الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

المخابرات الأمريكية وكيسنجر: بعد 10 سنوات لن تكون هناك إسرائيل

 لو قالها أكبر محلل إستراتيجى عربى فلن يصدقه أحد، لكن هذه المرة قالها الثعلب هنرى كيسنجر ورهط من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أكدوا زوال الدولة الصهيونية بعد عشر سنين، وقالها المستشرق د. كيفِن بارِت أيضا فى مقال أشبه بالقنبلة (العالم من غير إسرائيل).
فإذا كان رأى هؤلاء هكذا، فإن وصف قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية هذه الدولة بأنها "أوهى من بيت العنكبوت" نظرة ثاقبة.
لكن هذا البيت العنكبوتى لن ينهار إلا على أيدى هؤلاء المقاومين، لا على أيدى المتهافتين "الأوسلويين" الذين ما فتئوا يستجدون التفاوض العبثى.
>> 500 ألف إسرائيلى يحملون جوازات سفر أمريكية
<< مليون ونصف روسى وأوروبى جاهزون للرحيل بخلاف مليون إفريقى!
<< د. كيفِن بارِت: أمريكا لم تعد تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار فى دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسانٍ بجوارها
المخابرات الأمريكية تتوقع زوال إسرائيل ورحيل 3 ملايين إلى أمريكا وروسيا
توقع تقرير جديد للمخابرات الأمريكية، تلاشى دولة إسرائيل فى عام 2025م، وأوضح أن اليهود ينزحون إلى بلادهم التى أتوا منها إلى إسرائيل، منذ الفترة الماضية بنسبة كبيرة، وأن هناك نصف مليون إفريقى فى إسرائيل سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى مليون روسى وأعداد كبيرة من الأوروبيين.
وأشار التقرير الذى أعدته 16 مؤسسة استخبارية أمريكية -وهو تقرير مشترك تحت عنوان (الإعداد لشرق أوسط فى مرحلة ما بعد إسرائيل)- إلى أن انتهاء دولة إسرائيل فى الشرق الأوسط أصبح حتما قريبا.
وأشار التقرير إلى أن صعود التيار الإسلامى فى دول جوار إسرائيل، وخاصة مصر، قد أشعر اليهود بالخوف والقلق على حياتهم، وجعلهم يخشون على مستقبلهم ومستقبل أولادهم؛ لذا فقد بدأت عمليات نزوح إلى بلادهم الأصلية.
وأوضح التقرير أن هناك انخفاضًا فى معدلات المواليد الإسرائيلية مقابل زيادة سكان فلسطين، وأنه يوجد 500 ألف إسرائيلى يحملون جوازات سفر أمريكية، وأن الإسرائيليين الذين لا يحملون جوازات أمريكية أو أوروبية فى طريقهم إلى استخراجها، والبديل سيكون دولة متعددة العرقيات والديانات، وستطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النقاء اليهودى، التى لم يستطع قادة إسرائيل تحقيقها حتى الآن.
التقرير السرى الذى اختُرق وجرى الاطلاع على فحواه، أعربت المخابرات المركزية الأمريكية CIA فيه عن شكوكها فى بقاء إسرائيل بعد عشرين عاما.
الدراسة تنبأت بعودة اللاجئين أيضا إلى الأراضى المحتلة؛ ما سيفضى بدوره إلى رحيل ما يقارب مليونى إسرائيلى عن المنطقة إلى الولايات المتحدة خلال الخمس عشرة سنة القادمة، مؤكدة أن هناك ما يزيد عن 500 ألف إسرائيلى يحملون جوازات سفر أمريكية؛ ثلاثمائة ألف منهم يعيشون فى كاليفورنيا وحدها. ومن لا يحملون جوازات سفر أمريكية وغربية تقدموا بطلبات للحصول عليها، كما صرح بذلك القانونى الدولى السيد فرانكين لامب، فى مقابلة مع تلفزيون برس PRESS، واستطرد يقول إن ذلك بسبب ما يدركونه من مصير ينتظرهم، وكأنه كلام مكتوب على الحائط وواضح يقرءونه بعيونهم. وأضاف أن الأمريكيين لن يسيروا بعكس التاريخ ويستمروا فى دعمهم التمييز العنصرى.
