزة الهند كانت ترافق فكرة الحداثة وزمن الحداثة، الحداثة كانت قامت على العقلانية والعلمانية والديمقراطية والمعنى الواحد اللي يكون إنسانيا وإنسانويا فبالتالي الجميع يتجهون إليه. ثبت طبعا فشل المقولة بسبب الحروب، طبعا عاش هذا إلى الستينات ودخل إلى بعد السبعينات، لكن الحروب والأمراض والبيئة وكل الإشكالات اللي صارت في الكون وحصل ردة فعل عنيفة داخل الشباب الغربي نفسه، إنه كل الوعود اللي كانوا يحلمونها بالستينات، مثلنا طبعا احنا نحكي عن الستينات فيه أحلام رومانسية وكلها تخلت، فجاء مرحلة ما بعد الحداثة، وأخذت مرحلة قوس المطر وأن العالم فسيفساء متنوع، فجاء يعني النسوية وجاءت الثقافة السوداء وجاءت الهويات وما بعد الهويات، ولن أستطرد في هذا الأمر كثيرا.

لكن إذا دخلنا إلى إشارة سريعة فقط لتاريخية الليبرالية عندنا وأول انفصال وانفصام جرى بين الليبرالية والتفكير العربي كان ما بين الإمام الشيخ محمد عبده وفرح أنطون، وكان الإمام محمد عبده فرحا بفكرة الليبرالية، ورآها إنقاذا كبيرا، وتصادق هو وفرح أنطون ومشى ثم بعد ذلك تبين له أنها لا يمكن أن تكون صيغة صالحة للمجتمع العربي الإسلامي، وخربت حتى صداقته مع فرح أنطون، وهذاك أول انشقاق ما بين الليبرالية والذهن العربي القار في المنطقة، مو ضروري تقول محافظ وغير محافظ، الذهن العربي القار في المنطقة.

عندنا جاء الأستاذ محمد سعيد طيب، محمد سعيد طيب يقول عن نفسه أنه إصلاحي ولما تصادم مصطلح إصلاحي مع ليبرالية أعلن أنه ليس ليبراليا، وأنه يشك في الليبرالية، ويتخوف من المصطلح، وأنه يسمي نفسه إصلاحيا، يريد أن يتخلص من مغبات هذا المصطلح. عبد الرحمن الراشد تعرفون كلمته اللي كانت ساخرة جدا، وقال إن الليبراليين عندنا أندر من الضبان، طبعا المعنى الاستهزائي والساخر والتحميلات الدلالية. قلت لكم العروي يراها ساذجة ومشوشة.
ثم متداخلا مع هذا اليسار العربي واليسار العالمي عموما، كان ينظر إلى الليبرالية على أنها إمبريالية ورأسمالية وفاشية، ولذلك كانت عدو ثقافي وعدو أيدولوجي وعدو معرفي، ولذا صورة الليبرالية عند اليسار، صورة مشوهة وعدائية وعدوانية، بل يبلغ حد التخوين، من قال بالليبرالية. هنا تأتي مسألة أنها موشومة فعلاً.

بعد ذلك، ولكي نكون منصفين؛ برتراند راسل طرح أفكار جميلة جدًا، طبعًا برتراند راسل يتجنب باستمرار أن يتكلم عن الليبرالية السياسية؛ لأنه يعتبرها أقل من أن يخوضَ بها ويخوض بالليبرالية الفلسفية، وعبرَ الليبرالية الفلسفية يطرح أفكار، بعدها صارت مسيرة الأحزاب السياسية، لكن الأفكار عنده، يرى إن الليبرالية المبكرة وينص على " المبكرة " قامت على سبعة عناصر:
أولاً: التسامح الديني.
ثانيًا: تعتبر الحروب الدينية فكرةً غبيّة.
ثالثًا: تقدر العمل التجاري الصناعي ( تعزيز فكرة الفرد).
رابعًا: تفضّل بروز الطبقة الوسطى وتدفع باتجاه بروزها.
خامسًا: تثمن حقوق الملكيّة " الامتلاك " مش حقوق "الملكية الفكرية"، وخاصةً الملك الذي ينشـأ عن العمل وليس عن التوارث.
سادسًا: لا تعترض على التوارث ولكنها تميل إلى الفردانية وترفض قانونية الحق المقدس للحاكم، وترى أن الأطراف كلها تحمي الحقوق وليس لأحدٍ حق دون آخر.
طبعًا السابعة هي التي قلتها: ترى أن لكل فئةٍ حقًا قائمًا ومكتسبًا.
خامسًا أو سابعًا : تقوم على ثلاثة عناصر/ الحيوية، التفاؤلية، الفلسفية. لانزال نتكلّم عن الليبرالية المبكرة.

نتيجة لهذا يرى برتراند راسل الفارق بين بريطانيا وفرنسا، يفرق بين الكيانين؛ يقول إن بريطانيا ( يبني) : إن الصراع اللي صار في بريطانيا، صار ما بين البرلمان والقصر، بين كتلتين عاقلتين، كل واحدة تعرف ماذا تريد وكيف تفاوض فيما تريد، وكيف تتنازل إذا أوجب الشيء التنازل، وكيف تأخذ.. فبالتالي صار الصراع بين البرلمان والقصر صار الفكر السياسي البريطاني معتدل ومتوازن. في فرنسا؛ - هذا لا يزال الكلام لبرتراند راسل- كان الصراع بين الشعب والقصر؛ لذلك تنتج ثورة والثورة مدمرة، وصار الفكر السياسي الفرنسي انفعالي، توتري، واستمر على ذلك. هذا في تقسيمه.

على القياس هذا نجد أن بريطانيا في عملها الذي هو قائم لما جاءت مسألة الحجاب والنقاب وصون العلمانية وسؤال الهوية.. كان السياسيون البريطانيون والمثقفون البريطانيون ينتقدون فرنسا في موقفها الذي لا يمت إلى الليبرالية ولا يشير إلى التعددية الثقافية ويتباهون هم أن بريطانيا تقوم على التعددية الثقافية، في حين أن فرنسا عبر صون العلمانية وحول مشروع من الفرنسي؟ أو بالأحرى ما الفرنسي؟ إذا عرفت الفرنسي: معناه أنك تلغي عناصر أخرى إما أن تكون جوزة هند يعني جواتها فرنسي، أو لا تكون فرنسيا، لكن لا يعني هذا أن الليبرالية في بريطانيا استمرت. فـ"ألن سايكس" مثلا يحدد في كتابه ظهور وسقوط الليبرالية البريطانية، يقول أنها ابتدأت عام 1776 وسقطت عام 1988، طبعا سقوطها يشير إلى الحزب الليبرالي البريطاني، في القرن العشرين لم يتمكن من الوصول إلى الحكم ثم تحالف مع الديمقراطيين الاشتراكيين وبعد ذلك تحالف مع اليمين الآن، واليوم الصباح شفت استطلاع في الصحف البريطانية عن سقوط شعبية الحزب الليبرالي لأن وعوده كلها تمخضت عن لا شيء، وتماهى تماما مع سياسة المحافظين.


