السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحلة المراهقة
تعرف المراهقة على أنها "المرحلة الفاصلة بين مرحلتي الطفولة والنضج (الرشد)". وهذه المرحلة رغم قصرها نسبيا إلا أنها تمتاز بحساسيتها الكبيرة لما لها من أثر كبير في تحديد الاتجاه الاجتماعي العام للفرد.
تمر مرحلة المراهقة بمرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج، فالمراهقة مرحلة تأهب لمرحلة الرشد وتمتد من الثالثة عشرة إلى التاسعة عشرة تقريبا أو قبل ذلك بعام أو عامين أو بعد ذلك بعام أو عامين ولذلك تعرف المراهقة أحيانا باسم the teen years ويعرف المراهقون باسم teen agars. وقد يكون من السهل تحديد بداية المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها بالوصول إلى النضج في مظاهر النمو المختلفة.
وتمتد المرحلة حسب التعاريف الاجتماعية والقانونية بين 12-18 عاما وقد تقل أو تزيد عن هذا العمر تبعا للبيئات المختلفة.
تبدأ مرحلة المراهقة بطور البلوغ يشعر فيها الفرد بحاجة لان يستقر على ذاتية أو هوية جديدة، قد يتجه في تمرده على سيطرة الوالدين نحو جماعة الأقران طلبا للأمن ؛ ويحدث ذلك عند فشل المجتمعات في أن تقدم للمراهقين أدوارا ومطالب يستطيعون من خلالها تقبل ذواتهم،ويصفها البعض بأنها فترة العاصفة والتوتر.
إن حالة عدم الاستقرار الطبيعية التي تغلب على فترة المراهقة يجب قبولها من قبل الراشدين دون الإصرار على دفع المراهقين أو إجبارهم على انتهاج نفس الطرق والأساليب التي سبق أن عايشوها في ماضيهم عندما كانوا مراهقين.
إن الصبي الذي يقارب سن البلوغ تتغير طريقة التعامل معه لتنظيم وتوجيه طاقاته وتنمية شخصيته بعد أن فارق الطفولة وأقبل على مرحلة جديدة، حيث تطرأ على جسم المراهق تغيرات فسيولوجية كثيرة ومتنوعة (في الطول والوزن والشكل) مما قد تؤثر على بعض سلوكياته، تتشكل في هذه المرحلة مشاعر الاستقلال بشكل أعمق ويكون الفرد لنفسه هوية تحدده، وشخصية مستقلة تميزه وتغذي مشاعر الولاء للمجتمع، وفي هذه الفترة قد يتعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بالضياع في تحديد الهوية ومعرفة النفس مما يقود نحو التمرد السلبي، لهذا يجب أن يتعلم المراهق معاني الصبر والتمسك بالقيم الكريمة وقد يكون التمرد ايجابيا إذا لم يخرج عن حدود الأدب ويطالب بمطالب عادلة مثل حقه في أن يحترمه الكبار وحقه في اتخاذ بعض القرارات الخاصة به إن كان قادراً.
المراهق الذي لا يعارض أبداً ليس بالضرورة أنه متوافق مع المجتمع فلعله يكره نفسه على ما يريد غيره دون قناعة، ولكن خوفا من التصادم، يضطر إلى قبول القهر والسكوت عنه طمعاً في السلامة. الطاعة العمياء مذمومة والتفرد في القرار لا يقل شراً عما سبق فكيف يسلم المراهق في مسيرته نحو تحقيق شخصية مستقلة ترحب بالشورى وتحترم القيم الحميدة للمجتمع؟ قد يعاني المراهق من التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية وكلها تشكل منظومة من الصعوبات التي قد تعصف بالأسرة إذا لم تتعامل معها بمراعاة.
نورد هنا مجموعة من الصفات المرغوبة وغير المرغوبة من قبل المحيط في مرحلة المراهقة ، إذ يرى كول وهول أن هنالك مجموعة من الصفات المرغوب فيها لمن هم في مرحلة المراهقة وصفات أخرى غير مرغوب فيها.
صفات مرغوب فيها :
القيادة والشعبية :
كثرة الاتصال، النشاط والتحمس، ظهور سمات القيادة وممارستها، حسن الحديث، القيام بأنشطة كثيرة، المبادأة، التفوق الرياضي .
الشعبية الاجتماعية :
العطف والتعاطف مع الأصدقاء، المشاركة الوجدانية, التعاون, الإيثار, البهجة والمرح, توازن الحالة المزاجية, الهدوء, الشعور بالمسؤولية وممارستها, الولاء, الصدق, المثل العليا, روح الدعابة, النضج, حسن الصحبة, المهارات الاجتماعية.
أخرى :
االذكاء, التفوق الرياضي, ذو أسرة حسنة.
صفات غير مرغوب فيها :
المظهر والأخلاق :
عدم الجاذبية، الإعاقة الجسمية، لبس الملابس غير المناسبة، القذارة.
السلوك الانسحابي :
عدم الاهتمام بالآخرين, التمركز حول الذات, الانكباب الزائد على الكتب, التهيب, الخجل والارتباك, الاعتماد الزائد على الآخرين, عدم الاهتمام بالرياضة وأوجه النشاط, نقص المهارات الاجتماعية.
الثأر ومحاولة جذب الانتباه :
الصد, العنف والمشاجرة, المضايقة, سوء الخلق, الشوشرة والضجة, التفاخر وحب الظهور والتكبر والاستعلاء, التدخل في شؤون الآخرين, السيطرة والتسلط, المخالفة, التخنث, العناد, عدم الصدق, عدم الولاء, انحراف المزاج.
أخرى :
البلادة, عدم النضج, الغرابة والنضج, عدم التفوق الرياضي, الكسل.
إن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقال من الطفولة، تبدأ بطور البلوغ، ويتزايد تفاعل المراهق بشكل اكبر مع البيئة الاجتماعية، لذا فمن الجدير بالاهتمام أن تكون مطلعا على تلك المرحلة الانتقالية بيولوجيا واجتماعيا ونفسيا .
وتتلخص أهم أهداف مرحلة المراهقة كما يلي " نقلاً عن كتاب حامد زهران":
1) النضج الجنسي:
نمو من:
• الاهتمام بأعضاء نفس الجنس
• خبرات مع رفاق كثيرين
• الوعي الكامل بالنمو الجنسي
نمو إلى:
• الاهتمام العادي بأعضاء الجنس الآخر
• اختيار رفيق واحد
• قبول النضج الجنسي
2) النضج الاجتماعي:
نمو من:
• الشعور بعدم التأكد من قبول الآخرين له
• الارتباك اجتماعيا
• التقليد المباشر للأفراد
نمو إلى:
• الشعور بالأمن وقبول الآخرين له
• التسامح اجتماعيا
• التحرر من التقليد المباشر للأقران
3) التخفف من سلطة الأسرة:
نمو من:
• ضبط الوالدين التام
• الاعتماد على الوالدين من أجل الأمن
• التوحد مع الوالدين كمثال ونموذج
نمو إلى:
• ضبط الذات
• الاعتماد على الذات من أجل الأمن
• الاتجاه نحو الوالدين كأصدقاء
4) النضج العقلي:
نمو من:
• القبول العلمى للحقيقة على أساس أنها صادرة من سلطة أو مصدر ثقة
• الرغبة في الحقائق
• اهتمامات وميول جديدة وكثيرة
نمو إلى:
• طلب الدليل قبل القبول
• الرغبة في تفسير الحقائق
• ميول ثابتة وقليلة
5) النضج الانفعالي:
نمو من:
• التعبير الانفعالي غير الناضج
• التفسير الذاتي للمواقف
• المخاوف الطفولية والدوافع الطفولية
• عادات الهروب من الصراعات
نمو إلى:
• التعبير الانفعالي غير الضار أو البناء
• التفسير الموضوعي للمواقف
• المثيرات الناضجة للانفعالات
• عادات مواجهة وحل الصراعات
6) اختيار المهنة:
نمو من:
• الاهتمام بالمهن البراقة
• الاهتمام بمهن كثيرة
• زيادة أو قلة تقدير قدرات الفرد
• عدم مناسبة الميول للقدرات
نمو إلى:
• الاهتمام بالمهن العملية
• الاهتمام بمهنة واحدة
• التقدير الدقيق لقدرات الفرد
• مناسبة الميول للقدرات
7) استخدام وقت الفراغك:
نمو من:
• الاهتمام بالألعاب النشطة غير المنظمة
• الاهتمام بالنجاح الفردي
• الاشتراك في الألعاب
• الاهتمام بهوايات كثيرة
• الاشتراك في عديد من الأندية
نمو إلى:
• الاهتمام بالألعاب الجماعية ذات المحتوى العقلي
• الاهتمام بنجاح الفريق
• الاهتمام بمشاهدة الألعاب
• الاهتمام بهواية أو اثنتين
• الاشتراك في أندية قليلة
8) فلسفة الحياة:
نمو من:
• اللامبالاة بخصوص المبادئ العامة
• يعتمد السلوك على العادات الخاصة المتعلمة
• يقوم السلوك على أساس تحقيق السرور وتخفيف الألم
نمو إلى:
• الاهتمام بالمبادئ العامة وفهمها
• يقوم السلوك على أساس المبادئ الأخلاقية العامة
• يقوم السلوك على أساس الضمير والواجب
9) توحد الذات:
نمو من:
• إدراك قليل للذات أو عدم وجود هذا الإدراك
• فكرة بسيطة عن إدراك الآخرين للذات
• توحد الذات مع أهداف شبه مستحيلة
نمو إلى:
• إدراك دقيق نسبيا للذات
• فكرة جيدة عن إدراك الآخرين للذات
• توحد الذات مع أهداف ممكنة
ولمرحلة المراهقة مجموعة من الأعراض ومجموعة من التغيرات تنبهك لان تفكر بالميكانيزمات اللازمة وأساليب التفاعل المناسبة لتلك المرحلة.