كما تنبأت الدراسة بعودة ما يزيد عن مليون ونصف إسرائيلى إلى روسيا وبعض دول أوروبا؛ هذا بجانب انحدار نسبة الإنجاب والمواليد لدى الإسرائيليين مقارنة بارتفاعها لدى الفلسطينيين؛ ما يفضى إلى تفوق أعداد الفلسطينيين على الإسرائيليين مع مرور الزمن.
وأشار لامب إلى أن تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وبالذات فى قطاع غزة، سوف يفضى إلى تحول فى الرأى العام الأمريكى عن دعم إسرائيل خلافا للخمسة وعشرين سنة الماضية. وقد أُعلم بعض أعضاء الكونجرس بهذا التقرير.
كسينجر: بعد عشر سنوات لن تكون هناك "إسرائيل"
فى أحدث تصريحاته المثيرة للجدل، قال هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية سابقا وأحد أبرز منظرى ومهندسى السياسة الخارجية الأمريكية، والمعروف بتأييده وبدعمه المطلق لإسرائيل؛ إنه بعد عشر سنوات لن تكون هناك إسرائيل؛ أى فى عام 2022 إسرائيل لن تكون موجودة.
وقد حاولت مساعدة كيسنجر (تارابتزبو) نفى هذه التصريحات بعدما أثارت استياء إسرائيل ورعبها، إلا أن (سندى آدمز) المحررة فى صحيفة (نيويورك بوست) أكدت أن مقالها الذى نشرت فيه هذه التصريحات كان دقيقا، موضحة أن كيسنجر قال لها هذه الجملة نصًّا.
وسبق لرئيس جهاز الموساد سابقا (مائير داغان) القول فى مقابلة مع صحيفة (جيروزلم بوست) فى أبريل الماضى عام 2012: "نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث فى المستقبل".
العالم من غير إسرائيل!
أمريكا لم تعد تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار فى دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسانٍ بجوارها
بقلم: المستشرق د. كيفِن بارِت
لقد شيطنت وسائل الإعلام الغربية الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لتجرُّئه على تصور "العالم من غير وجود إسرائيل"، بيد أن هنرى كيسنجر ومجتمعَ الاستخبارات الأمريكى متفقون جميعا على أن إسرائيل لن تكون موجودة فى المستقبل القريب؛ فقد أوردت "نيويورك بوست" كلمات كيسنجر حرفيا؛ إذ قال: "بعد عشر سنين، لن يكون هناك إسرائيل".
ومقولة كيسنجر هذه واضحة حاسمة. إنه لا يقول إن إسرائيل فى خطر، ويمكن إنقاذها إن منحناها ترليوناتٍ إضافيةً من الدولارات وسحقنا أعداءها بجيشنا. ولا يقول إننا إذا انتخبنا صديق نتنياهو القديم مِِت رُمْنى، أمكن إنقاذ إسرائيل بطريقة ما، ولا يقول إننا إن قصفنا إيران فستتمكن إسرائيل من البقاء. كذلك فإنه لا يعرض وسيلة للخلاص.. إنه ببساطة يقرر حقيقة: فى عام 2022، لن تكون إسرائيل موجودة.
لعل المجتمع الاستخبارى الأمريكى يوافق على ذلك، وإن لم يكن تحديدا فى عام 2022؛ ذلك أن 16 وكالة استخبارية أمريكية تتمتع بميزانيات يفوق مجموعها 70 مليار دولار، أصدرت تحليلا من 82 صفحة عنوانه "الاستعداد لشرقٍ أوسطى بعد إسرائيل".
يرى التقرير الاستخبارى الأمريكى أن 700 ألف مستوطن إسرائيلى قد استولوا بأسلوب غير قانونى على أراض مغتصبة من أراضى عام 1967 يعُدُّها العالم كله جزءا من فلسطين، لا من إسرائيل، ولن يرحلوا بطريقة سلمية. ولما كان العالم لن يقبل مطلقا وجودهم المستمر على أراض مغتصبة، فقد غدا حال إسرائيل كحال جنوب إفريقيا فى أواخر ثمانينيات القرن العشرين.
