صورتان
تختزلان المشهد: الأولى لشباب رائع وقف في صف للتبرع بالدم، والثانية
لآخرين يبحثون بين الركام
عما غلا ثمنه. إنها صور تعبر عن الخير والشر، الحضارة والتخلف، وفي حالة استثنائية مثل انفجار شاحنة غاز مع ضحايا بالعشرات، وحطام مبانٍ بلا أسوار وجد البعض بغيته، أثبت هؤلاء أن الأسوار فقط هي ما يمنعهم من السرقة علانية، ومثلهم سينظم إلى أي «جماعة» أو عصابة سيطرت عليها عقلية القطيع، أما تحت الحطام فلا يعلم هل هناك أنين أرواح تبحث عن منقذ؟
الحالة استثنائية والجريمة استثنائية، وهي تحتاج من صاحب القرار وقفة استثنائية تتميز بعقوبات استثنائية سريعة، بخاصة وأن الشرطة صرّحت بالقبض على عدد من لصوص الانفجار. لم يرغب المتحدث الرسمي لشرطة الرياض بالاستفاضة في الحديث، يبدو أن نفسه «انسدت» مثل نفوس الغالبية.
إذا «تشلّخ» النظام سدت شقوقه الفوضى، وهي تعتليه إذا «تخشّب» لتصبح هي السائدة، وهناك فئات فوضوية ضالة غير تلك الإرهابية المتخصصة بالتفجير. هذه الفئات تتفجر مواهبها بالتقسيط وتحترف بتراكم الخبرة، وهي من جنس الفئات التي تضرب النظام بعرض «الطبلون» سرعة وتفحيطاً واستهتاراً بأرواح الناس، وهي نفسها الفئة التي تضرب بعرض الحائط صحة الناس بسلع فاسدة، وهي نفسها الفئة التي تطاول بنيان إنجازاتها الشخصية بمواد من الفساد على حساب العموم.
هي نفس الفئة وإن تعدد طبقاتها، ونحن إما أن نجعل الذين وقفوا ينتظرون التبرع بالدم ورفاقهم ممن حرسوا محلات أصبحت مكشوفة بفعل الانفجار، أو نظموا السير وساعدوا في الإنقاذ، وهم الأكثرية وأمل الوطن، نجعلهم بالتراخي رهينة لفئة «الحنشل» وقطاع الطرق هذه، أو نتتبعها لتُوقف عند حدها. أما الذين برروا أو شخصوا حالات سرقة بالفقر فهم في الحقيقة ظلموا الفقراء ولا يعرفونهم عن قرب، في حين أن الذين اعترتهم الدهشة مما حدث بعيدون عن واقعنا، وما أكثر البعيدين عن الواقع والمبتعدين عنه، وفي مقدمهم أجهزة حكومية علاها الصدأ.
عبد العزيز أحمد السويد
عما غلا ثمنه. إنها صور تعبر عن الخير والشر، الحضارة والتخلف، وفي حالة استثنائية مثل انفجار شاحنة غاز مع ضحايا بالعشرات، وحطام مبانٍ بلا أسوار وجد البعض بغيته، أثبت هؤلاء أن الأسوار فقط هي ما يمنعهم من السرقة علانية، ومثلهم سينظم إلى أي «جماعة» أو عصابة سيطرت عليها عقلية القطيع، أما تحت الحطام فلا يعلم هل هناك أنين أرواح تبحث عن منقذ؟
الحالة استثنائية والجريمة استثنائية، وهي تحتاج من صاحب القرار وقفة استثنائية تتميز بعقوبات استثنائية سريعة، بخاصة وأن الشرطة صرّحت بالقبض على عدد من لصوص الانفجار. لم يرغب المتحدث الرسمي لشرطة الرياض بالاستفاضة في الحديث، يبدو أن نفسه «انسدت» مثل نفوس الغالبية.
إذا «تشلّخ» النظام سدت شقوقه الفوضى، وهي تعتليه إذا «تخشّب» لتصبح هي السائدة، وهناك فئات فوضوية ضالة غير تلك الإرهابية المتخصصة بالتفجير. هذه الفئات تتفجر مواهبها بالتقسيط وتحترف بتراكم الخبرة، وهي من جنس الفئات التي تضرب النظام بعرض «الطبلون» سرعة وتفحيطاً واستهتاراً بأرواح الناس، وهي نفسها الفئة التي تضرب بعرض الحائط صحة الناس بسلع فاسدة، وهي نفسها الفئة التي تطاول بنيان إنجازاتها الشخصية بمواد من الفساد على حساب العموم.
هي نفس الفئة وإن تعدد طبقاتها، ونحن إما أن نجعل الذين وقفوا ينتظرون التبرع بالدم ورفاقهم ممن حرسوا محلات أصبحت مكشوفة بفعل الانفجار، أو نظموا السير وساعدوا في الإنقاذ، وهم الأكثرية وأمل الوطن، نجعلهم بالتراخي رهينة لفئة «الحنشل» وقطاع الطرق هذه، أو نتتبعها لتُوقف عند حدها. أما الذين برروا أو شخصوا حالات سرقة بالفقر فهم في الحقيقة ظلموا الفقراء ولا يعرفونهم عن قرب، في حين أن الذين اعترتهم الدهشة مما حدث بعيدون عن واقعنا، وما أكثر البعيدين عن الواقع والمبتعدين عنه، وفي مقدمهم أجهزة حكومية علاها الصدأ.
عبد العزيز أحمد السويد
Posted: 03 Nov 2012 08:45 PM PDT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..