أستقبل رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" طالبات يدرسن القانون
بكلية "دار الحكمة" بمدينة جدة وذلك في اطار زيارته للسعودية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني وصل للسعودية في زيارة رسمية استقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين يوم أمس الثلاثاء.
ونشرت قناة "آي تي في" البريطانية لقطات
للمقابلة يظهر فيها رئيس الوزراء يتحدث مع بعض الطالبات قائلة أنه رحب
بالخطوة التي اتخذتها السعودية بالسماح للنساء بممارسة المحاماة في المحاكم
لكنه أبدى عددا من التساؤلات حول الخطوات الأخرى التي ستتخذ بشأن ضمان فرص
عمل أفضل للمرأة السعودية.
.......................
مقال له صلة بالخبر السابق :
طارق السيد
من اللافت للنظر أن قضية المرأة في المملكة العربية السعودية تحظى باهتمام كبير من الدوائر الإعلامية الغربية وربيبتها العربية، وسبب هذا الاهتمام أن محاولة علمنة المجتمع السعودي كانت ولا تزال عصية على الساسة في الغرب وأذنابهم في الداخل؛ نظرا لما تميز به المجتمع من حرص على البناء العقدي الإسلامي الصحيح للفرد، والذي يتشربه منذ نعومة أظافره. وهو منهج في البناء يعد امتدادا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد ظلت العقيدة الإسلامية هي الحصن الحصين الذي يحفظ المجتمع من مخططات العلمنة والتغريب، ومن ثم سعى الغرب إلى النفاذ للمجتمع السعودي تحت شعار حقوق المرأة، وهو شعار يتمتع بجاذبية ويلقى قبولا، ولا يصطدم فيما يبدو للوهلة الأولى بتعاليم الإسلام، ومن ثم يمكن للمجتمع تقبله، خاصة وأن هذا المدخل قد تم تجربته في عدد من البلدان الإسلامية، وكان له تأثيره الكبير في مسخ هوية هذه المجتمعات وسلخها من عقيدتها، حدث هذا في مصر وتونس منتصف القرن الماضي، حتى أصبح الحجاب في وقت من الأوقات هو رمز القهر والاستبداد والتخلف.
وقد وجدت حركة تغريب المرأة السعودية ممانعة شديدة في بدايتها، لكن هذه الممانعة تضعف أحيانا مع مرور الوقت خاصة في ظل النشاط الكبير التي تقوم به هذه الحركة في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت تجهر بمطالبها وأطروحاتها، وتقوم بتنفيذ برامج عملية تسعي من خلالها إلي تغريب المرأة، وظهر رموزها من النساء والرجال في وسائل الإعلام المختلفة، مجاهرين بدعوتهم ومطالبهم. وإن كانت لا تزال المرأة في المجتمع السعودي تحتفظ بقدر كبير من الاحتشام والبعد عن التبرج والسفور.
لذلك وجب على الدعاة والمصلحين والعلماء والمثقفين وطلبة العلم والنخب من الرجال والنساء أن يقفوا أمام هذه الدعوات بالمرصاد، وأن يبرزوا الجوانب المضيئة لواقع المرأة السعودية، وينظموا الحملات الترويجية لهذا الواقع المشرق وأن يواجهوا أي تقصير أو ظلم قد يقع على المرأة نتيجة لعدم فهم الإسلام بشكل صحيح أو نتيجة للعادات والتقاليد البعيدة عن صحيح الدين، وفي هذا الإطار يكفي أن نشير "من خلال آخر الإحصائيات إلى أن نسبة عمل المرأة السعودية 14% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الحكومي، و50% في قطاعي التعليم والصحة، ومن حيث التعليم فالسعوديات الملتحقات بالتعليم العالي تصل نسبتهن إلى 60%، والمرأة السعودية تمثل المرتبة الثامنة تعليمياً على مستوى الدول العربية بنسبة 62.8%، إضافة إلى أن مدخراتها بلغت في سوق العمل قرابة 62 مليار ريال، وقد انضمت آخرًا 20 سيدة سعودية إلى منظمة سيدات الأعمال في العالم العربي، المنبثقة من منظمة سيدات الأعمال العالمية، والتي تشترك فيها 200 سيدة "(1).
وليس معنى هذا أن المرأة في المملكة لا تعاني من عدد من المشكلات، لكن ما تعانيه المرأة في المملكة هو نتيجة لضعف تدين البعض وتأثرهم بدعاوي الغرب، لا كما يروج الإعلام أنه نتيجة لتمسك المجتمع السعودي بتعاليم الإسلام، ومن هذه المشكلات: "المنع من الميراث يوجد عند بعض القبائل، والعضل حيث يتسلط بعض الأولياء ويمنعون بناتهم من الزواج بحجج واهية للاستيلاء علي مرتب البنت، خاصة إذا كانت موظفة، ولهذا السبب كثرت العنوسة في المجتمع السعودي، بل إنها وصلت إلي معدلات خطيرة ولافتة للنظر، ومنها الحجر، والمقصود بالحجر أن تمنع الفتاة من الزواج إلا من قريبها أو ابن عمها علي وجه الخصوص. ومنه الاستيلاء علي المهر، حيث يغالي بعض الأولياء في المهور مغالاة ظاهرة، بغية الاستيلاء علي المهر، ومنها: معاناة المطلقات والأرامل حيث تعاني المطلقات والأرامل في المجتمع السعودي معاناة كبيرة، خاصة في مسألة الإنفاق علي أنفسهن وأولادهن، إذ مقررات الضمان الاجتماعي لهذه الفئات تقرب من كونها مساعدات رمزية لا تفي بمتطلبات الحياة وصعوبتها.
العنف الأسري: فقد زادت معدلات العنف الأسري في السنوات الأخيرة، وهي موجهة إلي الذكور والإناث لكنها في حق الإناث أكثر. إذ كشف تقرير خاص بالحماية الاجتماعية بمنطقة الرياض أن عدد حالات العنف الأسري وصلت إلي (508) حالة مسجلة خلال الفترة من 1/1/1428هـ و حتى 30/9/1428هـ ، تبلغ نسبة الذكور منها (56) حالة، والإناث (452) حالة.
ومنها التحرش والابتزاز الجنسي، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة نتيجة وجود الاختلاط بين الجنسين في بعض أماكن العمل حالات التحرش والابتزاز الجنسي للمرأة "(2).
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه المظالم هي المدخل الذي يستغله الإعلام الغربي وأذنابه في الداخل؛ للترويج لدعواهم في حين أن هذه المظالم ليست من الدين في شيء، وليس للإسلام أي علاقة بها، وإنما هي تجاوزات نتيجة البعد عن الإسلام، كما لا يمكن وصف جميع هذه التجاوزات بالظواهر واسعة الانتشار، سوى مشكلتي العنوسة والطلاق حيث تشير الأرقام لارتفاعهما، كما أن هذه المشكلات هي مشكلات تعاني منها المرأة في كثير من المجتمعات، بما فيها المجتمعات الغربية وهي أضعاف ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا. الأمر الذي يؤكد حالة التحيز وعدم المصداقية والانتقائية التي يعاني منها الإعلام الغربي عند تعاطيه مع المجتمعات الإسلامية بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص.
ــــــــــــــــــــــــــ
الإحالات (الهوامش)
(1) جريدة الرياض1/4/1429 هـ
(2) انظر كتاب حركة تغريب المرأة السعودية ، ص64، بتصرف.
لها اون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..