::الليبرالية السعودية::

سآتي الآن إلينا، إلى السعودية عبر الممارسة، رأينا نموذجين البريطاني والفرنسي ، البريطاني الذي يقوم على التوازن صار خاصية فيها، ربما يقول قائل أنه يجنح إلى تعريف مونتسكيو أن الحرية هي: حقك في أن تعمل كل ما لا يضير الغير، الطريف إنه ما قال "كل ما تريد شريطة أن" ، قال "كل ما لا" .. انتهينا. أما المفهوم الفرنسي: وهو أنه لا حرية لأعداء الحرية. ويجب إجبار الناس على أن يكونوا أحرارًا. نحن أمام مدرستين، ما وضعنا نحن مع المدرستين؟

أول امتحان لأي نظرية في قدرتها على التعامل مع النقد الموجه لها إن استطاعت أن تتعامل مع النقد الموجه معها بنفس المفاهيم التي تقولها بالليبرالية والديمقراطية فهي( ليبرالية ديمقراطية)، إن عجزت فهي قوّضت مقولتها الرئيسية، وينتهي الأمر حينئذٍ ما عاد فيه مجال للتبرير الأخلاقي للوجود. ثمّ هل المشروع مشروع تغيير بأنه فعلا لديه شيء يختلف عمّا هو قائمٌ في المؤسسة أم أنه يتماهى مع المؤسسة؟. سأقول أمثلة، وأنا معني حقيقة، يعني يجب أن نكون معنيين أن نكون واضحين وصريحين وليست جلسة هذه لا تشنيع ولا تشهير بأحد.. هي جلسة علم ولا أقول إلا شيء موثق لا أقول شيء والله مجالس فبالتالي أفضي مجالس، ولا أسرار قيلت لي، أقول شيء يعلمه الناس.

قبل بضع سنوات كنا في الكويت في مؤتمر، في المجلس الوطني للثقافة والفنون، ومعنا الدكتور: تركي الحمد، وألقى الدكتور تركي ورقة عن الليبراليين السعوديين بناها على قصة، لاحظ لما أقول بناها على قصة القصة ليست استطراد، ليست هامش، ليست كلام ليسَ في لب الورقة ، الكلام الذي سأرويه وسأقوله لكم الآن هو الورقة، بناها على قصة لمجموعة شباب في أمريكا جلسوا جلسة يحتسون الخمرة (الرواية من تركي) وأثناء ما شربوا سكروا، فهذا سبّ قبيلة هذا، ردّ عليه هذا وسبّ، وانتهت بالسكاكين، يقول تركي بالقصة ذي إدانة للليبرالية السعودية؛ أن الليبرالية هشّة لم تستطع أن تتجاوز القبائلية، لم تستطع أن تتجاوز المخزون الذي فيها. هذا واضح؛ لكن الإشكال والذي جرى بالمناقشة بعد ذلك أن كل الذين ناقشوا تركي بعد ذلك قالوا له: أنت قلصت الليبرالية إلى كأس خمر! والليبرالية أبعد وأعمق وأوسع من ذلك! (وجهة نظر ووجهة نظر) بعد أن جاء الدور إلى تركي لكي يرد، لم يستطع أن يرد ، لم يستطع أن يعطي شيء ويفصل بين شيء وشيء. انتهى. صارت نهاية تشويه أكثر من ماهي نهاية نقد لمفاهيمها.

رقم اثنين، برنامج طاش ما طاش والدكتور عبدالرحمن الوابلي هو الذي كتب البرنامج، عبدالرحمن الوابلي ما هو ممكن يتهم أنه والله مطوّع أو إسلامي، على الإطلاق. هو انتقد الإسلاميين والمطاوعة في برنامجه، وقدم شريحة للليبراليين اللي منكم شاف البرنامج شاف يتذكر ناس عبثيين سكيرين كبسة رز ينتهون آخر الليل طايحين .. يأخذون بعضهم بعض لما واحد منهم منع من الكتابة اللي كانوا يعدونه يحمسونه كل واحد قال: والله يا أخي اعذرني أنا والله ما عندي .. واللي هج واللي.. !، طبعًا غضبوا من البرنامج ومن حق أحد أن يغضب على البرنامج، الليبرالية السعودية ليست هذا البرنامج نعم لكن نسينا وظيفة الدراما، وأن الدراما أصلا تقوم على المبالغة وعلى أخذ عينة واحدة والتكثيف عليها أقصى مدى، لكن يظل مع ذلك الصورة الاجتماعية، هي ما قاله الدكتور: تركي الحمد، وما جاء به عبدالرحمن الوابلي في برنامج طاش ما طاش، هي اللي يقولها الناس! بغض النظر، أنا لا أدين أحد ولا أقول أن الليبراليين هكذا وأعوذ بالله أن أقول، بل أنا أعرف ناس من الليبراليين والله من أزكى ومن أشرف عباد الله لا شك عندي في ذلك. أنا لا أتكلم الآن عن أفراد أنا أتكلم عن تصور اجتماعي، والتصور الاجتماعي أخطر من كل ما تقول، ما ممكن تدافع عن التصور الاجتماعي ، ما ممكن يزاح من رؤوس الناس أبدًا!، فأنت أمام مصطلح موشوم.
الآخر، طبعًا قلنا الطيب، وإنه يتخلى عن هذا.. إلخ. هذه مشاهدات ناس آخرين.

إذا قلنا هالمجموعة التي تحمل هذا التشويه، ثم أخذنا في ذهننا في المقابل، ما تفضل به الدكتور عبدالعزيز في البداية: أن الصورة العامة عالميا، وليسَ سعوديًا وليسَ عربيًا فقط .. أن الليبرالية رديف للإمبريالية شاءت أم أبت وإلى اليوم، حتى اليوم مهما تكلمت، ليس فحسب في علاقتها الخارجية، بعضهم يرد علي ويقول: أنت يا أخي ما تميز بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، السياسة الخارجية دائمًا هذا وضعها! يا أخي خذ السياسة الخارجية خلهم يذبحون العباد كلهم! تعال للسياسة الداخلية، تعال للسود، للنساء، للمسلمين، لغير المسلمين، للملونين، للغجر، للمنقبات، ألفين وحدة! ألفين وحدة في فرنسا منقبات ألفين وحدة، رقم لا يساوي شيء ، لا يساوي شيء على الإطلاق! تعمل كل هذا العمل من أجله .... يا أخي أنت ما لك وما لها؟! تنقبت أم لم تتنقب، يعني ما الخطر على ثقافتك على مجتمعك على أي شيء؟! لماذا تقدم الديمقراطية والليبرالية والعلمانية بأسوأ صورها ؟! وتسوقها علي كمان .. يعني تريدني أقول ديمقراطيا، وتريدني أنا كعالم ثالث ليبراليا وأكون علمانيًا .. طيب يا أخي ليش تعمل كذا؟ ليش تعمل كذا؟ ليش تقدم هذه الصورة بأبشع صورها؟ وتقول تعال.. مثل الطبيب اللي يدخن ويقولك لا تدخن ! أنت نفسك .. أنت نفسك .. تمارس نفس ما تنهاني عنه !. الدفاع عن المصطلح هنا يصبح مشكلة؛ لأن المصطلح نفسه أصبح موشوم فبالتالي ستضطر، لكن؛ السؤال العلمي: هل نحمّل مرة أخرى السعوديين -الليبراليين السعوديين- مغبات ما تفعله فرنسا أو ما تفعله إسرائيل أو ما تفعله أمريكا أو مجموعة من الشباب في أمريكا شربوا خمرة أو مجموعة في طاش ما طاش يشربوا الخمرة؟! علميًا طبعا غير صحيح، علميًا غير صحيح، أنا أقول المجتمع يحمل هذه الصورة لكن علميًا غير صحيح. أنا كباحث علمي أقول ولا يجوز لي أن أفعل ذلك، الذي يجوز لي أو يجب علي هو أنظر عمليًا في هذه الفئة اللي تسمي حالها ليبراليين وأرى ماذا فعلت، وهذا اللي حاولته وأقوله الآن. أعطي أمثلة: الانتخابات، أوقفت الانتخابات في الأندية الأدبية بالمملكة بقرار ولم أجد ليبراليًا واحدًا من الذين يكتبون في الصحف تحت مسمى الليبرالية يستنكر هذا القرار، يعني القيم الرمزية العليا لبلدك اللي ممكن تصنع بلدك ! .. يلغى هذا قرار .. ولا شيء ! ولا كأن شيء .. أنا بالنسبة لي: هذا امتحان عسير وينك ؟ وينك؟ ! يوم جرا بمصر قامت القيامة ، لو وزير الثقافة المصري ألغى انتخاب اتحاد الكتاب في مصر .. قولوا لي بالله وش حيصير ؟ بل حتى كتابنا إحنا الليبراليين اللي عندنا إحنا هات مقالات يا مصر، يا اللي فيكِ، يا.. يا حسني.. يا.. يا.. ! الله أكبر! طيب بلدك؟! قيمة رمزية، رمزية، يا أخي إيش أكثر من هذي الرمزية. عندك انتخابات في الأندية، أنا كنت دخلت الأندية في الانتخابات، جاء إياد مدني وألغاها، ما واحد يحكي؟! سألت إياد مدني: ليش؟ رد علي: تعرف مين الذي سيفوز لو عملنا الانتخابات. الله أكبر يا إياد! يعني الديمقراطية تصير لما يجي الناس اللي أبغى! لما الناس اللي ما أبغى بلاش ديمقراطية! ما أنت ديمقراطي بالحالة ذي! ولا أنت ليبرالي، يا أخي يجي يستاهل، اللي تعب عليها يجي ويستاهل ، وخذها بعدين بشطارتك إذا عندك شطارة! " شوف التزييف وين تزييف الوعي".

