الأحد، 14 أكتوبر 2012

خريطة انتشار الإخوان بالخليج ..

الحكومات الخليجية سعت لتقليص نفوذ الجماعة فى التسعينيات وراهنت على التيار السلفى..
الخلاف مع الإمارات قديم وظل خفيا ليظهر بشكل رسمى فى تصريحات «بن زايد»
السبت، 13 أكتوبر 2012 - 10:20

حسن البنا
حسن البنا
  كتب محمد حجاج
 يعتبر العديد من المحللين السياسيين أن جماعة الإخوان المسلمين تدين بالفضل فى انتشارها فى دول الخليج العربى إلى عثمان أحمد عثمان، الذى كان وزيرا للإسكان فى فترة حكم الرئيس الراحل السادات، وذلك بسبب تعاطفه القديم مع جماعة الإخوان المسلمين، وكان عثمان الذى تحولت شركته «المقاولون العرب» إلى واحدة من كبرى شركات المقاولات فى الشرق الأوسط اقترح على مخابرات عبدالناصر تشغيل الإخوان فى الخليج، لأنهم إذا استمروا عاطلين عن العمل فسيظلون مشكلة بالنسبة للنظام، ومع تزايد أعداد الإخوان فى الخليج نشأ جيل من المتبنين لمنهج الإخوان، الذين تولوا دعم التنظيم حركيا وماديا. وذكرت بعض المصادر أن عبدالناصر استدعى حينها عثمان ووبخه وهدد بسجنه، ولكن عثمان ذكّر ناصر بأن النظام المصرى نفسه هو الذى قام بالسماح للإخوان بأن ينتقلوا للخليج، فحكاية التمدد الإخوانى فى الخليج لم تبدأ مع عثمان، فالجماعة منذ نهاية الثلاثينيات وهى تحلم بتصدير فكرها ومنهجها إلى البلدان العربية والإسلامية، ولكن فترة الصعود الحقيقى للإخوان فى الخليج تزامنت مع عصر السادات، حيث استطاع الإخوان تبوء مناصب مهمة فى القطاع الصناعى والتجارى، وأن يكوّنوا مع الوقت جمعيات دينية - نظرا لحظر الأحزاب فى الخليج - فى كل من الكويت والإمارات والبحرين وقطر، وكان لهم وجود نشط فى السعودية على الرغم من حظر عمل الجماعة، وفى البداية لم يكن لدى دول الخليج أى مشكلة مع وجود الإخوان، فمن جهة كان منهجهم الدينى مناسبا ومتسقا مع الطبيعة المحافظة للدول الخليجية، ومن جهة أخرى ملأ الطرح الإسلامى الإخوانى فراغا كانت تلك الدول تعانى منه فى مواجهة التيارات القومية النشطة بين الشباب الخليجى، ولكن بمرور الوقت تحولت تلك الجمعيات من النشاط التربوى الأخلاقى إلى العمل السياسى، وبدأت فى توجيه انتقادات للحكومات الخليجية، وجاءت المواجهة حينما وقف الإخوان المسلمون ضد الاستعانة بالقوات الأمريكية والأوروبية فى عملية تحرير الكويت عبر تحالف دولى فى عام 1991.

وحاولت بعد ذلك الحكومات الخليجية أن تقلص من نفوذ الجماعة والمتأثرين بأفكارها خلال التسعينيات، فبعض الدول راهنت على التيار السلفى الحركى لمواجهة الإخوان، أما البعض الآخر فقد استخدم الترغيب والترهيب محاولا فصل الإخوان الخليجيين عن تبعيتهم للتنظيم الأم، ومن هنا فإنه خلال العشرين عاما الماضية كانت هناك مواجهة صامتة وغير مباشرة بين الدول الخليجية والإخوان.