خواص مرحلة المراهقة، والتغيرات التي تصحب هذه المرحلة.
وهنا نقسم هذه الخصائص إلى ثلاثة عناوين رئيسية، هي:
1- التغيرات الجسمية.
2- التغيرات النفسية.
3- التغيرات العقلية والمستوى الفكري.
أولا - التغيرات الجسمية:
ما أن يدخل الشاب هذه المرحلة الجديدة من العمر حتى تبرز مجموعة من التغيرات السريعة على بنيته الجسمية، تكون نتيجتها تشكل مزاج جديد للمراهق، فإفرازات الغدد الهرمونية في الجسم ونشاطها المتزايد في هذه المرحلة يتسببان بصورة مباشرة في إزالة التعادل النفسي الذي يرافق مرحلة الطفولة، ووضع الشاب في مواجهة مرحلة عمرية جديدة لم يجر الإعداد المسبق لها.
إن نمو الجسم في هذه المرحلة يكون بمعدل سريع نسبيا بحيث يكون الأوسع في مختلف المراحل العمرية للإنسان، ولا يتوقف هذا النمو المتسارع إلا ببلوغ سن الخامسة والعشرين تقريبا.
ويكون نمو البنية الجسمية للفتاة في هذا السن أسرع منه في الشاب، إلا أنه في بعض جوانبه كخشونة الصوت مثلا يكون أسرع بالنسبة للشاب مقارنة بالفتاة. ومع نمو الجسم يبدأ الوزن بالتزايد، كما تبدأ قوة الأداء الجسمي بالتضاعف. ولعل زيادة القوة الجسمية هذه هي أحد الدوافع وراء انخراط المراهقين في بعض الأمور التي قد تبدوا للمحيطين بهم أمورا تافهة أو عبثا غير مجدي ذلك أن المراهق يكون متحيرا بهذا الكم الهائل من الطاقة والقدرة الذي نزل عليه بصورة (مفاجئة).
يلاحظ في هذا السن بروز العضلات وازدياد الطول حيث يبدأ الهيكل العظمي بالاتساع الطولي أولا ثم العرضي، كما ينمو الشعر ويزداد غلظة في المناطق التناسلية والوجه. وبصورة خاصة يبدأ السائل المنوي لدى الشاب بالتكون والنزول من مجرى البول، في حين تبدأ العادة الشهرية عند الفتيات.
كل هذه التغيرات الجسمية تجعل المراهق يقف متأملا ومتفكرا، ومن ثم ينطلق بقوة نحو تنفيذ ما أملاه عليه فكره وفهمه لهذه التغيرات، معتمدا في ذلك على القوة الكامنة داخله.
ثانيا - التغيرات النفسية:
1- الإرادة:
قد يتجه المراهق أحيانا لخلق بعض المشاكل -دون التفكير في العواقب- فقط من أجل أن يضع نفسه في مواجهتها، ويثبت بالتالي للمحيط بأنه أصبح يمتلك إرادة قوية سيما إذا كانت المشاكل من النوع الذي يمكن للشاب أن يتغلب عليه حيث الإحساس بالفخر والقوة والبهجة هي الهدف المبغي.
وقد يتكون هذا السلوك نتيجة لموردين أساسيين :
• جهل بالخير والشر فضلا عن الجهل بعواقب الأمور نظرا لانعدام التجربة.
• موارد المنافسة والتسابق والتي يحفزها تشجيع الآخرين.
2- تحمل المسؤولية:
يتهيأ المراهق شعور قوي بالقدرة على تحمل كامل المسؤوليات والالتزام بأي أمر تماما كالكبار، إلا انه قد يتجنب تحمل المسؤولية لا لشيء إلا لخوفه من الفشل أو العجز. ولعل ذلك يفسر مدى سرور الشاب أو الفتاة في هذا السن عندما توكل إليهم مهمة يعرفون مسبقا أنهم يستطيعون القيام بها والسيطرة عليها، وقد يعود التردد في هذه الحالة إلى كثرة الالتصاق بالوالدين أو أحدهما وبالتالي الخوف من مضايقتهم بالفشل أو أحيانا الخوف من التوبيخ ، ولذلك فإننا ننصح الوالدين بإعطاء بعض المسؤوليات وبصورة تدريجية للشباب والفتيات في سن المراهقة حتى يتسنى لهم بناء الثقة بالنفس والشخصية المستقلة القادرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في النجاح أو الفشل.
3- الخيال:
من الظواهر الملحوظة في هذه المرحلة ارتباط الشباب بالخيال والأحلام، ولعل الأمر أكثر وضوحا وجلاء عند الفتيات نظرا لارتباطه بالعواطف والأحاسيس، إلا أن ذلك لا يعني انعدامه عند الشباب.
وقد يجد المراهق نفسه منقادا إلى الاختراع والاكتشاف أو إلى الفن أو الرسم أو الموسيقى أو حتى الزهد والورع أو التطرف الديني والعقائدي والفكري، دون أن يكون قادرا على إيجاد التفسير العقلاني لذلك.
ويعتقد علماء النفس والاجتماع أن الخيالات في هذه المرحلة العمرية هي أساس التفكير عند الشباب، إذ تحركه وعن طريق التداعيات وتجمع الخواطر وتركيب الصور في الذهن تخلق صورا جديدة، وعندها ينتقل إلى عالم الواقعيات مرة أخرى.
ثالثا - التغيرات العقلية والمستوى الفكري:
إن فكر الشباب فكر متجدد يتطرق لمختلف المواضيع إلا أنه يمتاز بعدم الثبات وسرعة التغير رغم نشاطه القوي، وقد يكون ذلك عائد إلى قلة التجارب وانعدام الخبرات بالدرجة الأساس.
ويرجع علماء النفس الاجتماعي سبب هذه التغيرات إلى أن ذهن الشاب يستقبل باستمرار أفكارا وآراءا خارجية تؤثر عليه دون أن تكون لديه القدرة على تقييمها وتحليلها واكتشاف مواطن القوة والضعف فيها. وهذا ما يجعل الشاب في مهب الأفكار المنحرفة والمغرضة والتي تطلى بمظاهر خداعة على غير واقعها.
إن عدم امتلاك الناشئة والشباب لخلفيات فكرية متينة هو السبب الرئيسي في انضمامهم إلى التشكيلات والتكتلات والتنظيمات السياسية ذات الأغراض المتعددة. وليس بميسور الشباب أن يكتشفوا أخطاءهم إلا بعد مرور فترة غير قصيرة من الزمن يكتسبون فيها التجارب والخبرات التي تؤهلهم للحكم على الموقف.
ويرى أغلب علماء النفس أن الشاب في مرحلة المراهقة يمر بأخصب مراحل النمو العقلي وتزايد الذكاء الذي يصل إلى ذروته حيث أن جميع القوى المرتبطة بالعقل تأخذ بالاتساع كالذاكرة والمخيلة والقدرة على الإبداع والابتكار علما بأن تجاهل هذه القدرات العقلية سيتسبب بصورة حتمية ومباشرة إلى ضمورها بمرور الزمن، لذا فإنه لابد من العمل على تنميتها وتقويتها.
وعلى الرغم من بروز الشاب بمستوى عقلي متميز إلا أنه يكون عاجزا في أغلب الأحيان عن تحليل الأمور وتفسيرها وذلك لبطئ تبلور المستوى العقلي إلى الحد الذي يجعله قادرا على التمييز بين الصحيح والخطأ أو بين الخير والشر.
ولهذا فإن آراء الشباب في هذه الفترة تتميز بالسطحية لكونها مبنية على مشاهدات لا على خبرات عملية وواقعية، ولكون هذه المرحلة خاضعة لتأثير العواطف التي غالبا ما تكون هي المسيطر الأول على القرارات والأحكام التي يهتدي إليها.
وحيث أن مرحلة المراهقة غير ثابتة من حيث وقت بدءها أو انتهاءها، فإنها مختلفة ومتباينة، وتتباين أيضا من حيث الصور التي يمتثلها أبناء تلك المرحلة.
1- المراهقة المتكيفة:
وتتميز هذه المرحلة بالهدوء والاتزان، فلا يتخللها المعاناة، وهنالك من يرى بان المعاملة المنزلية القائمة على الاتزان وتفهم حاجات المراهق، والنجاح المدرسي، والصداقات الموفقة وتوفير فرص الاستقلالية وتحمل المسؤولية؛ وراء المراهقة المتكيفة.
2- المراهقة الانسحابية المنطوية:
حيث يميل المراهق إلى الانسحاب من مجتمع الأسرة ويفضل الانعزال بنفسه فلا يشارك الآخرين اهتماماتهم ونشاطهم ويميل إلى النقد والتهجم على الآخرين.
العوامل المؤثرة: المعاملة الأسرية القائمة على الحرية والفهم واحترام الرغبات وحرية التصرف في الأمور الخاصة وإشباع الهوايات، وتوفير جو من الثقة والصراحة بين الوالدين والمراهق في مناقشة مشكلاته، وشعور المراهق بتقدير والديه، وبتقدير أقرانه وأصدقائه ومدرسيه، وشغل وقت الفراغ بالنشاط الاجتماعي والرياضي وسلامة التكوين الجسمي والصحة العامة والتفوق الأكاديمي والنجاح المدرسي، والتدين والإحساس بالأمن والاستقرار والاستقامة والرضا عن النفس والراحة النفسية، والإحساس بالمسئولية الاجتماعية وممارستها، وإتاحة فرصة للاستقلالية وحرية التصرف والاعتماد على النفس، والانصراف بالطاقة إلى الرياضة.
فائدة: أعطى لهم الفرصة للخطأ للتوصل إلى كل ما هو صحيح.الاستقلال والانفصال وتحقيق الهوية هو ما يسعى المراهق لتحقيقه ويبدأ ذلك منذ سن الطفولة عندما يبدأ الطفل بالزحف والبعد عن أمه، ثم تظهر عند تصميمه لعمل بعض الأشياء بنفسه.