رقم اثنين: أسبار، مؤسسة أسبار، ذكر الدكتور فهد الحارثي أنهم عملوا استفتاء في جدة وسألوا الناس: هل تفضلون الانتخابات والغرف التجارية وذي.. أم لا؟ كانت الاجابة سلبية: لا يريدونها. لأن الممارسات من الناخب والمنتخَب والذي صار على الكرسي خيبت آمالهم، فالمشروع نفسه مخيب بالتالي أنت قدمت مادة مسمومة مادة ملوثة أصلا ما تنقبل ولا تستهلك زي الأكل الفاسد.
رقم ثلاثة: ثلاثة من رؤساء الأندية الأدبية ثلاثة ، صرحوا بتصريحات يندى لها الجبين ضد المرأة، واحد قال -وش اسمه يا دكتور صالح؟-: سنبلة وخمس.. سنبلة وخمس.. سنبلة وخمس مدري؟ لا مهيب أبقار.. سنبلةٌ وخمسٌ عجاف! نعم شكرا، سنبلةٌ وخمسٌ عجاف. ولا أحد، ولا أحد يجي ويقول يا أخي عيب عليك هذا الكلام ! وين الحرية وين الإنسانية وين الوعي المفاهيمي ؟ وتقولي ليبراليين ؟! طيب الفتوى؛ صرخ الليبراليون بأقصى صوت ممكن للصراخ عشان يسكتون فلان وفلان وفلان لأن الفتاوى لا تعجبهم! بس! ما تعجبهم بس! الفتوى في حقيقتها رأي، ومن قال بحجب الرأي .. وينه ووين الليبرالية حينئذ؟! أهم قوانين الليبرالية حرية الرأي وحرية التعبير. إذا أردت أن رأيك يمشي وتعبيرك يمشي وغيرك الذي لا يعجبك لا يمشي فلست ليبراليا انتهى الأمر. وهذه فضيحة على المستوى المفاهيمي، بس ما نفكر بمفاهيم إحنا، إحنا نفرح لأنهم "شاتوا" فلان اللي ما نبيه! زعلانين فلان ايه مرغوه بالتراب! ما تفكر لو مرة ليش؟ والمفهوم اللي ضاع إيش هو؟!

برنامج "البيان التالي": أظهر عينات كثيرة. بس فيه اثنين، واحد إسلامي واحد ليبرالي، الإسلامي لما حشر وقال: أنتم ضد الدولة! قال: لا نحن الدولة، الدولة إحنا. ل ابأس، ماشي القول هذا حقه، نجادله ممكن. الليبرالي جاء بعده بأسبوعين قال: الليبرالية هي مستقبل البلد، يا أخي الدولة كلها ليبرالية ،وإحنا .. يعني .. أنت هم .. أنت المؤسسة تقول أنا المؤسسة! أي عنصر تغييري بالحالة ذي؟ أنت تتماهى مع القائم مع المؤسسة ، ما عندي مانع تدافع عن الدولة، من حقك تدافع عن الدولة أو غير الدولة، لكن لا تجيني كمشروع تغيير وتقول أنا الواقع. أنا التغيير أنا الواقع، المصطلحان لا يستقيمان. لا تكون أنت الواقع وأنت التغيير في آن واحد. إما أن تكون الواقع أو تكون التغيير. اللي يقول أنا الواقع أحترمه، أحترمه يا أخي لأنه صادق مع مصطلحاته، لكن اللي يقول أنا التغيير وهو ليس بتغيير!!

::السمات والخصائص السعودية::

طيب، فحصت المقالات التي يكتبها مجموعة من إخواننا الذين يسمون أنفسهم بالليبراليين. خذوا الحقول التي رأيتها:

نقد هيئة الأمر بالمعروف، نقد المناهج، نقد الغلو، نقد الإرهاب، نقد الأهلة أنو لازم نشوف بالمرصاد، الخدمات العامة. المواضيع هذه هي المواضيع التي تنشط بها وحولها أقلام الليبراليين. السؤال الآن: هل هذا يخصهم؟ ما يخصهم.. كـــل .. حتى الإسلاميين أشدّ نقدًا للغلو والإرهاب. الإسلاميين!. المناهج، كل الناس تنتقدها، أنا والله لم أقل في حياتي قط أني ليبرالي ولا أقولها الآن ولن أقولها غدًا وأنتقد المناهج! ما هي شرط أن تكون ليبرالي. الإرهاب ، الأهلة ، الخدمات ، الخدمات، منذ خرجنا على هذه الأرض صار عندنا الصحافة .. ونحن نعرف واللي يقول والله البلدية ، واللي انقطع عنا الماء، انقطع عنا الكهرباء، يقولونه ، بس تزيد الجرعة شوي، تهدأ شوي، لكن يقولونه. فالموضوعات ذي التي هي الخطاب ، اللي يتعامل معه الذين يسمون أنفسهم بالليبراليين ما ممكن تخصهم بحيث أنها تمنحهم اسمًا لا يستحقه غيرهم ، أنت ما يصير اسمك ، ما يصير اسمي جامعة الملك سعود هنا إلا إذا كان فعلاً أنا جامعة الملك سعود، لكن إذا كنت في جامعة الإمام ما آتي وأتكلم باسم جامعة الملك سعود وانت جامعة الإمام. تقول إي والله كلهم جامعات وكلنا بلد واحد والحمد لله وكلنا مسلمين! يعني تقول: أنا لستُ مسلم؟! يا أخي مدري شلون تقول هذا.. ما .. والله يا إخوان .. شفت .. بحثت واستعنت بباحثين معي، أن نجد أسماء لا تقول عن نفسها أنهم ليبراليين هؤلاء كثيرون .. اللي يقول أنا ليبرالي .. أنا ليبرالي .. أنا ليبرالي .. كثيرون، لا، أنا أردت أسماء يقولها فئة عريضة كذا ، فئة عريضة كذا من الناس تقول رموزنا فلان وفلان وفلان ليبراليين ، لم أجد! لم أجد، واستعنت بغيري وبالإنترنت وبذا .لــم أجد شيء يحدد زعامة! هذا رقم واحد.