شنت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمى للمرة الأولى هجوما على جماعة الإخوان المسلمين قائلة إنها «لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا بسيادة الدول»، وقال وزير الخارجية الإماراتى، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ردا على سؤال فى مؤتمر صحفى حول اعتقال نحو ستين إسلاميا فى الأشهر الأخيرة، فى الإمارات: «كما تعرفون أن فكر الإخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية، ولا يؤمن بسيادة الدول، ولهذا السبب ليس غريبا أن يقوم التنظيم العالمى للإخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها».

وأضاف بن زايد: «نحن كدول نحترم بعضنا البعض ونحاول أن نقدم أفضل السبل والخدمات لمواطنينا ونستطيع أن نتحاور مع مواطنينا بشكل منفتح وشفاف، ولكن لا نقبل أن تكون هناك أطراف أخرى تستغل انفتاح دولنا». اتهام الإمارات للجماعة رد عليه الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، بقوله: «اعرف الإخوان وبعد كده اتكلم عليهم»، مضيفا: «يقال عن الجماعة أكثر من ذلك، ولكنها لا تبالى بمثل هذه الأمور»، مشيرا إلى أنه يجب على كل من يهاجم جماعة الإخوان المسلمين أن يقتربوا منهم وسيرون حقيقتهم عن قرب.

وشدد البر فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» على أنه يجب على الدولة المصرية أن ترد على مثل هذا الكلام، مشيرا إلى أن كل هذه الأقاويل والتصريحات تقال بدون سند واضح على جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت السلطات الإماراتية أعلنت تفكيك مجموعة اتهمتها بالتآمر ضد أمن الدولة فى 15 يوليو الماضى وفى أواخر يوليو، اتهم قائد شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان جماعة الإخوان المسلمين بالسعى للإطاحة بأنظمة خليجية، مؤكدا أن ناشطين ألقى القبض عليهم بتهمة التآمر على أمن الدولة أعلنوا ولاءهم للإخوان، وذكرت صحيفة مقربة من السلطات الإماراتية الشهر الماضى أن نحو ستين من أنصار جمعية «الإصلاح» الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين اعترفوا بالانتماء إلى «منظمة سرية» تريد اغتنام فرصة الربيع العربى لإقامة نظام إسلامى، لكن جمعية «الإصلاح» نفت أن يكون لديها تنظيم عسكرى وتتلقى أموالا من الخارج لإقامة نظام إسلامى فى الإمارات العربية المتحدة.

ومن جانبه، قال القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، ومسؤول المكتب الإدارى للجماعة بالقاهرة، كارم رضوان: فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أنه بعد انتقال الهجوم من ضاحى خلفان إلى وزير الخارجية فإن هذا يعبر عن توجه خاص بالنسبة للدولة بمهاجمة الإخوان، قائلا: «من الواضح أن هناك مشكلة كبيرة للإمارات مع الإخوان المسلمين، ولا نعرف سببها».

وشدد رضوان على أن الإخوان لا تصدر الثورات لأى دولة عربية أو غيرها، وكذلك لا تتدخل فى شؤون أى من الدول فلماذا هذا الهجوم العنيف عليها، مشيرا إلى أن هجوم وزير الخارجية يأتى فى إطار الهجوم المسبق بدون سند أو دليل، وإنما هو كلام مرسل فقط.

وقال مسؤول المكتب الإدارى للجماعة بالقاهرة إن أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية له دور فى هذا الهجوم، قائلا: «يجب أن نبحث عن دور المرشح السابق الموجود حاليا فى الإمارات»، مؤكدا أن هذا الهجوم يخفى شيئا لا نعلمه.

وكانت تقارير صحفية ذكرت أن الإمارات اعتقلت 60 شخصا ينتمون لجماعة «الإخوان المسلمين»، وأشارت هذه التقارير إلى أنهم أدلوا باعترافات تفيد بانتمائهم إلى تنظيم سرى أسس جناحا عسكريا هدفه الاستيلاء على السلطة وإقامة حكومة دينية فى الإمارات بوسائل غير مشروعة.