3- المراهقة العدوانية المتمردة:
قد تبرز اتجاهات عدائية نحو الأسرة من قبل المراهق، وأحيانا ضد الذات ويظهر هذا النوع من المراهقة في حال التربية الضاغطة المتزمتة أو القائمة على النبذ والحرمان، وينطبق هذا النموذج أيضا في حال المراهقة الانسحابية.
4- المراهقة المنحرفة:
حيث قد ينغمس المراهق في هذه الحالة في السلوك المنحرف، كالإدمان على المخدرات أو السرقة أو تكوين عصابات أو الانحلال الخلقي، وقد يعزى هذا النمط إلى تعرض الفرد لخبرات شاذة أو صدمات عاطفية مع انعدام الرقابة الأسرية أو بسبب القسوة الشديدة في التعامل هذا وقد يكون للصحبة السيئة دورا في امتثال هذا النمط.
فائدة: ابتعد عن القسوة، واللين في التعامل مع المراهق. فلا تكن متسلطا وقمعيا ولا تترك" الحبل على الغارب"
لذا لا يمكن النظر إلى المراهقة كمرحلة متجانسة، ويتفق هذا مع الواقع الاجتماعي للمراهقين، وقد يعود هذا الاختلاف إلى التباين في البناء الاجتماعي الثقافي، وهنالك اختلاف يكون نتيجة لمراحل النمو، كما قد يعزى هذا الاختلاف إلى التباين الفردي، بهذا فانه لا يمكن القول بتجانس اتجاهات المراهقين ومواقفهم نحو القضايا.
وحتى تتمكن من تشخيص حالة المراهق وبالتالي التعامل مع أبناء تلك المرحلة، لابد لك من التعرف على أن لأبناء تلك المرحلة احتياجات لا يمكن أن نغفل عنها.
كما ذكرنا فيما سبق ، فإن المراهق يمر بعدد من التغيرات الجسمية والنفسية والعقلية، وهذا أمر طبيعي تقتضيه طبيعة النمو الجسمي والنفسي، والمهم هنا هو أن ننتبه إلى أن حدوث هذه التغيرات بأبعادها الثلاثة التي ذكرناها، يؤدي إلى ظهور مجموعة من الحاجات النفسية إلى جانب الحاجات الجسمية المعروفة من مأكل ومسكن ومشرب .. وما إلى ذلك.
وهذه الاحتياجات بطبيعة الحال ليست احتياجات جديدة أو أنها وليدة هذه المرحلة، إلا أنها تمتاز بالحساسية وتحتل موقعا متقدما من الأهمية مقارنة بمرحلة ما قبل المراهقة لما يصاحب هذه المرحلة من نضج فكري وعقلي ونفسي.
وأبرز هذه الاحتياجات:
1- الحاجة إلى التقدير.
2- الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه.
3- الحاجة إلى العمل.
4- الحاجة إلى الاستقلالية.
5- الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي.
6- الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
أولا - الحاجة إلى التقدير:
يحتاج المراهق بصورة ماسة لأن يحصل على كم وافر من التقدير الاجتماعي والمكانة التي تتناسب وقواه وإمكانياته سواء في بيئته الأسرية أو التعليمية أو المحيط الاجتماعي العام.
فالمراهق يكاد لا يتوقف عن عملية البحث المستمر عن ذاته، ولهذا تجد بعض المراهقين يبذلون ما هو أكبر من طاقاتهم أحيانا فقط من أجل الظهور في المحيط الاجتماعي.
ثانيا - الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه:
إن المراهق يحمل فكرا نشطا وحماسا وحيوية زائدة للحد الذي يمكنه من اتخاذ القرارات التي ربما تكون قرارات خطيرة أو مصيرية، إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات والتجارب، الأمر الذي يقف حائلا دون إصابة الهدف فيؤدي إلى بالتالي إلى الفشل أو الانهزام.
ولما كان المراهق أسرع الناس إلى الكآبة واليأس فإن خوض تجربة صعبة واحتمال الفشل فيها يحتمان إيجاد المرشد أو الموجه الذي يمد هذا المراهق بخبراته ومعارفه فيكون بمثابة العين الثالثة للمراهق في رؤيته للأمور والمعطيات المتوفرة لديه من جهة، ولكي يعمل على تهيئته لتقبل الفشل ومحاولة الاستفادة من الأخطاء والتجارب الفاشلة بدلا من الخلود إلى حالة اليأس والكآبة التي إنما هي انتحار بطيء للمراهق.
فائـــدة: اضرب أمثلة عن نجاحات، ومسلكيات محببة في المجتمع، بحيث تقوم بتوجيهه إلى سبل النجاح بطرق غير موجهة .
ثالثا - الحاجة إلى العمل:
يمثل العمل الحقل الأول الذي يثبت فيه المراهق قدرته على تحمل المسؤولية وإدارة أموره بالصورة السليمة، وهو المكان الذي يحقق المراهق ذاته من خلاله.
ولعلك تلاحظ كيف أن حالات البطالة تؤثر في كثير من الأحيان على البشر فيكونون عرضة للانحرافات الأخلاقية والابتعاد عن الخط القويم أو الانخراط في العنف السياسي والوقوف في وجه السلاح دون أدنى خوف.
فالمراهق في تلك المرحلة التي أصبح يجد نفسه كالبالغين إلا أن الطاقات التي لديه أصبح اكبر مما يقوم به من أعمال.
وهنا تقع على عاتقنا توجيه المراهق إلى العمل، ليس شرطا العمل بالمفهوم المتعارف عليه ولكن العمل بمعنى التكليف بالمسؤوليات المعقولة وإشغال أوقات الفراغ وممارسة الهوايات، العمل الذي يتناسب وإمكانيات المراهق العلمية والجسدية والفكرية والعقلية والنفسية كي ما تستغل أفضل استغلال من جهة ولكي تضمن ابتعاد المراهق عن عوامل الانحراف والفساد الأخلاقي.
رابعا - الحاجة إلى الاستقلالية:
إن المراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات لا سيما المصيرية منها، لكنه تنقصه الخبرة التي تضمن سلامة هذه القرارات، لذا ينبغي علينا كراشدين محيطين بهذا المراهق أن نعينه على اتخاذ القرار بنقلنا لما نحمل من خبرات ومعارف إليه.. إلا أن ما ينبغي الالتفات إليه هنا هو أن لا يتم نقل هذه الخبرات والتجارب في حالة من الفرض والسيطرة والوصاية، ذلك أن هذا الأمر – وهو فرض السيطرة والوصاية - من شأنه أن يجعل من شخصية المراهق شخصية مريضة ومتذبذبة غير قادرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية وبالتالي يكون هذا الشاب فردا غير فاعل أو منتج في المجتمع الذي يعيش فيه.
كما إنه سيكون عاجزا عن الاستفادة من التجارب التي يخوضها لجهله بجوانب القرار وخفاياه، ولإحساسه بأنه ينفذ الأوامر بدلا من تحليه بروح التحدي من أجل إثبات الذات.
فائـــدة: كن مشجعا لا مسيطرا، الاهتمام بنشاطاتهم، وإظهار الاهتمام بأصدقائهم، مع توجيه اهتمام خاص إذا كانت هناك مشكلة ما .
خامسا - الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي:
لقد كررنا القول بأن المراهق عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية والوهج الفكري وروح المثابرة، وهذا في حد ذاته أمر جيد، إلى أن ما يجب التنبه إليه هو أن هذه الأمور أو الصفات هي أمور قابلة للتلاشي والاضمحلال إذا لم تجد قدرا من كاف من الاستيعاب الاجتماعي.
ونقصد بالاستيعاب الاجتماعي هنا، تسخير هذا النشاط بالكيفية الصحيحة المتلائمة مع الإمكانيات الذاتية الكامنة لدى المراهق بما يتناسب والحاجة الاجتماعية في الوسط أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه وينتمي إليه.
إن عدم الاكتراث بهذه الحالة الطبيعية لدى المراهق يعمل على جرفه إلى الانطواء وابتعاده عن حالة البذل والعطاء إلى حالة التقوقع والانزواء على النفس وربما الانحراف، أو في أحسن الأحوال العيش كأي آلة تعمل ما هو مطلوب منها فقط دون أن تحرك فكرا إبداعيا يعمل على التطوير والتحسين.
سادسا - الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار:
وهو ضرورة من ضرورات الإنتاج الفكري لأي فرد من أفراد المجتمع وفي أي مرحلة عمرية، فإحساس الفرد بالأمان يدفعه دوما لأن يعمل على تحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسير في طريق كسب المكانة المرموقة في المجتمع في حين يعمل شعوره بالخوف على تحطيمه الكلي.
والمقصود بالأمن هنا هو حالة الطمأنينة والسكينة والاستقرار بكافة أشكالها وهيئاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها.
انه ومما لاشك فيه أن تغيرات مرحلة المراهقة وحاجاتها واصطدامها أحيانا مع المحيط الاجتماعي، لا بد من أن تتخلل تلك المرحلة مجموعة من العقبات.
هنالك مجموعة من الأمور تجعل من مرحلة المراهقة مرحلة حرجة ومن بين ما يجعلها تظهر بهذه الصورة ما يلي:
* الصراعات النفسية:
التي قد تطرأ على تلك المرحلة، فالمراهق الصغير يسعى لان يكبر ويتحمل المسؤولية ولكنه يحتاج أيضا لان يبقى طفلا ينعم بالأمن ويسعى إلى الاستقلال ولكن يكون مازال بحاجة إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين خاصة الوالدين والأسرة وهو يسعى إلى الحرية الشخصية ولكن تبقى المعايير والقيم الاجتماعية تعيق تلك المساعي أحيانا.