ثانيًا: لم أجد كتابات ممكن تسمى أن هذه الكتابات تنتمي لفكرٍ تسميه ليبرالي وصاحبه ليبرالي ويتأسس على معرفة ليبرالية وسلوك ليبرالي. أجد الإسلاميين وأستطيع أميزهم، حتى لو جاك مقال ماعليه اسم ، ما عليه اسم أبدا! وهذي فيه تجربة نقدية دائما عندنا التي تسمى "applied Criticism" وطبقت كثيرًا، يعني إنه يأتيك نص ما عليه أي اسم ولا أي شي ويمتحن الطلاب ، تعتقد اللي كاتب رجل أو امرأة؟ من أي عصر؟ ... الخ، وبالتالي ينظرون هل الخطاب نفسه ممكن يكشف عن مآلات يعني؟ مصادره أم لا؟ لو أتيتني بمقال ممكن أقرأه وأقول ممكن اللي كاتبه إسلامي، وممكن تأتيني بمقال وأقول ممكن اللي كاتبه حداثي، ممكن تأتيني ببيان في الصحف والانترنت وأقول اللي كتبوه ذول مجموعة الإصلاحيين في البلد، صار لهم لغة وصار لهم اسم وصرنا نميز خطابهم، أبعطيك مقالات وتقولي اللي كاتبه مين؟ حتقول والله مقالات الصحافة ذي ، المقالات اللي تكتب بالصحافة كذا، جنس اللي كاتبه من هو؟ والله يمكن يكون كذا ويمكن ... هويته الثقافية إيش هي؟ لن تجد واحد يقول اللي كاتبه ليبرالي! إلا إذا قال بالمقال جواته ، ونحن الليبراليون .. نحن كليبراليين .. لأنه هي دعوة، إدعاء وليست حقيقة.

بقي أن نقول عندنا أربعة أنواع من الليبرالية:
الليبرالية الفلسفية، وهذه لاشك أبدًا أبدًا بدًا لا عندي ولا عندكم إذا قلنا أنه ما عندنا فيلسوف ليبرالي أبد.. ولذلك نريح بالنا!

السياسية؛ سأقول ما قلته في السابق لكن سيكون فيها شك، ما يصير سياسية إذا كانت تحمل مشروع تغيير، ومشروع تغيير حقيقي يخالف المؤسسة القائمة ولا يحمل عيوبها ، لا يكون المعارضة النسقية التي من نفس عيوب النظام كما قال فوكو: إن كل سلطة تخلق معارضة تماثلها ... فالمعارضة البريطانية تماثل الحكم البريطاني، معارضة أمريكية، مع أن أمريكا ما يسمون معارضة، كلمة معارضة حتى ما هي في أمريكا في المصطلح السياسي الأمريكي، بس في البريطاني طبعًا واضحة قوية، ما يسمون بالضبط يسمون حزب بالحزبين يسمونه حزب بالحزب، الأغلبية والأقلية في مجالسهم، لكن كلمة معارضة! لكنها مفهومة بالشكل العام على كل حال. فكل سلطة في الكون تخلق معارضة مماثلة لها إلا في حالة الفتح العظيم؛ لما يجيك واحد مثل نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كنج، غاندي، مثل ما فعل رسولنا الكريم لما فتح مكة وجعله يوم المرحمة بدل ما هو يوم الملحمة. يعني غيّر مجرى ومسار النسق الإنساني والتاريخي. في أفراد يفعلونها. يجيني ليبرالي يسوي كذا وأول من يبايعه أنا!

الثالثة: ليبرالية اقتصادية، وهذي موجودة عندنا فعلا ، الاقتصاد عندنا الليبرالي يقوم على الفردانية وعلى المغامرة وعلى وعلى.. بكل شرورها بعد. لكن الاقتصاد عندنا ليبرالي فعلاً ومنذ أسس وهو عزلَ نفسه عن الدين. سووا البنوك من بدري ما سألوا حلال ولا حرام، سووا الربا من بدري وما سألوا حلال ولا حرام، نشأوا من بدري وما سألوا! فهو ليبرالي؟ نعم بما لهُ وما عليه.

الذي ممكن كباحث علمي يحاول أن يكون حنيّن ويسمي الأشياء بأسمائها، لأن المنهج العلمي أيضًا لايبيح للعالم أن يسمي الناس بغير مايسمون به أنفسهم، هذا شرط منهجي. لكن المشكلة لو ما تقول ما لقيت! أنا ممكن أقول أن لدينا ليبرالية صحافية؛ هذه الليبرالية الصحافية خصائصها في عرفي ثلاث؛ أنها أولاً: تقوم على ردة الفعل وليس على الفعل. والله مطوع مسك واحد وقال ذي زوجتك وإلا لا؟ .. وضربه في المول و.. طلع يجيك خمسين مقال!.. كثر خيرهم طبعا شكرًا لهم. لكن ذي ردة فعل وليست تأسيس معرفي، لما جاء التأسيس المعرفي للانتخابات ماحكوا ولا كلمة ! حتى لما أعادها الدكتور خوجة .. تعرفون الدكتور خوجة قبل أشهر أعلن أن الانتخابات ستعود، لم يحتفل فيها ليبرالي واحد، لا بكوا على ذهابها، ولم يصفقوا لعودتها. أنت وين؟ وين إحساسك؟ عن شيء ممكن يبني مجتمعك! ممكن تكون ليبرالية صحافة قلت لك تقوم على ردة الفعل.

اثنين: لا شك أنها شجاعة، حقيقة يكتبون مقالات شجاعة، لا يمكن أغمضهم هذا الحق، شجعان، وجريئين ويقولون كلام لحد العظم، فالشجاعة شجاعة، تتفق مع ما قاله ولا تتفق شيء ثاني، لكنه شجاع، ما ممكن نغمض.. آية المنافق ثلاث واحدة منها إذا خاصم فجر .. إنه يخاصمون.. لا الليبراليون ليسوا خصومًا لي، فعندهم ردة فعل، عندهم شجاعة نعم.

