بسم الله الرحمن الرحيم
قبل البداية هناك عدة نقاط :
-هذا الموضوع يحكي قصة حقيقية حصلت لي شخصياً الهدف من طرحها هو للتعرف على المرض عن قرب
ولشخص مجرب علها تكون فائدة لغيري ممن يعانون ويلات هذا المرض اسال الله ان يعافي كل مبتلى .
ولشخص مجرب علها تكون فائدة لغيري ممن يعانون ويلات هذا المرض اسال الله ان يعافي كل مبتلى .
-سيكون طرح الموضوع على أجزاء وبالتفاصيل جزئين كل أسبوع الأثنين والخميس إن شاء الله .
مدخل:
عقارب الساعة تتسابق أيهما يصل لنقطة البداية أولاً
وساعات الدنيا تستصرخ الوقت أن يتوقف
الوقت ينهش أضلعي وصحتي
الشراشف البيضاء ملت استلقائي فوقها
حتى الإبر امتعضت من طعم جسدي
وكأني أنظر لها تمسح لسانها عقب كل إبره تخترق يدي
هل اكتفيت !!!
أم لا زال هناك جزء من جسدي لم تلمسيه !!
أتراكِ أشبعت غرورك واكتفيت !! أم لم تنتهي !!!!
ولكن
لا يزال بالقلب بقية نبض
ولا زال هناك أمل يشع
ولازلت أنظر إلى باب لم يغلق
باب الأمل باب المستقبل باب لن يغلق
مادام هناك نبض في عرقي
مادام الدم يسري في شراييني
المقدمة :ما سأحكيه هنا ليس رواية ولا خيال .. بل هي قصة عايشتها وروضت نفسي على تقبلها حتى أصبحت أنظر إليها كعادة يومية وجزء من حياتي
لا أكتبها أستجدي عطف أحد ولا أطلب شفقة ولا رحمة .. بل هي رسالة !!!
رسالة إلى كل مبتلى علها تكون تخفيفاً له
رسالة إلى كل عائلة قاست ويلات هذا المرض علها تصبرهم وتعطيهم فكرة عما سيواجهونه
رسالة إلى كل من يقاسي ويلات هذا المرض علها تكون سلوان له
في البدء ليتذكر كل مريض أن المرض بلاء من الله عز وجل وليتمعن في هذا الحديث
في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
"إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله تعالى يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع
وكذلك
عن صهيب قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه ، إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ! ومم تضحك ؟
قال: ( عجبت لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب ؛ حمد الله وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فصبر ؛ كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن . ) . ( صحيح )
وكذلك
قول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ أو ما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه ] . إسناده صحيح على شرط الشيخين
فالبلاء والمحن وإن كانت في ظاهرها قاسية ومؤلمة ولكن !!
لننظر إلى الجانب المشرق فيها
فهي بلاء من الله لتكفير ذنوب وزيادة بالأجر إن شاء الله
ولا يضيَّع الإنسان الآجر من بين يديه بقلة صبره وكثرة سخطه
هنا
سأروي تفاصيل أخرى
سأعبر عن مشاعر ضلت حبيسة لأضلعي أربع سنوات
سأنطق بما لم أنطق به
وسأعلن ما أخفيته وأطلت إخفائه عن أهلي وأصدقائي بل وحتى عن نفسي ..!!
هنا
ستكون حكايتي مع مرضين من أخطر أمراض العصر ( وبالتفاصيل ستعرفون المرض الأخر)
هنا
ستكون مسيرة أربع سنوات ولكن بشكل مختلف
بداية الأعراض ومقدمات المرض :
بدايةً لم يكن يظهر علي أية تغيرات من ناحية صحية ولم يكن هناك شيء يوحي بمرض , إلى أن وصلت أواخر الصف ثاني ثانوي .
بدأت تظهر علي ملامح السمنة الغريبة , أصبحت أكل بشراهه وجسمي بدأ وكأنه ينفجر ويزداد بشكل متسارع وفي فترة وجيزة كان وزني إنقلب إنقلابه هائلة وأنتقل من الـ 65 تقريباً إلى حدود الـ 115 .
كل هذا حصل في ظرف سنتين تقريباً .
كنت خلالها أنهيت المرحلة الثانوية وإنتقلت للشرقية للدراسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي كانت حلم حياتي.
لم يكن يدور في خلدي أن هذا الزيادة العجيبة في وزني ماهو إلا ورم يزداد حجمه في أحشائي ,
فكل ما كان يخطر في بالي أنه كأي شخص عادي مجرد سمنة عادية بسبب إعتمادي على أكل المطاعم بحكم أني أصبحت في غربة فلا يتوفر لدي إلا أكل المطاعم .
لم يُكتب لي الإستمرار في الجامعة بسبب ضعفي في اللغة الإنجليزية فقمت بسحب ملفي ورجعت للرياض ودخلت التخصص المحبب لدي .
وإلتحقت بكلية المعلمين قسم مسار رياضيات .
وسبحان الله عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم, فتحطم أحلامي بان أكمل دراستي بالبترول كان خيراً لي لأعود للعاصمة حيث المستشفيات متقدمة أكثر .
أكملت دراستي بكلية المعلمين بشكل ممتاز وأنهيت أول مستويين وبدأت المستوى الثالث وحالي لازال كما هو .
فوزني لا زال يواصل تحطيم الأرقام حتى عانق الرقم 130تقريباً .
في نهاية المستوى الثالث من دراستي بدأت أحس ببعض الألم في بطني ,
كنت أظنه مجرد ألم عادي يأتي كل الأشخاص فلذلك لم اعر الأمر أي اهتمام .
ولكن الألم اخذ بالازدياد يوماً بعد يوم حتى لم أعد اطيق الاحتمال .
توجهت إلى مستشفى حكومي صغير قريب من بيتنا , وأتذكر الدكتور الذي كشف علي جيداً .
بعد أن قام بالكشف علي صرف لي علاج وقال إنها نزلة معوية ستذهب بعد ثلاث أيام , أخذت العلاج وانصرفت وأنا موقن أن كلام الطبيب صحيح وأخذت استعمل العلاج.
ولكن مرت ثلاث أيام دون أن يحصل شيء .
بل على العكس .
الذي حصل أن الألم ازدياد , ثم اخذ لون البياض في العين ينقلب إلى اللون الأصفر
فقالت لي والدتي أطال الله بعمرها أن هذا صفار
"مرض يسمى الصفار ناتج عن ازدياد في إفراز القناة الصفراوية وهو مرض معدي"
فعدت إلى المستشفى والى نفس الدكتور وبعد أن رآني عرف مابي من عيني ولكن عمل التحاليل المطلوبة للتأكد فقط
وبعد ظهور التحاليل .
اتصل بي المستشفى واستدعاني وأكد لي أني مصاب بالصفار وطلب تحليل للماء من بيتنا للتأكد أن الماء ليس سبب لأن المرض معدي ويخشون انتقال العدوى .
والنتيجة كانت أن الماء لاعلاقة له بالأمر.
تم تحويلي على أثر النتائج إلى مستشفى الشميسي .
في مستشفى الشميسي :
قبل أن أذهب لمستشفى الشميسي وكانت نظرتي للمستشفيات لازالت بيضاء , ولكن للوهلة الأولى تصاب بالإحباط وتعلم أن الأهم من كونك تملك تحويل مختوم بأسفله حالة إسعافية هو أن تملك واسطة !!!
أتذكر جيداً عندما توجهت للمستشفى ودخلت الإسعاف
كانت أسياب المستشفى ممتلئية بالمرض
أحسست أن كل أهالي الرياض أصبحوا مرضى وتجمعوا هنا
عملت الإجراءات اللازمة وجلست مكان الإنتظار أتلفت على بعض المرضى , أحدهم كان يحمل طفل إبتلع شيء سد مجرى التنفس لديه أجبروه ينتظر كغيره ولكن سمح له الأخرون أن يتقدم عليهم .
أخر أحضر صديقه يحملونه على سرير يتلوى من شدة الألم , يسألونه مابه يقول لا أعلم دخلت عليه في شقته ووجده هذه حالة يسألونه كم له على هذه الحال يقول لا أعلم من ثلاث أيام لم أره .
أقلب نظري بينهم أحاول أن أتحسس مشاعري ولكن يبدو أن ألمي سرق مني الإحساس بكل شيء في ذلك الوقت
جاء دوري ودخلت
طبيب هندي لا يفقه عربي ولا حتى انجليزي معه ممرض سعودي .
الطبيب إكتفى بالمشاهدة وترجمة الكلمات الإنجليزية بالدكشينري للغته حتى يفهم ما نقول
أما الممرض فهو الذي قام بعمل الطبيب وبصعوبة يتم التفاهم بينهم
عمل كشف سريري مجرد تحسس لمنطقة الألم
وأخيراً تم أخذ تحاليل دم سألتهم هل أنتظر قالوا لا بالغد ستظهر تعال غداً هنا
ذهبت وعدت بالغد قالوا أن إنزيمات الكبد مرتفعة الممرضة من أخبرتني بذلك أما الطبيب فلم أجده
ولم يتم تحويلي للعيادات
ولا قابلت طبيب
ولم أجد من أستطيع التفاهم معه
عندها خرجت ووددت أن لا أعود هنا مرة أخرى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الثاني
الطرق الشعبية :
بعد أن تركت مستشفى الشميسي عدت للبيت ,
زيارتي لمستشفى الشميسي جعلتني لا أفكر أبداً بالمستشفيات فكان الحل البديل الطب الشعبي.
هذا المجال تكثر فيه الأقاويل مابين فلان وعلان , وقصص من شفي على يديهم
وبدأت أطرق أبواب الطب الشعبي بضغط من والداي أطال الله بعمرهما وعلى غير رغبة مني .
وبعد سؤال عن المعالجين وقع الخيار على سيدة كبيرة بالسن من محافظة الخرج يقال لها ( أم ناشي).
سمعنا عنها الكثير وأنها من المعالجين المشهورين لمرض الصفار .
قصص كثيرة لأناس يتوجهون لها من أنحاء المملكة لعلاجهم
كانت تعالج بالفصد
(الفصد أحد طرق العلاج الشعبي وهو عبارة عن قطع مكان معين بالجسم ليخرج الدم الفاسد وهو يشابه الحجامه ولكن ليس بحجامه)
وفي يوم ثلاثاء توجه أخواني لمدارسهم وأعمالهم , وتوجهت أنا ووالدي ووالدتي حفظهما الله لمحافظة الخرج.
100 كيلو قطعناها , طوال الطريق صامت لا أتحدث إلى أن دخلنا الخرج.
بيتها أشبه ما يكون بيت مزرعة على أطراف الخرج .
توجهنا لها نزلت الوالدة تحدثها وتخبرها وبعد قليل نادتني .
دخلت مكان أم ناشي سلمت وجلست , عجوز طاعنة بالسن تبدو لي تجاعيد وجهها من تحت برقعها والحناء يلون كفيها.
بدأت تخبرني أن مرض الصفار أمر عادي وانه مجرد تخرج الدم الفاسد سأتعافى بأذن الله
كان حولها أحفادها الصغار يلعبون.
طلبت منهم إحضار موس وجلست أمامها وهي خلفي وبدأ الصغار يضحكون وينتظرون تعابير الألم على وجهي.
وبدأت تقطع جلدي من خلف أذني في كلا الأذنين وبعد أن أنتهت وضعت منديل لوقف النزف .
لم أشعر بألم الموس لأن ألم يدها القابضة على أذني كانت أشد علي من الموس ولا أعلم حقيقة هل هي تعمدت هذا الفعل لكي لا أشعر بألم الموس أم أنه صدفة لا غير!!!
بعد ذلك أعطتني وصفة حجبة معينة مدتها أربعين يوم
أبرزها أن لا أقرب الملح
بعد ذلك نادت أحد بناتها أسمها مها للقيام بواجب الضيافة فشكرتها الوالدة وأعتذرت لها لأن ورائنا عودة للرياض ( إلى اليوم أقول للوالدة الله يهديك ماخليتي مها تقهوينا )
عدنا بعدها للرياض وجلست كم يوم ملتزم بالحجبة المذكورة ولكن لم يظهر أي تحسن نهائي
بعد ذلك توجهنا لعجوز ثانية يقال لها أم عوض
وأعطتني أعشاب لا أعرف مكوناتها مطحونة أخلطها مع الماء واشربها
ومع ذلك لم يحدث أي تحسن يذكر
فكان الخيار الثالث التوجه لرجل كبير يقال له الصمعاني مشهور جداً من سكان حي العليا ,
ومعه ترخيص من وزارة الصحة لمزاولة الطب الشعبي
توجهت له أنا وأخوي يوسف
كان في جانب بيته ملحق صغير للمراجعين
دخلت وجلست في الإنتظار لحين وقتي , وبدأت أرتجف لسماعي صراخ من يقرر لهم أن علاجهم الكوي ويكويهم
جاء دوري ودخلت عليه أنا ومعي أخوي يوسف
وبدأ أخوي يخبره بالقصة كاملة وما حدث كامل , نظر لعيني ولجسمي كان الصفار بادي على جسمي .
قال تحتاج لوصفة بالأكل وبدأ يخبرني عنها
لا تأكل لحم كثيراً , وان استطعت أكثر من اللحم الأبيض .
لا تقرب الملح كثيراً وكل الأكل خانس
أكثر من الخضروات والفواكه
مدة اربعين يوم وبعدها يزول كل شيء ان شاء الله
(يبدو لي كلام لا مهارة فيه مجرد كلام عابر !!!)
سألته أروح للمستشفى ؟ قال لي بلهجة كبار السن المحببة لقلبي
وشوله تروح يقطعونك بس خلك منهم !!!
عدت للبيت وإلتزمت بالحجبة ومرت الأيام ولكن !!!
لا جديد حالتي تزداد سوء
والصفار من اعراضه الترجيع
فكنت طوال ههذ الفترة لا أكل شيء مر علي حوالي ثلاث اسابيع لم اذق طعم الأكل
مجرد مشروبات ولا تكاد تستقر في بطني حتى تخرج !!! .
المستشفى الخاص :
بعد كل ماحصل لي قررت أن أتوجه لمستشفى خاص قريب من بيتنا .
توجهت له وكشف علي مبدئياً الدكتور طارق اخصائص باطنية وكما قال سابقيه مصاب بالصفار
طلب فحوصات لإنزيمات الكبد وعملت الفحوصات اللازمة وظهرت النتيجة
كانت معدلات الإنزيمات في جسمي
a=1100
b=1200
الصفار =11
معدلات الإنسان الطبيعي إن لم تخني الذاكرة
a=110
b=115
الصفار=1
كان الإرتفاع هائل جداً
أخبرني الدكتور أنه يجب الأن أن نتعرف على سبب الإرتفاع ؟!
أكثر ماكان يخافه أن يكون اصابه بفيروس الكبد الوبائي
فطلب عمل اشعة صوتية
وقمت بعمل اشعة صوتية في نفس المستشفى
(طريقة الأشعة الصوتية يوضع سائل على منطقة الكشف ويمرر الجهاز على الجسم تأخذ تقريباً حوالي 10 دقائق ولا تشعر فيها بأية ألم
ويجب أن يكون الكريض صائم لمدة 4 ساعات ).
