ضغوط على قطر وتهديدات بسحب استضافتها لـ'مونديال 2022' في ظل 'حياة العُبودية'، ناهيك عن ملفّ 'العُزوف الجماهيري' عن الملاعب.
تُفاخر قطر، المُقبلة على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، بأنها "أنموذجا يُحتذى في حماية حقوق الانسان ومُكافحة الاتجار بالبشر"، بينما تُهدّد اتّحادات نقابية ومُنظّمات حُقوقية دولية بسحب تنظيم المونديال منها إن لم تقم بالكفّ عن انتهاك حقوق العُمّال الأجانب الذين يقومون ببناء الملاعب الرياضية الضّخمة وعن حرمانهم من الأجور العادلة ومن حق التنظيم النّقابي.
"لا لكأس عالم في قطر بدون حقوق للعُمّال"
فمُنذ أن فازت قطر بشرف تنظيم المونديال، في ديسمبر/كانون الأول 2010، بدأت الاتهامات تنهال عليها، بداية من اتهامات بشأن ما قيل أنها "رشوة اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لشراء أصواتهم، ونهاية بانتهاك حقوق الانسان فيما يتعلق بظروف عمال البناء والإنشاءات الوافدين، أغلبهم من جنوب آسيا.
فقد شنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال ـ وكذلك النقابات المُنتسبة الى الإتحاد الدولي للعُمّال عمال البناء والأخشاب ـ في مايو/أيار هجوما عنيفا ضد الحكومة القطرية، مُطالبا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، "في ظل حياة العُبودية التي يعيشها العُمّال هناك"، علي حدّ وصفه.
وقال الاتحاد انه بصدد تنظيم حملة دولية تحت اسم "لا لكأس عالم في قطر بدون حقوق للعُمّال".
أما مُنظّمة "هُيومن رايتس وُوتش"، فقد أصدرت في يونيو/حزيران تقريرا في 146 صفحة يتناول ما وصفته بـ"الإساءات التي ترقى أحياناً إلى مستوى العمل القسري التي يتعرّض لها مئات الآلاف من العُمّال الوافدينالى قطر".
وألقى التقرير الضوء على "تباينات مُقلقة بين عدد وفيات عمال البناء التي ذكرتها سفارات دول الوافدين في الدوحة والعدد الذي تذكره الحكومة القطرية"، وتحدث على سبيل المثال عن وفاة 191 عاملاً نيبالياً و98 عاملاً هندياً سنة 2010، بحسب كل من سفارتي البلدين.
لكن قطر ـ التي تقول أنها ضخّت مليارات الدولارات في برنامج البنية التحتية استعدادا لاستضافة كأس العالم ـ تُؤكّد أنها تحرص منذ عدة عقود على صيانة حقوق العمال وحمايتهم من الاستغلال.
وصدرت تصريحات للعديد من المسئولين القطريين وهم يُؤكّدون أن هناك ما يكفي من التّشريعات والقوانين المُعتمدة من قبل العديد من الدول التي لها سجلّ محترم في مجال حقوق الإنسان لحماية العمالة الوافدة، لكن هناك من يتجاهل تلك القوانين، مُستغلاً عدم معرفة العُمّال بها.
وفي يونيو/ حزيران، أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن تنظيم حملة إعلامية لتعريف العمال بحقوقهم وعن عقد ندوات تثقيفية في المناطق التي تشهد تواجداً عمالياً كثيفاً في المدن القطرية التي تشهد حركة عمرانية واسعة استعدادا لاستضافة المونديال.
"تجنيس الملاعب"
وكانت الّلجنة الدائمة للسكان قد أصدرت دراسة رجّحت حاجة السوق القطري إلى مليون ونصف عقد عمل خلال الفترة 2012-2022.
وأشارت الّلجنة أن بناء العديد من الملاعب الرياضية التي تستضيف المونديال يحتاج وحده إلى مليون فرصة عمل.
ويبلغ عدد سكان قطر حوالي1.7 مليون نسمة، وتمثل العمالة الوافدة حوالي 79.9 في المئة من إجمالي عدد السكان، بحسب احصائية 2010 الصادره من جهاز الإحصاء.