الأخرى، أن الثقافة التي يقدمونها هي..، وهذا الكلام لا أراه .. لا أراه عيبًا، يعني غيري ممكن يراه عيبًا، هي ما نسميه اليوم ثقافة الإنترنت، الثقافة التي تقوم على المعلومة السريعة، المتعجلة، الجملة الخفيفة، اللغة التي أحيانًا تكون شبه عاميّة، أنا لا أراها عيوب، أرجو لا تظنون أنها عيوب، أنا أراها مظهر أسلوبي ومظهر ثقافي ومظهر اجتماعي يجب أن يؤخذ مأخذ الجد. لكن هذه ثقافتهم، أنا لمّا تعرضت لهجوم من الإسلاميين، وهجوم من الحداثيين، وهجوم من الليبراليين، ثم هجوم الروائيين، الإسلاميين والحداثيين والروائيين بكفة والليبراليين بكفة، الفارق الأسلوبي والثقافي والمعرفي والمعلوماتي بين الثلاثة ذولاك (الإسلاميين والروائيين والحداثيين) من جهة ومن جهة (الليبراليين) فــارق ، هناك فيه ثقافة حتى خصومتهم بالعظم! إذا ضربك وبمصطلح أعطاك مصطلح يدوخ راسك عشر سنين ..! ذولا مخرف .. كثر خيرك .. يا زين التخريف يريح البال.. كذاب.. يلا كذاب.. هه لا تصدقني بعد اليوم إذا إني كذاب لا عاد تصدقني. فـ هذي (مظاهر أسلوبية) أرجوكم ترى أنا انسقت شوي مع روح الجلسة عشان ألطف الجو ولاّ أنتقد العناصر الثلاث. لكن ذي الخصائص التي وجدتها ، لكن من وجد غير هذه الخصائص ويريد أن يقنعني بأن في المملكة ليبراليون وأنهم لهم خطاب وأنهم قوة تغييرية بالمعنى السياسي، أنا مستعد أغيّر رأيي متى ما وجدت الحق، أما إلى الآن فأنا أقول؛ الليبرالية موشومة عالميًا، ملتبسة التباس شديد، مرتبطة بمعنى الإمبريالية لو فعلنا أيّ ما نفعل لن نستطيع أن نحررها منه، من مصلحة أي إنسان إذا صار المصطلح موشوم، أن يتخلى عنه ويشتغل على غيره لأنه الانشغال بالمصطلح والدفاع عنه يشغلك عن قضيتك نفسها.

الرابع: أنه .. تعرفون واحد كانوا بعرضة، يعرضون بيغزون، بيغزون حرب، وواحد عارفين أنه ما.. وقام قال: أذبحهم وأسوي فيهم. قال رئيسهم: إن صار قلناه .. وأقول: إن صار قلناه !

شكرًا.


::الأسئلة والمداخلات (1)::

د. عبدالعزيز الزهراني: شكرًا سعادة الدكتور عبد الله. في الواقع المحاضرة تستحق أن تطنشني لمدة عام د. عبدالله.. و..
د. الغذامي: ما سمعتك!
د. عبد العزيز الزهراني: أقول المحاضرة تستحق أن تطنشني لمدة عام، استحقت هذا القدر من الصبر، فشكرًا على هذه المحاضرة .
د. الغذامي: تقصد تنطشني في الماضي.
د. الزهراني: نعم نعم.
د. الغذامي: ظنيت إني طنشتك الحين.
د. الزهراني: في المرة السابقة وتستحق الصبر لمدة عام.
هو كان المحاضرة هذي مقرر لها تكون في 19/5 من العام الماضي وكان مقرر أن تكون ( فيه ) ولكن الدكتور عبدالله في الواقع كانت استجابته ممتازة جدًا، وللحقيقة لم يطنش بل استجاب استجابة مباشرة، لكن كانت هناك ظروف قاهرة واجهت الدكتور عبدالله منعته من أن يكون ، وبعد كذا وجدت أنه من غير المناسب أن تكون المحاضرة إلا في وقت يتيح للجميع أن يشارك فيها .

د . عبدالله الغذامي: قل لهم الظروف كانت وفاة محمد ........... يعرفه عدد من الأخوان
د . عبدالعزيز الزهراني: أيضًا كان هناك محاضرة كان لابد أن أشارك فيها في الأمارات فكانت ظروف حقيقة بعيدة عن سيطرة الدكتور عبدالله .
هذه المحاضرة القيمة أنا سابقًا يعني كنت أرى بأن الدكتور عبدالله فعلاً هو ناقد حر وهو مفكر ، اليوم يعني ازددت قناعة بهذه المقولة، بأنه ناقد حر ومفكر، وأنا بالنسبة إليّ استطعت أن آخذ هذه المعلومات الجميلة والمباشرة من الدكتور عبدالله.
الآن الوقت المتاح هو للمداخلات، أرجو ألا تزيد المداخلة عن دقيقة ونصف، النصف الدقيقة الأخرى إذا كان هناك وقت ضائع، نسمح بالنصف دقيقة لكن رجاءًا لأن عدد المداخلات كبير، الأخوات سنسمح للأخت أن تداخل مباشرة بعد المداخلة الأولى ثم نعود، أنا لدي يمكن 8 – 9 أو 10 مداخلات لو سمحنا 2 × 10 بـ 20 دقيقة ثم الأخوات هناك، فسأبدأ حقيقة بما وصلني بالترتيب، نبدأ طبعًا، نحن لا نستطيع أن نتجاوز الأستاذ الدكتور فهد الكليبي عميد الكلية، لكن سأبدأ بعد العميد بسعادة الدكتور حميد فنعطيه فرصة إذا كان هو فوق في الأعلى أن يخطو خطوات وئيدة حتى يصل إلى الميكرفون.


د . فهد الكليبي: بسم الله الرحمن الرحيم، في الواقع هي ليست مداخلة وأنا لست الأحق في بداية المداخلات، هي في الواقع كلمة شكر أود أن أتقدم بها أصالةً عن نفسي ونيابةً عن زملائي في كلية الآداب بجزيل الشكر للإخوة الحضور الذين تجشموا عناء الحضور إلى الجامعة للاستمتاع بهذه المحاضرة القيمة، والشكر أيضًا يقدم لزميلنا الفاضل الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي على هذه المحاضرة الرائعة، نحن بحاجة إلى مثل هذا الطرح يعني المحاضرات السابقة كانت محاضرات معرفية علمية، وهذه تجمع بين كونها معرفية علمية ونقدية.
ونحن بحاجة إلى هذا الطرح ولهذا أقدم الشكر، أيضًا أود أن أستغل الفرصة وأقدم الشكر لزميلي الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الزهراني على مايبذل من جهد لإنجاح هذا البرنامج (برنامج تواصل) في كلية الآداب والشكر موصول للزملاء العاملين معه، والشكر لكم جميعًا.

د . عبدالعزيز الزهراني: بجهودك دكتور جزاك الله خير، شكرًا، د . حميد!
د . حميد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الشكر موصول للجميع ونتمنى جعل هذه المحاضرة واقعٌ نسمعه اليوم ، وأقول لك الدكتور عبدالله قالوا عنك مخرفٌ كذّاب وأنا أقول مبدعٌ آخاذ ، فتكون أفضل من تلك التسمية .
د . عبدالله الغذامي: بناءً على أعذب الشعر أكذبه.

د . حميد: فـ بالتالي نلاحظ قضية ، أنا أؤويد ماذهبتم إليه ، ...... المصطلحات وعدم الفهم الصحيح لدى بعض كتابنا وبعض معتنقي هذا المذهب، عندنا هو يأخذ الكلمة البراقة ولا يعلم ماورائها، يعني أذكر كانت عندي طالبة دكتوراه في المحاضرة الأولى ذكرت أنها ليبرالية في المحاضرة الأخيرة قالت: أتوب مما قلته في محاضرتي الأولى، فـ للأسف كانت الأفكار مشوشة عند تلك الطالبة .
القضية أنا نلاحظ في أن المصطلحات حتى مصطلح الحرية، يعني عندما ذهب ( منتسكيو ) إلى قضية أن الحرية تقف عندما تدخل في حرية الآخرين، حنا مساحة الحرية نريد أن تكون مفتوحة ويعيث فسادًا في كتاباته في مساحات الآخرين ولا يريد من الآخرين أن ينتقدون أو يزعلون أو يتخذون موقفا.
حديثك عن قضية النقاب في فرنسا ذكرتني برد من السفير الفرنسي حول هذا الموقف لتهدئة المسلمين عندما قال: أن حقيقة هذا القرار كان حماية لتلك الألفين امرأة من التيار اليميني المتطرف، وكأنه الآن في الحالة هذي يلوم الضحية.
أختم بقضية أن التيار الليبرالي في بريطانيا نلاحظ أنه بدأ يستعطف أصوات المسلمين، جورج غلاوي يبدأ خطاباته بالسلام والتكبير، بينما الليبراليون يذبحون كل ماله علاقة بالإسلام.
د. عبدالعزيز الزهراني: شكرًا دكتور. الأخوات في عليشة.. إذا كان هناك سؤال من عليشة .