وحسب التقرير الاستخبارى الأمريكى، فإن الائتلاف الليكودى الحاكم فى إسرائيل ماض فى دعمه وتجاهله لما يفعله المستوطنون الخارجون على القانون من عنف جامح وأعمال منتهكة للقانون. ويذكر التقرير أن وحشية المستوطنين وإجرامهم، وتزايد البنية التحتية للفصل العنصرى، ومنها جدار الفصل والحواجز التى تتزايد وحشية؛ لا يمكن الدفاع عنها أو دعمها وغير متوافقة مع القيم الأمريكية.
وتوافق الوكالات الاستخبارية الأمريكية الستة عشرة على أن إسرائيل لا تستطيع تحمل العاصفة المؤيدة لفلسطين التى يتسم بها "الربيع العربى"، ولا "الصحوة الإسلامية"، ولا صعود نجم الجمهورية الإسلامية فى إيران.
فى الماضى، كانت النظم الاستبدادية تكتم التطلعات الداعمة للقضية الفلسطينية لدى شعوبها، بيد أن هذه الدكتاتوريات أخذت تنهار بانهيار شاه إيران المؤيد لإسرائيل عام 1979 وقيام جمهورية إسلامية ديمقراطية، لم يكن لحكومتها إلا أن تعكس معارضة شعبها لإسرائيل. وتتسارع اليوم فى المنطقة كلها العملية عينها -أى الإطاحة بالمستبدين الذين تعاملوا مع إسرائيل، أو تحملوها على الأقل- أما النتيجة، فستكون بقيام حكومات أكثر ديمقراطية، وأكثر إسلامية، وأقل ودا لإسرائيل.
ويقول التقرير الاستخبارى الأمريكى إن الحكومة الأمريكية، فى ضوء هذه الحقائق، لم تعد، ببساطة، تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار فى دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسانٍ بجوارها. ولأجل تطبيع العلاقات مع 57 دولة إسلامية، يقترح التقرير أن على الولايات المتحدة أن تتبع مصالحها الوطنية وتسحب دعمها لإسرائيل.
والطريف أنه لا هنرى كيسنجر ولا من حرر التقرير الاستخبارى المذكور، ألمح إلى أنهم سيندبون موت إسرائيل. وهذا جدير بالملاحظة حين نعلم أن كيسنجر يهودى وكان دائماً يُعَدُّ صديقا -ولو كان أحيانا صديقا قاسيا- لإسرائيل، وأن جميع الأمريكيين، بمن فيهم الذين يعملون فى الوكالات الاستخبارية، قد تأثروا بوسائل الإعلام المؤيدة لإسرائيل.
فما الذى يفسر هذا الأمر؟
إن الأمريكيين المهتمين بالشئون الدولية -والمؤكد أن منهم كيسنجر ومن كتبوا ذلك التقرير الاستخبارى- قد ملوا من العناد والتعصب الإسرائيليين. إن أداء نتنياهو الشاذ، الذى استثار سخرية واسعة فى الأمم المتحدة حين لوّح بصورة كرتونية لقنبلة بطريقة جعلت منه كاريكاتيرا لـ"صهيونى مجنون"، كان الأخير فى سلسلة الزلات التى وقع فيها القادة الإسرائيليون الذين بدوا ميالين إلى المبالغة.
هناك عامل ثانٍ يتمثل فى الحقد الذى يحمله الأمريكيون على قوة الضغط الإسرائيلية التى تهيمن هيمنة متغطرسة على الخطاب العام؛ ففى كل مرة يُطرَد صحفى أمريكى مشهور لخروجه على النص تجاه إسرائيل، كما حدث لهلن طومس ورِك سانشيز، تتعاظم قوة ردة فعلٍ غير مرئية على الأغلب، تشبه موجةَ جزْرٍ تنساب تحت سطح البحر. وفى كل مرة تصفع قوةُ الضغط الإسرائيلية أحد الناس، مثل مورين داوْد، التى لاحظت مؤخرا أن المتعصبين الإسرائيليين أنفسهم الذين جروا الولايات المتحدة إلى حرب العراق، يحاولون اليوم أن يفعلوا الشىء ذاته مع إيران، تزداد صحوة الناس ويشتدُّ يقينهم بأن أناسا مثل داوْد وطومس وسانشيز إنما يقولون الحق.