بعد عمل الأشعة الصوتية تبين أن هناك إنسداد في القناة الصفراوية
هنا ظهر الإرتياح وأنه خطر إصابتي بفيروس الكبد الوبائي زال ولله الحمد
فكل ماهناك انسداد فقط وقد يكون حصوة
طلب مني الدكتور طارق العودة لمستشفى الشميسي لأنه يجب عمل منظار والمستشفى هذا صغير ولا يملك الإمكانيات اللازمة .
في هذا الوقت كان العمل يجري على قدم وساق بين كل المعارف لإيجاد واسطة في الشميسي , وفعلاً بعد جهد وجدنا شخص يعمل هناك .
تم الاتصال به وقام مشكوراً بعمل اللازم وبقي معي كظلي في كل خطوة أخطيها وفي كل مره كان يكلم لنا أحداً حتى يتم الإستعجال بعمل الفحوصات اللازمة حتى يتم عمل منظار.
كان الكشف الأولي من قبل طبيبة أخذت أوراقي تقلبها وقالت لي بالحرف الواحد وش اسويلك الحين !!!
قلت لها المطلوب عمل منظار وأرجو منك تحويلي لقسم المناظير
قامت بتحويلي لإستشاري الكبد , والذي بدوره طلب فحوصات للدم وثم قام بعمل اشعة صوتية لمنطقة الانسداد.
ومن ثم تم تحويلي لقسم المناظير لعمل منظار وهذا هو اساس عودتي للمستشفى .
عملت كل المطلوب بمساعدة من صديقنا جزاه الله خير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الثالث:
المنظار وبداية الحقيقة :
كنت إلى هذا الوقت لا أعلم أني مصاب بالسرطان
فكل ما خطر ببالي أنها مجرد حصوة ويتم إزالتها بالمنظار وتعود المياة لمجاريها
بعد ان تم تحويلي لقسم المناظير كان من المفترض أن أذهب إليه لحجز موعد منظار ولكن لو مشينا بهذه الطريقة النظامية فلن يكون الموعد قبل أشهر.
وكيف لي أن أصبر !!! .
فكلمت صديقنا الذي تكفل بكل إجرأتي .
وقال لي تعال من الغد صائم ولا عليك
أتيت من الغد بدون موعد وجلست في الإنتظار من الساعة 7 صباحاً وحتى الساعة 1 ظهراً
حتى أتى الدكتور ماجد رئيس قسم المناظير .
والذي كان بالإضافة إلى أنه رئيس قسم المناظير كان مستشار بوزارة الصحة.
فكلمه صديقنا ووافق مشكوراً على عمل المنظار لي خارج وقت الدوام
والحقيقة ان الدكتور ماجد كان قمة في الأخلاق ليس لأنه عمل المنظار لي خارج الدوام فقط
بل لأني تعاملت معه فلمست فيه أخلاق الرجل الطيب المهذب.
وفعلاً إنتظرت إلى الساعة 3 العصر
بعدها وبأمر من الدكتور ماجد خلعت ملابسي وألبسوني ملابس المستشفى
ووضعوا المغذي بيدي ورجعت للإنتظار مدة ساعة
قبل أن أدخل غرفة المنظار كان سبقني لعمل منظار أحد كبار السن وخرج سليماً معافى لا يبدو عليه شيء
فكنت أنظر إليه في غرفة الإنتظار وكيف أنهم عملوا له منظار وأنه كان ينظر للشاشة ويرى تفاصيل جسمه من الداخل
هذا الكلام جعلني أطمأن وأن الأمر سهل ولا يخيف.
كان معي من الساعة 7 صباحاً أخوي موسى ..
طريقة المنظار:
هي أداة تدخل عن طريق الفم تشابه لي الغاز يكون في رأسها كاميرة صغيرة لتصوير الجسم من الداخل.
تدخل عن طريق الفم لتصل للمنطقة المراد تصويرها وعمل ما يلزم لها.
جاءت الساعة 4 عصراً بعدها أدخلوني غرفة المنظار
دخلت غرفة المنظار لعمل المنظار
صعدت على السرير وقبل أن أستلقي يجب أن أشرب مادة تعطى لي مهدئ للحلق
بعدها استلقي على بطني والتفت برأسي لليمين.
ثم يوضع اداة في الفم مفتوحة من الوسط حتى لا أستطيع اغلاق الفم نهائي .
ثم يكون هناك من يمسك يداي وقدماي حتى لا اتحرك .
وبعد قليل يدخلون المنظار مع الفم ويبدأ يتحرك واشعر به وهو يتحرك بجسمي حتى يصل للمعدة فأشعر بحركته في بطني
ولكن لا يمكنني عمل شيء نهائي بسبب الممسكين بي..
المنظار مؤلم بصورة كبيرة لدرجة أني أحاول اخرجه من فمي بكل ما أؤتيت ن قوة ولا يمكنني عمل شيء نهائي..
استمر هذا الأمر مدة تقريبا ربع إلى ثلث ساعة عندها أخرجوا المنظار من فمي
عندها أنا هدأت ولكني لا أتحرك من شدة الألم..
بعد قليل أخرجوني خارج غرفة المنظار وسمحوا لأخوي بمقابلتي ووجدت أن أخوي الأخر ( عبدالاله) قد أتى للمستشفى.
أخبرني الدكتور ماجد ان الصفار بأذن الله تم التعامل معه
وذلك عن طريق وضع أنبوبة بلاستيكية في القناة الصفراوية المنسدة وتسمى دعامة
(تذكروا هذه الأنبوبة جيداً سيكون لها شأن مستقبلاً)
بعدها استدعى الدكتور ماجد اخوي موسى بحكم أنه الكبير ودخل معه لغرفة الدكتور لا اعرف ما قال له
كل ما كان يدور ببالي في ذلك الوقت كيف اشرب ماء
فطلبت من اخوي عبدالاله ولكنهم منعوني من الشرب والأكل لمدة ساعتين فأكتفى أن يبلل منديل ويمسح به فمي دون أن أشرب
بعد ساعة ونص كانت الساعة خمس ونصف عصراً
سمحوا لي بالخروج فقالوا لي تستطيع ان تمشي أم نحضر لك كرسي قلت لا استطيع فنزلت على الارض ومشيت قليلاً ودخلت غرفة تبديل الملابس وبدلت ملابسي
وعندما أردت الخروج كدت أقع وبدى ظاهراً أني لا استطيع المشي إلى السيارة..
فأحضروا لي كرسي متحرك ودفوني عليه للسيارة..
في ذلك الموقف كان قلبي يعتصر ألماً لأول مره أحتاج لهذا الكرسي!!!
استغربت عندما خرج أخي موسى من الدكتور كانت علامات التأثر الشديد بادية على وجهه
المفترض أن يكون فرحاً في هذا الوقت لا حزين !!
كذلك قام الدكتور بتسليم أخوي موسى مواعيد لعمل اشعة مقطعية
والتي كانت محل استغراب بالنسبة لي
فما الداعي لعمل اشعة مقطعية وانا عملت منظار !!
فالصفار تم التعامل معه..
و طلب أحوي موسى من أخوي عبدالاله أن يوصلني للبيت..
عدت للبيت وكنت طوال الطريق اضحك وكأن شيء لم يكن
فعادتي أني لا أهتم كثيراً لمثل هذه الأمور
ولكن ماكان يدور بالبيت شيء أخر
كان الكل ينتظرني وبالأخص الوالد والوالدة أطال الله بعمرهما
وصلت للبيت ووجدت أن الوالد أطال الله بعمره يقف أمام الباب والوالدة حفظها الله خلف الباب ينتظروني
ما أقسى تلك اللحظة على قلبي لا استطيع اناعبر عنها
سأكتفي بسردها كما هي واترك لكم تخيل مافيها
وصلت للبيت ونزلت تقدمت وسلمت على الوالد قبلت رأسه ويده كان يبكي أطال الله بعمره فبكيت لبكائه
بعد ذلك دخلت وسلمت على والدتي حفظها الله قبلت رأسها ويدها
لم أبكي هنا لألم
بل بكيت لبكاء أعز مخلوقين على قلبي
وهل هناك أغلى من دموع الوالدين !!
اعتصر قلبي الألم لأني السبب في بكائهما
نعم المرض قضاء وقدر ولكن مؤلم أن تكون سبب ببكاء والديك....
دخلت وصليت الظهر والعصر كنت لم أصلي إلى الان فصليتهما جمعاً
أنتهى هذا اليوم بخيره وشره ونهضت من الغد وكان أول عمل أعمله هو الفطور
مرت عدة اسابيع لم أهناء بأكل معتاد
ماذا قال الدكتور لأخوي موسى !!..
عندما عمل الدكتور ماجد المنظار
وجد أن سبب الإنسداد في القناة الصفراوية هو ورم يضغط على القناة الصفراوية فسبب لها إنسداد
وأثناء المنظار أخذ عينة من الورم لتحليلها ومعرفة نوع الورم وهل هو حميد أم خبيث ؟!
ولذلك أعطاني موعد اشعة مقطعية لتحديد حجم الورم في جسمي
كان الورم في جسمي في البنكرياس
ينمو داخل البنكرياس حتى صار كأنه جزء منها وامتد خارجها فكان كأن البنكرياس متضخم وضغط على القناة الصفراوية...
هذا ما قاله لأخي موسى ولم أعلمه أنا وكنت حتى هذه اللحظة لا اعرف اني مصاب بورم
زواج مختلف والحقيقة المؤلمة:
إجازة عيد الأضحى بدأت وزواج أخوي موسى بعد أيام من اليوم , ومن الغد كانت رحلتنا لديرتنا لإتمام الزواج ,
وماهي إلا أيام وها نحن في الإستراحة وبدأت مراسم الزواج.
الرجال في مكانهم والنساء في مكانهن .
اشتغلت رغم تعبي مابين نقل الأغراض والإعداد للعشاء , وبدأ التعب ينهش جسدي وبدأت لا أقوى على حمل نفسي .
وضعنا العشاء للرجال وجلست أنا بالخارج لم أستطع أن أكل شيء وبعد أن انتهى العشاء ألتم إخواني حولي .
كان التعب بادي علي ونفسي يضيق وكأني أسحب الهواء سحباً
كان من المفترض أن نتحرك من الغد أنا وأخوي محمد للرياض لمحاولة تقديم موعد الأشعة المقطعية.
ولكن عندما نظر أخوي محمد لحالتي ( وهو أكبر أخواني) طلب أن نتحرك الان .
حاولت أن أمشي لوحدي ولكني لم استطع فساعدني أخوي حمد وارتكيت عليه إلى أن وصلت للسيارة.
بعدها تحركنا للرياض كانت الساعة 10 مساءً.
قلبي يعتصرني ألماً
قبل أيام أبكيت والداي واليوم أكون سبب في تكدير زواج أخي !!
بدأنا الطريق للرياض , وطوال الوقت وأخي يحدثني عن قصص الذين أصيبوا بالسرطان وشفيوا وأنا لازلت أجهل مابي ولازلت لا أعلم ماسبب ذكر أخي لمثل هذه القصص التي تعبت أذناي من سماعها لمدة أسبوع .
(طبعاً موسى كان أخبر محمد بالورم من أول يوم)
فمرة يحكي لي عن طفلة اصيبت بورم وشفيت بعد تسع شهور
وضابط يعرفه بالعمل اصيب بورم في انفه وتعالج وشفي
ومرة عن والدة صديقة التي اصيبت قبل 16 سنة وشفيت
قصص كثيرة مللت من تكرارها ولا اعرف ما الداعي لذكرها ولماذا يحكي لي عن من أصيبوا بسرطان فقط!!
أليس هناك أمراض أخرى ؟!
سؤال تردد في ذهني كثيراً في هذا الأسبوع المتعب !!!.
سألت أخوي لماذا يركز في ذكره للقصص على السرطان فقط وهل هناك أمر يخفيه عني .
فقال لا
من كثرة ما يحكي لي بهذا الأمر جعلني اشك أني مصاب بورم فسألته هل بي سرطان؟!!
سكت قليلاً ثم أجاب
فيك ورم ولكن للحين مايدرون وش نوعه خبيث وإلا حميد ولكن إن شاء الله حميد.
لا أعرف شعوري في ذلك الوقت كيف كان ولا يمكنني أن أصف وقع الكلمات على أذني .
كل مافعلته أني سكت قليلاً وبعدها ابتسمت
لا أدري هل ابتسامة قوة أم ابتسامة صدمة أم ماذا بالضبط
لم يكن يخطر ببالي يوم من الأيام أن أصاب بمرض من هذا النوع !!!
ليس استبعاداً ولا قنوطاً فهذا أمر الله والحمد لله راضي بماقسمه الله علي تمام الرضى
ولكن من يخطر بباله أنه مصاب بسرطان !!
لا شك أسلوب أخي كان جميلاً وساعدني كثيراً في تقبل الأمر
بعد ذلك كان لأخي نصيب من غضبي الذي لم اعرف سببه!!
بدأت ألومه لأنه لم يخبرني من الأول وأني لدي القدرة أن أتقبل هذه الحقيقة وأني مؤمن بقضاء الله وقدره.
( ولا أعرف حقيقة أنه هل كنت سأٌوى على تقبل الأمر لولا تمهيد الطريق لي من قبل أخي أم لا)
وصلنا حدود 12 بالليل إلى الرياض وكان الإنهاك قد ملأ أجسادنا لم أصدق كيف استقبلت الفراش لألقي بجسدي المثقل عليه حتى لم أترك فرصة لنفسي بالتفكير بأحداث هذا اليوم فلست بوضع يسمح لي بالتفكير ألقيت جسدي ونمت .
وفي الصباح ذهبنا للمستشفى ولكن محاولاتنا بأت بالفشل فلم نستطع عمل أي شيء لتقديم الموعد
وعندما سألنا الدكتور هل نعمل الاشعة بمستشفى خاص؟!
قال الافضل لا فهنا لديهم الخبرة الكافية ويعلمون مايريده الطبيب بشكل افضل .
كما قابلنا الدكتور ماجد والذي أخذ يطمأنني ان الطب تقدم وهناك حالات كثيرة اصيبوا وشفيوا منه
( الحقيقة لم يؤثر بي هذا الكلام لأني كنت مستعد نفسياً لكل الإحتمالات ) .
بعدها قررنا العودة لأهلي حيث لم نستطع عمل شيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد على أحدهملا شك أن فكرة الأصابة بهذا المرض تجعل الشخص قريب من الموت
ولكن هذا لا يعني أن الأصحاء بعيدين منه
الموت باب وكل الناس سيطرقونه يوماً ما وقد يكون المريض أطول عمراً من الصحيح
لحظة إصابتي بهذا المرض بدأت أفكر كثيراً بالموت لأني أصبحت أشعر أني قريب منه ( مع أنه المفترض أن نتخيل أنفسنا قريبين من الموت بكل وقت)
لا أخفيك أختي بدأت أتخيل شكل الموت أتخيل نفسي مسجى أتخيل نفسي أغسل أكفن يصلى علي وأدفن !!
