أ.د. ناصر العمر
المسلم - خاص | 19/1/1434 هـ
وقال الشيخ العمر" ما فرضته هذه الوزارة على العمال من ضريبة إضافية قد أضرت بأهل الدنيا من التجار, مشيراً أن التجار ليسو وحدهم من تضرر بهذا القرار وإنما الإضرار أصاب الجميع, فرجال الأعمال سيلجأون إلى رفع الأسعار وهو ما ينجم عنه إضرار بالجميع وعلى رأسهم الفقراء والضعفاء.
وفند الشيخ العمر ما تدعيه وزارة العمل من استنادها لقرارات مجلس الوزراء في فرضها لتأنيث المحال النسائية, مؤكداً أن ذلك غير صحيح وأن هذا من المنكر الذي حذر منه سماحة المفتي وبينته هيئة كبار العلماء.
وأورد فضيلته تصريحاً لرئيس هيئات الأمر بالمعروف حين قال بأن وزارة العمل خالفت قرارات الدولة فيما يتعلق بعمل المرأة وخلطت الرجال بالنساء, وقال الشيخ العمر عن وزارة العمل " هذه الوزارة من الوزارات التي جمعت السوءات كلها".
واستنكر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد شرق العاصمة الرياض من يتهمون العلماء بعدم الاهتمام بشؤون الناس ويزعمون أنهم يتناولون شؤون العبادات دون الالتفات لحقوق الخلق من معاملات ووظائف ومظالم ونحوها. مؤكداً أن هذه تهم باطلة وأنه من التجني.
وقال د.العمر" أنا لا أنفي أن يكون قد وقع تقصير من بعض طلاب العلم في هذا الجانب باعتبار أن ذلك من فروض الكفاية, لكن إطلاق الأحكام بالجملة فهذا لا يجوز.
وأشار إلى مذكرة تعود لعام 1426هـ أعدها 70 من العلماء والدعاة و نخب من المجتمع, قدموا فيها مشروعاً كاملاً للإصلاح يتناول كافة شؤون الدولة وقد استغرق إعدادها عامين كاملين ثم سلموها مناولة لخادم الحرمين الشريفين وإلى ولي العهد آن ذاك وإلى الأمير نايف يرحمها الله.
وأوضح الشيخ العمر أن هذه من الأمثلة التي تبين شيء من جهود العلماء واهتمامهم بشؤون الناس وبقضاياهم, مشيراً إلى أن أهل العلم الذين أعدوا هذه الوثيقة انتظروا سنوات أملاً أن يجدوا صدى لها, وعندما لم يتم ذلك, وكثر الهجوم عليهم, أذاعوا تلك الوثيقة ليزيلوا التهمة عنهم".
وبين الشيخ العمر أن كثيراً ممن يتهمون العلماء بالتقصير, عندما يرد عليهم في هذا الجانب ويبين له موقف العلماء وجهودهم, يتعذر بعدم علمه بذلك, مشيراً فضيلته إلى خطورة التجني على العلماء وكيل التهم لهم بغيرعلم.
وأكد الشيخ العمر أن من يقف وراء تلك الافتراءات ضد العلماء هم الليبراليون والعلمانيون ومن يسمون أنفسهم بالتنويريين والإصلاحيين, حيث يوهمون الناس بأنهم هم من يهتمون بمصالح الناس وقضاياهم, مشيراً إلى أن هناك وللأسف من صدق مثل هذه الادعاءات.
واستنكر تسمية هذه الفئة بالإصلاحيين, وقال الإصلاح هو ما كان وفق الهدي النبوي, مستدلاً بقول الله تعالى " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" وقال الشيخ العمر " أما دعوى الإصلاح فقد ادعاه فرعون حين قال " إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ".
واستدرك فضيلته بقوله " أنا لا أنكر أن أصحاب هذه التيارات يقومون ببعض الإصلاح وردّ المظالم, بل إن كثيراً منهم يقوم بشيء نتفق معه, وهذا مما يعتبر لهم ومما يشكرون عليه ".
ودعا الشيخ العمر العلماء إلى أن يتقوا الله في مراعاة أحوال الناس وتتبع شؤونهم ومصالحهم والشفاعة لضعفائهم ومحتاجيهم.
وأكد في الوقت نفسه أن السعي في قضاء حوائج الناس ليس مقتصراً على العلماء فحسب, فبمقدور الجميع المساهمة في ذلك من خلال كلمة أو برقية لمسؤول, والتواصل مع العلماء في ذلك , مبيناً أن هذه الأعمال وإن كانت يسيرة لكن الله قد ينفع بها أن اقترنت بالحكمة وإخلاص النية. وقال الشيخ العمر اشفعوا تؤجروا فهناك أناس يجعل الله على أيديهم قضاء حوائج الناس فلتكن من هؤلاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..