الجوهرة المعمر: فيه مداخلة .. لحظة، فيه مداخلة!
السلام عليكم.. دكتور الغذامي معاك الجوهرة المعمّر، دكتور بس حبيت أسألك بما أنك أشرت سعادتك إلى أنه الفكر الليبرالي عندنا في المجتمع ممكن نشاهده في الاقتصاد أو في الصحافة، وعلقت على أن هجوم الليبراليين كان مميز بحكم أن ثقافتهم كانت مختلفة، قلت ماعندنا نحنا فكر فلسفي أو تنظير في الليبرالية، لكن ايش اللي ميزهم في ثقافتهم، إيش اللي يمنع أنهه يكون عندهم فكر طالما عندهم ثقافة مختلفة؟ شكرًا لك دكتور.

د . معجب الزهراني: شكرًا جزيلاً، سأقتدي بعميد الكلية حوالي 3 دقائق.
سأحاول أن أوجز فأبدأ بشكر زميلي الصديق الدكتور عبدالله الغذامي الذي أعتبره ناقدًا حداثيًا حرًا، ومفكرًا محافظًا، هذي ممكن نضع تحتها خط، الدكتور عبدالله مفكر محافظ وهذي تحسب له وليست تصنيف لكن من خلال قراءاتي لفروق دقيقة بين كتاباته النقدية وكتاباته الفكرية الاجتماعية، هذه واحدة.
الشيء الثاني: لو بدأت من حكاية الصفة الليبرالية الموشومة، الوشم ليس دائمًا يحمل دلالة سلبية، والدليل أنه في كل المجتمعات التقليدية، أحيانًا يتخذ كعلامة من علامات التجميل في الجسد وفي غيره، وبالتالي الليبرالية فعلا موضوع كبير جدًا جدًا وأهنئ الدكتور عبدالله أن حاول أن يطوف عليها في مستوياتها الفكرية الفلسفية والإقتصادية والسياسية، ولكن في اعتقادي أن هناك قضية أساسية لابد أن نتنبه لها!، وهي أن مجتمعاتنا العربية مجتمعات تقليدية مرت عليها قرون طويلة من الزمن وهي تعيش في ثقافةٍ تقليدية حتى أنني كتبت في غير مرة وأكاد أجزم أن هذه المجتمعات لم تحدث قطيعة بعد مع قيمها ماقبل الإسلامية إلا فيما ندر وبالتالي علينا ألا نتعجل الأمور ونحكم أو نحاكم هذه الأفكار الحديثة سواء الحداثة أو الليبرالية أو العلمانية في مصر أو بلاد الشام أو المغرب فما بالك بالمملكة العربية السعودية التي لا زالت ثقافتها أحيانًا كثيرة تتسم بالثقافة الشفوية ماقبل المدونة أو ماقبل الكتابية.
أخيرًا هنا سأقف احترامًا للوقت، وعودًا على الوشم أنا أحب الوشم وبالتالي سأقول أن هذه الجلسة جميلة جدًا محاضرة ممتعة جدًا ومفيدة جدًا ومتسامحة جدًا وبالتالي تذكرني بأجمل مافي الليبرالية، وشكرًا.

د . عبدالعزيز الزهراني: شكرًا لك دكتور، الطالب مازن الجعيد، ثم بعده الدكتور يحيى أبو الخيل.
مازن الجعيد : بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أشكر الدكتور على ذكر بعض الأخطاء عند الليبرالية، أولاً أختلف معك بقضية أن الليبرالية مالها سمات، فأنا أقول أن لها سمات منها التغريب تجد منهم الإصرار على بعض القضايا ولا يتركونها مثل قيادة المرأة مثل الاختلاط، تجد عندهم قضايا كثيرة فتجد منهم الإصرار.
مطلب أخير بودنا معرفة أوائل الليبراليين من الكتّاب مثل محمد حسن عواد، فنتمنى منك التعريف بهم بحكم معاصرتك لهم وشكرًا.

د . عبدالعزيز الزهراني: الأخوات في عليشة.
عبير العنزي: السلام عليكم، عبير العنزي، إذا قارنا الفكر الإسلامي مثلاً لما حكيت عن الفكر الإسلامي تقول إنه واضح أكثر أو محدد أو تقدر تميزه، طبعًا أمداهم 1400 سنة وصلتهم الفكرة بشكل واضح، الليبرالية بمجتمعنا نادرة أو بثقافتنا حنا الشباب قليلة إذا نفسهم الرموز ماوصلوها لنا، حنا كيف نفهمها؟ فما في فهم أساسًا لليبرالية بشكل واضح حتى نقول غلط تكون بالصحافة مثل كذا، رموزها الأساسية نفسها ماوصلت الفكرة بالتالي أتصور طبيعي يكون أي تيار ثاني واضح أكثر من الليبرالية.
د. الزهراني: شكرًا شكرًا .. رجاء د. يحيى عندك دقيقة واحدة.

د . يحيى أبو الخيل : شكرًا جزيلاً الأستاذ الدكتور عبدالعزيز ، أنا أشكر أخي وصديقي الغالي الحبيب على قلبي الأخ الدكتور الحبيب عبدالله الغذامي على ماقدم هذا اليوم وعلى ماأوضح ومااستفدنا منه كثيرًا وأنا من المغرمين بقراءة لا أقول كتابًا أو كتابين أنا أعتقد أني قرأت كل كتب الدكتور عبدالله واستفدت منها أيما استفادة.
أنا أظن أن الموضوع الذي طرحه الدكتور عبدالله يبين أن مسألة استعارة المصطلح، استيراد المصطلح، كالليبرالية والديموقراطية والحداثة وغيرها، استوردت في بيئة مصابة بخلل فكري، هذا الخلل الفكري مبني على معلومات سابقة ليست مستوفاه، فيها شرخ بين فكر المعلومة وفكر المفهوم.
أنا أقول أي فكر يمكن أن يستورد أو يستوطن لابد لهذا الفكر أن يلقى بيئة لدى المتلقي، بيئة خصبة تنقله من عالم المعلومات إلى عالم المفاهيم، وأنا أظن أن ماسمعناه هذا اليوم يؤكد لي تمامًا كما كنت أظن طوال حياتي بأن مايجري في الساحة خاصة ماتحدث عنه من ردود الأفعال أو غيره في الساحة الصحفية هي نتيجة الشرخ بين المعلومة السريعة التي (ربضوا) عندها ولم ينتقلوا إلى المفاهيم، هذا جانب.
الجانب الآخر في ظني أن أي مصطلح يأتي ويستوطن لابد أن يأتي بعد أزمة، لابد أن يكون نموذجًا ما قد وصل إلى مرحلة الأزمة ولم يعد صالح لتنفيذ العمل، ولم يعد صالحًا لأن يكون فاعلاً في الساحة، وأنا في ظني أن معظم ما جاء إلى الساحة وخاصةً الليبرالية لم تأتِ نتيجة تأزمٍ في نموذجٍ قائم بقدر ماهر في الحقيقة مجرد نقله معلوماتية غير مفاهمية، لم تخدم البيئة الخصبة التي من أجلها نحن نتحدث، لذلك أنا أريد من الدكتور عبدالله جزاه الله خير أن يبين لي الفرق بين الواقع الليبرالي في رأيي كنقطة إحداثية معلوماتية مقارنةً بالمفهوم كنسخة نخبوية مثالية، نعتقد من خلالها نستطيع أن نسد الشرخ بين المعلومة والمفهوم، شكرًا.
د . عبدالعزيز الزهراني: شكرًا دكتور.