أشياء كثيرة تخطر ببالي
كانت كأنها أطياف تمر أمامي
أحاول أن أطردها دائماً ولكني كنت حريص كل الحرص أن لا أظهر مابداخلي أبداً لأنه كان دائماً أمامي والداي حفظهما الله كنت أنظر لكبرهما فكان أي إنهيار لي يعني إنهيار لهما
لن أقول كنت قوي بل أنا ضعيف أحيان أتمنى أن أكون لوحدي أتمنى أن أبكي لا أريد أن ينظر والداي لدموعي ولكن هيهات أن يتركاني وهيهات أن يبتعد عني أهلي
كنت ضعيف ولكني أدعي القوة
أتصنع القوة أظهر أني لا أهتم حاول أن أعيش حياتي طبيعية أحاول أن تستمر عجلة الحياة كما هي
كنت حتى في ذلك الوقت أطلع مع أحابي وكأن شيء لم يكن وكأني لست مصاب أحاول تجاهل الأمر
كنت أكذب بإدائي القوة وأحاول تصديق كذبتي
الموت
كان كالطيف يمر أمامي
وأحاول قدر المستطاع أن أطرده من مخيلتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الرابع:
قبل أن أبدأ بالجزء الرابع أشكر كل من علق وكل من دعى لي وكل من مر على الموضوع
في الحقيقة وصلتني رسائل جميلة اشكر كل من تواصل معي بهذا الموضوع
واذكر اني على الاستعداد للإجابة على اي سؤال في هذا الخصوص
أخواني أحد الرسائل وصلتني بقدر ما ابكتني بقدر ما أفرحتني
رسالة من أحد الأخوات مصابة بسرطان الدم ولكن رساله يملؤها قوة الإيمان وقوة الصبر
فرحت جداً لما أحسسته في جنبات الرسالة من قوة
سأنشر هذه الرسالة إن وافقت صاحبتها بنشرها والتي ستقرأ كلماتي هذه ان شاء الله
أخواني قبل أن نبدأ الجزء الرابع أتمنى كل من يقرأ كلماتي أن يدعو لها بالشفاء
اسالك اللهم بكل اسم هو لك ان تمن على اختنا بالشفاء والعافية
اللهم اني اسألك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به أجبت ان تجمع لها بين الأجر والعافية
الجزء الرابع :
عزاء كالأموات:
كان لا مناص من أخبار أهلي بحقيقة الأمر
فالموضوع يصعب التكتم عليه فهو ليس بالأمر السهل إخفائه
فتشاورت أنا وأخوي محمد في كيفية إبلاغ الأهل طلب مني أن أخبرهم ولكني رأيت أنها ستكون قاسية أن أخبرهم أنا
طلبت منه أن يخبرهم
وبالفعل ونحن بالرياض أتصل على الوالد أطال الله بعمره قال له حقيقة الأمر والحمد لله لم أكن قريب من أخوي محمد في ذلك الوقت
فلا أريد أن أشعر بضعف والدي ولاأريد أن أشعر بتأنيب الضمير أنني سبب بنزول دموع هذا الشيخ الكبير أطال الله بعمره.
بعدها توجها لديرتنا للعودة للاهل وعندما وصلنا دخلنا كالمعتاد ولم نخبر الوالدة الا في الليل
كنت أنا وأخوي محمد عن الوالدة أطال الله بعمرها
وأتبع معها أخوي نفس الأسلوب الي أتبعه معي
جلس وبدأ يخبرها قصص الكثير مرضى السرطان وتعافوا منه
كانت الوالدة قدامي وتسمع وبعد ما تعبت قالت وشبه سلطان
سكت محمد ما تكلم وبعد شوي كمل القصص ولكنها قاطعته
وقالت وشبه سلطان هو به ورم؟!!
كنت أنظر للوالدة أحس أنها عارفه أني مصاب بورم ولكنها تمني النفس أن يقول أخوي محمد لا مابه ورم
الموضوع كتاب مفتوح أمامها ولكنه كان كالقش تتشبث به وتمني النفس أن يقول لا
جلوسي أمامها في ذلك الوقت كسر قلبي وجعلني أشعر بأعظم تأنيب ضمير أحسست به في حياتي
كيف هو شعور الإنسان وهو ينظر لأعز مخلوق لقلبه
والدته
ودموعها تنزل على خدها ويكون هو السبب!!!
لا أخفيكم كانت هذي اللحظة أقسى لحظة مرت علي
ولا أبالغ أن قلت أنها أقسى لحظة في حياتي كلها
بعد ذلك قال محمد ايه سلطان مصاب بورم ولكن إلى الان ما يعرف نوعه ولكن ان شاء الله انه حميد
سكتت الوالدة وانا نزلت راسي ماكنت اتحمل انظر لها
بعد قليل قالت انا كنت حاسه وقلبي ينغزني
حاولت الهرب بعد هذا الصمت المخيف انسحبت بهدوء وابتعدت
اريد ان اتنفس قليلاً .
بعد ذلك انتشر الخبر بين اهلي ومعارفي وجميع من نعرف عرف بالخبر
كانت هذه الأيام عصيبة
عصفت بنفسيتي وأوصلتني لمرحلة تدهور نفسي خطير
والسبب في ذلك هو التعامل الخاطئ من الأهل ومن المعارف واتمنى من يقرأ كلماتي أن لا يكرروا هذا الخطأ مع مرضاهم
كنت أشبه بمن يحضر جنازته
كان الكثير يأتون لزيارتنا على غير المعتاد
كان الكل يأتي للزيارة يسلم على الأهل ويحاول أن يخفف عنهم
وبعد ذلك يركضون إلي لينادوني للسلام على من أتى
وهذا هو الهدف الرئيسي دائماً للزيارة
كانت نظرات الناس ونظرات الأهل تخترق قلبي
أحس أنهم ينظرون إلي وكأنهم يحظرون لعزائي
وكأنهم بدأو يخططون أين يقام العزاء
أقرأ في أعين الناس كلام كثير
هناك من أقرأ في عيونه مسكين أصابه الورم في سن العشرين توه صغير
هناك من أقرأ في عيونه مسكين أيامه معدودة
هناك من أقرأ في عيونه ألم إستعداد لفقداني بالدنيا
هناك من أفرأ في عيونه بكاء لموتي
كانت العيون تحكي لي عما في قلوب الناس
كنت أنظر لنظرة الشفقة هذي وفعلاً كنت أمقتها
ففي الوقت الذي من المفترض أن يشد الناس من عزمي
كانو يحبطوني بنظرات الشفقة ويقتلون الأمل بداخلي لدرجة وصلت فيها أني بدأت أتخيل كيف سيعيش أهلي بدوني وكيف سيحيون بلا وجودي
كل هذا بسبب نظرة الناس والشفقة التي كانوا يقتلوني بها
في ذلك الوقت كنت ممنوع من حمل أي شيء ومن عمل اي شي ومن الاقتراب بأي شي
كل ما تشتهيه نفسي يحظر لي وكل ما يثقل علي كنت ممنوع منه
قد يقرأ أحد ما كلامي ويقول انت مريض والمفترض أن لا تجهد نفسك
أقول نعم
من المفترض أن لا أجهد نفسي
فلا أحمل شيء ثقيل ولا أعمل مجهود بدني متعب
ولكن ليس بهذا الشكل الذي يتم منع فيه من كل شيء حتى المجهود البدني القليل
فمثلاً أحيان أريد أن أحضر كأس ولكن الأهل يرفضون ويقفون بوجهي أنت مريض أجلس وقم يا فلان أحضر له
هذا الأمر البسيط إحضار الكأس قد لا يعني شيء لغير المريض
ولكنه للمريض يعني أمر كبير جداً
يعني إعتماد على نفسه وقوته
يعني أنه يعمل مايستطيع عمله
يعني أنه قادر ولو على عمل الشيء البسيط
أمر بسيط جداً ولكنه ينعكس بنفسيه المريض بشكل حسن
مرت الأيام على نفس الوتيرة وكل يوم كنت أموت فيه الف مره من نظرات الشفقة
بعد ذلك جاء وقت الأشعة المقطعية ورجعت للرياض مع الوالد أطال لله بعمره
وعملت أشعة مقطعية على منطقة الورم .
(الأشعة المقطعية طريقتها تنام على جهاز معين يربط فيه جسمك بعد أن تغرز إبرة في الوريد ,
ويبدأون في التصوير بالجهاز مع كتم النفس بعض المرات ثم يعطى المريض مادة في الوريد حارقة جداً تلسع الجسد لدرجة تحس بها وهي تسري في الجسم ثم يأخذون صور أخرى بعد إعطاء المريض هذه المادة
تقريباً وقت الأشعة يقارب الثلث ساعة ).
حتى هذه اللحظة لا زلت أجهل نوعية الورم وعن مدى إنتشاره .
النجاة من العملية:
بعد أن انتهت فحوصاتي كان مقررأ أن أعود للدكتور ماجد لمعرفة نتائج الفحوصات.
توجهت أنا وأخوي يوسف للمستشفى وقابلنا الدكتور وطلب الإنفراد بأخوي.
قابل الدكتور أخوي يوسف وأنا جلست بالخارج أنتظر لحين انتهوا وخرج أخوي
بعدها سألت أخوي وش صار
أخبرني بقرارات الدكتور ماجد
أولاً نوع الورم لم يكتشف هل هو حميد أم خبيث
والسبب أن العينة التي أخذت لم تكن من الورم نفسه
بل كانت بجانب الورم
فلم تظهر النتيجة نوع الورم
كذلك
الاشعة المقطعية أظهرت أن حجم الورم كبير وأنه جزء منه في البنكرياس ومتضخم جزء منه خارج البنكرياس وأنه يضغط على الأنبوب الموصل بين القناة الصفراوية والاثنى عشر .
وهذا ماسبب لي الصفار في بداية الأمر.
والقرار الأخير هو تحويلي لقسم العمليات
لأخذ موعد وإجراء عملية استئصال للورم
بعد ذلك خرجت أنا واخوي يوسف وتوجهنا لقسم العمليات
كانت الاسياب طويلة أمشي وبجانبي أخوي يوسف يسندني
وطوال الطريق يحاول يقنعني أجلس وهو يروح ويكمل لوحده وأنا ارفض
إلى أن وصلت لنصف الطريق بعدها لم استطع أكمل من التعب
جلست وذهب أخوي يوسف لوحده لقسم العمليات وأنا جلست أنتظره
بعد قليل عاد أخوي يوسف وسألته وش صار
فقال أنه قابل رئيس قسم العمليات
وقرأ ملفي ونظر مافيه
فكانت أول نصيحة قالها الدكتور أنصحكم بمستشفى الملك خالد الجامعي او مستشفى الملك فيصل التخصصي.
لأنه ذكر أنه يوجد طبيب مميز ( نسيت أسمه) في هذا المجال يعمل بكلا المستشفيين.
وبدأ يشرح العملية لنا
العملية مدتها 16 ساعة مبدئياً وقد تزيد
سيتم فيها ازالة المجمع الذي تجتمع فيه مجموعة من اعضاء الجسم الداخلية .
بعد ذلك سيتم استئصال جزء من المعدة .
وحيث أن الأمعاء طويلة فيتم استئصال جزء منها وعمل ترقيع لما تم استئصاله .
كما أن العملية صعبة
لأن المكان يضيق بأعضاء الجسم وتكثر فيه الشرايين.
وعندما اقول نجاة من العملية فأنا أعني هذه الكلمة تماماً لأنه مع الوقت تم اكتشاف ورم في منطقة أخرى .
تم الاخذ بكلام الدكتور ورجعنا
ومن الغد توجه اخوي يوسف لوحده لمستشفى الملك فيصل التخصصي وقدم اوراقي للدكتور محمد الاصفر
والذي طلب ان يتم تنويمي وعمل الفحوصات اللازمة لي وبالتالي كان علي الإنتظار إلى حين توفر سرير شاغر .
عدت بعدها لأهلي لحين توفر سرير شاغر وبعدها يتصلون علي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الخامس:
المشائخ والقراء:
لا شك أنه الكثير يتبادر لذهنه خصوصاً في مجتمعاتنا أن من يصاب بمرض كهذا المرض فقد يكون عين أصيب بها
كذلك وبحكم البيئة فغالباً تلجأ الكثير من العوائل للقراءة عند المشائخ
كنت في هذا الوقت أنتظر توفر سرير شاغر في مستشفى الملك فيصل التخصصي
فقرر أهلي إستغلال الوقت للقراءة عند بعض المشائخ
أول شيخ توجهت له كان من أهل ديرتنا
يقرأ بمقابل مادي
صليت العصر معه وسلمت عليه وأخبرته بما أنا مصاب وطلبت منه أن يقرأ علي
توجهنا لبيته وفي فناء المنزل جلسنا
قبل أن يبدأ يقرأ سألني عدة أسئلة
هل تشك بأحد؟!
قلت نعم شخص تكلم عني كلام لا يخلو من الحسد وأشك فيه
قال لي حاول أن تأخذ من أثره فقلت إن شاء الله.
سألني إن كنت أحلم بكوابيس
هل تحلم بأن هناك إبل تلحقك أوأن هناك حيوانات تحاول تفترسك؟
قلت لا
هل تحلم بكوابيس أية كوابيس ؟!
فقلت لا أحلامي عادية جداً
بعدها طلب مني أن أرفع ثوبي
رفعت ثوبي وبدأ يقرأ على بطني
قرأ سورة الفاتحة والمعوذات وأية الكرسي وبداية سورة البقرة وبعض الأيات نسيتها
بعدها بدأ يقرأ بعض الأذكار
يقرأ وينفث
بعدها أخذ يدعو لي بالشفاء
نهضت وعدت للبيت
لم أشعر بأي تغير مع هذا القارئ نهائي
ولم أكرر الزيارة له
لذلك قررت أن أذهب لأخر مشهود له بالصلاح وأحسبه يبتغي الخير ولا أزكي على الله أحد
هذا القارئ أتيته العصر صليت معه بعدها سلمت عليه
وأخبرته مابي وطلبت منه أن يقرأ علي
فقال لي كل يوم بعد صلاة العشاء تأتيني بالمجلس وأقرأ عليك
طبعاً يقرأ بلا مقابل
أصبحت كل يوم بعد ما أصلي العشاء يأخذني أخوي ونذهب إليه في مجلسه
ندخل مباشرة لأنه يفتح مجلسه ويجتمع عنده كبار السن
كان الوقت شتاء
فكان دائماً يسوي قهوته بنفسه على الحطب
أدخل وأسلم وأجلس حتى يناديني
بعدها أفتح أزارير صدري ويبدأ يقرأ وينفث
دائماً كان يقرأ بداخله ولا أسمع إلا همهمته لا أدري ما يقرأ بالضبط
يقرأ وينفث
كنت أركز نظري على شفتيه وهو يقرأ
كنت أحس بإسترخاء عجيب
أحس بأن جسمي يسترخي كامل ويبدأ الألم يختفي
أشعر بأن الثقل الملقى على عاتقي يسقط
أحيان أحس بأنه أمر نفسي ما يحصل وأحيان أقول فعلاً الألم يختفي
المهم أني كنت أرتاح جداً وأتمنى لو يستمر بالقراءة
يقرأ علي حوالي مدة ثلث ساعة بعدها ينتهي وأعود للبيت
مجرد أخرج من بيته يعود الألم أشد من السابق خصوصاً منطقة الظهر
يستمر لمدة نصف ساعة ثم يخف قليلاً الألم
حوالي مدة ثلاث أسابيع كنت أتردد على هذا القارئ إلى أن عدت للرياض
كنت كل يوم بعد صلاة العشاء أمر عليه ليقرأ علي
كذلك أحضرت له ماء زمزم وطلبت منه أن يقرأ فيه وقرأ فيه جزاه الله عني خير الجزاء
ثالث القراء أحد القراء من محافظة المذنب بالقصيم
سمعت عنه الكثير فقررنا أن نزوره
ذهبت أنا والوالد أطال الله بعمره وأخوي
صلينا الظهر بالمذنب ولكن وجدنا أنه لا يبدأ القراءة الا العصر فجلسنا بالمذنب إلى صلاة العصر
بعد الصلاة توجهنا لبيته
كانت الطرقات تعج بالسيارات
الشرطة موجودة لتنظيم السير
بيته مفتوح والكل يدخل وكل من دخل يعطونه رقم للتنظيم
جيرانه ملتمين معه لمساعدته
فعلاً كان المنظر عجيب وكأن الحي كله متعاون معه
دخلنا فناء بيته
كان مغطى عن الشمس والمطر والكراسي تملؤه ومكبرات الصوت يمين وشمال
عدد الناس يتعدى الـ 150 رجل
كان يخصص يوم للرجال ويوم للنساء واليوم هو يوم رجال
اتذكر رجل قدم من المدينة ومعه زوجته يبدو أن بها مس جن
أدخلهم الفناء الأخر ومعها زوجها حتى لا تكون خلوه وبدأ يقرأ
المرأة تصرخ وهو يقرأ وبعد قليل هدأت الأصوات.