* الضغوط الاجتماعية:
حيث يمر المراهق بمجموعة من الضغوط الخارجية، فعليه أن يقف على قدميه وان يفكر لنفسه ويختار ويقرر ويريد تحقيق ذاته وان يحقق ميوله وان يشبع حاجاته، ويمر المراهق في هذه المرحلة بمرحلة الاختيارات، في التعليم والمهنة وأحيانا الزواج أو الإضراب عنه، ولكن عليه أن لا يخرج عن المعايير والقيم الاجتماعية بتفكيره وسلوكه.
* الاعتمادية:
حيث المراهق مازال في تلك المرحلة معتمد اقتصاديا ويريد أن يستقل من الناحية الاقتصادية إلا انه يريد أن يبقى في حالة الاعتماد الاقتصادي على الوالدين، مما يؤثر بشكل كبير على قراراته واستقلاليته واختياراته تلك التي يسعى إليها أحيانا.
إضافة لما تقدم، نورد بشكل أكثر تفصيلا عدد من مشاكل تلك المرحلة وأسبابها :
• اختلاف المفاهيم مع الكبار( الوالدين والمربين) والتي قد تصل أحيانا إلى ما يسمى بفجوة الأجيال، بما يرى المراهق من الاختلاف في الحكم أو التفكير أو في أي سلوك أخر.
• من الطبيعي أن تتوتر علاقات الأسرة أحيانا في هذه المرحلة فتختل العلاقات المتينة ويغيب التفاهم لأن المراهق يبحث عن هوية مستقلة ولا يعرف كيف يبنيها أو يعبر عنها. قد يعيش المراهق في بعض الأحيان حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسئوليات.
• يظن المراهق أن الاعتماد على النفس يعني إهمال الشورى وعدم الرجوع لأهل الخبرة وأن المشاكسة شجاعة فينحرف فيتمرد.
• من حق المراهق أن يناقش بأدب ونحاول أن نتبنى وجهة نظره إن كانت مناسبة ولكن بمجرد أن يتم اتخاذ القرار ينتهي الجدل ويبدأ العمل فيتبع الفرد رأي الأسرة طالما أن القرار لا يتصادم مع قطعيات الحق وطالما أن المسألة نسبية تتحمل وجهات النظر، لا تستطيع الأسرة تلبية آراء جميع أفرادها ولابد للمراهق أن يدرك هذه القواعد العقلية في العائلة كي يجنب الأسرة ويلات التمزق وتقلبات والتمرد.
• كثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركة المراهق فالتمرد ردة فعل لجدران الممنوعات والكبت والإحباط، من القيود الثقيلة على قلب المراهق قول الأب أو الأم للمراهق:"لا تستخدم الهاتف" ... لا تخرج من المنزل" "نحن نشتري لك الذي تريده" .
• الانبهار بالنمط الغربي في الحياة حيث يتحدى المراهق هناك قيم الجماعة وينتصر للقيم الفردية التي تمجد الحرية المطلقة ولا تكترث بالقيم الروحية التي تربط الفرد بمجتمعه.
• رفض قاطع ودائم من الاعتراف باستقلالية المراهق فتمارس الأسرة سلطات تسلطية تمنع مبادرات المراهق.
• التفكك الأسري والتشنج الدائم في حل المشكلات الزوجية والأسرية بطريقة علنية.
• يشعر المراهق برغبة عارمة للثورة ضد القهر والإهمال والتجاهل والحرمان الذي يعايشه.
• ضعف الاهتمام الأسري بمواهب المراهق وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة إذ يجب تصريف الطاقات وتفريغها عبر إرشادها إلى المؤسسات الترويحية والرياضية والثقافية في المجتمع.
• تعج برامج الإعلام بمثيرات تدعو الفرد للتمرد على القيم الدينية وكلما نهل المراهق من هذا المورد واستسلم للفضائيات والانترنت كلما قل ارتباطه بقيم الأسرة وزادت أنانيته وتنوعت آفاته.
• المراهقة مرحلة تزيد فيها فرص تحمل المسئولية الشرعية والأخلاقية فإن لم يتم تهيئة المراهق والمراهقة لذلك فإن المصاعب تكون قاسية ومستمرة.
• تقوم الأسرة بتأنيب المراهق أمام إخوانه وأخواته فالحرمان من دفء النصيحة الصادقة الخالية من شوائب التجريح من أسباب التمرد والعصيان.
• عدم التمييز بين حدود الاستقلال وقيود التبعية فالمراهق يريد أن يتحرر من كل التزام.
• الشعور بضعف الانتماء الأسري.
• يسأل بطريقة استفزازية جلفة تحرج الراشدين والقصد من السؤال يكون الاستنكار لا الاستفسار.
• عدم التقيد بتوجيهات الوالدين.
• المعارضة والتصلب في المواقف لأسباب غير موضوعية الغرض منها إثبات الذات والانتصار للنفس.
• التساهل في أداء الفرائض الدينية.
• التفريط في الشورى وعدم إعطاء وزن للطرف الآخر.
• الحيرة في تحديد الإطار العام لشخصيته ونمط تفكيره.
• تغليب رغبات الفرد على حاجات المجتمع.
• الرغبة في التمرد على قرارات الأسرة لإشعار الآخرين بالسخط الذي يشعر به نتيجة لإهماله.
• التكبر والعناد والإصرار على الرأي في قضايا لا تستحق ذلك.
• الإسراف في اللبس واختيار الأذواق الغريبة التي قد تستفز ولي الأمر ولا تتماشى مع ما هو سائد في المجتمع.
• حب الظهور وإشباع الغرور وإظهار القوة.
• التلفظ بألفاظ نابية.
• يلقي المراهق المتمرد اللوم على الآخرين ويسوغ تمرده (التدخين، المعاكسات ) بمبررات واهية تغلب عليها قلة الوعي الجماعي.
إن من هم في تلك المرحلة بحاجة إلى نوع من التدريب الخاص الذي يمكن أن يحصل عليه عن طريق الموجهين والمربين والوالدان وفي مؤسسات التوجيه والإرشاد وفي المدارس والبيوت لكي يصل الفرد إلى تحديد أهداف واضحة ويضع خططا لتحقيقها ، ومن أهم الأساليب الإرشادية المستخدمة في إرشاد المراهقين ما يلي:
* الإرشاد العلاجي:
قدم المساعدة إلى من هم في تلك المرحلة لاكتشاف وتحليل وفهم نفسه، وحاجاته الشخصية والنفسية ومشكلاته السلوكية، اترك له المجال لان يحدد أهدافا شخصية يمكن تحقيقها ويرسم الخطط لبلوغ تلك الغايات.
* الإرشاد التربوي :
ساعد من هو في تلك المرحلة في رسم الخطط التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن يختار المناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في استكشاف الإمكانيات التربوية.
* الإرشاد المهني:
ساعد الفرد في اختيار مهنته والإعداد لها والدخول في العمل واتخاذ القرارات والقيام بالاختيارات اللازمة في التخطيط للمستقبل والإعداد لمهنته والقرارات والاختيارات الضرورية للتوافق المهني.
فـائـــدة: "أشعر المراهق بأن مستقبله تحدده اختياراته.
اسأله ماذا يريد أن يصبح في المستقبل؟"
نمو الذات ومفهوم الذات لدى من هم في مرحلة المراهقة:
انه ومع النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي يحدث تغير في الشخصية بصفة عامة وفي مفهوم الذات بصفة خاصة الذي يؤثر بدوره في تنظيم الإدراك واستيعاب الخبرات وتحديد السلوك.
وفيما يلي بعض الملاحظات على نمو الذات ومفهوم الذات في مرحلة المراهقة:
• الوعي بالذات والدقة في تقييم الذات، حيث أن الذات النامية القوية تمكن المراهق من التأثير في البيئة التي يعيش وفي المواقف الاجتماعية.
• يؤثر البلوغ في نمط الشخصية وفي الاتجاهات ومفهوم الذات.
• مفهوم الجسم ذا أهمية بالغة في هذه المرحلة لكل من البنين والبنات.
• يتأثر مفهوم الذات بملاحظات الوالدين والمدرسين والأقران.
• قد يتأثر مفهوم الذات تأثرا سيئا إذا لم يفهم من هم في تلك المرحلة، مبدأ الفروق الفردية وظل عاكفا على مقارنة نفسه بمن هم اكبر منه سنا.
• يزداد الوعي بالذات والدقة في تقييم الذات. وتمكن الذات النامية القوية المراهق من أن يؤثر في بيئته وفي المواقف الاجتماعية.
• يؤثر البلوغ في أثر الشخصية بصفة عامة وفي مفهوم الذات بصفة خاصة.
• البلوغ والنضج الجسمي يستطيع حدوث تغير في الاتجاهات نحو الذات ونحو الآخرين.
• يتعدل مفهوم الذات ويعاد تنظيمه حيث تحدث تغيرات كثيرة داخلية وخارجية تؤدي إلى أن يصبح مفهوم الذات أكثر تأثيرا وغير مستقر ويعاد تكامله ويزداد تكامل الذات مع النمو، وتتعدل صورة الذات المثالية في المراهقة.
• يلاحظ تركيز اهتمام المراهق بنفسه وعلى خبراته وأفكاره وأوجه نشاطه.
• يبذل المراهق كل جهده لتدعيم ذاته وحفظها.
• يستمر مفهوم الذات، ويقرب المراهق من الرشد في سلوكه وفي اتجاهاته وقيمة وفي مفهومه الواضح عن ذاته، ويتابع مفهوم الذات نموه نتيجة للخبرات الجديدة مثل المهنة والزواج والأطفال .. الخ.
• ينمو مع نمو الفرد منذ الطفولة مفهوم خاص للذات هو ما يسمى (مفهوم الذات الخاص) Private Self-Concept وهو الجزء الشعوري السري من خبرات الذات، وهو يتصف بأن معظمة مـواد غير مرغـوب فيها اجتماعيا (خبرات محرمة أو محرجـة أو مخجلة أو بغيضة أو مؤلمة ... الخ) لا يجوز إظهارهـا أو كشفها أو ذكرها أمام الناس، وما أكثر ما يتعرض إلية المراهق من خبرات عورية لا مكان لها إلا في مفهوم الذات الخاص تضل تهدده ولا يستطيع البوح بها أو كشفها، وقد تؤدي إلى سوء توافقه النفسي.