وقالت إن الموقوفين الذين بدأ القبض عليهم فى شهر يوليو الماضى «أقروا بأنهم وجدوا فى أحداث (الربيع العربى) فرصة ملائمة لنشاطهم وأن لديهم جناحا عسكريا تأسس منذ عام 1988 لتدريب المنتمين».

وأضاف التقرير: «وجهت النيابة العامة إلى الموقوفين أربعة اتهامات هى إنشاء وإدارة تنظيم سرى يمس الأمن ومبادئ قيام الدولة والارتباط بجهات خارجية وتلقى تعليمات وأموال منها والتعرض للقيادة السياسية فى الدولة إضافة إلى بناء محفظة استثمارية لدعم تنظيم غير مشروع»، وقالت إن الموقوفين «أسسوا هيكلا تقليديا يشبه الهيكل التنظيمى لجماعة الإخوان المسلمين فى الدول العربية، فهناك منسق عام، ومكتب تنفيذى، ومجلس شورى، فيما تدير القواعد لجان فرعية على مستوى كل إمارة فى الدولة».

وأضاف التقرير: إن الموقوفين عملوا على «تهيئة المجتمع للتنظيم بعد التغلغل فيه ثم الاستيلاء على السلطة وإقامة حكومة دينية»، وتابع: «استخدم التنظيم الإخوانى فى نسخته الإماراتية تكتيكات عدة، كان أبرزها الطعن فى شرعية الدولة ونظامها السياسى، وإيهام المواطنين بأنهم يعيشون حالة واهمة من الرخاء الاقتصادى».

أزمات الإخوان مع الإمارات بدأت منذ وقت سابق، حيث إن الحكومة الاتحادية حاولت معالجة موضوع الإخوان عبر احتوائهم، ففى سلسلة من اللقاءات التى أجراها الشيخ محمد بن زايد - ولى العهد - مع بعض الشخصيات المحسوبة على فكر الإخوان فى 2003 حاولت الدولة احتواءهم، وقد عرضت السلطات الإماراتية عدة خيارات على كوادر الجماعة من موظفى التعليم، مثل إعادة تأهيلهم وإبقائهم فى وظائفهم التعليمية، بعد إعلان تخليهم عن الجماعة، والتبرؤ من بيعة المرشد، والمساهمة فى بناء فكر إسلامى إصلاحى معتدل ومتسامح بعيد عن الأحزاب والتنظيمات ومضاد لأفكار الجماعة، والتخلى عن الجماعة تنظيميا، أو احتفاظ كل شخص بأفكاره بشرط ألا يقوم بترويجها أو الدعوة إليها.

ولكن قيادات الإخوان المسلمين أصرت على حقها فى النشاط، مما دفع بالسلطات الإماراتية إلى اتخاذ إجراءات حكومية بغية تنقية المناهج التعليمية من أيديولوجيا الجماعة، ولكن مع بداية الثورات العربية فى 2011 تحولت جماعة الإخوان فى مصر إلى موقع السلطة.

ما حدث من تراشق لفظى بالتهديد والاتهامات بين دولة الإمارات وتنظيم الإخوان فى مصر مؤخرا، خرج بالصراع إلى العلن، حيث قامت الإمارات بسحب الجنسية من شخصيات قيل إنها مرتبطة بمشروع مناوئ للوحدة الإماراتية، تلا ذلك تهجم من الشيخ الإخوانى يوسف القرضاوى على السياسة الإماراتية بسبب ترحيلها لمتظاهرين سوريين.

ورغم ذلك فإن المهندس «خيرت الشاطر» نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين زار دولة الإمارات العربية المتحدة منذ يومين وعقد خلالها عدة لقاءات مع رجال الأعمال والمستثمرين هناك، كما التقى ولى العهد الإماراتى وتأتى زيارة الشاطر هذه للإمارات فى إطار ممارسته لمهام إدارة الملف الاقتصادى الذى قالت مصادر إن الرئيس مرسى أسنده إليه قبل أسبوع خلفا لرجل الأعمال الإخوانى حسن مالك.