أما السبب الثالث من الرضا عن زوال إسرائيل، فيتمثل فى أن المجتمع اليهودى الأمريكى لم يعد متوحدا فى دعمه لإسرائيل، خاصة على مستوى قيادته الليكودية الهوى؛ فالصحفيون والمحللون اليهود المحنكون، من أمثال فيليب فايس، أصبحوا يدركون حمق القيادة الإسرائيلية الحالية، وغياب الأمل فى ورطتها. وحسب تقارير حديثة، لم يعد دارجا بين الشباب اليهود الأمريكيين أن يعيروا إسرائيل اهتمامهم. ورغم محاولات نتنياهو المسعورة لتوجيه الناخبين صوب [المرشح الجمهورى للرئاسة] مِت رُمنى، ذى الهوى الليكودى، فإن استبيانات الرأى العام تظهر أن أوباما، الذى يُسجَّل له أنه "يكره" نتنياهو "الكذاب"، سوف يفوز بأغلبية الأصوات اليهودية بسهولة.
أخيرا نأتى إلى الأقل وضوحا -لكنه الأقوى- من سبب رضا كيسنجر ووكالة الاستخبار المركزية عن تداعى إسرائيل: إنها المعلومة التى أخذت تتسلل بعناد أن إسرائيل وأنصارها، لا المسلمين الأصوليين، هم من نفذوا اعتداءات الحادى عشر من أيلول ذات العلَم الزائف.
ليست المجموعات المعادية للسامية، بل المراقبون من ذوى المسئولية العليا، من يقول هذا بنسبة متزايدة؛ فقد ظهر فى برنامجى الإذاعى ألن سَبْرُسْكى، وهو نصف يهودى ومدير سابق لمديرية الدراسات الإستراتيجية فى كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى، وقال إنه بحث مع زملائه "الحقيقة المؤكدة تماما" التى تفيد بأن إسرائيل وأنصارها مَن نفذ اعتداءات التاسع من أيلول. كذلك ظهر على برنامجى الإذاعى ألن هارت، المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية فى الشرق الأوسط (وصديق جولدا مئير وياسر عرفات) وأعلن أنه أيضا يعلم أن إسرائيل وشركاءها قد نسقوا أحداث التاسع من أيلول.
واليوم لدينا مرشحة للرئاسة "ميرلن ميلر" التى يقال إنها أكدت أن إسرائيل، لا القاعدة، قد نفذت اعتداءات الحادى عشر من أيلول.
والغاية من اعتداءات الحادى عشر من أيلول "أن يُعمَّد بالدم" ميثاق عاطفى قوى، لا تُفصم عراه بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فى محاولة يائسة لتوكيد بقاء إسرائيل على قيد الحياة بشن حرب أمريكية طويلة على أعداء إسرائيل. وحين اعتُقِل الإسرائيليون الذين كانوا يرقصون احتفالا بأحداث الحادى عشر من أيلول، حاولوا أن يقنعوا الشرطة بالقول: "أعداؤنا أعداؤكم. إن الفلسطينيين هم أعداؤكم".
لكن أعدادا متزايدة من الأمريكيين، ومنهم مجتمع الاستخبار الأمريكى عموما، يدركون اليوم أن أعداء إسرائيل (العالم المسلم برمته الذى يعد أكثر من مليار ونصف مليار نسمة، ومعهم معظم العالم غير الأوروبى) ليسوا بالضرورة أعداء الولايات المتحدة. والحقيقة أن الولايات المتحدة تواجه الإفلاس وتضحى بآلاف الأرواح فى حروب لصالح إسرائيل.. حروب تضر المصالح الإستراتيجية الأمريكية، بدل أن تساعدها. (إحدى هذه المصالح، بطبيعة الحال، شراء النفط والغاز من حكومات مستقرة متعاونة).
وإذ يتنامى الإدراك بأن أحداث الحادى عشر من أيلول لم تكن اعتداء إسلاميا أصوليا، بل كان عملا خيانيا دمويا جبانا نفذه أنصار إسرائيل، سيغدو أسهل من ذى قبل لصناع السياسة الأمريكيين، فى حذوهم حذو كيسنجر ووكالات الاستخبار الستة عشرة، أن يدركوا ما هو واضح: أن إسرائيل قد بلغت نهاية عمرها الافتراضى.
(نقلها إلى العربية: بسام أبو غزالة)
المصدر:
http://www.presstv.ir/detail/2012/09/30/264323/kissinger-intel-community-accept-

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..