جلسنا قليلاً وبدأ الشيخ يقرأ بمكبرات الصوت وبعد قليل دخل علينا وهو يقرأ
الكل كان جالس على الكرسي عدى الشيخ ومعاونيه
الشيخ يقرأ والكل صامت وينظر إليه
بعد قليل بدأت تصدر من بعض الناس حركات غريبه
يظهر منها أنهم مصابين بشيء
بعضهم كان يصرخ والأخر يرتجف
وبعضهم يرفع رأسه بشكل غريب
كان الشيخ يقرأ وإذا لاحظ حركات غريبه من شخص يأشر عليه فيمسكه أحد معاونيه
إستمر يقرأ قرابة نصف ساعة
بعدها توقف وذهب للجهة الأخرى من البيت
وبدأ معاونيه يدخلون عليه الأشخاص الذين كانت تصدر منهم حركات غريبه
عددهم يقارب 15 رجل
قرأ عليهم أولاً كان يطيل القراءة عليهم
بعد ذلك جاء دور البقية
كان ينادي 10 بعدهم 10
يقوم الشخص ويأخذ ماء صحة كبير وزيت زيتون (سمعت أنه رجل يتبرع بهن للشيخ يبتغي الخير)
ثم نذهب للجهة الأخرى للشيخ
ويبدأ يقرأ علينا فرد فرد
ثم يقرأ على بالماء وبالزيت
وبعدها نخرج
قرأ علي وعلى والدي وعلى أخوي
بعدها خرجنا وعدنا لأهلنا
كل هذا يعمله بلا مقابل
جزاه الله عن الجميع خير الجزاء
أرتحت نفسياً للشيخ ولكني لم أشعر بتغير بحالتي نهائي
كانت الدراسة بدأت فعدنا للرياض
سألنا بالرياض عن من يقرأ فدلنا الناس على شخص يقال أنه يقرأ
توجهت له أنا وأخوي كان يقرأ بإستراحته
دخلناعليه
كان يخصص يوم للرجال ويوم للنساء ويقرأ بمقابل مادي
نجلس ننتظر دورنا وهناك حارس على باب غرفته يدخلنا بالدور
إنتظرت وأخي إلى أن حان دورنا بعدها دخلت
لم يسمحوا لأخي بالدخول معي فدخلت لوحدي
غرفة طويلة يوجد بأخرها كرسيين متقابلين
جلس القارئ على أحدهما
أقتربت منه وسلمت ثم جلست على الكرسي المقابل له
سألني مابك فأخبرته
قال أخذت كيماوي؟ فقلت لا لم أخذ
بعد قليل أمرني بفتح أزارير صدري وفتحتها وبدأ يقرأ
لا أبالغ أن قلت أنه لم يتجاوز الـ 4 دقائق في قراءته
قرأ الفاتحة وأية الكرسي وبداية سورة البقرة
إستغربت أنه لم يقرأ المعوذات
بعدها أخذ يقرأ بعض الأدعية المشهورة وينفث
ثم أخذ قلم بجانبه ووصفة تشابه وصفة الطبيب ووضع علامات وأعطاني الوصفة
قال لي خذها من المحل في طرف الأستراحة
خرجت وأول ما قابلت أخوي
قلت مشينا ولا عاد راجعين سألني ليه
قلت ما أرتحت ويبدو لي أنه هدفه مادي بحت
قبل أن نذهب الفضول بلغ مني مبلغه فقلت لأخوي مشينا نشوف الوصفة الي عطاني
كان في طرف الأستراحة غرفة صغيرة كأنها بقالة عملها هو
أعطيت العامل الوصفة وقلت له أكتب لي سعر كل شي بجانبه
كتبه وعدت للبيت لم أخذ شيء
لما عدت للبيت نظرت ما أمرني بشرائه
سدر وشريط إسلامي وعسل وماء مقروء به وعسل وأشياء أخرى نسيتها
المهم مجموعها كلها يقارب الـ 300 ريال
لم أرتح لهذا القارئ نهائي لذلك لم أفعل ما أمرني به ولم أقم بزيارته ثانيه رغم أنه قال تحتاج حوالي 20 زيارة
طبعاً في هذا الوقت كنت أشتريت سدر من أحد العطارين وخلطته بملح وبدأت كل ليلة أسبح بالسدر لمدة سبع أيام
ولكن لم تظهر أي بوادر شفاء .
كما أني خاطبت زملاء دراسة وأخبرتهم مابي وطلبت منهم إحضار أثر
وقاموا بجمع أثر من طلاب الكلية ولكن لم يظهر أي بوادر شفاء أيضاً
بالنسبة للكلية كنت قدمت طلب تأجيل للترم
فلذلك لم أدرس هذا الترم .
الدخول لمستشفى الملك فيصل التخصصي:
بعد ثلاث أسابيع من الدراسة جاءنا اتصال من المستشفى يخبروني أن هناك سرير شاغر وعلي التوجه إلى المستشفى , ودعت أهلي في تلك الليلة
بكت الوالدة بكاء صامت وكنت استعجل بذهابي لأهرب من منظر الدموع فقد مللت النظر إليها طوال هذه المدة
اتجهت أنا وأخي يوسف إلى المستشفى بعد صلاة العشاء وأخذت ما احتاج إليه , وبدأنا في إجراءات الدخول التي انتهت تقريباً الساعة 11 ونص .
بعدها توجهت إلى الغرفة وأتذكرها في الدور الثالث القسم C .
جأني أطباء الدخول للفحوصات المبدئية .
في ذلك الوقت اختلطت المشاعر وأنا أنام على السرير الأبيض كان يوم الأربعاء.
المكان كان مختلف علي
سرير أبيض وغطاء أبيض وملابس المستشفى
مشاعري كانت مؤلمة حاولت أن أعرف شعوري ولكن النبض أشبه ما يكون توقف
جلست أول يومين بلا أيه كشوفات لأنه يوافق عطلة نهاية الأسبوع .
وفي يوم السبت كانت البداية قاموا بعمل أشعة صوتية في أول يوم وطريقتها أن تكون صائم , ويضعون سائل على الموضع المراد الكشف عليه ومعهم جهاز يمشونه على الجسم تقريباً مدتها ربع ساعة إلى ثلث ساعة . وهي أسهل الأنواع .
ومن الغد قاموا بعمل أشعة مقطعية وهي التي تكشف حجم الورم ومكانه وتفاصيله . وطريقتها الصيام كذلك ثم قبل الأشعة يشرب كوب من محلول الألوان ثم ينام على داخل جهاز التصوير , ويكون لوحده المريض ويبدءون بتصويره ويطلب منه أن لا يتنفس في بعض المرات , ثم يعطى محلول الألوان ولكن في الوريد هذه المرة وهو حارق للجسم لدرجة أني أحيان أسمع بكاء بعض المرضى من شدة حرارته عندما يسري بالجسم, فيتم التصوير بعد إعطاء المحلول ووقته تقريباً ثلث ساعة .
وفي اليوم الثالث تأخروا علي جداً كان لدي أشعة الرنين المغناطيسي وطال صومي فاستأذنت الطبيب أن افطر وسمح لي وعندما أتوا ليأخذوني وجدوني أفطرت فأجلوه إلى الغد .
يوم قلت للممرضة الفلبينية أفطرت قالت ( يا سلام أليك ) ضحكت على طريقتها بالنطق .
اليوم الرابع عملت اشعة الرنين المغناطيسي
أشعة الرنين المغناطيسي من أصعب الأشعات وأكثرها تعب
تعتمد على قلة الحركة وهي كذلك تتطلب الصوم وقبل أن يوضع المريض في الجهاز يعطى إبرة تحت الجلد تقلل من حركة أجهزة الجسم , ثم يدخل المريض في الجهاز ويطلب منه أن لا يتحرك وأن يكون نفسه على وتيرة واحدة لمدة تقارب الساعة تقريباً , والأشعة تصدر أصوات مزعجة جداً حتى هم ينبهون المريض لها لشدتها .
كانوا يضعون سدادات للأذن
والأن يضعون سماعات وأحيان يشغلون القرأن
الجهاز ضيق جداً ويدخل كامل الجسم داخل الجهاز.
بعد ماأنهيت الأشعة حاولت أحرك يدي ولم أستطع من التعب فجأ أحد الممرضين وساعدني بتحريك يدي.
أحد المرضى كان يسميها القبر
وصدق في تسميته فهي أشبه ما تكون بالقبر.
اليوم الخامس والأخير كان أخذ العينة ,
العينة أخذت من البنكرياس وكانت طريقتها بإعطاء إبرة مخدر موضعي للجلد الخارجي
ثم يعطى إبرة أخرى لداخل الجسم وكذلك هي مخدر , ثم تدخل إبرة العينة ويتم أخذ العينة من الورم .
وحيث أنه يتم هذا الأمر أمام ناظري ومع الألم الذي أحس فيه فقد سبب هذا انخفاض في الضغط مما جعلهم يستعجلون في عملهم .
طبعاً في هذا الوقت توالت الزيارات علي من كل معارفي , كانت الزيارة فترة واحدة من الساعة 7 إلى 9 تتوالى فيها زيارات المعارف والأهل طوال الساعتين.
أخي يوسف نام معي أول يوم ثم أتى مكانه أخي موسى .
مما خفف علي ذلك الوقت هو هذه اللمة من إخوتي حولي
كان دخولي يوم الإربعاء وخروجي يوم الأربعاء الأخر
مع إعطاء موعد لمقابلة الدكتور في مركز طب الأورام بعد أسبوع ,
قابلت الدكتور وكان الدكتور سليمان أبا الخيل هو من قابلته
أخبرني أن العينة لم تفلح بسبب أنخفاض الضغط عندي
فلم تكن العينة من الورم بل كان مجرد دم ما أخذوه
لذلك يجب أن يأخذوا عينة أخرى , وحددوا لي موعد أخر للتنويم بعد أسبوع
في ذلك الوقت كان رقبتي ووجهي بدأ ينتفخ بشكل غريب
ظن المستشفى أن الإنتفاخ مجرد إلتهاب حلق فصرفوا لي علاج للحلق وكنت أستخدمه
ولكن عند عمل الأشعات السابقة
وجدوا أنه ليس إلتهاب حلق
بل هو الورم الثاني في منطقة الصدر
الورم الثاني يقع في الغدة اللمفاوية بالصدر
لم يخبروني أني مصاب بورم ثانيه
بعد أسبوع رجعت لهم ودخلت للتنويم وجلست أسبوع أخر وأجرو لي أشعة مقطعية وفي نفس الوقت أخذوا العينة ,
ولكن هذه المرة أخذوها من الصدر ( لم أعرف في ذلك الوقت لما أخذوا العينة من الصدر مع أن مكان الورم هو البنكرياس ولكن بعد فترة عرفت ) .
طريقة أخذ العينة كانت بعمل تخدير موضعي لمكان الإبرة ثم قاموا بإدخال إبرة بصدري لتخترق المكان بين الضلوع وتصل إلى الغدة اللمفاوية وأخذوا العينة منها ,
أتذكر الطبيب سوري يحمل الجنسية البريطانية الذي أخذ العينة أسمه ريتشارد
ورغم صعوبتها إلا أني لم أشعر بأي ألم .
ورفض المستشفى خروجي إلى غد خوفاً من تعرضي لمضاعفات من جراء أخذ العينة .لأنها كبيرة ولازلت حتى الأن أحمل أثر منها بصدري
من المواقف التي حصلت في ذلك الوقت كان أخوتي يجلسون معي بالليل وبالنهار يذهبون لأعمالهم
وفي أحد الأيام قبل يأتي لي أحد قمت أبي أقصر لصوت التلفزيون وكان الريموت متعطل
مشيت يوم وصلت التلفزيون صرت أنظر للدنيا بيضاء كاملة ولم أشعر بنفسي الا بعد دقيقة وانا على الأرض جالس على ركبي
والحمد لله ما أحد جاني قمت بسرعه ورجعت على السرير ( أكره أن يشوفني أحد بموقف ضعف ) .
سمحوا لي بالخروج من الغد مع موعد للطبيب بعد اسبوع
بعد أسبوع قابلت الدكتور سليمان أبا الخيل مرة أخرى
سألته عن نوع الورم فقال خبيث
كان أسلوب الدكتور جميل
أخبرني أنه لا يعني كونه خبيث أنه لن أشفى
بل قال لي الخبيث لحالتك أفضل من الحميد سألته لماذا
قال لو كان مابك حميد فنضطر لعمل عملية إستئصال
والعملية لها مضاعفاتها
خصوصاً بالنسبة لك حيث أن الورم في منطقة ضيقة جداً وحساسة
بينما الخبيث نكتفي بالكيماوي وإن شاء الله يتم فيه الشفاء
كما قال أن سياسة المستشفى تحاول دائماً تفادي العمليات.
سألته عن مضاعفات الكيماوي قال سيتم عمل موعد لك مع الأخصائية الإجتماعية لتخبرك بالتفصيل عن مضاعفات الكيماوي.
بقي أخر سؤال ولا أعرف لماذا سألته ولكني خطر بالي أن أسأله فسألته
قلت له ماهو السرطان بالضبط وكيف تكون ؟!!
