الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

طلاب تركوا مقاعدهم الدراسية محبطين..!

«بطالة الخريجين» تركت انطباعاً أسوأ

أبها، تحقيق- مريم الجابر
    يتطلع كل أب وأم أن يرى أبناءه في مراحل متقدمة من التعليم، ويحلمان دائماً أن يحقق لهما ابنهما ما
لم يستطيعا تحقيقه، ولكن ما إن يكبر الابن ويكتمل نضجه أثناء المرحلة الثانوية، إلاّ ونجده بدأ يحطم هذه الأحلام رويداً رويداً، فالبداية تكون بتسربه من المدرسة، وبعدها رفضه دخول الجامعة؛ مما يشعر الأبوان بخيبة أمل كبيرة.


تنامي هروب الطلاب من المدارس جرس إنذار للمسؤولين لدراسة الأسباب

ويعدّ عدم إكمال الطلاب لتعليمهم من أهم المشكلات الرئيسة التي تواجه الأهل، وبالذات في المرحلتين المتوسطة والثانوية وحتى الجامعية، ويتجهون إلى دروب الضياع وممارسة اللهو والانفلات التربوي والديني، فعلى من نضع اللوم؟، على مناهجنا الدراسية أم دور المعلمين، أو القصور في تربية الأسرة، أو هناك أسباب أخرى؟.