لكي تساعد في النمو السليم للذات: يجب عليكم كوالدين ومربين ومرشدين نفسيين:
• أن تقدروا دوركم في نمو الذات عند المراهقين، بأن تهدفوا إلى تنمية مفهوم موجب مرن سوي للذات لدى أولادكم وتلاميذكم، وذلك بإعطائهم خبرات ملائمة وبتهيئة المناخ النفسي في الأسرة والمدرسة.
• أن تركز كمعالج نفسي أو مرشد على كل من المراهق والبيئة التي يعيش فيها، حيث يجب أن يسير العلاج البيئي جنبا إلى جنب مع الإرشاد والعلاج النفسي.
• في حال وجود محتوى مهدد للذات؛ المبادرة إلى الإرشاد والعلاج النفسي.
• العمل على مقاومة أنماط السلوك الغير أخلاقي التي قد يمارسها الشباب مثل ظاهرة انتشار الغش في الامتحان من خلال التركيز على التمسك بالتعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية المتعلقة بهذا السلوك.
النمو الديني في مرحلة المراهقة:
إن من مظاهر النمو الديني في تلك المرحلة: اليقظة الدينية العامة، ازدواج الشعور الديني، تعدد الاتجاهات الدينية، الحماس الديني، الاتجاه إلى الله، الشك، الإلحاد.
ولكي تضمن نموا دينيا موجبا توافقيا يجب عليك مراعاة ما يلي:
• ضرورة العمل على نشر الثقافة الدينية بين المراهقين مع الاستعانة بعلماء الدين في مختلف مجالات التوعية مثل مشكلات الشباب وتنظيم الأسرة ..الخ.
• الاهتمام بتعليم الفرد منذ الطفولة تعاليم دينه وذلك حرصا على أن يخرج إلى الحياة في مرحلة المراهقة بعد أن يكون تمكن من السيطرة على كافة انفعالاته ونزعاته بفضل توجيهه الوجهة الدينية السليمة.
• اتخاذ الوسائل الكفيلة بدعم منهاج التربية الدينية وتطويرها في مراحل التعليم المختلفة من حيث محتوى المنهج وطرق تدريسه: وربطة بمشكلات الحياة، وتطور نمو التلاميذ ، ومن حيث الجو المدرسي، وما ينبغي أن يسوده من الملامح الدينية البارزة والقدوة الحسنة والسلوك القويم.
• الحرص وعدم تشجيع التعصب الديني ضد الأديان الأخرى.
• دعم النمو الخلقي عند المراهق وتدعيم تمسكه بالدين.
• مساهمة دور العبادة والدين بقدر الإمكان في مساعدة المراهق في تكوين فلسفة سليمة للحياة.
• العمل على نمو شخصية الطفل والشاب المسلم التي تتسم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الآخر وحب الله وخشيته وشكره، والتدين وعبادة الله والإخلاص له والمسئولية والبعد عن الحرام والعزة والقوة.
• العمل على نمو السلوك الأخلاقي لدى المراهق، وذلك من خلال الاستقامة وإصلاح النفس ومعارضة هوى النفس وضبط النفس والصدق والأمانة والتواضع ومعاشرة الأخيار والكلام الحسن واحترام الغير والإصلاح بين الناس وحسن الظن والتعاون والاعتدال والإيثار والعفو والعفة والإحسان والسلام والضمير.
هل نحتاج إلى استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهقين؟
الاستراتيجية أو المنهجية التربوية ضرورية عندما نتحدث عن موضوع التربية، ليس تربية المراهق فقط، وإنما في أي مرحلة من مراحل العمر، لابد أن يكون الأبوان والمربون بصفة عامة على دراية تامة بالأساليب الصحيحة للتعامل مع كل مرحلة عمرية حسب خواصها واحتياجاتها. فلا يمكن أن نتعامل مع شاب في الخامسة عشرة من العمر مثلا بالطريقة التي نتعامل بها مع طفل في الرابعة أو الخامسة من عمره.
وعلى هذا الأساس، لابد لنا قبل أن نتحدث عن استراتيجية التعامل مع المراهق أن نتعرف على خواص مرحلة المراهقة، والتغيرات التي تصحب هذه المرحلة.
إن معظم الباحثين يحاولون الوصول إلى تعميم يشمل جميع أفراد هذه الفئة، بينما يظهر الواقع تباينا بين المراهقين في استجاباتهم، علاوة على الاختلافات الفردية بمراحل النمو التي تشمل أوجه النمو الجسماني والمعرفي والوجداني والانفعالي والنمو الاجتماعي، لذا فقد عمل البعض على تصنيف المراهقين إلى فئات تمثل كل منها نمطا من الاستجابة.
حيث تضفي مظاهر النمو تباينا بين المراهقين، فيما يمتثله المراهق من صور تمثل انعكاسا لمظاهر النمو وتباينها من جهة وما يجده المراهق من تلبية أو صدا لحاجاتهم من جهة أخرى.
مرحلة المراهقة المشكلة والحل:
سواء كنت مربيا أو كنت أب أو أم أو أخصائي نفسي أو اجتماعي، عليك في أي وقت تلاحظ به سلوكا أو خروجا على المألوف ( إرهاقا، تقصيرا دراسيا أو سلوكا ضارا بالمجتمع .....الخ ، عليك أن تعمل على فهم وحل تلك المشاكل وان تتساعد مع كافة المحيط ومن هم في بيئة المراهق لخفض تلك التوترات.
تلك هي بعض من الأعراض الشائعة التي تنبهك إلى ضرورة التعامل مع هذه المرحلة بوعي وانتباه شديدين:
• الضعف العقلي
• التأخر الدراسي
• الاضطرابات الانفعالية
• اضطرابات العادات
• اضطرابات الغذاء
• اضطرابات النوم
• أمراض الكلام والانحرافات الجنسية
شكاوى المراهقين من الآباء:
كي تعرفون كآباء ومربين بكيفية التعامل مع الأبناء في تلك المرحلة، عليكم أن تدركوا الصورة التي يراكم بها الأبناء في تلك المرحلة.
• الآباء لا يقدرون مشاعرنا ويتذبذبون في طريقة التعامل معنا؛ فنحن صغار وقتما يحلو لهم -على حد تعبير أحد المراهقين- وأحيانا أخرى هم كبار مسئولون.
• لا يثقون -أي الآباء- في حكم أبنائهم المراهقين على الأشياء، ولا في تقديرهم للأمور.
• يتدخل الآباء في كل صغيرة وكبيرة.
• متأخرون -أي الآباء- في أفكارهم ومعلوماتهم، ولا يكتفون بذلك، بل يريدون منا أن نكون مثلهم.
• يرغبون في تحقيق أحلامهم فينا أو يريدون نسخا منهم.
• لا يؤمنون بمبدأ الحوار والنقاش.
للوالدين أثر كبير في توجيه الأبناء والبنات، وخاصة في فترة المراهقة؛ لأنها فترة حساسة، وللأخطاء مخاطرها التي ستؤثر في حياة هؤلاء الشباب وتوازنهم النفسي.
* التربية على الأنانية والسيطرة:
أن تربيتنا في المنزل وفي المدرسة، هي تربية تؤدي إلى الأثرة وحب الذات، وإلى جعل الغرض من الحياة منزلاً فخمًا وأثاثًا وريشًا، إن هذه الكلمات تشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده، ويمضي في أموره وحده .. فنشأ عن ذلك عدم ثقة الأفراد ببعضهم، وأصبحت الروح التي تسود المجتمعات الإسلامية هي روح النقد الممزوج بالسخرية وعدم الثقة والشدة في التجريح.
* التأرجح بين الشدة واللين:
كثيرًا ما نجد التردد والتأرجح في معاملة الوالدين للأبناء؛ فقد يعطي المراهقون حرية لا حدود لها، أو يعاملون بقسوة وشدة لا رحمة فيها ، وشواهد الحياة الأسرية على هذا الأسلوب كثيرة.
• فهل نسمح مثلاً للمراهق أن يسهر خارج المنزل ويتأخر في عودته بحجة أنه حريص على مستقبله وسمعته؟
• وهل يسمع للفتاة في وضع الزينة والماكياج، ولو أمام النساء من غير مناسبة؟ وخارج المنزل؟
• قد لا يتقبل المراهقون كل ما يقوله الآباء لهم، ويحسون بعدم الأمان والتقبل لما يقولون.
ينبغي أن نعلم أبناءنا ضرورة الانصياع إلى حكم الشرع الحنيف منذ الصغر، ولا خيار للجميع في خلافه؛ فللحرية حدود لا بد من الوقوف عندها، ولا بد من الاستئذان قبل خروج الابن أو الابنة، ولا بد من التعود على أسلوب المشورة وتقبل النصيحة المخلصة.
لا بد من الاعتدال؛ فلا يفرط الوالدان في التسامح والتساهل، ولا يفرطان في السيطرة واستخدام العقوبات كيلا يؤدي ذلك إلى النفور والهرب من المنزل؛ فلتعط الحربة ضمن الضوابط المستمدة من تعاليم الإسلام.
أما التربية اللينة: فسوف تؤدي إلى التسيب، ولن تربي أجيالاً سوية، ولن تؤدي إلا إلى الانحراف والإحباط لدى المراهقين والمراهقات.
وقد يظن بعض الآباء أن التستر على الخطأ وسيلة مجدية في معاملة الأبناء، وهذا خطأ شنيع؛ لأن الأبناء لا يحبون الأب الضعيف ولا يقدرون الأم التي لا تعينهم على كبح نزواتهم.
فالثقة المتبادلة والحوار الدائم بين الشباب والأسرة، هما الطريق الوحيد لاستعادة العلاقات الأسرية الدافئة.