بدأ يشرح لي كيفية تكونه
خلايا الجسم تكون دائماً في حالة إنقسام ولا تتوقف إلا عند الوفاة
أحيان حينما يكتب الله على أحد أن يصاب بورم
فتبدأ خلية واحدة تنقسم ولكن بطريقة لا يستفيد منها الجسم
فتبدأ تكبر وتنقسم مكونة الورم
وحيُ أنها من خلايا الجسم فخلايا الدم البيضاء لا تحاربها
إلى أن يتكون هذا الورم ويبدأ الضغط على أعضاء الجسم الداخلية للمريض
وهو مايسبب له أحد الأمراض يتم من خلالها إكتشاف الورم
فمثلاً بالنسبة لي الورم كبر وكبر إلى أن بدأ يضغط على القناة الصفراوية وهو ماسبب لي الصفار
ومن خلال الصفار تم إكتشاف الورم
شكرته وودعته
إلى هنا أنتهت مهمة العيادات الخارجية
وتم تحويلي لقسم الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي .
الجزء السادس:
مقابلة الدكتور والإكتشاف الجديد:
تم تحويلي كما قلت لقسم الأورام وحدد لي يوم معين.
ذهبت في اليوم المحدد للمستشفى كنت انا واخوي فراج اصغر مني بسنة
قبل موعد الدكتور كان هناك موعد مع الاخصائية
قابلتها كان موعد عادي جداً
مجرد أعطتني تفاصيل عما يمكن أن يسببه الكيماوي وسأذكرها بالتفصيل بالقسم الثاني
بعد ذلك جاء الموعد الرئيسي والأهم
كنت كباقي المرضى أجلس بالإنتظار إلى أن يحين الوقت
أنظر في وجه الناس أحاول أن أستقراء شيء مما تحكيه
وحيث أن المركز كله مخصص للأورام فكل من هناك إما مصاب بورم أو مرافق لمصاب
جاء وقتي وظهر رقمي على شاشة الإنتظار ودخلت على الدكتور
الدكتور الذي تم تحويلي له هو دكتور باكستاني الجنسية
استشاري طب الأورام
اسمه الدكتور عرفان مغفور
هذا الدكتور مرح بشكل عجيب ومبتسم دائماً
إلى اليوم وفي كل موعد معه يسألني تزوجت والا باقي
اذا سألني قلت لا أنتظرك تدور لي باكستانية
دخلت وجلست انا واخوي وهناك ممرضة للترجمة بيننا
نظر إلى ملفي وبدأ يقرأ مافيه وينظر
بعد ذلك بدأ يخبرني تفاصيل المرض
ما أعاني منه هو ورم
الأورام تنقسم إلى حميد وخبيث
الحميد بإذن الله لا يخشى منه أن يعود
الخبيث قد يعود وكله بأمر الله
انا مصاب بورم خبيث وهو مايتعارف عند العامة بتسميته سرطان
الخبيث كذلك انواع كثيرها اخطرها سرطان الدم
انا كنت مصاب بورم لمفاوي
يصيب الغدد اللمفاوية بالجسم
هذا النوع الورم اللمفاوي قرات أخيراً أنه أكثر أنواع السرطان إنتشار بالمملكة
ويصيب عادة الشباب في سن العشرينات
كان الورم في جسمي في البنكرياس
ينمو داخل وخارج البنكرياس وكأنه جزء من البنكرياس
حجم الورم في جسمي كان يصنف بأنه من الأحجام الكبيرة
فحجمه 12سم * 4سم
يصنف حسب قول الدكتور على أنه كبير
الإكتشاق الجديد في هذه المرحلة
أنه تم إكتشاف الورم الأخر في الجسم
أتذكرون عندما قلت أنه حصل إنتفاخ بالرقبة ؟!
ذلك كان الورم الأخر
كان في الصدر
في الغدة اللمفاوية
وحجمه مقارب لحجم الورم الذي في البنكرياس
وكذلك يصنف على أنه من الأورام الكبيرة
أيضاً الإكتشاف الجديد
قال الطبيب أن القلب يكون هناك طبقة رقيقة فوقه
طبقة شفافة تكون كالغلاف للقلب
ما حصل لدي أنه دخل بين القلب وهذا الغلاف ماء
وتم إكتشاف هذا الأمر بالأشعة
وبدأ يشرح لي طريقة العلاج
طريقة العلاج سيتم إخضاعي لجلسات كيماوي
مقرر لي مبدئياً 8 جلسات كيماوي
بعد الجلسة الرابعة يعمل اشعة مقطعية للتأكد من سير العلاج
وبعد الجلسة السادسة يعمل اشعة مقطعية أخرى للتأكد من الجلسات المتبقية وهل تحتاج إلى زيادة إم لا
المهم في هذه المرحلة هو الإلتزام التام بالعلاج
فلا يسمح أبداً بالتهاون فالكيماوي من أشد العلاجات ويجب الإستمرار فيه حتى لا يكون هناك فرصة للورم لمعاودة النمو
بعد ذلك أخضعني لكشف سريري
كشف فيه على منطقة الورم بالبطن والصدر
وكشف على مناطق الغدد اللمفاوية بالجسم
بعد ذلك تم تحويلي إلى منطقة العلاج لأخذ أول جلسات الكيماوي
هنا واجهتني مشكلة وهي
كيف سأخبر أهلي أن بجسمي ورم أخر
لا شك في هذه المرحلة كان أهلي على أحر من الجمر لمعرفة أخر ما استجد علي
كانت هناك أفكار كثيرة تدور ببالي
قلب الوالدين لو أصاب إبنهم شوكة صغيرة فلن تهدأ قلوبهم
فكيف الأن أخبرهم بأني مصاب بورم أخر؟!!
وحيث أن اخوي فراج كان مرافقي الدائم في رحلة العلاج
فلذلك كان القرار بإتفاق بنيي وبينه
أنه من اليوم لن يخبر أحد عن شيء أبداً ويدع الأمور لي وكل ما أقوله يوافقني فيه
بالنسبة لي قررت أن لا يعلم أحد عن تفاصيل العلاج والمرض إلا أخوي محمد أكبر أخواني
وأخوي فراج بحكم أنه مرافقي الدائم
أما أهلي وبالأخص والدتي ووالدي
فلم أرى أي داعي لذكر التفاصيل لهم
فمثلاً حجم الورم إلى الان لا يعلمون عنه شيء أبداً
فلا داعي لذكر حجمه لهم مجرد ستضيق صدورهم أكثر وهذا ما لا أريده
كذلك الورم الأخر
لم يعلموا عنه شيء إلا عند أخر جلسة كيماوي
وكان هناك سبب لذكره وستعلمونه قريباً إن شاء الله
ولو لم يكن هناك سبب لكانوا لا يعلمون إلى الأن.
جلسة الكيماوي:
سأدع مسيرة جلسات الكيماوي للجزء القادم ولكن هنا سأعرض فكرة عن العلاج الكيماوي ومضاعفاته
العلاج الكيماوي من أشد الأمراض وأقساها على الجسم
متعب بدنياً بشكل لا يمكن تصوره
وحتى تعلمون قسوة العلاج على الجسم فيكفي أن تعلمون أن وزني قبل بداية العلاج
كان في حدود 120 كيلو
ووصل عند أخر جلسة كيماوي إلى 53 كيلو ...
كذلك ولتعلمون قسوة الكيماوي
فيكفي أن أقول أن جسمي وصل لمرحلة لم يتحمل معها العلاج الكيماوي
فتقرر إلغاء الجلسة الأخيرة وإستبدالها بالليزر
قبل جلسة الكيماوي يجب أخذ تحليل للدم للتأكد من معدل أنزيمات الكبد
فلو كان هناك خلل في الإنزيمات فلا يتم أخذ الجلسة
بعد ذلك إذا كان الإنزيمات سليمة تصدر موافقة الدكتور على الجلسة ويتم تحويل المريض لمنطقة العلاج
يتم أخذ موعد يكون من الغد
جلسة الكيماوي مدتها تستمر تقريبا من الساعة 7 الصباح إلى الساعة 4 العصر ,
ويكون أخذ الكيماوي عن طريق الوريد باليد.
وهناك عدة أنواع للكيماوي بعضها يسبب تساقط الشعر وبعضها لا يسبب تساقط الشعر .
بحسب نوع الورم يكون نوع الكيماوي
بالنسبة لي أخذت نوعين للكيماوي الأول وهو أطول العلاجين
ويكون مثل المغذي يوضع بالوريد إلى أن ينتهي تقريباً كميته حوالي 3 لتر وهو شفاف بلا لون.
والأخر لونه أحمر إبرتين كبيرات توضع أيضا بالوريد ولكن هذا النوع الأخر محرق مع الوقت يسبب حرق للوريد
فيتحول الوريد إلى اللون البني المحروق ولا يتم أخذ الكيماوي مع الوريد المحرق مرة أخرى
ولذلك فغالباً يبدأون بأخذ أوردة الزند وينزلون بالجلسات التالية إلى اليد والكف .
هناك بعض الحالات مع الجلسات الكيماوية يصعب إيجاد الأوردة أو تكون محترقة فيتم وضع الإبرة بالعنق بالوريد الرئيسي , وكانوا سيضعونه لي.
ولكن الله سلم حيث أستبدلت أخر جلسة لي ومستقبلاً أتكلم عنها .
ويستمر الكيماوي بالجسم تقريبا أربع إلى خمس أيام ودائما يطلب من المريض شرب كميات كبيرة من الماء ليخرج الكيماوي من الجسم بأسرع وقت.
يأخذ المريض بين جلسات الكيماوي ثلاث أسابيع حتى يسترد عافيته , ومن ثم عطى الجلسة التالية .
يسبب الكيماوي تقرحات بالفم وتقئ دائم ونفسية متقلبة وتساقط للشعر .
يطلب من المريض المحافظة على نظافة فمه ويصرف له علاجات تمنع التقيئ ,
والحقيقة أني كنت أخذ العلاجات وأكلها ولا تمر دقيقة إلا وأتقيأ العلاج نفسه بعد فترة كرهت العلاج ,
وأتفقت مع أخوي فراج وأصبحت لا أصرف العلاج بدون ما أخبر أهلي ( ولا أنصح أحد بتكرار فعلتي ).
أيضاً مما سببه لي الكيماوي فقدان الشهية فكنت لا أكل بل أكتفي بالشرب خصوصاً الجلسات الأربع الأولى كانت
أقسى الجلسات أستمريت طوالها لا أكل أبد مجرد أشرب عصيرات فقط مما سبب إنخفاض هائل في وزني.
أيضا مما يسببه الكيماوي أن الكيماوي كان لا يفرق بين خلية سرطانية غيرها , فيقتل خلايا الدم البيضاء مما يسبب نقص في مناعة الإنسان ,
فكان يطلب من المريض أن لا يخرج للشمس خصوصاً أول 10 أيام بعد الجلسة وكذلك يطالب بالإبتعاد عن الأكل من المطاعم لأنه لا يأمن سلامته .
(حالياً مستشفى الملك فيصل يصرف إبر لزيادة المناعة مجرد يشعر المريض بإنخفاض المناعة يأخذ هذه الإبر)
وكانت أعراض إنعدام المناعة هي
إرتفاع حرارتة أو إلتهب الحلق وغالباً تكون في الأسبوع الثاني بعد أخذ جلسة الكيماوي.
كذلك يطالب بأكل صحي بالذات الأنواع سريعة الهضم حتى تتحول لدم لأن الجسم يصاب بسبب الكيماوي بنقص دم ونقص أملاح فيحتاج الحسم لتعويض عاجل .
بقي أن أشير إلى نقطتين
النقطة الأولى تساقط الشعر
تساقط الشعر ليس بذا أهمية للرجل قد يكون مهم للمراة ولكن بالنسبة للرجل لا يهم
وهذا ماكنت أقوله أنا أيضاً
ولكن مجرد يسقط الشعر فهنا يكون كعلامة فارقة ومميزة لمريض السرطان
فالأمر نفسي فقط أنه يكون مميز وتعرف مريض السرطان إذا رأيته بلا شعر
بالذات خارج المستشفى عندما تلاحقك أعين الناس المشفقة
النقطة الأخرى
مرحلة العلاج الكيماوي
كانت أخف مرحلة علي نفسياً وأشدها علي بدنياً
فالكيماوي متعب للجسم ولكن
في منطقة العلاج فأنا أنظر لكل من حولي مصاب بالسرطان ويأخذ علاج
فهنا أرى أني لست وحدي المريض
ليس كذلك فحسب
بل أنظر وإذا أنا أخف المصابين !!!
فلست كمن خضع لجراحة ولست كطفل لا يقوى على تحمل الكيماوي ولست كمن مرت به السنين ولم يجدوا لورمه علاج ولست كمن مصاب بأنواع أخرى خطيرة من الأورام.
بل أنا من أخفهم
فهذا كان مما يسكن النفس ويجعلها تهدأ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء السابع
الجلسات 1-6:
كما ذكرت كان الدكتور عرفان مغفور قرر إخضاعي لـ 8 جلسات كيماوي .
أول جلسة أخذتها كنت وصلت الصباح الساعة 7 ونص وعملت تحليل الدم
ومن ضمن متطلبات جلسة الكيماوي أن تكون انزيمات الكبد مستقرة فلا يأخذ المريض العلاج إلا بعد ظهور نتيجة التحليل .
كانت التحاليل تأخذ في مختبر الدم الخاص بمبنى الأورام في الدور الثالث.
ثم ترسل للمختبر الرئيسي ويتم تحليلها
فكانت تحتاج على الأقل إلى ثلاث ساعات تقريباً
فلذلك وبسبب تأخر النتائج تم تأخير جلسة الكيماوي الأولى للغد فعدت للبيت.
ومن الغد كنت بالمستشفى الساعة 7.
أدخلوني منطقة العلاج ووضعوا الإبرة في الوريد.
نمت على السرير وبدأت أول جرعة كيماوي.
كان معي أخوي فراج ترك الجامعة في ذلك اليوم لمرافقتي.
بدأت أفكر في أشياء كثيرة
ماذا لو لم ينجح العلاج لا سمح الله.
ماذا لو لم يظهر أي تحسن.
أفكار كثيرة كانت تمر كـ طيف في مخيلتي وأسارع في طردها .
كنت لا زلت لم أكل شيء مجرد قهوة قبل مجيئي للمستشفى
فطلبت من أخوي يحظر لي فطور خفيف وجرائد ويروح للجامعة.
أحظر لي ماطلبت وقال لي سأذهب للجامعة وارجع قبل الظهر.
قرات الجرائد وأفطرت ولكن للأسف لم يستقر مجرد نص ساعة وتقيأته.
كان الوقت ثقيل أنظر للكيماوي موضوع كالمغذي بلا لون.
حجم علبته يقارب الـ 4 لترات.
يمشي ببطئ شديد وانا أنظر إليه . بعدها نمت قليلاً .
وبعد قليل نهضت ووجدت أن أخوي رجع إلي.
كانت الساعة تقارب الـ 12 ظهراً جاءو إلي وقالوا سيتم أخذ عينة من النخاع الشوكي للعظم.
طلبت منهم يأذنون لي أصلي الظهر قبل أن نبدأ .
نهضت صليت الظهر وعدت للسرير.
بعدها جاء الدكتور أحمد الغامدي لأخذ عينة النخاع.
