صندوق
النقد الدولي IMF مؤسسة دولية أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك
بهدف المحافظة على استقرار أسعار الصرف والنظام الاقتصادي والمالي العالمي.
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً مهماً في التأثير في سياسات
الصندوق وتوجهاته الرئيسة، وذلك
بحكم حجم اقتصادها العالمي وإسهامها في رأسمال الصندوق.
بين
الصندوق ووزارة المالية السعودية علاقة تاريخية منذ الأزمة المالية التي
عصفت بالمملكة عام 1951م وكادت أن تؤدي إلى إفلاس الدولة بشكل كامل، وذلك
بسبب إنفاق الدولة أموالاً أكثر من إيراداتها. ساعد فريق من خبراء الصندوق
على وضع نظام مالي لضبط عمليات الإنفاق وربطها بالإيرادات المتاحة، وأنشئت
مؤسسة النقد العربي
السعودي كبنك مركزي.
ومنذ ذلك التاريخ تطورت العلاقة بين وزارة المالية والصندوق، حيث يقوم الصندوق بإصدار تقرير سنوي عن وضع الاقتصاد السعودي بناءً على زيارة للمملكة يقوم بها فريق من الصندوق يجتمع خلالها بالمسؤولين عن الشأن المالي والاقتصادي، وعلى رأس هؤلاء وزير المالية، ويُسمى تقرير الصندوق – تقرير المادة الرابعة Article VI.
كل ما ذكرته أعلاه هو مقدمة وتعريف للموضوع الذي سبق أن أشرت إليه في مقالات سابقة. استفزني إلى طرح الموضوع بشكل محدد العنوان الذي أوردته صحيفة “الحياة” على صفحتها الأولى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 2012م الموافق 19 ذوالقعدة 1433هـ، الذي يقول (مديرة النقد الدولي: السعودية محرك استقرار للاقتصاديات العالمية).
يقول الخبر في مقدمته “أكدت مديرة الصندوق الدولي كريستين لاجارد، أن المملكة العربية السعودية هي محرك استقرار للاقتصاد الإقليمي والدولي، ولها دور رائد في الصندوق”. أنا أعجب وأتألم كثيراً من تصريحات كبار المسؤولين في المنظمات الاقتصادية الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، عندما يمتدحون أداء الاقتصاد السعودي ونموه، ويقولون إنه يعلو على معدلات النمو في الدول الصناعية الكبرى، ثم يزيدون الطين بلة بقولهم إن الاقتصاد السعودي محرك استقرار للاقتصاديات العالمية. ما هو عامل الاستقرار للاقتصاديات العالمية الذي تملكه المملكة العربية السعودية وتشيد به رئيسة الصندوق الدولي؟ شيئاً من الضمير يا سيدتي. نحن نعرف وأنتِ تعرفين أن عامل الاستقرار الذي هو خلف تصريحاتك وخلف تقاريركم المسبحة بعظمة الاقتصاد السعودي ونموه الخارق هو بالتحديد وبدون مواربة أو تدليس البترول السعودي الذي يؤكد لكم كل يوم وزيره أنه سيمد الاقتصاد العالمي بما يحتاج منه وأنه سيكبح أسعار البترول من الصعود فوق حدٍ معين يرضاه وترضونه. ألم يخطر ببالك يا سيدتي وببال خبرائك أن هذا النزف اليومي الكبير من البترول السعودي كماً وسعراً إن هو إلا هدر وضياع لحقوق المواطنين السعوديين من هذا الجيل والأجيال المقبلة؟ شيئاً من الضمير يا سيدتي، ألا تعلمين أن قولك هذا وما يماثله من قول خبرائك الزائرين يهرع به وزراؤنا إلى صاحب القرار وولي الأمر ليستشهدوا به على نجاح سياستهم الاقتصادية والمالية والبترولية وأنت أكثر من يعلم أنها صالحة لكم في الدول المستهلكة للنفط وضارة لنا نحن أصحاب النفط؟