وأكدت المصادر أن زيارة الشاطر جاءت لنقل طمأنات رئاسية للمستثمرين الإماراتيين لتشجيعهم على الاستثمار فى مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الشاطر سعى من جانب آخر إلى إنهاء الأزمة الأخيرة التى تصاعدت بشكل رسمى لأول مرة بين دولة الإمارات وجماعة الإخوان على خلفية تصريحات وزير الخارجية الإماراتى المعادية للجماعة.

بالنسبة لدولة قطر فقد كان لها شأن آخر مع الإخوان المسلمين ففى عام 1954 م حينما اضطهد جمال عبدالناصر الإخوان المسلمين فى مصر، واضطرت نخبة كبيرة من الإخوان للهجرة خارج مصر، وهاجر كثير منهم إلى الجزيرة العربية، وهاجر بعضهم إلى قطر، فوصل إليها مثلا: عبدالبديع صقر والشيخ يوسف القرضاوى وعبدالمعز عبدالستار وأحمد العسّال وكمال ناجى وغيرهم، وكان لحضور هذا النفر من الإخوان إلى بلد صغير كقطر أثر معنوى كبير على أهل قطر المفطورين على حب الدين وأهله، وكان ثمة انبهار بهذه الرموز الإخوانية والتى كان لها دروس وحلقات فى المساجد ومحاضرات عامّة ودور كبير فى إنشاء وزارة التربية والتعليم وصياغة المناهج التربوية والتعليمية فى البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس فى كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وكان حاكم قطر حينذاك هو الشيخ على بن عبدالله آل ثان، وكان يميل إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان وكانت هذه المجموعة حريصة على العمل الفردى حتى لا تثير الشكوك حولها، خاصة أن شبهة «الحزبية» كانت دائما تلاحق الإخوان الفارين إلى خارج مصر، ركّز هؤلاء على إنشاء وزارة التربية والتعليم والمعهد الدينى ولعبت العلاقات الشخصية والمبادرات الفردية دورا كبيرا فى إنشاء التيار الإسلامى داخل قطر الذى تأثر فى مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب وفتحى يكن وغيرهما من مفكرى الإخوان، فالنشاط الإخوانى فى قطر «خاصة 1960 - 1980» شهد مرحلة نشطة من التلقّى الفكرى الإسلامى. وبعد خمس سنوات من تشكيل التنظيم الجديد جاء بعض الخريجين الجدد من الخارج 1980 - 1981 وانضموا إلى هذه المجموعة وبدأت تطرح الأسئلة الجدية داخل المجموعة: من نحن؟ وإلى نسير؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمّل حمله؟ هل هذا ما نريد؟ ما هى مصلحة المجتمع القطرى فى كل ذلك؟ وقررت تفويض أفراد منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية.

ولا يمكن الكلام عن نشاط الإخوان المسلمين فى منطقة الخليج العربى دون الحديث عن الوجود الإخوانى فى المملكة العربية السعودية، حيث يرجع أول اتصال بين جماعة الإخوان والسعودية إلى اليوم الذى اتصل فيه محب الدين الخطيب بالإمام الشهيد وعرض عليه السفر للعمل كمدرس فى المعاهد السعودية، وكان ذلك فى نوفمبر 1928م إلا أن الموضوع لم يتم بسبب عدم اعتراف الحكومة المصرية بحكومة السعودية فى ذلك الوقت تحت ضغط من إنجلترا، وبعد نشأة الجماعة وانتقالها للقاهرة وضعت الجماعة لائحة الحج لتنظم هذه الزيارات والهدف منها، والتى اعتمدها مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المنعقد فى القاهرة بتاريخ 12 من ذى الحجة 1353هـ الموافق 17 من مارس 1935م، وقد حرص الإمام البنا على أداء فريضة الحج، ودعا الإخوان لأدائها سنة 1354هـ/1936م فلبى دعوته على الفور مائة من الإخوان المسلمين كان منهم ثمانى عشرة امرأة، وقال محمود عبدالحليم عن هذه الرحلة: «أولا: ذكر المرشد أن همه كله كان منصبا على الالتقاء بوفود المسلمين من مختلف الطبقات من كل بلد إسلامى فى العالم، والتحدث معهم، ودراسة أحوالهم، ومناقشة مشاكلهم، والتعرف على مستواهم الحضارى والثقافى والدينى، ومعرفة مدى تسلط المستعمر على بلادهم، ومستوى فهمهم للإسلام وعلاقته بالحياة».