وعلماء الاجتماع يقولون: الثقة المتبادلة بين الشباب والآباء كانت موجودة من قبل؛ لأنه كان يوجد اقتناع بدور الآباء، وكانوا متفهمين للمصارحة بينهم وبين آبائهم .. أما في الوقت الحالي فقد تغلبت الماديات على التفكير، وأصبحت لغة الآباء هي لغة الأرقام، فكانت النتائج مؤسفة الآن.
والشدة في التربية: لا تأتي غالبًا بخير؛ لأنها ستربي أجيالاً مذعورة مهزوزة، متناقضة في تصرفاتها، تنصاع أمام المربي الشديد، وتنقلب إلى مَرَدة إذا رفع عنها الكابوس ... وطالما عرفنا كثيرًا من الأبناء يعانون من هذه الأساليب ـ يضربون لأتفه الأسباب وبأسلوب عصبي حتى تحولت البيوت إلى ثكنة عسكرية صغيرة؛ فالرعب مطبق يرتجف له قلب الفتاة لمجرد ذكر اسم الوالد، ويهرب الولد إن خوف بوالده، فلا يستطيع أن يصارح أباه خوفًا وهلعًا، ولا يبوح لأمه بمكنون نفسه؛ لأنه لا يجد لديها إلا التسفيه والكلمات الجارحة، ولا تستطيع الفتاة أن تشاور أمها، خوفًا من لسان سليط وقلب سقيم، فتنكفّ المسكينة تنتظر الفرج.
فعلى الوالدين أن يتقيا الله في تربية الأبناء، وخير الأمور أوسطها فلا قسوة مرعبة، ولا لين ضعيف، وإنما هي أمانة، فلتؤد بحقها، وعلى الوالدين أن ينميا ثقافتهما ليواكبا العصر ويطلعا على مشكله، فيحصلا على احترام الأبناء وثقتهم.
كما أن الأبناء الذين يعيشون في جو مشبع بالتفاهم والتشاور هم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال، وتمتعهم بصحة نفسية جيدة تساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين.
فالنمط المتسلط، الذي يفرض الطاعة العمياء سوف يضعف نشأة الأبناء، فتقل قدراتهم الإبداعية في كثير من المجالات، بل وكثيراً ما يهرع هؤلاء إلى الهروب من المنزل، أو خارج البلد والعيش مع رفقاء السوء.
أما النمط المنضبط: فيمتاز سلوك آباء هذا النمط بالتقبل والتفهم والمنطق مع إعطاء مساحة مقبولة من الحرية والاستقلال للأبناء، فينشأ هؤلاء الأبناء نشأة الأسوياء.
فـائــدة: "لا تعامل المراهقين بصيغة الأمر فلا تستعمل الكلمات التالية (أنت لا تأكل على ما يرام، لابد أن تنام مبكرا، لن تستخدم السيارة حتى تظهر نتائج الامتحان".
* ضعف متابعة الأبناء:
إن ضعف متابعة الأبوين، سيقود إلى ضعف الأثر التربوي لهما، ومن ثم وقوع هؤلاء المراهقين بين أيدي العابثين من الأقران، أو دعاة السوء ، والمتابعة لا تعني سيطرة مستمرة للأبوين، وإنما هي متابعة ودودة،مباشرة أو غير مباشرة.
نتابع أخبار الابن [أو البنت] في المدرسة وفي خرجاتهم وفسحهم، وفي المنزل له ولأصحابه: نعقد صلات طيبة مع أسر ملتزمة بدينها من أجل معايشته مع أبنائها.
وخلال ذلك كله نقوم وننصح، ونناقش الكبار منهم، ونعلم الصغار، ونضرب لهم الأمثال من واقع النماذج الرائدة من تاريخ أمتنا المجيد.
* سوء استخدام وسائل اللهو والترفيه:
وفي مقدمتها التلفاز والفيديو، فلا نسمح بمشاهدة محرم، ولا سماع مكروه منهي عنه ، ونوجه الأطفال والمراهقين نحو اقتناء وقراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، والمداومة على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والقيام بالرحلات الأسرية المناسبة.
هذا وإن قضية تفكك العائلة كثيرًا ما يؤدي إلى مختلف العقد النفسية، والاضطرابات العقلية ، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن هنالك [380] مليون مريض بالاكتئاب على مستوى العالم، وذلك بسبب التفكك الأسري، وفقدان الحنان الأبوي، وإهمال الشباب في مرحلة التكوين النفسي، مما يسبب الإحباط الشديد والقلق والتوتر النفسي.
وفي الاكتئاب تكون حالات الحزن شديدة وبدون سبب أو مسوغ، وأفضل وسيلة لتجنب الإصابة هي التعاطف مع الطفل طوال فترة تربيته، وعدم إساءة معاملته، أو ضربه بعنف، مما يجعله فريسة سهلة للمرض.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية ـ حتى الغربية منها ـ أن الإيمان بالله ـ تعالى ـ يأتي في مقدمة أسباب الشفاء، ويساعد الجسم في إفراز مركبات لها مفعول الدواء.مناهج أساسية للتعامل مع من هم في مرحلة المراهق.
هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها في التعاملات اليومية المختلفة مع المراهقين ، ومن هذه الأساليب :
- أسلوب التمهيد والتهيئة.
- أسلوب الحوار.
- أسلوب القصة.
- أسلوب القدوة.
- أسلوب التدريب والممارسة.
- أسلوب الترغيب والترهيب.
- أسلوب ضرب الأمثال والأشباه.
- أسلوب استخدام وسائل الإيضاح.
- أسلوب العبرة والموعظة.
- أسلوب دمج الموعظة بالدعابة.
- أسلوب الموعظة بالفعل.
"لكي تكون قادرا على التعامل مع المراهق، كن مدركا ومثقفا بما هو عليه هذا الجيل من هوية".
إن التعرف على المناهج التي تقوم عليها الأساليب العملية السابقة للتعامل مع مرحلة المراهقة تقدم صورة لما يجب أن يتسلح الوالدان ليشجعا أولادهم على أن يكونا مصدر معرفتهم الأول .
وفيما يلي مجموعة من القواعد التي يمكن للآباء استخدامها في تعاملهم مع المراهقين من أبنائهم :
• العمل على رفع ثقة الابن بنفسه بكل وسيلة من مدح وتشجيع وتفويض في المسئوليات كأن يعطى مصروفه بشكل تدريجي يومي أولا ثم أسبوعي مثلا؛ ليدبر به أمره، ويعتاد وضع ميزانية لهذا المصروف؛ بحيث يلبي منه احتياجاته التي يريدها أو يدخر منه لشراء شيء ما يحتاج لمبلغ أكبر قليلاً من مصروفه؛ بحيث لا ينتهي مصروفه قبل نهاية الأسبوع أو قبل شراء ما يريد، ثم يمكن لاحقًا فيما بعد إشراكه في تنظيم ميزانية البيت ومصروف البيت.
• لا بد من مدح الابن والثناء على كل تطور له ولو كان بسيطًا لتحفيزه على المزيد، كما يجب التعامل معه بأسلوب النصف الممتلئ من الكوب، وأقصد بذلك أنه لو تم مثلا إسناد مهمة حل 10 مسائل بالرياضيات إليه ونجح في حل ثلاثة بشكل صحيح وأخفق في الباقي فيجب أن يقال له: "ما شاء الله لقد أنجزت ثلاثة بشكل صحيح" وهو ما يُسمّى Motivation Concrete أو الحافز المحسوس، ويقصد به ألا يظهر للطفل - من فقد الثقة بالنفس- من المتعاملين معه إلا ما أنجزه بشكل سليم، ويفهم من المضمون أن هناك خطأ يمكن تداركه فيما بعد، ويتعلم كيف يتجاوزه في المرات التالية، لكن ما من شك أن ثقته بنفسه ستزداد بشكل متميز بشعوره بالنجاح وبتقدير المحيطين لهذا النجاح ولو كان ضئيلا.
"اعمل على تعزيز السلوكيات الايجابية، فحاول أن تكون مكافئا على النجاح أكثر من اللوم على الخطأ".
• يجب استخدام أسلوب التعزيز والمكافأة مع الطفل بشكل يتناسب مع عمره ومع المرحلة العمرية التي هو بصدد الانتقال إليها، فيمكن مكافأته بهدايا أو رحلات أو غيره عندما يبدي أي نوع من التحسن أو حتى الرغبة في التحسن لحثه على المزيد، مع منع أي عقاب بدني أو لفظي واستبداله العقاب المثالي من المنع من المكافأة أو الحرمان من شيء أو الخصام بهما.
• مداومة النصح والتوجيه والإرشاد بالحسنى خصوصا فيما يتعلق بأمر الصلاة التي هي عماد الدين، فلا تدعه يتعود تأخيرها أو إهمالها بالنوم والكسل.
• متابعته برفق، ولين، ومعرفة أصحابه من خلال الحوار، والتقرب منه، وتلمس مشكلاته ومعاناته " ومعرفة ما يواجهه من صعوبات ومشكلات، والسعي معه في حلها والتغلب عليها.
• - إشراكه في شيء من أعمال البيت مما يناسبه، وإعطاؤه بعض المسؤوليات الأسرية كشراء بعض الحاجات المهمة.
• لا بدّ من تعويد الأبناء على المناقشة والحوار الدائم وتخصيص سهرة أسبوعية مثلاً، خاصة بالفتى أو الفتاة كل على حدة أو بكل الأسرة إن كان السن متقاربًا، وهذا أفضل لتناول ما يدور في رأسهم من تساؤلات بكل ثقة ووضوح، فأهمية الحوار مع الأبناء تكمن في أنه يدرِّب الابن على مواجهة ضغوط الحياة اليومية الموجهة للإثارة، وأكثر ما يواجهه هذا الجيل هو ضغط الأصدقاء وثقافتهم.
"اعتمد دائما أسلوب الحوار في التعامل مع المراهق التحدث بانفتاح عن المشاكل مع المراهق تعتبر من أهم عناصر العلاقة الفاعلة".