( طريقة عينة النخاع الشوكي:تأخذ من النخاع الشوكي من العمود الفقري ,
وتؤخذ من أخر عظمة من عظمات الظهر والتي تسمى العصعص
ويتم أخذها بدون تخدير عام مجرد مهدئ ومخدر موضعي ,
يعطى أولاً مخدر موضعي للجلد الخارجي , ثم بعد قليل تدخل إبرة أطول ومخدر أخر .
وبعد قليل يتم عمل جرح صغير جداً يصل لعظمة العصعص.
ثم تحك العظمة حتى يعمل فتحة صغيرة جداً.
يتم من خلالها سحب سائل النخاع الشوكي.
ولكن تصدقون
أقسى مرحلة في هذه العينة هو لحظة سحب السائل.
خروج السائل من الجسم أقسى بمراحل ومراحل من عمل الجرح ومن حك العظم.
مدتها حوالي ربع ساعة).
والهدف من هذه العينة الإطمئنان على العظام .
بعد ما انتهى أخذ العينة,
أكملت أخذ العلاج الذي لم يتوقف بالأساس منذ وضعوا الإبرة في يدي ,
وفي أخر الظهر أحضر الممرض الكيماوي الأخر ولونه أحمر إبرتان كبيرتان
وبدأت أخذه بنفس الطريقة وهو محرق وللوريد يحول لون الوريد إلى اللون المحروق ,
وفي أخر الجلسة يجب أن يؤخذ ماء مع الوريد أيضاَ لغسل الوريد .
أنتهت الجلسة تقريباً بعد صلاة العصر .
رجعت للبيت وكان هناك استقبال من أهلي لا حرمني الله منهم .
غالباً بعد جلسة الكيماوي كنت انام نوم طويل
أرجع للبيت حوالي نصف العصر
والمغرب أنام ولا أنهض الا من الغد حوالي الساعة 10 صباحاً
بعد الجلسة يجب أن أنتظر لمدة 3 أسابيع راحة للجسم وليأخذ وقت حتى يسترد عافيته قليلاً
وبعدها تحليل دم
ثم موعد الدكتور
يطلع على نتيجة تحاليل الدم ومن ثم يحولني إلى منطقة العلاج لأخذ الجرعة الثانية.
وهناك تنبيه أنه لا يصح أبداً تأخير الجلسة التالية لأن الجلسة الأولى تقتل جزء من خلايا الورم .
فيجب أن تؤخذ الجلسة التالية بوقتها حتى تكمل قتل الخلايا ولا تعطيها فرصة لتنمو مرة أخرى
وما الثلاث اسابيع هذه إلا إراحة للجسم لأن الكيماوي شديد جداً على الجسم
أخذت أربع جلسات كيماوي بنفس الطريقة .
الأعراض التي تسبب لي فيها الكيماوي هي
سقوط الشعر
كره بعض الروائح بالذات بعض أنواع الأكل
ضعف بالجسم
فقدان الشهية
تقرحات بالفم
كنت طوال هذه الجلسات الأربع لا أكل أبداً مجرد أشرب سوائل ورغم أنهم طلبوا وشددوا علي في قضية الأكل ولكني لم أستطع .
مرت ثلاث شهور أخذت فيها 4 جلسات كيماوي .
قبل الجلسة الرابعة تم عمل اشعة مقطعية للتأكد من سير العلاج بالطريق السليم..
وظهرت نتيجة الأشعة مبشرة بخير .
حيث أن الورم أختفى نصفه.
في فترة الثلاث أسابيع هذه سافرت للشرقية أسبوع .
كان وقت إجازة الصيف ولا أريد أن أحرم أهلي من أن يتمتعون بإجازتهم .
وهناك كنت أصبت بحرارة لعدة أيام ورفضت كل محاولات أهلي أن اذهب للمستشفى ..
الحرارة مؤشر على إنعدام المناعة والمفترض أن أتوجه للطوارئ مباشرة ولكني لم أعرف بهذا الأمر الا لاحقاً.
كما أصبت بتورم بالقدمين لدرجة أني لم أستطع المشي واضطررت في أحيان كثيرة أمشي بعصا .
استمر التورم مدة اسبوع ونص ومن بعدها خف تدريجي إلى أن بقي شيء بسيط يشابه التنميل ولا زال إلى اليوم مستمر معي .
( وهذا التورم تذكروه سيكون له شأن )
عدنا للرياض
وقبل الجلسة الخامسة عملت تحليل دم ووجدوا انخفاض كبير بالدم وبالأملاح .
فتم نقل دم وأملاح قبل الجلسة بيوم . .
استكملت الجلسة الخامسة بنفس الطريقة
ولكن بعد الجلسة الخامسة أصبت بحرارة مرة أخرى وإلتهاب بالحلق .
ضغط علي أهلي أن أراجع الطوارئ ,
وفعلاً ذهبت للطوارئ وبعد عمل الفحوصات رفض الدكتور المناوب خروجي من المستشفى وطلب تنويمي
رفض حتى أن أذهب لأودع أهلي وأخذ بعض أغراضي
لأنه بعد تحليل الدم وجد نسبة كريات الدم البيضاء بالدم صفر لا وجود لكريات دم بيضاء في الدم
فخطر تعرضي لأي مرض في ظل انعدام المناعة كبير
لذلك تم تنويمي بالمستشفى مدة أسبوع كنت طوال هذا الأسبوع على المغذي والعلاجات لعمل تحفيز للجسم لتسريع عملية انتاج كريات الدم البيضاء .
أتذكر كان تنويمي في المبنى الشرقي التابع لمستشفى التخصصي ويفصل بينه وبين المستشفى الرئيشي شارع التخصصي العام
ويربط بينهم جسر معلق
وبعد اسبوع خرجت
ثم عملت الجلسة السادسة بنفس الطريقة أيضاً وبعد الجلسة السادسة قمت بعمل اشعة مقطعية مرة أخرى للإطمئنان على سير العمل .
ذهب الكثير ولم يتبقى سوى جلستان .
هل أفرح أم أحزن ؟!!
انتهت ست جلسات وبقي جلسات
مرت اربع شهور ونصف كان نصيبي منها ست جلسات كيماوي وتبقى لي جلستان بعدها يقرر الطبي هل انتهى العلاج أم نستمر ..
كنت عملت أشعة مقطعية بعد الجلسة السادسة وسوف يطلع الدكتور على نتيجتها قبل أخذ الجلسة السابعة ..
أتيت في موعدي للدكتور كأي موعد أخر
شروق الشمس لم يكن مختلفاً
لم ينبئ بأي حدث جديد
ذهبت وأنا مستعد لسماع أن الأمر يحتاج لزيادة جلسات ولا ينبئ بنهاية الأمر
لم يخطر ببالي أن هذا اليوم سيكون يوم مختلف !!
ذهبت للدكتور مغفور وجلست على الكرسي ومعي أخي فراج ..
وبدأ يطلع على نتائج فحوصاتي وأشعتي
بعدها ألتفت علي وخاطبني باللغة الإنجليزية التي لا أفقه منها إلا اليسير ..
إلتفت للممرضة لتترجم لي
وماذا قالت !!! ....
كلامها نزل قاسياً على مسمعي
لم أستطع أن أعرف ما المطلوب مني
هل أفرح!!
هل أحزن !! ..
أحسست لوهلة أن لساني أنعقد لم أعرف ما أقول ولا كيف اتصرف ..
كانت ترجمتها لكلام الدكتور الكلام التالي :
الحمد لله شفيت من الورم الذي في البنكرياس لم يتبقى منه شيء
وبالنسبة للورم في الغدة اللمفاوية بالصدر فقد شفيت منه كذلك ولله الحمد ولكن بقي هناك بؤر قد تعاود نشاطها فيجب أن يتم القضاء عليها ..
أما القدمين فقد كان تورمها لأني أصبت بجلطة في الوريد البابي بالكبد !!!..
لحظتها صمت طويلاً وبدأت أفكر أي خبر سأحمله لمن ينتظروني بالبيت وأي بشرى يشوبها حزن معكر بخبر أخر ستطرق مسامعهم الأن!!..
ماذا أقول وما أفعل !!
وكأن قيود الدنيا كلها أقفلت على عقلي ليمنع من التفكير في شيء !!
هل أقول الحقيقة أم أخفيها !!!..
والدتي المسكينة تنتظرني على أحر من الجمر لتعرف نتيجة لقائي مع الدكتور
ووالدي الشيخ الكبير كيف سيكون وقع الخبر عليهما !!!
أخوتي !!
أخواني !!
أصدقائي وأقاربي !!!
هل أنطق بالحقيقة أم أخفيها !!!...
ماذا أقول وماذا أفعل !!!
طوال جلستي مع الدكتور والأفكار تدور بخاطري ولا أعرف ماذا أفعل..
خرجت من الطبيب بعد أن قرر لي أنه يجب أن أخضع للجلستين المتبقيتين من الكيماوي لأنهما جلسات وقائية
كما قرر صرف إبر مسيلة للدم أعتقد اسمها هيبارين تؤخذ تحت الجلد كل يوم إبرة واحدة للجلطة
(كبار السن المصابين بالجلطات يصرف لهم حبوب الاسبرين)
كنت لحظتها اتخذت قراري بشكل عاجل
قررت أن لا يعرف أحد بالخبر إلا اخي فراج وهو من كان معي
كذلك قررت أخبار أخوي محمد أكبر أخواني لأني كنت أراه أبي الاخر
وكنت استشيره بكل شيء
فأحببت أن يبقى على أطلاع كامل بموضوعي..
اتصلت بأخوي محمد وهو أكبر أخوتي أخبرته بالخبر كامل واتفقت معه أن يبقى خبر الجلطة سر بيننا وكذا اتفقت مع اخوي فراج
كان اهلي في كل موعد بالمستشفى يتصلون علي ويسألوني عما يجري
اتصل والدي حفظه الله يستفسر فقلت له خبر شفائي من الورم واخفيت عنه خبر الجلطة ..
جميلة تلك اللحظة
عندما ترى أثر السعادة على هذا الشيخ الكبير
ما أجمل تلك اللحظة عندما تشعر أن قلب والدك ينغمر فرحاً بسببك
وكم هي جميلة تلك النشوة عندما تشعر أنك سبباً في فرحة هذا القلب ..
سألني الوالد تبي أعلم أمك وإلا تعلمها أنت ؟!!
وتأدباً معه قلت له بكيفك قال علمها أنت أجل .. (وكنت أمني النفس أن يكون الخبر مني أنا)
(طبعاً أبوي لعب علي ولا قدر يصبر دق وعلم أمي قبلي :) ويوم أكلمه يقول ماعلمتها )
في هذا الوقت أبوي كان أخبر أغلب أخوتي بخبر شفائي ..
فكنت وأنا بالمستشفى لم يمض على سماعي خبر شفائي من الورم سواء نص ساعة
والإتصالات لا تسكت تبارك لي من أخوتي ومن معارفي يباركون لي خبر شفائي بحمد الله ..
في هذا الموعد وجد الدكتور أن إنزيمات الكبد عاودت الإرتفاع
فطلب عمل فحوصات للدم مرة أخرى فلا يمكن أخذ كيماوي والإنزيمات مرتفعة ..
عملت فحوصات مرة أخرة وعدت للبيت وكان اللقاء مع والدتي ..
دخلت البيت ووصلت إلى حيث يجتمعون كانت الوالدة تكلم أحد خالاتي تبشرها بخبر شفائي وأنا أدخل عليها كنت أظن أنها ماتعرف ( الوالد علمها من وراي ) .
حتى أخوتي ينظرون إلي فرحين ولكن لا أحد منهم يريد أن يبادر قبل الوالدة..
بعد أن أنتهت مكالمتها وقفت أمامها ولم نتكلم بأي كلمة .. أكتفيت بأن أضمها وأقبل رأسها ويدها ..
لم يكن هناك حديث بل كانت الدموع هي من تتكلم ولكن هذه المرة تنطق فرحاً ..
حاولت أن أخفي دموعي قدر المستطاع ولكنه أبت إلا أن تتشارك مع دموع والدتي ..
بعدها سلم علي أخوتي وهنأوني على شفائي من الورم ..
فرحتي بداخلي لم تكتمل لأني أصبت بالجلطة ولكني بعد هذا الموقف عرفت أنني أخذت القرار السليم بإخفائي أمر الجلطة عن أهلي ..
من الغد ذهبت حسب الموعد المقرر لجلسة الكيماوي السابعة ..
ولكن عندما ذهبت وجدت الدكتور ينتظرني على غير العادة
( جلسة الكيماوي لا أقابل الدكتور فيها .. أقابل فقط ممرضي غرفة العلاج الكيماوي وهم يقومون باللازم) ..
أخبرني أن إنزيمات الكبد لازالت مرتفعة .. وهذا يشكل خطر على الكبد فلا يمكن اخذ جلسة الكيماوي بهذ الوضع ..
ما الحل إذا ؟!!
الحل أن يتم تنويمي بالمستشفى وأخذ جرعة الكيماوي في قسم التنويم .
كذلك أخبرني أن جسمي لم يعد يحتمل المزيد من الكيماوي
لذلك سيتم استبادل الجلسة الثامنة بالعلاج بإشعاع الليزر.
جلست لحين نقلي لقسم الطوارئ .
اخوي رجع للبيت يخبر أهلي ويحضر بعض الأغراض.
كان يدفني لقسم الطوارئ ممرض اردني الجنسية اسمه محمد كان يدفني ونسولف.
بعد ما وصلنا قلت له محمد إن شاء الله هذي أخر مره أجيكم بقسم العلاج وماعاد راجع لكم إن شاء الله.
ضحك وسلم علي السلام الأخير.
جلست على السرير وبجانبي عجوز معها زوجها واينهم وبنتهم كانت العجوز مريضه وتئن .
بيني وبينهم ستارة اسمع كل كلامهم بعد قليل فتح الشايب الستارة بيننا وسلم علي ودعالي بالعافية وسألني وش بك .
قلت له مصاب بورم فجلس يدعي لي وسكر الستارة.
بعد قليل أسمعه يخبر زوجته عما بي
والعجوز مسكينه تئن وتدعو لي بالعافية .
وانتظرت ساعتين تقريباً حتى تم تجهيز سرير لي بعدها نقلت للغرفة.. وفي الليل أخذت جلسة الكيماوي.
وفي هذه الجلسة أكتفوا بنوع واحد فقط هو الأحمر فقط ..
جلست بالتنويم لمدة اربع ايام تقريباً حتى تأكدوا أن الكيماوي خرج أغلبه من جسمي وبعدها سمح لي الدكتور بالخروج ولكن لازالت الإنزيمات مرتفعة وهذا أمر غريب ..
كانت الجلسة السابعة تقريباً اخذتها في بداية شهر شعبان ..
كذلك طلب الدكتور اجراء اشعة مقطعية على منطقة الورم واشعة على كامل الجسم لمعرفة هل هناك عودة للورم للتأكد أن ارتفاع انزيمات الكبد ليس بسبب عودة الورم في أي منطقة أخرى بالجسم...
إلى هنا أنتهت الجلسة السابعة
يتبقى الجلسة الثامنة والتي استبدلت بالليزر ويتبعها احداث الاشعة .
مشاهد من غرفة العلاج الكيماوي
قبل أن أختم هذا الجزء سأضيف هذه المشاهدات حفاظ على ترابط القصة.