لكن، وإلى أن يحلّ موعد انطلاق المونديال، هل سيبقى ملفّ عُزوف الجمهور، خاصة من "القطريين"، عن حضور المباريات ـ والذي تعتبره السّلطات الرياضية العُليا من أخطر الملفّات الشّائكة ـ مفتوحاً على مصراعيه؟
فالإتحاد القطري لكرة القدم والصحافة والأوساط الرياضية في حيرة من أمرها. ويتساءل الجميع عن سبب "اختفاء المُشجّعين" من المُدرّجات رغم الميزانيات الضّخمة التي أغدقت في بناء الملاعب وتجهيزها وجلب النّجوم الأجانب بملايين الدولارات وتجنيس بعضهم.
وقد فتحت بعض الصحف ـ وفي مقدمتها "الرّاية" التي قامت باستطلاع لمعرفة أسباب عُزوف الجماهير عن الملاعب ـ هذه الأيام من جديد ملف هذه المُشكلة المُزمنة التي دفعت بالإتحاد إلى حدّ تقديم مكافآت وحوافز للجماهير، خاصة الأطفال وطلاب المدارس، لجذبهم الى المُدرجات التي بقيت مع ذلك خالية.
وازداد الأمر سوءا بعد أن لجأت بعض النّوادي إلى "استئجار مُشجّعين" من بين العُمّال الآسيويين أو الأفارقة بـ"الدّفع المسبق" ومنحهم الزّي الخاص بالنّادي لتشجيع الفريق.
وقالت "الرّاية" أن "الوصول إلى هذا المدىمن الإخفاق على المستوى الجماهيري جعل اتحاد الكرة ومؤسسة دوري نجوم قطر، المسؤول المباشر عن كل ما يتعلق بالدوري، يفتحان النار على الأندية.ووصل الأمر إلى توجيه رئيس الاتحاد إنذارا وتهديدا رسميا بتوقيع عقوبات على الأندية التى تقوم باستئجار المُشجعين".
وقد تحدثت القناة الفرنسية "فرانس2" مُؤخّرا عن فضيحة "تجنيس الملاعب" ضمن سبعة تقارير صحافية تحت عنوان "ما هي اللعبة التي تلعبها قطر؟".
ميدل ايست أونلاين
باريس ـ من حبيب طرابلسي
تُفاخر قطر، المُقبلة على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، بأنها "أنموذجا يُحتذى في حماية حقوق الانسان ومُكافحة الاتجار بالبشر"، بينما تُهدّد اتّحادات نقابية ومُنظّمات حُقوقية دولية بسحب تنظيم المونديال منها إن لم تقم بالكفّ عن انتهاك حقوق العُمّال الأجانب الذين يقومون ببناء الملاعب الرياضية الضّخمة وعن حرمانهم من الأجور العادلة ومن حق التنظيم النّقابي.
"لا لكأس عالم في قطر بدون حقوق للعُمّال"
فمُنذ أن فازت قطر بشرف تنظيم المونديال، في ديسمبر/كانون الأول 2010، بدأت الاتهامات تنهال عليها، بداية من اتهامات بشأن ما قيل أنها "رشوة اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لشراء أصواتهم، ونهاية بانتهاك حقوق الانسان فيما يتعلق بظروف عمال البناء والإنشاءات الوافدين، أغلبهم من جنوب آسيا.
فقد شنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال ـ وكذلك النقابات المُنتسبة الى الإتحاد الدولي للعُمّال عمال البناء والأخشاب ـ في مايو/أيار هجوما عنيفا ضد الحكومة القطرية، مُطالبا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، "في ظل حياة العُبودية التي يعيشها العُمّال هناك"، علي حدّ وصفه.
وقال الاتحاد انه بصدد تنظيم حملة دولية تحت اسم "لا لكأس عالم في قطر بدون حقوق للعُمّال".
أما مُنظّمة "هُيومن رايتس وُوتش"، فقد أصدرت في يونيو/حزيران تقريرا في 146 صفحة يتناول ما وصفته بـ"الإساءات التي ترقى أحياناً إلى مستوى العمل القسري التي يتعرّض لها مئات الآلاف من العُمّال الوافدينالى قطر".