د. حسناء القنيعير: السلام عليكم ، حسناء القنيعير عضو هيئة التدريس وكاتبة ، أشكر الدكتور أستاذنا عبدالله على هذه المحاضرة الرائعة لكن بصفتي كاتبة أقول أن الدكتور يقول أن الكتابات الصحفية عبارة عن ردود أفعال وليست تأسيسًا معرفيًا، أنا معه في هذا لكن الكاتب إذا لم يعبر عما في الصحيفة اليومية عما (يبش) في المجتمع فعمّا سيكتب؟ لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الكاتب اليومي لم يطرح نفسه مفكرًا أو منظرًا.
هنا أيضًا أسأل دكتورنا الفاضل ألا ترى أن الخطاب الصحفي في الآونة الأخيرة ساهم في التغيير أو التنوير، أنا لا أعتبر نفسي ليبرالية ولكن أقول قد أكون من التنويريين إلى حدٍ ليس كبير ولكن إلى حدٍ ما، إذا ألا ترى أن الخطاب الصحفي ساهم في الآونة الأخيرة في التغيير أو التنوير، هل مايطرح اليوم من مقالات أو موضوعات مثل ماكان يطرح قبل 10 سنوات مثلاً؟
أيضًا تفضلت وقلت أن الفتوى رأي، أنا معك في هذا ولكنها في بلادنا ليست رأي هي أمرٌ مفروض وملزم، أيضًا هل نحمل الليبراليين أوزار الآخرين؟ ، طبعًا إذا سلمت أنا شخصيًا لا أؤمن بالليبرالية في مجتمعنا ولكن أنا أقول أنهم تنويريون، مع احترامي أيضًا للديموقراطية ونحن كلنا نريدها وهي مطلب شرعي لنا جميعًا، لكن هل نحن مهيأون لها؟ كلنا نذكر قوائم التزكية في انتخابات المجالس البلدية، شكرًا .
د . عبدالعزيز الزهراني : أنا أرجو من الإخوة في الصوتيات أن يتنبهوا للصوت من عليشة، رجاءً، تفضل يا دكتور.
::الأجوبة (1)::

د . عبدالله الغذامي: أولاً شكرًا للدكتور فهد الكليبي، شكرًا لك، أنا ما أنسى في المحاضرة الماضية كان وراءك شغل وتركته وجلست، لعل المرة هذي ماجلستك، شكرًا لك وشكرًا على الكلمات الطيبة، وشكرًا للدكتور حميد وماعندي إختلاف مع ما تفضلت به.

الدكتورة الجوهرة المعمر قالت لي أنك قلت عن خاصية وتميز في الأسلوب، لا فارق يادكتورة بين الخاصية والتميز، الخاصية أن تكون هناك خصائص نحددها لكن لاتعني التميز، أنا قلت عن خطاب الإنترنت كلغة اليوم تظهر لها خصائص والذين يكتبون تحت مسمى الليبراليين في صحافتنا لغتهم مشابهة لخطاب الإنترنت، أنا أحكي عن نوعية خطاب، لا أمدح ولا أذم، أخصصه، أقول أنه ظاهرة أسلوبية يحتاج نعطيها حقها في التمثل مثلما أعطينا ألف ليلة وليلة قبل التمثل.
في خصائص في الأسلوب تأخذ الناس مع الزمن في التغيرات الزمانية أنها تصل إلى نوع من اللغة الفصحى المحكية التي هي وسط بين الفصحى وبين العامية فيجري هذا، لغة الصحافة عمومًا لا تخص الليبراليين كما قلت إنها تخص خطاب الإنترنت عمومًا عند كل الأطراف.
لذلك كلما بحثت فيه عن خاصية تخصهم لا أجد شيء لهم ولا يشاركهم غيرهم فيه.

الدكتور معجب طبعًا مفكر محافظ ناقد هذي له حق يقول مايراه، إنما الموشومة لا......... الدكتور معجب، بس كلمة الموشومة مصطلح علمي لا أتعامل مع اللفظة كلفظة في الألسنية الكلمة التي توصف بالموشومة هذا المصطلح استقر، وكل مفردة توصف بالموشومة معناه أنها تحمل معنى جيد حيادي وثري و و و إلخ، ومعها واحد سالب يظل يلاحقها فيفسد كل الجميل فيها باستمرار، فذي كلمة – مصطلح علمي، فأنا استخدمت مصطلح علمي لم أستخدم والله الوشم إللي يحطوه أو مايحطوه، هذي ثقافة لا تعني المجلس العلمي، المجلس العلمي للمصطلحات العلمية.

يعذرني وهو غائب لما قال مجتمعاتنا تقليدية ولا تتعجب، ياأخي والله مو تقليدية، أقسم لكم بالله مجتمعنا ماهو تقليدي، والذي يقول لم نجهز بعد لاستقبال الديموقراطية، ياأخي جاهزين لنا 100 عام والله جاهزين لنا 100 عام وألف عام كمان، وش يعني! مايصير ما إحنا قطيع غنم وإلا قطيع بقر، إحنا بشر يا أخي.
يا أخي الهند، الهند العظيمة ذي أكثر فقرًا وأكثر جهلاً، وفيها ناس لايسمح لها بـ مس الناس ، لايجوز أن يمسوا، طبقيات ولغات كل أنواع الفروق إللي ........ فيها ولا تحلم فيها في الهند ومع ذلك ديموقراطية.
بنجلاديش ولا أسبهم أحسن منا مليون مرة وإللي يشوف يقول ذا سواق بنقالي، يا أخي ياليتك تصير ربع البنقالي ذا، نعم يا أخي نعم!

يعني بدأنا نصل لحالة نظن أنفسنا الله حطه في كبسولة طاهر نقي مايعصي من أهل الجنة مابعد جاء الوقت له الوقت الفلاني والوقت الفلاني ضاع، يا أخي إحنا زي البشر والله العظيم زي البشر والله مثل غيرنا، وجدنا عندنا إيدز مثل غيرنا، وجدنا عندنا مخدرات مثل غيرنا، وجدنا عندنا فساد مالي مثل غيرنا، وجدنا عندنا محتاجين مثل غيرنا، وجدنا أننا نخاف من المستقبل خوف ذريع ومرعب والذي لا يخاف معناه أنه يضحي بأبناءه وأحفاده مثل غيرنا.