مشاهدات من غرفة العلاج الكيماوي..
هي حالات شاهدتها كان لها وقع بنفسي كبير لبعض المرضى وساهمت مساهمة كبيرة في التخفيف عما بي
غرفة العلاج الكيماوي تعج بالمرض فهناك كبار وصغار
نساء ورجال
سعودييون وأجانب
أحد الحالات كانت لصغير عمره يقارب الـ 16 سنة.
الورم كان أصابه في رجله وأضطروا لإستئصال رجله.
وبعد الإستئصال اخضعوه لعلاج الكيماوي.
عندما نظرت له قلت الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه فيه
فما أنا بالنسبة له ؟!
اصابتي تعتبر لا شيء فلم اخضع لأي تدخلات جراحية الحمد لله
بينما هو اضطروا لبتر رجله وإخضاعه للكيماوي اسال الله ان يرفع عنه .
جلست ذات يوم بإنتظار مختبر الدم لعمل فحص للدم
كان بجانبي رجل كبير بالسن يستحيل أن أنساه أو أنسى كلماته .
إلتفت إلي وسألني مابي فأخبرته بما أنا مصاب.
ويبدو أنه ظن بي الضعف وبدأ يتكلم محاولاً التخفيف عني
قال لي بلهجة كبار السن وأكتبها كما قالها لما في كلماته من متعة وجمال :)
لا يهمونك هالدكاتر لا قالوا يمكن ما تطيب
عندك أنا جاني سرطان الدم قبل 11 سنة وجيتهم قالوا لي حالتك مستعصية.
يوم قالوا مستعصية طلعت وخليتهم قلت الله اللي خلقني مهوب انتم
واترك العلاج خمس سنين عقب خمس سنين أغمى علي وجابوني عيالي للمستشفى
يوم كشفوا المستشفى قالوا لي نبشرك حالتك تحسنت من مستعصية إلى خطيرة.
( المتحدث هنا الشايب )
ضحكت كثيراً على كلامه ويستحيل أن أنسى هذه الكلمات منه
الحمد لله كنت وقتها قوي بمافيه الكفاية ولكني أيضاً
أحتاج بين فترة وأخرى لأحد يشد أزري .
الموقف الثالث وهو أقسة موقف
كنت قبل جلسة الكيماوي بيوم واحد وذهبت للصيدلية لأصرف العلاج
وهناك كان أقسة موقف على قلبي
طفل صغير عمره اجزم أنه لا يتجاوز الـ 3 سنوات
يخضع لعلاج كيماوي وقد سقط شعره كاملاً عن جسمه .
طفل!!!
كيف له أن يتحمل العلاج الكيماوي
انا رجل وبالكاد أقوى على تحمله فكيف هو !..
ومنظر والديه وهو معهم يقطع القلب حزناً
الموقف الرابع رجل عمره يقارب الـ 35 سنة
كنت في إنتظار علاج إشعاع الليزر.
يحكي عن نفسه.
مصاب بورم بالرأس وكان يخضع لكشف في مستشفى قبل التخصصي
تم تشخصيه بشكل خاطئ ولم يعلمون أنه مصاب بورم واستمر علاجة مدة 5 سنوات بشكل خاطئ.
وبعد أن إنتقل للعلاج بالتخصصي أكتشف الورم وبدأو العلاج
مصاب له أكثر من 12 سنة ومستمر بالعلاج
لا أمل بشفائه حسب قول الأطباء (والشفاء من رب العالمين)
ومستمر بعلاجات مجرد مهدئه للورم .
أطلت عليكم بهذا الجزء أستميحكم عذراً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الثامن والأخير:
العلاج بأشعة الليزر:
كان من المقرر لي أن أكمل 8 جلسات كيماوي
ولكن للضعف الذي تسببه به الكيماوي في جسمي حيث
كان وزني قبل أن أيدأ العلاج الكيماوي يقارب الـ 120
وبعد الجلسة السابعة كان وزني وصل إلى 53
وكذلك لإصابتي بجلطة بالوريد البابي بالكبد
وإرتفاع إنزيمات الكبد
لكل هذه الأسباب قرر الدكتور عرفان إستبدال الجلسة الأخيرة بالعلاج بإشعاع الليزر
كانت أخر جلسة كيماوي أخذتها وهي السابعة تقريباً في تاريخ 7 شوال.
تم تحويلي بعدها لقسم الليزر
كان أول موعد لي معهم بتاريخ 24 رمضان
دخل رمضان وحاول بعض أهلي منعي من الصيام وطلبوا مني تأجيل الصوم لنهاية العلاج.
ولكني رفضت والحمد لله صمت رمضان كأي إنسان ولم أفطر.
بتاريخ 24 رمضان كانت الزيارة الأولى لي
قابلت الدكتور وأراد إجراء أشعة بوزترون فأتصل على قسم الأشعة ولكن كان أقرب موعد بعد ثلاث شهور
فكلم الدكتور مغفور .
والذي أستطاع إدخالي بنفس اليوم.
بنفس اليوم توجهت لقسم الأشعة وعملت أشعة بوزترون .
(أشعة البوزترون: هي أشعة مشابهةة للأشعة المقطعية
ولكنها تكون على كامل الجسم
قبل بداياة الأشعة يعطي المريض محلول الألوان مع الوريد ويطلب منه الراحة التامة وقلة الحركة حتى ينتشر المحلول
على العضلات بشكل متساوي.
ثم يشرب أربعة اكواب ماء مضاف لها محلول الألوان.
ثم ينتظر ساعة إلا ربع بعدها يطلب منه دخول دورة المياة .
ثم يدخل للأشعة مباشرة.
وهناك يستلقي فوق الجهاز على ظهره.
وتلف اليدين بمنشفة وتوضع فوق الرأس.
وثم يبدأ التصوير وأحيان يطلب منه كتم النفس .
مدتها تقريباً نصف ساعة).
عملت الأشعة وعدت للدكتور نفس اليوم.
وهناك أعطاني موعدي القادم وكان بعد يومين.
وطلب مني زيارة قسم الليزر قبل الخروج من المستشفى.
توجه مباشرة لقسم الليزر
وهناك قاموا بعمل قناع للوجه.
بعد ذلك خرجت وعدت بعد يومين يعني بتاريخ 26 رمضان
وكانت أول جلسة للعلاج بأشعة الليزر.
إنتظرت لحين وقتي وحين جاء وقتي أدخلوني مكان الليزر.
جهاز بغرفة لوحدة ومعزول نهائي الطريق للغرف أشبه ما يكون كالسرداب.
يطلب مني أن أكون عاري الصدر وثم أستلقي على ظهري فوق الجهاز.
ويضعون القناع على وجهي ويقومون بربطه وبمجرد وضعه فلن أستطيع تحريك وجهي نهائي.
مهمة القناع هي حفظ الوجه من اشعة الليزر.
بعد قليل يخرجون ويقفلون الباب ويبدأون بتسليط الليزر على منطقة الصدر والرقبة
المسألة كلها لا تأخذ أكثر من دقيقتين فقط . وغير مؤلمة نهائي لا أشعر بأي شيء أبدأ.
بعد دقيقتين ينتهي تسليط الليزر ويدخلون لفك القناع وينتهي العلاج لهذا اليوم
يستمر أخذ علاج الليزر يومياً بهذه الطريقة
مدة 20 يوم متواصلة إلا يومي الخميس والجمعة
حتى يوم العيد لا يسمح لي بالغياب نهائي يوم العيد كذلك أتيت وأخذت علاج الليزر.
أستمر العلاج مدة اربع اسابيع متواصلة بعدها كانت نهاية علاقتي مع الورم .
العلاج الليزر يختلف عن الكيماوي كثيراً
وأخف منه بشكل كبير جداً
أثار الليزر لا تظهر مباشرة
تقريباً بدأت تظهر علي بعد أول أسبوع بشكل خفيف وتزيد يوم بعد يوم إلى نهاية العلاج
الاثر الوحيد لليزر أنه حارق
المنطقة التي يسلط عليها الليزر تصاب بالحروق والجروح
فلون الصدر والرقبة عندي تغير مع الوقت إلى أشبه ما يكون جروح وحروق ومع الوقت بدأت تسبب لي حرارة في منطقة تسليط الليزر.
بعد نهاية العلاج بالليزر بأسبوعين تقريباً عاد الأمر طبيعي وذهب الأثر
كذلك يكون كل أسبوع موعد مع طبيب الليزر ويتم فحص منطقة تسليط الليزر للتأكد من أن الاثار يمكن تحملها
بعد اربع اسابيع انهيت علاج الليزر وتم عمل موعد لي مع الدكتور عرفان .
عدت للدكتور عرفان والحمد لله كانت الأمور مطمأنه وأنه لا عودة للورم .
وهنا كانت نهاية علاج الورم
فأصبحت المواعيد الان مع الدكتور عرفان لا علاج فيها مجرد متابعه
أول سنه كانت كل اربع اشهر يتم عمل موعد اشعة مقطعية وتحليل دم وموعد مع الدكتور يتأكد من نتيجة الاشعة وأنه لا عودة للورم.
وثم يتم عمل مواعيد مره اخرى اسعة وتحليل دم وموعد دكتور
بعد السنة الأولى اصبحت كل ست شهور بدال من كل اربع شهور
وإلى اليوم مستمر على هذه المواعيد وهي مجرد مواعيد متابعه فقط للتأكد أن الورم لم يعود والحمد لله إلى الان الأمور مستقرة الحمد لله .
بقي أمرين مهمين هنا
الأمر الأول الجلطة وهي ليست من إختصاص الدكتور عرفان
فتم تحويلي لقسم تخثر الدم بالعيادات الخارجية لمتابعة موضوع الجلطة معهم.
الأمر الأخر موضوع إرتفاع إنزيمات الكبد بشكل غير مبرر وبعد عمل الأشعة ظهر أنه لا عودة للورم فما سبب الإرتفاع.
هنا تم تحويلي لقسم الجهاز الهضمي بالعيادات الخارجية.
هذان الأمرا مررت بعلاجهما بنفس الفترة الزمنية
كلاهما مشكلة نتجة من الورم.
وكلاهما في نفس المرحلة.
كلاهما في العيادات الخارجية
بل وكلاهما في الدور الثالث.
فكانت أحياناً تتضارب
فأتي اليوم لعيادة تخثر الدم وفي الغد لعيادة الجهاز الهضمي
وأحياناً العكس وأحيانا في نفس اليوم.
سأتناول كل أمر من هذه الأمرين بفصل مستقل.
لمزيد من التفصيل.
الجلطة:
كما ذكرت فإنه بعد عمل أشعة مقطعية بعد الجلسة السادسة أكتشف حدوث جلطة في الوريد البابي في الكبد.
الورم كان هو السبب الرئيسي لحدوث الجلطة
لأن الورم كان يضغط بشكل كبير على الوريد لفترة تزيد على السن فتسبب بحدوث جلطة بالوريد البابي
عند حدوث الجلطة واجهتني مشكلة
وهي أنه يستحيل أن أخبر أهلي عن الجلطة
فقلبي لم يقوى على أنه اقول ابشركم شفيت من السرطان ولكني أصبت بجلطة
فكلاهما مرضين خطيرين وكيف لي أن أوقع هذا الأمر عليهم
لذلك أرتأيت أن أخفي الأمر عليهم
ولا زلت حتى اليوم لا يعلم أحد أني أصبت بجلطة الا القليل من أخواني وبعض أصحابي فقط.
فكان يجب علي أن أن أبرر صرف الدكتور لي علاجات مسيلة للدم فبالنهاية لا يمكن استغفال الأهل بشكل كامل
فهم يعلمون بطبيعة الحال أن الأدوية المسيلة للدم تصرف للمصابين بجلطة
وهنا تفتق عقلي عن كذبة أستمرت إلى اليوم
والحقيقية هي كذبة والكذب حرام اسال الله أن يغفر لي ولكم.
ولكني لست بنادم عليها والحمد لله أن أهلي لا يعلمون إلى الأن بالذات الوالد والوالدة عسى ربي يحفظهم.
عندما سألوني أهلي عن سب صرف الدكتور علاج مسيل للدم
قلت لهم أن الدكتور قال لي أن الكيماوي علاج متعب للجسم
ويبقى فترة طويلة جداً وتبقى أثاره فترة طويلة بالجسم
وحتى لا يتعبك العلاج وحتى نتخلص منه بشكل سريع
سيتم صرف علاجات مسيلة للدم حتى تزداد سرعة الدم بالجسم
وبالتالي تزداد الدورة الدموية
وبالتالي يخرج الكيماوي بأسرع وقت ممكن
( اكتشفت أني محترف كذب )
الحمد لله الحيلة أنطلت على أهلي ولم تكتشف إلى اليوم
بالنسبة للعلاج من الجلطة.
كان الدكتور أول الأيام صرف لي إبر هيبارين مسيلة للدم
تأخذ تحت الجلد.
صرف لي كميات كبيرة كنت كل يوم أخذ إبرة تحت الجلد بنفس الطريقة التي تأخذ بها إبر السكر.
وحيث أني لا أعرف أضرب إبرة ولا يوجد من يعرف بأهلي.
فكنت كل يوم أذهب لمستوصف خاص قريب من البيت أضرب الإبرة.
ولكن بعد ما تم تنويمي للجلسة السابعة
استبدلت الإبر بحبوب ولفارين
وحبوب الولفارين هي نفس حبوب الإسبرين
ولكن الفرق أن حبوب الاسبرين تصرف لكبار السن
وحبوب الولفارين تصرف للشباب
بعد ان خرجت من التنويم.
كنت في كل شهر موعد مع عيادة الممرضة في قسم الأورام يسبق الموعد تحليل دم
تطلع على مستوى السيولة بالدم ثم تصرف لي كمية اخرى من العلاج.
ولكن كان معدل السيولة غير ثابت
فمرة يزيد ومره ينقص مختلف بين موعد واخر
لذلك قرر الدكتور تحويلي لعيادة التخثر فهذا عملهم وهم أعلم.
هناك كان الطبيب المشرف هو الدكتور مصطفى والدكتورة ليلى
في أول موعد لي معهم قالوا ستستمر على علاج تخثر الدم طول العمر.
وهنا وجدت مشكلة أخرى كيف أخبر أهلي أيضاً.
ولكن قلت سأخفي الأمر إلى أن يكتب الله أمر من عنده
كذلك قالوا لي أنت الورقيات الخضراء
مثل الخس والجرجير وماشابهه من الورقيات
وكذلك الحبة السوداء
كلها تحتوي على فيتامين k
وهذا الفيتامين يعمل مخالف للولفارين
فإما أن أكله بنسبة معينة بشكل مستمر أو لا أكله أبداً
وخوفاً من التضارب قررت أن لا أكله نهائي
لذلك توقفت عن أكل الورقيات نهائي
واستمرت المواعيد
في كل ثلاث شهور تحليل دم وموعد بالعيادة وصرف علاج
أول الأمر كانت نسبة السيولة غير مستقرة
ولكن بعد مرور ست اشهر استقر معدل السيولة
مرت سنتين ونصف ومعدل السيولة ثابتة غير متذبذبه
فكلمت دكتوري في قسم الأورام أن يطلب منهم التوقف في العلاج
لأن الورم هو المرض الأساسي والجلطة هنا عرضية وخاطبهم الدكتور
وبعد أن استفسروا منه عن حالتي الصحية بالنسبة للورم وتاكدوا اني شفيت من الورم الحمد لله
هنا كان قرارهم بالتوقف من العلاج بالجلطة لان حالتي مستقرة الحمد لله
استمر علاجي من الجلطة فترة ثلاث سنوات تقريباً
لي الان متوقف حوالي سنة
الاثار التي تسببت لي الجلطة بها
ذكرت سابقاً أنه حصل تورم للقدمين اثناء جلسات الكيماوي
كان سببها الجلطة
استمر التورم فترة اسبوع ونصف
وبعدها اختفى
ولكن بقي تنميل للقدم مستمر إلى اليوم
بالذات القدم اليسرى.
