جلست قبل أيام في صالة بيتنا المتواضع لأتفاجأ بانسجام والديّ مع المقدم القريب من الجمهور د.عبدالعزيز قاسم في برنامجه (حراك)
، واستمعت لحديثهم بأنه إعلامي يتكلم بما في خواطرهم ، وأنهم فعلا كما كرّر
وقال في
حلقته لم يكونوا يعرفون عبدالله القصيمي وعبدالرحمن المنيف إلا
بعد استنكار اللبراليين لامتناع نائب أمير القصيم من حضور افتتاح النادي
الأدبي بسبب وجود ورقتين لخائني الوطن والدين ، فاخترت أن أكمل المتابعة
معهما وللأسف أنني تابعت عند قرب نهاية الحلقة .
استوقفني
في نهاية الحلقة ذكر الأستاذ أحمد عدنان بأن علينا أن لا ننظر للأشخاص
المنفيين ( كشخص سعد فقيه وعبدالله قصيمي وعبدالرحمن منيف وفرعون
والشيطان!! و و و ...) بل علينا الالتفات لأفكارهم! !، فنناقش الأفكار لا الأشخاص ؛ عجباً وهل استحقت شخصياتهم النفي والطرد إلا بسبب أفكارهم الباطلة ،
فكما هو معلوم أن الإنسان وشخصه مكرم عند الله ونحترمه ولكن الرأي الباطل
لا يستحق الإحترام ، وإن كان الرأي الباطل يؤدي لزعزعة أمنية أو كفر
واستكبار وتمسك به الشخص فنفيه أمر طبيعي لحماية حريتنا الأمنية ولحماية
حريتنا مع ديننا الحنيف (كيف أحترم رأي باطل ،ما أكبر خرافة احترام الرأي).
رسولنا الوسطي صلى الله عليه وسلم عندما رأى مع عمر رضي الله عنه كتاباً أكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن (تمعر
) وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب عمر إلى التنور فألقاه فيه ، فلو
لم ينفي ويفني عمر ذلك الكتاب لما وجد الرضى والقبول من رسولنا الوسطي صلى
الله عليه وسلم بعد رفضه .
فالأفكار تؤثر على القلوب وعلى العقيدة ،وقلوبنا سريعة التقلب ،ولم يسمى القلب قلباً إلا لأنه يتقلب،
ولذلك أوصانا صلى الله عليه وسلم ب(اللهم ثبت قلبي على دينك )، ومن واجبي
تجاه قلبي أن لا أعرضه لأي كتاب مليء بالشبهات لعلي أن ألقى الله بقلب سليم
، ولا ينبغي أن يقرأ تلك الكتب إلا من لديه (حصانة علمية شرعية خصوصاً في جانب العقيدة ) ليستطيع أن يرد بها تلك الشبهات ، فقلبي وعقيدتي أغلى ما أملك ولن أرمي بها في كومة من شبهات بدون علم وبصيرة.
الباطل
لا يستحق التأمل بقدر ما يستحق النفي ، وليس كل ما يخرجه العقل من مرئيات
حق يستحق التأمل ،وكم من مفكر يظن أن الحق هو ما ينتجه عقله من آراء محدودة
فيضِل ويُضل ، وأقول آراء محدودة لأن العقل محدود ، وأقول إن العقل محدود لأن مدخلاته تعتمد على السمع والبصر ، والسمع محدود بموجات صوتية محددة وكذلك البصر محدود بمساحات حوله يراها بدقة بسيطة ليست عالية كالمجاهر مثلاً، وبما أن مدخلات العقل محدودة فبالتأكيد أن (مخرجاته محدودة )،
ولابد أن تعرض تلك الآراء على نور الوحي الواسع الرباني لنعلم صحتها من
خرافتها ، فالوحي نور أتانا ممن خلق كل شيء وكل شيء عنده بمقدار ، فالعقل كالعين والوحي كالنور وسيتخبط العقل في الظلام إن أبتعد عن النور.
أعظم الناس أثراً أقربهم إلى الحق ، وأطول الناس ظلاً أقربهم إلى نور الوحي، ومن لا نور معه لا ظلَّ له .
حصة أحمد الأسمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..