يا أخي وقت الديموقراطية كل وقت ووقت الفكر كل وقت، الإنسان بما أنه إنسان هو أرض خصبة تتحرك بخصوبتها إلى أن يدفن في قبره فيستقبل الخير ويستقبل الشر، لكن فارق بين قلبين مثل المطر لما ينزل على الأرض والمطر النقي الطاهر ينزل على الأرض الخصبة يطلع الخصوبة والماء الحلو، ينزل على أرض الخصبة يطلع مالح ماتشربه حتى، الأفكار كذا تجي على قلب طيب تطلع طيبة تجي على قلب خبيث حتى وإن كانت طيبة تطلع خبيثة، خياركم في الجاهلية خياركم الإسلام.

حتى الإيمان يا أخي نشوف الإيمان نشوفه بعيوننا، نشوف ناس آمنوا وصاروا الله أكبر يا أخي وجوههم في الخير، وناس آمنوا وذبحوا عباد الله، فما هي المسألة إلا أنت أنت، اتركني من غيرك، ليش مااستنوا الإنجليز في القرن 17 قالوا لسى باقي علينا 3 قرون حتى نصير ديمقراطيين، باقي علينا 3 قرون عشان نصنع سيارة، باقي علينا 10 قرون علشان والله نصير مفكرين وأحرار، اعمل اعمل وخلاص، ميزة هذي الأفكار شيء واحد ليس أنها عظيمة! لا.. ميزتها أنها تستطيع أن تكشف لك أخطاءها فـ بالتالي تشوفها ماتنغش وفي أفكار ماتكشف أخطاءها فـ بالتالي تموت فيها تقتلك.
الإمام الغزالي عنده تعريف عظيم، والله يا أخي لاأصدق لما قرأته والله العظيم وأنا على مكتبي يقول في تعريف العقل ميزة العقل هي في قدرته على كشف عجزه، شوفوا العظمة ميزة العقل في قدرته على كشف عجزه إذا بلغ بك العقل أن تكتشف عجزك أنت ....... أما إذا أخذك العقل قلت ماحيفهم زيي .. فأنت لست.. منطقة العقل هذي ماش ماش!

أنتقل من الدكتور معجب إلى مازن الجعيد في قضايا قيادة المرأة، يا أخي والله قيادة المرأة كلهم قالوها وأنا قلتها عشرون مرة وأنا لست ليبرالي فليست والله من كلام الليبراليين، وبعدين وين قيلت ترى لها 30 سنة عند بعض الناس وقيلت على ألسنة رجال دين ومفتين، فلو كانت خاصية لهم فوالله العظيم بالحق الأخلاقي العلمي نسبتها إليهم لو كان هم أصحاب قضية الدعوة إلى قيادة المرأة والله أقولها لهم، لكن لا أراها، اثبتوا لي بس إني غلطان، الإمام الشافعي رحمه الله عنده كلمة عظيمة يقول ماجادلت أحدًا إلا ودعوت الله أن يظهر الحق على لسانه، يبغى يبرأ من الغلط، يبغى خصمه ينتصر عليه، شوفوا الرقي، والله يا أخي أحاول أتمثل مثل هذا الخلق الكريم ياليت أحد يقول لي ويبين لي غلطي ويصنع لي معروف ماله أول ولا آخر على الأقل يثبت لإخواني الليبراليين أحبائي يثبت لهم إني مخرف علشان ما يأثمون.

منيرة العنزي، الليبرالية مازال الوقت مبكرًا يامنيرة والله يجيك الكلام كلامي عنك مع الآخرين، مافي شيء اسمه وقت مبكر وغير مبكر، أستنى الليبرالي إلى متى علشان يكون مضبوط؟ ورا ماأجي من الحين أقول ترى مشيتك غلط صححها وإذا صححها خيرٌ لي وخيرٌ له، ثم نقول ثقافتهم بدري عليها أنا ماأقارنها براسل ولا بفوكو، أقارنها بالإسلاميين على الإنترنت وأقابلها بالحداثيين على الإنترنت وبالروائيين على الإنترنت وهؤلاء كلهم هروا عظمي في الإنترنت كلهم الثلاثة والليبراليين معهم، أقول فارق بين الأربعة، ورا ماصار زي الحداثي؟ ورا ماصار زي الروائي؟ بلاشي يكون زي الإسلامي يقول الإسلامي يقول ذا علم شريعة وتخصصه في الشريعة، الحداثي تخصصه ايه ماأحد درسه حداثة في مدارسنا هو اكتسب، الروائي ماأحد درسه في مدارسنا هو اكتسب ليش ذولا يا أخي عندهم خطاب ثقافي وذولا ماعندهم! ردوا علي 200 رد على مقالي: (الشيب و اللييبرالية) والله استعرضتها كلها وصورتها كلها آذتني في الشاشة حتى آخذها كـ مادة والله مالقيت شيء ........ والله مالقيت غير مخرف وكذاب.

الدكتور يحيى أبو الخير والله كل كلامك حلو ليتك ماطلبت الدقيقة الثالثة هي اللي اختلفت فيها معك الأولى والثانية والثالثة ماشين.

د . يحيى أبو الخير: نقلت عني مالم أقل يادكتور، أنا لم أقل أننا ناس جاهلين، أنا أقول الشرخ والأزمة، أي شيء يأتي بعد أزمة لنموذج سابق.

د .عبدالله الغذامي: آسف. ماشي، أنا وافقت على ذي ما عندي مشكلة فيها، أجل عندك نقطة أخرى قلت عن الواقع والمفهوم، هذي في كلمة لـ ( برتراند راسل ) جميلة وفي كتابة لما ناقش الليبرالية يقول: هناك نوعان من الفكر تصطدم أمامي وأنا أناقش الليبرالية هذا ( راسل ) يقول، فِكِر من الكتب فالفكر إللي من الكتب مثالي طهوري، وفكر من الواقع، إللي من الواقع تداولي ومستعجل عادة فيقول أنا أجمع بين الإثنين حينما أناقش الليبرالية لأنها لا أوزان تضعها إما بين المثالية الفلسفية أو التداولية والتداولية موشومة معيبة موشومة ليس بمعنى الدكتور معجب بالمعنى المصطلح العلمي في الألسنية الحديثة.

الدكتورة حسناء، الكاتب اليومي طبيعي أنا أعرف الكاتب اليومي هذا وضعه فلذلك أنا أقول الليبراليين إذا أريد أقيسهم على الخطاب الفلسفي ماهو موجود الموجود كله مقالات يومية أقيس المقالات اليومية على سائر المقالات اليومية في صحافتنا نفسها، الخطاب الصحفي هل أسهم في التنوير؟ بكل تأكيد يا أخي، حتى أي صرخة حق مهما صغرت فهي تسهم بالتغيير على الأقل ببراءة ذمة فاعلها، هل نحن مهيئون مرة أخرى يا دكتورة حسناء للإجابة السابقة نعم مهيئون ومن زمان وإحنا مهيئون.








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شارك في التفريغ والتدقيق والتنسيق والنشر كلٌ من:
وليد الخضيري.
أروى عبدالله.
هاله الغامدي.
أجنادين.


رابط صوتي MP3 للمحاضرة من عمل الفريق:
http://www.mediafire.com/?52b5iwkzvhds4tk

رابط الفيديو للمحاضرة:
http://shasha.ksu.edu.sa/view_video....ic&category=mr

أضفنا رابط لتفريغ المحاضرة كاملة على ملف PDF
http://www.mediafire.com/?71ne52pba4ebtof

كلنا رجاء أن نكون قد وفقنا في هذا العمل، سائلين الله أن يكتبَ بهِ النفع والقبول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..