وكان الملك عبدالعزيز يعقد مؤتمرا للوفود التى جاءت للحج كل عام فى مؤتمر حافل، وقد علم الإخوان بموعد هذا المؤتمر وبمكانه الذى سينعقد فيه، فأعد الإمام البنا نفسه والإخوان المائة فى هيئة موحدة هى الجلباب الأبيض والطاقية البيضاء.. وفى الموعد المحدد فوجئ علية القوم المجتمعون بمائة رجل فى هذه الهيئة يخطون خطوة واحدة يتوسط الصف الأول منهم رجل منهم هو المرشد العام.. فكان هذا حدثاً مثيراً للالتفات.. ودخل هؤلاء فاتخذوا أماكنهم فى نهاية الجالسين، وبدأ المؤتمر بكلمة ترحيب من مندوب الملك.

زاد نشاط الإخوان فى السعودية بشكل واضح فى فترة حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية فى الفترة بين «1964 - 1975»، خاصة حينما حكم عبدالناصر على سيد قطب ورفاقه بالإعدام شنقا، حيث حاول الملك فيصل التدخل لدى عبدالناصر لتخفيف الحكم غير أن عبدالناصر تجاهل ذلك وأعدم سيد قطب ورفاقه، وبعد خروج الإخوان من السجون سافر كثير منهم للعمل بالسعودية.

قال محمود غزلان المتحدث للجماعة فى مقال له نشرته الصفحة الرسمية للجماعة ردا على الهجوم عليها من قبل دولة الإمارات: «يتصور بعض الناس أن دعوة الإخوان المسلمين باعتبارها دعوة إسلامية تتنكر لمبادئ الوطنية والقومية، وهذا تصور غير صحيح، فالإسلام نفسه يحض المسلمين على حب أوطانهم وأقوامهم وأن يدافعوا عنها وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل رفعتها وسيادتها، وليس معنى أنه يُمدُّ مظلة دعوته وخيره للعالم أجمع أنه يسحبها عن الوطن الإسلامى أو أهل العروبة، فهؤلاء أولى بالمعروف وهم حاملو الرسالة، ومن لم يهتم بأهله ووطنه وقومه فهو بغيرهم عديم الاهتمام». وأضاف: كيف لمسلم - خصوصا إن كان من الإخوان المسلمين - ولد وعاش وترعرع على أرضه وغذى بخيراته وتنفس هواءه وشرب ماءه أن يتنكر لهذا الوطن أو يفرط فى حبات رماله؟ إن الحكم الشرعى الذى يفرضه الإسلام على أهل الوطن إذا ما قصده الأعداء غزاة أن يهبوا جميعا لدفعهم وأن الجهاد فى حقهم جميعا رجالا ونساء، صغارا وكبارا يصبح فرض عين.

وتابع غزلان: تاريخ الإخوان المسلمين يقطع بأنهم يضحون بحياتهم من أجل أوطانهم، فمظاهراتهم ضد الاحتلال البريطانى لم تنقطع، وحينما لم تفلح الوسائل السلمية لجأوا للسلاح والجهاد، وتسارع شبابهم إلى القناة ينسفون مخازن الذخيرة والسلاح وقطارات الجنود، ويقتحمون المعسكرات ويشكلون فرق المقاومة الشعبية لقتل الضباط والجنود المحتلين، كل هذا من أجل تحرير وطنهم، لأن هذا فرض عين وهو الأمر الذى حدا بالإنجليز إلى الإسراع بالرحيل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..