• تعويد أبنائنا على اعتبار ارتباطهم واحترامهم لأوقات الأسرة شيئًا عظيمًا لا يتنازل عنه (كوقت الغداء، ووقت الاجتماع الأسري، أو وقت الشاي...)، فمن العادات الاجتماعية المنتشرة أن الفتيان يتأخرون خارج المنزل، وهذا يطيل فترة تعرضهم لمواضيع الجنس وانحرافاته.
• أن الجلوس مع الأسرة يمنح الشاب سندًا عاطفيًّا ومتنفسًا آمنًا يحيطه دون أن يشعر، ويحيطه بسياج من الإشباع الاجتماعي، وهو ما يصرف تفكيره نوعًا ما عن مجتمع الشارع، ولكن هذا لا يعني أن لا نسمح له بالصداقات، بل يجب أن نعزِّز صداقاته المتنوعة ونحترمها؛ لأنها أيضًا جزء من تكوينه الاجتماعي، وتكوين نظرته المتوازنة والواقعية عن الحياة والمجتمع.
• لا بد من التغاضي أحيانًا عن بعض التصرفات الصغيرة، ويجب ألا ينتابنا الشعور بالإحباط أو بالرغبة في التفتيش عن كل صغيرة وكبيرة في خزائن أبنائنا وفراشهم وملابسهم، علينا أحيانًا أن ندعهم يتعلمون بأنفسهم، وأن نحترم خصوصياتهم لتعلموا المحافظة عليها، وتكون مدخلنا إلى تعريفهم أن للحياة الجنسية خصوصية يحرم الحديث فيها في بعض المواطن، حتى لا يؤدي كثرة الحديث فيها إلى نشر الفاحشة.
• ينبغي على الوالدين أن يحيطا أبناءهم بالثقة، والمودة، والتعاطف، والعدل بينهم، والاهتمام التام بشؤونهم الدراسية وحياتهم العملية؛ لأن هذا كله يعلمهم أن يحافظوا بدورهم على أسرهم، ويكوِّن لديهم فكرة أن الأسرة ليست فقط حياة زوجية وجنس، بل تعاون، ومحبة، وعطاء، وإنجاز.
• علينا أن نوقف سيل "الاتهامات" والانتقادات والأوامر المباشرة له،لا أعني ترك حبله على الغارب، ولكن كما أسلفت لك، تفقد أوامرنا ونواهينا قيمتها عندما تزيد عن حدها، اترك له مساحة حرية عالية.. أن يأكل أو لا يأكل ما يريد، ولكن حدد أوقاتًا للطعام العائلي لا يسمح بعدها بدخول المطبخ لوضع وجبة فطور أخرى. وسيحترم أوقات الطعام والإفطار حتمًا إذا جعلنا هذا وقتًا جميلاً تجلس فيه الأسرة تتكلم وتتضاحك.
• ضرورة مصاحبته، واحترام رأيه وأخذه إلى بعض الزيارات التي يحبها، أو السوق والأخذ برأيه أحيانًا، والتوضيح له عدم الأخذ برأيه إن حصل ذلك، فهو يريد اهتمامًا خاصّـاً.
• ويمكن الخروج معه وحده إلى المطعم أو أي مكان يحبه، ولا تجعل النوم المبكر قضية خطيرة، تجاوز ذلك، وتدريجيا سوف يذهب للنوم وحده بعدما يتخلص من قلقه ويطمئن أكثر.
• لا تجعل توقعاتك أكثر من إمكانياته، ولا تطلب منه أكثر مما يستطيع سواء في العلاقات أو الطعام أو حفظ القرآن الكريم، أو غيره ولا تقول أعرف أنه يستطيع؛ لأن المشكلة لا تكون دائمًا مسألة استطاعة وقدرات بقدر ما تكون مسألة حالة نفسية ورغبة، وكلاهما يحتاجان إلى مراعاة كبيرة وتفهم وتقبل بلا شروط، فلا تجعله يشعر أنك تحبه ما دام هادئًا متفوقًا، ثم لا تقدم له المحبة والقبلة في غير ذلك، لا تحرمه أبدًا محبتك وعطفك في كل الأوقات فقد يتصرف بمشاكسة؛ لأنه لا يحصل بسهولة على محبتك فيشعر باليأس.
• عندما تجلسا معه كوالدين في وقت هدوء، قوما بمناقشته ببعض سلوكياته، ولكن ليس بعقد محاكمة وتحقيق وتأنيب، ناقشاه باحترام الآخرين، والعطف على إخوته، ومشاركته للآخرين، وسلوكه غير الناضج...
• استمع له بإنصات لتتفهم وجهة نظره، ودعه يستنتج الحلول بنفسه معك، ولكن لا تجعل كل سهرة حديثك حول ذلك، وإذا تمت مناقشة مشكلة ما فلا تعود لتؤنبه وتعطيه المواعظ مرة أخرى وثانية وثالثة؛ لئلا تفقد تأثيرها عليه، وكلما قللت من وقت النصائح كان أثرها أكثر. ولا أقترح إعطاء موعظة أو تأنيب لأكثر من ثلاث دقائق.
• تدريبه بشكل فردي على الحديث مع نفسه بشكل إيجابي، فإذا ما تهور في عمل ما فعليه أن يقول لنفسه: "اهدأ وعدّ للعشرة…" أو: "أنت شخص ذكي لا تتصرف بشكل غير مقبول". ويمكن أن تجلس معه وتضع قائمة من العبارات الإيجابية التي يمكن أن يقولها لنفسه في المواقف المختلفة.
• إشعاره بالاحتجاج والرفض لبعض التصرفات وعدم قبولها، ولكن دون ضرب أو توبيخ، ويكفي أن تظهر احتجاجك وتقاطعه بالكلام، وتعطي تعاطفك لشقيقه ، فهذا أبلغ أثرًا من ضربه أو غيره من الوسائل التي ينتظرها ليتمتع بمشهد غضبك أحيانًا!.
• تشجيعه على تكوين صداقات واحترام أصدقائه ودعوتهم للمنزل، فالأصحاب يساهمون بشكل كبير في تعديل سلوك بعضهم البعض (إذا كانوا غير منحرفين)، ويوفرون لبعضهم البعض طرقًا للتنفيس، والكلام، والدعم، والتشجيع، وتنتظم الطاقات العاطفية والاجتماعية.
• الاحتراز من أسباب تمرد المراهق وتجنب كل ما من شأنه تحريك رغبة المخالفة المذمومة.
• السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية فيفرغ مشاعره الغاضبة بصورة مباشرة على شرط أن تكون بطرائق لائقة، وبعبارات هادئة، وكلمات مهذبة ترتكز على مبادئ احترام الكبير والإخلاص في الوصول للصواب. ينبغي أن لا نستاء من سماع تذمر المراهقين عندما يقولون أموراً لا نرغب فيها بل نشكرهم على المصارحة ونثني على شجاعتهم في المواجهة الحكيمة ثم ننظر في فحوى مطالبهم ونرد على أخطائهم برفق، ونقبل صوابهم بتواضع كي يستمر الاتصال الصريح ويثمر التواصل الصحيح.
• توجيه المراهق والمراهقة نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية حيث ينسجم الفرد طواعية مع الجماعة ويحترم القيم الصحيحة ويعبر عن رأيه بحرية مقرونة بالموضوعية فلا يجرح أو يخدش النسيج الاجتماعي.
• تقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه. ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام بجميع تشريعاته ينظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات.
• ترغيب الآباء والأمهات والفتيات والفتيان بتوسيع نطاق ثقافتهم بطبيعة المراهقة فإن توفير القسط الكافي من المعرفة يسهل عملية التعامل مع مشكلات المراهقة ويذلل الصعوبات. إن الإطلاع على نتائج الدراسات في حقل التربية يفيد الجميع أثناء انتقاء سبل التواصل والتوافق بين الأهل والمراهق. تحتوي الثقافة الإسلامية على كم هائل من الذخائر التي تعين الفتى والفتاة على تشكيل شخصيتهم السوية على أسس متينة تجعل منهم عناصر صالحة في مجتمع متوافق ينبذ التمرد ويقدر القيم الفردية التي تحقق مقاصد الفرد والمجتمع في آن واحد.
• الإرشاد من خلال الإقناع العقلي لسد الخلل وتصويب الأخطاء بطرائق متنوعة منها الحلم والحوار والدعاء وضرب الأمثلة المنطقية التي تمس الواقع وتهم مصلحة الشخص. ويستفاد من الترحيب الدائم بقنوات الاتصال والحوار والصراحة فهذه القنوات تعصم المراهق والمراهقة من مزالق كثيرة. لا يكفي أن نرفض طلبات المراهق دون شرح متكامل للأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك.
• على الآباء والأبناء مراعاة الحقوق والواجبات واحترام الرغبات الفردية التي لا تتضمن المفاسد فلا يفرض الأب قناعاته الجائرة على البنت الرشيدة في أمر زواجها ومالها ودراستها. إن قسر المراهق وإجباره على آداب وتقاليد ومظاهر ومسالك غير ملزمة شرعا وتناسب الماضي فقط تعيق تقدمه وتفقده شخصيته المعاصرة المرنة.
• توسيع نطاق الخيار والشورى من متطلبات إعداد المراهق ليخوض أعباء الحياة على بينة ولكي يقوم المراهق بتطوير طاقاته وتحقيق قدراته بما يتفق مع المعايير السليمة للمجتمع فيتوافق معه ولا يهدر الجهود بالتمرد والجحود.
• الاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها (الخروج للنزهة – التسوق- الرياضة) وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم.
• تشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
• تدريب المراهقين والمراهقات على فن الحوار، وكيفية اتخاذ القرار، ومواجهة المشكلات، وطرائق ممارسة الحرية دون إفراط أو تفريط.
• السماح للمراهق باستضافة أصحابه في البيت في بعض المناسبات مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت.