أنا أعلم أنك تعلمين بحكم ثقافتك الاقتصادية والمالية وكذلك الحال لخبرائك في الصندوق أن نمو الاقتصاد السعودي العظيم الفاعل والمحرك لاستقرار الاقتصاد العالمي إنما هو قائم وبشكل رئيس وواضح على استنزاف الثروة الوطنية الوحيدة لهذا الشعب الذي لا يملك ثروة غيرها، التي يقتات عليها حتى تنضب وهي لا محالة ناضبة، وبعدها يبقى المصير مجهولاً. شيئاً من الضمير يا سيدتي، أنا أريد أن أفهم هل ما تقولينه عن اقتصادنا هو انعكاس لما يقوله لك الوزراء المعنيون، أم أنه انعكاس لحقائق وأرقام عن اقتصادنا تعرفينه أنت ونجهله نحن؟ ما هذه الحقائق والأرقام يا سيدتي التي لديك لأن ما هو واضح للعيان وأنا متأكد أنه واضح لضميرك وضمير كل عالم ومخلص أن السياسة الاقتصادية التي تسير عليها بلادنا ضارة بنا وبأجيالنا المقبلة. سيدتي تخيلي يوماً أنك سعودية ولك أبناء وبنات وجيل قادم من الرجال والسيدات، هل ستشعرين بالأمان؟ وهل ستقولين ما أعظم هذا الاقتصاد وقوته ونموه!؟ وهل ستسعدين بهدر ثروته البترولية للمحافظة على استقرار اقتصاديات العالم؟
اسمحي لي سيدتي أن أجيب عنك، فالسؤال سهل جداً والإجابة واضحة جداً، لو كنت ممن مصيرهم ومستقبلهم جزءاً من رمال الصحراء ووديانها التي لم يجرِ فيها الماء سنين طويلة لغضبت كما نحن غاضبون ولما قلت عن اقتصادنا ما قلته اليوم. شيئاً من الضمير يا سيدتي. أنا مضطر يا سيدتي للتوقف عن مواصلة هذا الخطاب فالظرف لا يتسع لما هو أكثر، لكن اسمحي لي أن أطلب منك طلباً لا يكلفك شيئاً وقد يغفر لك ما قلت من المديح في اقتصادنا. طلبي أن تقولي لزملائك من وزرائنا المعنيين بأمور الوطن المالية والبترولية والاقتصادية أن يجيبوا على أسئلتنا، فآذانهم لا تسمعنا لكنها قد تسمعك. وأهلاً وسهلاً بك في الرياض
ومنذ ذلك التاريخ تطورت العلاقة بين وزارة المالية والصندوق، حيث يقوم الصندوق بإصدار تقرير سنوي عن وضع الاقتصاد السعودي بناءً على زيارة للمملكة يقوم بها فريق من الصندوق يجتمع خلالها بالمسؤولين عن الشأن المالي والاقتصادي، وعلى رأس هؤلاء وزير المالية، ويُسمى تقرير الصندوق – تقرير المادة الرابعة Article VI.
كل ما ذكرته أعلاه هو مقدمة وتعريف للموضوع الذي سبق أن أشرت إليه في مقالات سابقة. استفزني إلى طرح الموضوع بشكل محدد العنوان الذي أوردته صحيفة “الحياة” على صفحتها الأولى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 2012م الموافق 19 ذوالقعدة 1433هـ، الذي يقول (مديرة النقد الدولي: السعودية محرك استقرار للاقتصاديات العالمية).