وألقى التقرير الضوء على "تباينات مُقلقة بين عدد وفيات عمال البناء التي ذكرتها سفارات دول الوافدين في الدوحة والعدد الذي تذكره الحكومة القطرية"، وتحدث على سبيل المثال عن وفاة 191 عاملاً نيبالياً و98 عاملاً هندياً سنة 2010، بحسب كل من سفارتي البلدين.
لكن قطر ـ التي تقول أنها ضخّت مليارات الدولارات في برنامج البنية التحتية استعدادا لاستضافة كأس العالم ـ تُؤكّد أنها تحرص منذ عدة عقود على صيانة حقوق العمال وحمايتهم من الاستغلال.
وصدرت تصريحات للعديد من المسئولين القطريين وهم يُؤكّدون أن هناك ما يكفي من التّشريعات والقوانين المُعتمدة من قبل العديد من الدول التي لها سجلّ محترم في مجال حقوق الإنسان لحماية العمالة الوافدة، لكن هناك من يتجاهل تلك القوانين، مُستغلاً عدم معرفة العُمّال بها.
وفي يونيو/ حزيران، أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن تنظيم حملة إعلامية لتعريف العمال بحقوقهم وعن عقد ندوات تثقيفية في المناطق التي تشهد تواجداً عمالياً كثيفاً في المدن القطرية التي تشهد حركة عمرانية واسعة استعدادا لاستضافة المونديال.
"تجنيس الملاعب"
وكانت الّلجنة الدائمة للسكان قد أصدرت دراسة رجّحت حاجة السوق القطري إلى مليون ونصف عقد عمل خلال الفترة 2012-2022.
وأشارت الّلجنة أن بناء العديد من الملاعب الرياضية التي تستضيف المونديال يحتاج وحده إلى مليون فرصة عمل.
ويبلغ عدد سكان قطر حوالي1.7 مليون نسمة، وتمثل العمالة الوافدة حوالي 79.9 في المئة من إجمالي عدد السكان، بحسب احصائية 2010 الصادره من جهاز الإحصاء.
لكن، وإلى أن يحلّ موعد انطلاق المونديال، هل سيبقى ملفّ عُزوف الجمهور، خاصة من "القطريين"، عن حضور المباريات ـ والذي تعتبره السّلطات الرياضية العُليا من أخطر الملفّات الشّائكة ـ مفتوحاً على مصراعيه؟
فالإتحاد القطري لكرة القدم والصحافة والأوساط الرياضية في حيرة من أمرها. ويتساءل الجميع عن سبب "اختفاء المُشجّعين" من المُدرّجات رغم الميزانيات الضّخمة التي أغدقت في بناء الملاعب وتجهيزها وجلب النّجوم الأجانب بملايين الدولارات وتجنيس بعضهم.
وقد فتحت بعض الصحف ـ وفي مقدمتها "الرّاية" التي قامت باستطلاع لمعرفة أسباب عُزوف الجماهير عن الملاعب ـ هذه الأيام من جديد ملف هذه المُشكلة المُزمنة التي دفعت بالإتحاد إلى حدّ تقديم مكافآت وحوافز للجماهير، خاصة الأطفال وطلاب المدارس، لجذبهم الى المُدرجات التي بقيت مع ذلك خالية.
وازداد الأمر سوءا بعد أن لجأت بعض النّوادي إلى "استئجار مُشجّعين" من بين العُمّال الآسيويين أو الأفارقة بـ"الدّفع المسبق" ومنحهم الزّي الخاص بالنّادي لتشجيع الفريق.
وقالت "الرّاية" أن "الوصول إلى هذا المدىمن الإخفاق على المستوى الجماهيري جعل اتحاد الكرة ومؤسسة دوري نجوم قطر، المسؤول المباشر عن كل ما يتعلق بالدوري، يفتحان النار على الأندية.ووصل الأمر إلى توجيه رئيس الاتحاد إنذارا وتهديدا رسميا بتوقيع عقوبات على الأندية التى تقوم باستئجار المُشجعين".
وقد تحدثت القناة الفرنسية "فرانس2" مُؤخّرا عن فضيحة "تجنيس الملاعب" ضمن سبعة تقارير صحافية تحت عنوان "ما هي اللعبة التي تلعبها قطر؟".
ميدل ايست أونلاين
باريس ـ من حبيب طرابلسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..