سلبية العاطلين عن العمل قد تزرع الإحباط في نفوس الطلاب
لماذا أدرس؟
وذكر «أحمد ناص» أنّه توقف عن الدراسة بعد إنهائه للمرحلة الثانوية ولم يرد الإكمال، لأنّ أخاه درس في الجامعة وتخرج فيها، وحتى الآن لم يحصل على عمل، متسائلاً: «لماذا أدرس وأنا أعرف نهاية الطريق؟»، مبيناً أنّه يبحث عن عمل يناسب قدراته وتوجهاته، بدلاً من تضييع الوقت في مواصلة الدراسة التي لا طائل منها.
وأوضح «طارق حسين» أنّه ترك الدراسة بالمرحلة المتوسطة، وذلك لصعوبة المناهج المقررة، ولما سمعه عن المعدل التراكمي واختبار القدرات، الذي يؤثر سلباً على النتيجة النهائية، وتحتاج من الطلاب بذل جهد أكبر في الدراسة، وهذا الذي لا يحبه، مبيناً أنّه الآن يقضي وقته في النوم ومع الأصدقاء، معتبراً أنّ الالتحاق بالعسكرية هو الحل حتى يتخلص من أخذ مصروفه من والده.
تثقيف الأهل للأبناء
وأرجع «يوسف أحمد» ترك دراسته إلى طريقة التعليم التي تحصر الطلاب في نمط معين، لا يتيح لهم اخراج كافة مواهبهم وقدراتهم، هذا غير المناهج الجافة التي تكرر عملية التعليم دون مقومات تشويق وإثارة ومسؤولية، إلى جانب ضعف عامل تثقيف الأهل للأبناء وأهمية الدراسة، ووضع أهداف أمامهم لا يصلون لها إلاّ من خلال الدراسة، وتحمل المسؤولية.
وبيّن «عبدالإله القحطاني» أنّ الشباب اليوم وجدوا الكثير من المعوقات لإكمال دراستهم، وأولها اختفاء الطموح لما يرونه من عدم وجود وظائف لخريجي الجامعة؛ مما أصابهم بالإحباط، إضافةً إلى الظروف النفسية عندما لا يستطيع الطالب أن يتكيف مع جو الدراسة والمدرسة والهيئة التعليمية، أو أن لا يكون له ميل للدراسة، ويشغل باله حرفة أو هواية تأخذ جل وقته وتصرفه عن الدراسة.
مؤثرات البيئة
ولفت «معتوق الجيزاني» -معلم- إلى خروج الطلاب من المدرسة وعدم إكمالهم المسيرة التعليمية يعد ظاهرة بدأت تنتشر بين الشباب أكثر من الفتيات، وذلك لتأثير البيئة بالطلاب ومنها الأسرة ووضعها الاقتصادي، والذي يجبر الطلاب على ترك الدراسة والبحث عن عمل لمساعدة أسرته على متطلبات الحياة، خاصةً إذا كان عائل الأسرة كبيراً بالسن أو مريضاً، وهناك بعض الأسر لا تدرك قيمة التعليم في مستقبل أبنائهم، مبيّناً أنّ الطالب قد لا يجد ما يحفزه على التعليم ومواصلته، فالمجتمع يشعره بالإحباط، نظراً لعدم وضوح المردود الفوري للتعليم، ولوجود أشخاص محيطين بالطالب يشجعونه على عدم مواصلة التعليم من الأصدقاء، إلى جانب أنّ بعض المدارس غير جاذبة، خاصةً الثانوية، إذ لا يجد فيها الطالب ما يشوقه ويغريه للاستمرار بها، إذ لا يجد ذاته داخل المدرسة ولا يجد ما يتطلع إلى تحقيقه.
المناهج الدراسية
واعتبر «الجيزاني» أنّ المناهج تفتقد لعنصر التشويق الذي يتطلع إليه الطالب، إذ قد تكون المناهج صيغت بشكل افتراضي بعيداً عن الواقع وعن مستوى التطبيق، وأيضاً طرائق التدريس المستخدمة من قبل المعلمين، فعدم النزول إلى مستوى الممارسة والتطبيق لبعض المفاهيم يشعر الطالب بالهوة الفاصلة بين ما يتعلمه وبين متقضيات الحياة، كذلك الاعتماد على الطرق الإلقائية، وعدم إشراك التلميذ في البحث عن المعرفة تجعله في وضع منفر من المدرسة.
إحباط وتحطيم!
وقال «د.محمد رفيدي» -مختص علم الاجتماع-: «الجانب التربوي يلعب دوراً كبيراً في هذه الموضوع، فقد تغرس الأسرة في نفس الصغير فكرة أنّ التعليم بالنسبة له مجرد إيواء أو مكان يمنعه من اللعب في الطريق، وليس مكاناً لبناء مستقبله العلمي، ومجرد أن تترسخ هذه الفكرة في ذهن الصغير يترك المدرسة ويفضل دروب الضياع، إضافةً إلى الإحباط لدى الشباب من عدم توفر فرص العمل للذين حصلوا على شهادات، ويكون لذلك دور سلبي على الذي يكون في مقاعد الدراسة، إذ يرون نماذج حية أمامهم فيبدأ الطلاب باتخاذ قرار عدم إكمال التعليم، إلى جانب وجود المقررات الجافة وسوء معاملة المعلمين للتلاميذ، بل إنّ الأستاذ نفسه قد يغرس في الطفل أنّه إنسان عديم القيمة ولن يفلح حتى بعد أن يترك المدرسة؛ مما يفقده الحافز على التعليم، كما أنّ رفقاء السوء سبب من الأسباب في عدم الرغبة أو الطموح من قبل الطالب تجاه التعليم، فمع هذه المسببات يكون قرار الطالب أمراً طبيعيآً يحدث في كل المجتمعات، ولكن تختلف نسبته من مكان إلى آخر».
نماذج سلبية
وأضاف «د.رفيدي» أنّ هناك نماذج سلبية لها تأثير على الطالب ومنها أن بعض الذين تركوا الدراسة استطاعوا الالتحاق بوظائف حكومية، أو أعمال حرة تدر عليهم دخلاً متوسطاً، فيكون ذلك محفزاً لهم لترك الدراسة، خاصةً إذا أقنعه صاحبه أنّه لو أمضى سنين حياته في التعليم لن يحقق مثل هذا الكسب، مشيراً إلى أنّ الأسرة يقع عليها المسؤولية الأكبر في إقناع الطفل بأهمية التعليم في حياته كقيمة دينية قبل أن يكون قيمة اجتماعية، فطبيعة التعليم تترك أثرها على شخصية الطفل، ومن ثم يأتي دور المدرسة في جعل بيئة الدراسة ممتعة ومشوقة ومحفزة على التعليم، وبعدها يأتي دور المجتمع في خلق فرص وظيفية للشباب بعد إكمالهم دراستهم الجامعية.

http://www.alriyadh.com/2012/11/28/article787852.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..