إلى هنا انتهت مرحلة الجلطة.
الجهاز الهضمي:
كما ذكرت سابقاً أنه حدث في الجلسة السابعة إرتفاع لإنزيمات الكبد
إرتفاع غير مبرر
وعملت أشعة للتأكد ان الورم لم يعود وكانت النتيجة أنه لا عودة للورم الحمد لله
فلم يكن هناك سبب ظاهر لإرتفاع الإنزيمات.
فقام الدكتور عرفان بتحويلي لقسم الجهاز الهضمي بالعيادات الخارجية.
وهناك كان الطبيب المشرف على علاجي الدكتور حمد الأشقر .
من ألطف من قابلت بحياتي ومن أفضل ممن تعاملت معهم.
أول موعد كان محاولة لكشف سبب الإرتفاع.
قابلت الدكتور وبعد التعارف والسلام بدأن يسألني عن تاريخي الطبي.
سألني عن كل شيء وهل عملت عمليات أم لا وكل شيء سألني عنه.
مما قلته له أني عملت منظار بمستشفى الشميسي وهناك تم وضع دعامة لفتح الإنسداد.
وهنا كان الحل وعرف سبب الإرتفاع
الدعامات البلاستيكية التي توضع بالجسم تكون مؤقتة وليست مستمرة.
توضع فترة خمس أشهر كحد متوسط بعدها تستبدل
وإن استمرت ولم تستبدل تنسد.
الدعامة التي تم وضعها بالشميسي استمرت بجسمي سنه كاملة كنت حينها اعالج من الكيماوي.
وفي نهاية العلاج الكيماوي انسدت وتسببت بإرتفاع الإنزيمات.
قرر الدكتور حمد عمل منظار وثم أترك يوم بدون وضع دعامة ومن ثم عمل تحليل دم للتأكد من مستوى الإنزيمات.
وهل الإنسداد فتح بعد زوال الورم وإلا لا؟
عملت منظار وأخرجت الدعامة وتعرفون طريقة المنظار ذكرتها سابقاً
ولكن المنظار هذه الأمر كان أخف بكثير .
بعد يوم عملت تحليل دم وأظهرت نتائج التحليل ان الإنسداد لا زال موجود
فالحاصل أنه بعد زوال الورم تكونت مكانه ألياف بقيت تضغط على القناة الصفراوية.
فعلم لي من الغد منظار أخر وتم وضع دعامة أخرى.
كما قام الدكتور بوصف اثار الانسداد وكيف أعلم أنه حصل إنسداد
وهي حدوث حرارة بشكل مفاجئ للجسم
ووجود ألم بالبطن
طلب مني عند حدوث أحد الأمرين أتي للطوارئ ليتم عمل منظار بشكل عاجل
فهذا يعني إنسداد الدعامة
كانت الخطة أن استمر كل ست اشهر بعمل منظار واستبدال الدعامة على أمل أن ينفك الإنسداد من نفسه.
استمريت بهذه الطريقة مع الدكتور حمد مدة سنتين
لم يحدث فيها اي تحسن ولا أي بوادر انفتاح لهذا الإنسداد
فكانت هناك خيارات
الخيار الأول
أن ابقى مستمر بنفس الطريقة
ولكن هنا مشكلة هل سأستمر طوال العمر هكذا وأنا شاب؟
الخيار الثاني
عمل منظار وإدخال بالونة من نوع خاص بالقناة الصفراوية
ثم تفخها وتركها قليلاً ثم إخراجها.
وتكون كتوسيع للقناة الصفراوية.
الخيار الثالث
استبدال الدعامة البلاستيكية بدعامة حديدية
ولكن المشكلة هنا أن الدعاة الحديدية لا تستبدل بل توضع بشكل نهائي
وهنا كانت مشكلة أنه من الممكن تنسد
فإن حدث إنسداد فلا يمكن عمل عملية وسأعود للدعامات البلاستيكية طوال العمر
الخيار الرابع
عمل عملية
كانت هذه هي الخيارات المطروحة وكنت مستمر بالخيار الأول
فقرر الدكتور عمل الخيار الاخر عسى ان ينفع
وتوافق موعد المنظار بوجود مؤتمر المناظير العالمي بالمستشفى العسكري
فقال الدكتور هناك سيأتي خبراء عالميين الواحد منهم عمل نفس المنظار أكثر من الف مرة وانا ربما عملتها 100 مرة
وسيتم تحويل الحالات الصعبة والنادرة هناك لعمل مناظير لهم
فلذلك تم تحويلي للعسكري وفتح ملف مؤقت مدته 3 ايام فقط للمنظار.
وهناك دخلت المنظار وقبل أن يبدأ المنظار سألوني
تخدير كامل أو تبي جزئي
قلت كله واحد
قالوا تتحمل وإلا لا قلت إن شاء الله أتحمل والي تشوفونه صح سووه
فتم تخديري تخدير كامل فلا أعرف كيف تم عمل المنظار
ولكن قالوا لي أنه نفس المنظار العادي
ولكنه الفرق انه يأخذ وقت طويل قليلاً حيث أنه يتم الشرح اثناء عمل المنظار
دخلت المستشفى الصباح الساعة 7
ودخلت المنظار الساعة 12
صحيت من التخدير الساعة 4 تقريباً.
أول كلمة قلتها وين اغراضي ابمشي البيت.. (<< باين أنه يحب المستشفى ).
كان من المفترض يكون خروجي صباح الغد
ولكني رفضت وخرجت الساعة 6 تقريباً
بعد ما تعبت الدكتور بكلمة أبطلع
(الله يذكرها بالخير الممرضة سودانية كانت تقولي دنتا قوي بشكل فزيع ).
بعد عمل هذا المنظار لم يحدث اي تحسن فأكملت بعمل نفس المناظير كل ست اشهر
بعد ذلك قرر الدكتور حمد الاشقر اخذ استشارة الدكتور منذر قباني دكتور جراحة الكبد
لينظر مدى إمكانية عمل عملية.
تم تحويلي للدكتور منذر والذي أطلع على ملفي وطلب فحوصات أخرى تحليل دم واشعة مقطعية.
فكان قرار الدكتور منذر أنه لو عمل لي عملية فسيتم استئصال جزء من البنكرياس
وهذا الامر سيتسبب بحدوث سكر لي
فلذلك قرر انه لا يمكن عمل عملية.
لذلك عدت مرة اخرى للدكتور حمد وأخبرته بقرار الدكتور منذر.
فقرر تحويلي للدكتور طارق امين
متخصص جراحة اورام الكبد بحكم أنه تخصصه الدقيق.
بنفس الوقت كنت مستمر بمراجعاتي الدورية مع الدكتور عرفان مغفور دكتور الاورام وكانت النتائج تظهر انه لا عودة للورم .
المشهد الأخير :
كما ذكرت انه تم تحويلي للدكتور طارق أمين
الدكتور طارق أمين كانت فكرة العملية لديه مختلفه
فبدلاً من استئصال سيتم عمل توصيل
ولكن في موعدي معه وجد ان الاشعات قديمة فطلب عمل اشعة رنين مغناطيسي واشعة بوزترون وتحليل دم ثم موعد معه ليتحدد هل عملية أم لا؟!
عملت اشعة الرنين المغناطسي
وثم عملت اشعة البوزترون
(موقف طريف حصل في موعدي لأشعة البوزترون
كانت الممرضة سعودية ماشاء الله جميلة
بعدي مباشرة كانت أحد كبار السن لما جائت لتعطية إبرة سألها من وين أنتي
قالت من الرياض
سألها عن ديرتها قالت دوسرية بس ماعمري رحت الديرة
قال أجل ماعمرك رعيتي بالبل والغنم ؟!!!!
ضحكت وقالت لا طول عمري بالرياض؟!
بعد ذلك سألها متزوجة
ضحكت وفهمت قصده قالت لا مخطوبة قال أجل فايته
قالت أيوه فايته وبعدها راحت عنه )
بعد ذلك قبل الموعد عملت تحليل دم وثم ذهبت للموعد
هناك اطلع الدكتور على نتائج تحاليلي فلو كان كل شيء سليم سيتم عمل موعد للعملية.
ولكن وجد عدة أمور
وجد أن الصفائح وكريات الدم البيضاء منخفضة بدون سبب؟!
كذلك وهذا هو الأمر الأهم
الأشعة أظهرت وجود شيء بالكبد
حجمه 1 سم لا يعرف ماهو إلى الأن
فتم الإتصال بالدكتور عرفان مغفور طبيب الأورام وإخباره
كان موعدي معه في شهر شوال القادم
فتم تقديمه لتاريخ 10 من الشهر القادم أي بعد عشرين يوم من اليوم.
سألت الدكتور هل هو ورم؟!
قال لا أفتيك فيه فهو لم يظهر شيء
قد يكون ورم وهذا إحتمال وارد
وقد يكون لحميه
وقد يكون شيء أخر لا نعلم إلى الأن
وستبين إن شاء الله ماهو في المستقبل
لذلك تم تأجيل قرار العملية لحين التأكد من هذا الأمر.
هل سيعود الورم ؟!
هل بداية رحلة العلاج مرة أخرى ؟!
لا أعلم كله بعلم الغيب
الحمد لله إن كان ربي كتب لي عودة الورم
فالحمد لله على كل حال قدر الله وراضي بما قسمه الله علي
وإن كان أمر أخر فالحمد لله ايضاً
بالنهاية المرض لن يزيد او ينقص من عمري ساعة
فإن كان ربي كتب علي الموت بالمرض فالإختباء لا يفيد والجزع لا يفيد
سأعيش حياتي كما هي وسأبقى سعيد بإذن الله
إلى هنا تنتهي هذه الرحلة
الجمعة
20/5/1430 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الختام والعبرة :
في نهاية هذه الرحلة تعليق بسيط أضيفة
مرض السرطان مرض خطير
أنا لن أقول أني سعيد فلا أحد يسعد بمرض كهذا
ولكني فخور بتجربتي
فخور بكل ما مررت به
فخور بأشياء كثيرة
تجربة كهذه خرجت منها بفؤائد كثيرة
أصبت بالورم وعمري 20 سنة
كنت شاب طائش لا أعي مصلحتي ولا أحافظ على علاقاتي الإجتماعية بشكل سليم
المرض كبح جماحي عن اخطاء كثيرة
الورم منعني من فعل أخطاء جمة
الورم كان إختبار لي أتمنى أكون نجحت به
الورم قربني لأهلي
وبين لي حقيقة أن الإنسان مهما عمل لن يفي أهله حقهم
الورم بين لي حقيقة أن الموت قريب سواء للمريض أو للمتعافي
الورم كان إختبار لأصحابي
وهناك من فشل فشل ذريعاً أسال الله ان يسامحهم
وهناك من لو أتكلم فلن أفيهم حقهم ما حييت
بالذات صديقي وولد عمي محمد
ماحييت لن افيه حقه
كان في وقت جلسات الكيماوي يأتيني كل يوم للبيت
وبالليل يومياً نخرج نتسلى نلعب
كان فعلاً يعرف كيف ينسيني ألمي ومرضي.
الورم بين لي حقيقة أن السعادة لا تشترى بمال ولا بمسليات تمل منها
والحقيقة من بعد مرضي عرفت معنى السعادة الحقيقية وبعد مرضي مررت بأجمل أيام عمري ولا زلت ولله الحمد في أجمل أيام عمري وأسعدها
بل واستغرب من كثير يردد دائمً طفشان زهقان !!!
هناك ألف سبب للسعادة لمن يريدها وهناك ألف سبب للتعاسة لمن يريدها
انت كإنسان من يختار أن يكون سعيد او تعيس
وليست ظروفك هي من يختار.
كانت هناك فترات ضعف واجهتني
فبالنهاية أنا إنسان ومن الطبيعي أضعف في أوقات
ولكني تعلمت أن أميل ولكن لا أنكسر
أعود مباشرة لقوتي
أعود مباشرة أقوى من قبل
كان فترة لأرتب أوراقي وأنظر للدنيا نظرة أخرى
نظرة مختلفة عن نظرتي السابقة لها
نظرة متفائلة نظرة مليئة بالحياة والسعادة
والغريب أن نظرتي قبل المرض كانت متشائمة
أما بعد المرض فنظرتي أختلفت كلياً
الورم مهما قلت فلن أنتهي من الدروس والعبر التي استخلصتها منه
عدت بعد العلاج من الورم لدراستي
والحمد لله الترم الماضي كان تخرجي
كلية المعلمين تخصص مسار رياضيات
وإن شاء الله سأشتغل كأي إنسان
التأثير الوحيد للورم هو نزول معدلي بعد حذف سنة كاملة والعودة للدراسة
كنت أطمح لمعدل عالي يسمح لي إكمال الماجستير ولكن نزول المعدل منعني من هذا الأمر
ولكن سأسعى لتحقيقه إن شاء الله ولن أقف عند هذا الحد
النهاية يا أخواني أضع هذا الموضوع أمامكم ليكون عبرة
وليكون أسلوب للتعامل مع المرضى المصابين بهذا المرض
أتمنى أكون قددمت ما يفيد
لا أدعي الكمال
إن أصبت فمن الله سبحانه وتعالى
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
أطلب منكم الدعاء لوالدي حفظهما الله وختم لهما بصالح العمل
والدعاء لي بالهداية أولاً وبالعافية ثانياً
والدعاء لجميع المسلمين
كلمة شكراً لن تفيكم حقكم يا أل خيال
شكراً للإدارة على إهتمامها وحرصها على الموضوع
شكراً لجميع الأخوة
من علقوا
ومن شاركوا
ومن دعوا لي
ومن ارسلوا لي
شكراً لكل من مر من هنا
أخيراً
هذا الموضوع لكم قبل أن يكون لي
أفعلوا به ما تشاؤون
من أراد ينقله لمنتدى أخر من أراد يفعل به أي شي فليفعل
لا حقوق محفوظة نهائي فالموضوع لكم أنتم وليس لي أنا
أخوكم الصغير
سلطان
أو كما أحب أبو غلا
-أي أسئلة بخصوص هذا الموضوع وأي كان السؤال أتقبله بصدر رحب وأتمنى أن أفيد غيري بتجربتي
ولمن لا يريد ذكر أسمه أو لأي أسئلة على هذا الرابط
-أخيراً لا حقوق محفوظة بالموضوع من يريد أن ينقله فليتفضل المهم الفائدة تصل للجميع بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..