يقول الخبر في مقدمته “أكدت مديرة الصندوق الدولي كريستين لاجارد، أن المملكة العربية السعودية هي محرك استقرار للاقتصاد الإقليمي والدولي، ولها دور رائد في الصندوق”. أنا أعجب وأتألم كثيراً من تصريحات كبار المسؤولين في المنظمات الاقتصادية الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، عندما يمتدحون أداء الاقتصاد السعودي ونموه، ويقولون إنه يعلو على معدلات النمو في الدول الصناعية الكبرى، ثم يزيدون الطين بلة بقولهم إن الاقتصاد السعودي محرك استقرار للاقتصاديات العالمية. ما هو عامل الاستقرار للاقتصاديات العالمية الذي تملكه المملكة العربية السعودية وتشيد به رئيسة الصندوق الدولي؟ شيئاً من الضمير يا سيدتي. نحن نعرف وأنتِ تعرفين أن عامل الاستقرار الذي هو خلف تصريحاتك وخلف تقاريركم المسبحة بعظمة الاقتصاد السعودي ونموه الخارق هو بالتحديد وبدون مواربة أو تدليس البترول السعودي الذي يؤكد لكم كل يوم وزيره أنه سيمد الاقتصاد العالمي بما يحتاج منه وأنه سيكبح أسعار البترول من الصعود فوق حدٍ معين يرضاه وترضونه. ألم يخطر ببالك يا سيدتي وببال خبرائك أن هذا النزف اليومي الكبير من البترول السعودي كماً وسعراً إن هو إلا هدر وضياع لحقوق المواطنين السعوديين من هذا الجيل والأجيال المقبلة؟ شيئاً من الضمير يا سيدتي، ألا تعلمين أن قولك هذا وما يماثله من قول خبرائك الزائرين يهرع به وزراؤنا إلى صاحب القرار وولي الأمر ليستشهدوا به على نجاح سياستهم الاقتصادية والمالية والبترولية وأنت أكثر من يعلم أنها صالحة لكم في الدول المستهلكة للنفط وضارة لنا نحن أصحاب النفط؟
أنا أعلم أنك تعلمين بحكم ثقافتك الاقتصادية والمالية وكذلك الحال لخبرائك في الصندوق أن نمو الاقتصاد السعودي العظيم الفاعل والمحرك لاستقرار الاقتصاد العالمي إنما هو قائم وبشكل رئيس وواضح على استنزاف الثروة الوطنية الوحيدة لهذا الشعب الذي لا يملك ثروة غيرها، التي يقتات عليها حتى تنضب وهي لا محالة ناضبة، وبعدها يبقى المصير مجهولاً. شيئاً من الضمير يا سيدتي، أنا أريد أن أفهم هل ما تقولينه عن اقتصادنا هو انعكاس لما يقوله لك الوزراء المعنيون، أم أنه انعكاس لحقائق وأرقام عن اقتصادنا تعرفينه أنت ونجهله نحن؟ ما هذه الحقائق والأرقام يا سيدتي التي لديك لأن ما هو واضح للعيان وأنا متأكد أنه واضح لضميرك وضمير كل عالم ومخلص أن السياسة الاقتصادية التي تسير عليها بلادنا ضارة بنا وبأجيالنا المقبلة. سيدتي تخيلي يوماً أنك سعودية ولك أبناء وبنات وجيل قادم من الرجال والسيدات، هل ستشعرين بالأمان؟ وهل ستقولين ما أعظم هذا الاقتصاد وقوته ونموه!؟ وهل ستسعدين بهدر ثروته البترولية للمحافظة على استقرار اقتصاديات العالم؟
اسمحي لي سيدتي أن أجيب عنك، فالسؤال سهل جداً والإجابة واضحة جداً، لو كنت ممن مصيرهم ومستقبلهم جزءاً من رمال الصحراء ووديانها التي لم يجرِ فيها الماء سنين طويلة لغضبت كما نحن غاضبون ولما قلت عن اقتصادنا ما قلته اليوم. شيئاً من الضمير يا سيدتي. أنا مضطر يا سيدتي للتوقف عن مواصلة هذا الخطاب فالظرف لا يتسع لما هو أكثر، لكن اسمحي لي أن أطلب منك طلباً لا يكلفك شيئاً وقد يغفر لك ما قلت من المديح في اقتصادنا. طلبي أن تقولي لزملائك من وزرائنا المعنيين بأمور الوطن المالية والبترولية والاقتصادية أن يجيبوا على أسئلتنا، فآذانهم لا تسمعنا لكنها قد تسمعك. وأهلاً وسهلاً بك في الرياض
د/ عبدالعزيز الدخيـِّل
صحيفة الشرق..... 8 أكتوبر 2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..