يشكل موضوع خطر أبراج الهاتف الجوال معضلة وأزمة حقيقية في مجتمع
سنبدأ من خلال بيان أن تلك الأبراج تعمل من خلال موجات ترددية لاسلكية ،
وهي مماثلة لتلك المستخدمة في خدمات الراديو والمايكرويف ، وهي من ضمن
الفئة التي لا تتسبب في تدمير الـحمض النووي (DNA) مباشرة ، على عكس بعض الإشعاعات الخطيرة مثل أشعة إكس وغاما .
وقد وضع العلماء وعدد من الجهات العلمية العالمية مستويات محددة لهذه
الموجات تبقي استخدامها في حدود الأمان والسلامة ، وهو ما يثير الاختلاف
بين العلماء والجهات ذات العلاقة ، حيث تختلف الرؤية والتقييم لتلك الحدود
الآمنة ، بالإضافة إلى مصداقية المعايير ودقة البحوث التي تبنى عليها تلك
النتائج والمستويات المحددة .
ثلاث من المنظمات الأمريكية المعروفة – (IARC) (NTP) (EPA) –
تقوم بتصنيف المواد المسرطنة ، لم تقم حتى الآن بتصنيف أبراج الهاتف
الجوال على أنه من المسرطنات ، فيما تؤكد العديد من الجهات ذات العلاقة مثل
(FCC)
وهي اللجنة الاتحادية للاتصالات في الولايات المتحدة أن المستويات الحالية
المنبعثة من أبراج الهاتف الجوال آمنة ولاخوف منها ، مستندةً في ذلك على
عدد من الدراسات العلمية .
في السعودية ، كان عبدالله الضراب – محافظ هيئة الاتصالات حالياً – قد قدم
ورقة عمل قبل حوالي ثلاث سنوات نفى فيها وجود ضرر واضح لتلك الأبراج ، حيث
يرى أنه لا يوجد بحث علمي يثبت الضرر على الإنسان ، مبيناً - في ذلك الوقت
- أنهم يدرسون دمج بعض الأبراج في برج واحد تخفيفاً من أي أضرار محتملة .
في المقابل ، نجد أن بعض العلماء يعارضون الإدعاءات بسلامة تلك الأبراج ،
مستندين في ذلك إلى أن تلك الدراسات تمت على المستوى الحراري لتلك
الإشعاعات وأثرها ، في حين لم تبحث الآثار غير الحرارية والناتجة عن التعرض
الدائم للإشعاعات ، وهناك العديد من الدراسات التي تحذر من تلك الإشعاعات ،
إلا أنها لم تصل لمرحلة التحقق الكامل .
كما أن (IARC) قد تراجعت بعض الشيء وأعلنت في عام 2011 ،
أنها صنفت المجالات الكهرومغناطيسية الترددية اللاسلكية ضمن المسببات
"المحتملة" للسرطان لدى البشر ، وتستخدم المنظمة هذا التصنيف ليشمل المواد
التي توجد دلائل محدودة لخطورتها أو دلائل كافية على أثرها السلبي على
الحيوانات التي خضعت للتجارب المخبرية .
وسبق لهيئة المرافق العامة بولاية كاليفورنيا أن حثت على عدم تشييد
الأبراج الخلوية في الأماكن القريبة من المدارس والمستشفيات .
نحاول دوماً في تأكد أن نصل إلى نتيجة واضحة ، ولكن فيما يبدو أن هذا
الموضوع غير قابل لمثل هذه النتيجة ، لذا لا يسعنا إلا أن نلخص الحديث بأن
أبراج الهاتف الجوال لم يثبت ضررها أو سلامتها بشكل قاطع ومطمئن ، وحتى ذلك
الحين يجب الاعتراف بأن الطريق للسلامة الأكيدة لا يزال بعيداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..