1.
على جلال يكتب ..
الحمد لله تعالى وحده ، و الصلاة و السلام على من
لا نبي بعده ، فنحن الآن في فترة كثر فيها من يدعو إلى العلمانية من المسلمين ظنا منه أنه بذلك يدعو إلى ما فيه الخير ، مستجيبا لمفكري العلمانية و الليبرالية ، فأردت هنا فقط أن أناقش جميع إخواننا الذين تأثروا بأفكار " النخبة " و نقول:على جلال يكتب ..
الحمد لله تعالى وحده ، و الصلاة و السلام على من
- هل أنت مسلم؟
* لا شك
- ما الكتاب المقدس الذي تؤمن به و تهتدي من خلاله إلى الحق و الخير؟
* القرآن الكريم
- القرآن .. كلام من؟
* الله سبحانه و تعالى
و طالما أننا مؤمنون بالقرآن الذي (أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ، و الذي (يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ، فإننا سنرى بإذن الله أي الفريقين خير .. الإسلاميون أم العلمانيون؟؟
و سوف أتحدث بإذن الله تعالى تحت العنصرين الآتيين :
1. العلمانيون في القرآن
2. الإسلاميون في القرآن
و بسم الله أبدأ سائلا ربي أن يرزقني الإخلاص كي يصل قولي إلى قلوب إخواني الذين سقطوا في هذه الفتنة الكبرى
1- العلمانيون في القرآن الكريم :-
أ – قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا)
أخي الكريم . ألا ترى أن هذه الآية تنطبق على العلمانيين انطباق القفاز على اليد ؟؟... فهم يقولون آمنا بالله و نحن مسلمون و هم لا يريدون في الوقت ذاته أن يتحاكموا إلى ما قال الله و قال رسوله صلى الله عليه و سلم ، و كلما ظهر من يدعو إلى ما أنزل الله و إلى الرسول ، فإذ بهم يصدون عنه و يرمونه بالتشدد و الرجعية و العمالة لجهات خليجية!!!!
و إذا تدبرنا في نفس السورة – سورة النساء – قبل هذه الآيات بآيتين سنجد قوله سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ) ، فالكلام هنا عن الحكم و إن قفزنا بضع آيات إلى الأمام سنجد قوله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)
ليس هذا فحسب بل إن هذا الربع الذي به هذه الآيات المباركات أتت قبله آيات المواريث و كذا آيات في الأحوال الشخصية من تعدد زوجات و المحرمات من النساء ، ثم أُتبعت هذه الآيات بآيات القتال و هي لا شك من السياسة و العلاقات الدولية و كذلك آيات عن القتل الخطأ و الدية ، فلا يمكن أن نفصل الإسلام عن الدولة.
ب – و لازلنا في صفات العلمانيين في القرآن ، فإن قالوا نطبق الإسلام في بعض النواحي كالأحوال الشخصية و المواريث دون القانون الجنائي و الاقتصاد و السياسة ، فنقول قال الله : (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
.. ألا ترى أننا أمام آيات تلجمنا إذا ما أردنا أن نقول ذلك ( وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) ، فالله سبحانه أمرنا بالحذر من أن يفتنننا البعض عن بعض ما أنزل ، و جدير بالذكر أن هذه الآيات في سورة المائدة التي بها :-
- حد الحرابة : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا)
- حد السرقة : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- تكفير النصارى : (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)
- تحريم الخمر : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) .. و من يريدوننا أن نسمح للسائحين بشرب الخمر و تداولها كمن يريدوننا أن نسمح لهم بالآفيون و الهيروين و البانجو!!!
ج – قال تعالى : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَ إِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)
و هذه الآيات أوضح من أن نفسرها و سوف يتم الإشارة للسورة التي وردت فيها – سورة النور - في الكلام عن صفات الإسلاميين.
2 – الإسلاميون في القرآن الكريم : -
و قبل أن نبدأ فلا أزعم أن هذه الآيات المباركات التي سوف أسردها لكم أني أصف بها نفسي و إخواني الإسلاميين من باب التزكية ، و لكني أتكلم عن عموم الإسلاميين و المهنج القويم لا عن تيار بعينه :)
أ- قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) و هذه الآية تتكلمعن قوم مؤمنين يعملون الصالحات سيمكن الله تعالى لهم " دينهم" و هنا الكلام عن قسمين :
الأول: آمنوا و عملوا الصالحات:
- من هم عمار المساجد و خصوصا في الفجر؟
- حملة القرآن الكريم إسلاميون أم علمانيون؟
- من الذي يحث الناس دوما على الصلاة و الزكاة و الصدق و العفاف و الصلة؟
- من الذي يحث الناس على الحج و العمرة و ينظم هذه الرحلات كما ينظم صلاة العيد في الخلاء؟؟
إنهم الإسلاميون المسلمون المتدينون
الثاني : و ليمكنن لهم دينهم :
حتى لا يظن أحد ان هذا مقتصر على العبادات كالصلاة مثلا ، فأنبه إلى أن الآيات وردت في سورة النور التي بها : -
- حد الزنا: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)
حد قذف المحصنات : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
كما ان هذه الآيات تسبقها آيات أخرى في نفس السورة تتكلم عن أولئك الذين يقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا ثم يتولوا و يرفضوا حكم الله و حكم رسوله صلى الله عليه و سلم.
ب – قال تعالى : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)
- هل يسعى العلمانيون و الليبراليون لإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة بعد التكين لهم ؟؟ ... هل سينظمون مواعيد العمل و الدراسة بما يتوافق مع مواقيت الصلاة؟
- هل سيطبقون نظام الزكاة في الدولة؟
- هل يأمر العلمانيون بالمعروف و ينهون عن المنكر أم يهاجمون الحجاب و النقاب و يشجعون بيع الخمور و حرية الإباحية في الإعلام؟؟
.. و في النهاية أقول لك : أخي الكريم أنت مسلم فإياك أن تقع في فخ هؤلاء ، واحذر أن ينطبق عليك قول الله : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)
هذا و ما كان في كلامي من توفيق فما توفيقي إلا بالله ، و ما كان فيه من زلل أو عصيان فمني و من الشيطان ، و الحمد لله رب العالمين .
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=49688على جلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..