• لدى المراهق طاقات هائلة مخزونة فيه وتحتاج لبرامج تنموية فإن لم تنشغل بالخير أشغلتنا بالباطل.
• ليس من الحكمة أن نتصيد أخطاء المراهقين والمرهقات ونعدد عيوبهم ثم لا نوفر لهم ميادين تصريف مواهبهم واكتشاف أنفسهم فالمراهقة مرحلة حساسة لتحديد الهوية.
• الحذر من البرمجة السلبية فمن العبارات التي ينبغي أن نتجنبها في التعامل مع المراهقين: أنت فاشل – عنيد – متمرد- اسكت يا سليط اللسان- أنت دائماً تجادل وتنتقد - أنت لا تفهم أبداً، هذه الكلمات وغيرها تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج.
ما يجب مراعاته بشأن الإعلام الجنسي الوالدي:
إن ثقافة الوالدين حينما تكون واسعة - بغض النظر عن المستوى التعليمي- فإنها تعطي القدرة على تكوين معلومات أكثر منطقية وواقعية وصريحة حول الجنس في رأس الأبناء ، ولقدرة أكبر على تعليم الأبناء ثقافة جنسية أكثر وعيا ، وأقدر في المحافظة على العفة حاول القيام بما يلي :
• الحرص على نقل شعور التوازن حيال الجنس إلى أبنائهما، والتفكير فيه باحترام وبتقبل ، فالأبوين المنفتحين على أبنائهما بالحدود المطلوبة للتربية سيوجدان شخصية تنظر إلى الجنس بشكل سويّ وأنه حاجة طبيعية؛ فالميل نحو الجنس الآخر بحد ذاته ليس حرامًا، بل يدل على سلامة الفطرة، ولولاه لما استطاع ولدنا أو ابنتنا من الزواج والإنجاب، ولأخذناهما إلى أكبر الأطباء لمعالجة فتور الشعور الجنسي تجاه الآخر! ولكن الحرام والعيب هو أن يتحول الميل إلى رغبة جامحة في ممارسة الجنس أو أي شكل أو مقدمات له؛..لذلك علينا أن نعترف بمشاعرهم والتعامل معها بشكل طبيعي تمامًا.. هكذا لن نخشى بإذن الله على أبنائنا من السقوط؛ لأننا منحناهم الفرصة ليكوِّنوا نظرة مريحة وواسعة تجاه الجنس.
• الحرص على تثقيف الوالدين نفسيهما بثقافة جنسية تخص السن المطابقة لسن الفتى أو الفتاة. وقد نتساءل أنه من المضحك القول إن على الوالدين تكوين ثقافة جنسية واعية.. ، فكم من الآباء أنجبوا عشرة أبناء، ولكنهم يحمرّون، ويربط على ألسنتهم عندما يسألهم ولدهم أو ابنتهم: ما هو الزواج؟!
• يجب الوعي أن الأمر هنا ليس أمر التدريب على شكل برنامج بقدر ما هو أمر تغيير قناعات وتكوين ثقافة لدى الوالدين.
• التماسك أثناء الاستماع إلى السؤال..
• عدم التحرج من الإجابة، أو محاولة التهرب؛ فأبناؤنا لا يقلون ذكاء عنا، وهم حينما يروننا زاغت عيوننا، وتلوّن وجهنا عند الاستماع أو الكلام في أمور الجنس، فإنهم يتأكدون أن الأمر "غير طبيعي"، ويصرُّون أكثر على البحث على أدق التفاصيل، خاصة وأنهم جيل واعٍ ومطلع على الإنترنت الذي يصب في رؤوسهم مئات الأفكار التي تتحول إلى كل هذه التساؤلات إلى إجابات من مصادر متعددة تشتتهم في كثير من الأحيان.
• على الأبوين أن يطرحا أفكار الاستعفاف وكيفيته باستمرار ودون يأس؛ فكثرة الحديث حول الاستعفاف يؤدي إليه فعلاً.
إن طريقة تربيتنا لأبنائنا هي تدريب على الاستعفاف بحد ذاته، وذلك عن طريق:
- تسليح الابن أو البنت بثقة النفس، وبثقافة إيمانية متنوعة عالية، وشعور بالمسؤولية تجاه الواجبات منذ صغرهم، فهذا يخفِّف من العبء على الوالدين، ويجعل مواجهة الوالدين لهذا الأمر أكثر سهولة؛ لأن أبنائهما يشاركاهما هذه المواجهة، ويقفان معهما معًا في خندق واحد، وليس ضد بعضهما البعض، وأعني بذلك الطاقة الروحية على سبيل المثال إذا تمت تقويتها، فإنها سوف تساعد الفتى أو الفتاة على القدرة على تأجيل التفكير بالجنس.
- العناية بالتربية الدينية، فالعبادات، والصيام، وتدريب الولد والبنت منذ صغرهما على غضِ البصر، وحضور دروس الشباب الدينية، والذهاب يوميا إلى المسجد حتى لو مرة واحدة وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، فكل ذلك يقوِي لدى الابن أو الابنة القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، ويوسع أفق اهتمامهم، بحيث لا يبقى محصورا في دائرة الاهتمام فقط بالأمر الجنسي، وينصرف بدلاً من ذلك إلى الإنتاج والإبداع.
- تفهيم الأبناء أنه لا يمكنه ممارسة الجنس إلا في نطاق الزوجية، وأن هذا يتطلب منه إكمال تعليمه، وتحوله إلى فرد منتج قادر على العمل والكسب؛ ليتمكن من الزواج الصحيح الذي يشترط الإشهار.
- التغاضي أحيانًا عن الأسرار التي تعرفها خلسة عن أبنائك ومتعلقة بالجنس دون أن يكون هناك حرام أو جريمة، ونحن أحيانًا نثق ببعض المعلومات الشعبية حول الأمر، وتكون لا أصل لها في الدين والطب، وبدلاً من الانزعاج علينا تعليمهم طرق التنفيس المختلفة عن مكنوناتهم كالركض، والدعاء، والرسم، والحديث إلى صديق مخلص.
- الحرص على دفع الأبناء إلى مزاولة الأنشطة التي تساعد على السيطرة على الذات كالرياضة التنافسية مثل كرة القدم، والسباحة، وركوب الخيل، والعبادات التي تساعد على نفس الهدف كالصيام، فحينما ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "يا شباب.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ذلك أن الصيام هو عبادة تساعد على السيطرة على الذات، بالإضافة إلى تدريب الطاقة الروحية وتقويتها.
- إن كل من الذكر والأنثى يمرون بمرحلة تغير ونمو وتطور في ذواتهم، وفي تعاملهم مع البيئة المحيطة، ومما لاشك فيه أن لكل منهم خلال تلك المرحلة اختلاف في النمو وفي السلوك إلى حد ما.
حيث أن هنالك خصوصية لنمو الفتاة المراهقة ننصح الأم على وجه الخصوص محاولة القيام بما يلي :
• اشرحي لها بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط تلقائي، ويمكن التمهيد لذلك عندما تراك هي في رمضان تفطرين أو لا تصلين فعليك بإفهامها أن هناك فترة لا تصوم فيها المرأة ولا تصلي وهي فترة الحيض، فإن سألت المزيد فأجيبي وإذا لم تسأل فاتركيها.
• أن يكون بينك وبين ابنتك حوار مفتوح تتبادلان فيه موضوعات متعددة، وأهم ما يشغلها دون سؤال مباشر، بل دعي الحوار يسير بتلقائية.
• عند الحديث أظهري الاهتمام والتقدير لكل ما تقول.
• يمكنك اصطحابها بمفردها كل فترة للنزهة أو للتسوق، فهذا له أبلغ الأثر عليها (الأفضل أن يكون بشكل دوري بالتبادل بينها وبين إخوتها؛ حتى تحققي العدل بينهم).
• احترمي رغبة ابنتك -في المرحلة القادمة- للاستقلالية، ورغبتها في أن تشعر بمزيد من الاعتماد على نفسها، وأنها يمكن أن تتخذ قرارات خاصة بها دون قيود، مثل اختيارها لصديقاتها أو لملابسها أو لأكلها... الخ.
• احترمي أيضا خصوصياتها، فليس معنى أنها تتحاور معك وتفتح قلبها لك أن يكون من حقك معرفة كل ما يجول بخاطرها؛ لذا لا بد أن تتركي لها فرصة الاختلاء بنفسها وغلق باب حجرتها عليها فترة إذا أرادت، وكثيرا ما يرغب الأبناء في هذه المرحلة أن يكتبوا مذكراتهم أو خواطرهم فلا تطلبي رؤية هذه الأشياء إلا إذا عرضتها هي عليك.
• اهتمي بها كأنثى تنضج وتخطو خطوات حثيثة نحو الأنوثة؛ بأن تهتمي بملابسها على أن تتركي لها حرية الاختيار، وأن تهدي لها بعض الحلي الذي يناسبها...الخ.
• لا تندهشي من العصبية أو الحدة أحيانا وهي تتعامل مع إخوتها مثلا، أو في مواقف لا تستدعي هذه العصبية أو تلك الحدة، لكن عليك فقط أن تتجاهلي هذا التصرف، فإذا تمادت فيمكنك أن تتحدثي معها على انفراد قائلة لها: أنا أعرف أن إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أن هناك أمرا آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغبين في الحديث عنه؟ وانظري إليها نظرة تشجيع حتى تتحدث معك عما يدور في نفسها، فإن سكتت فربتي عليها واتركيها تخلو بنفسها دون إلحاح أو قلق عليها.
حتى نجعل من المراهق شخصا ذا دور إيجابي فإن لنا مرحلتين جديرتين بالاهتمام الشديـد:
الأولى : المرحلة العاطفية .
غالباً ما تكون مرحلة المراهقة مرحلة يفقد فيها المراهق ( العاطفة ) و (الحنيّة) فيسعى لتحقيق تلك الرغبة في أي مجال يتمكن منه .
ولا ريب أن إشباعها يعني الكثير للمراهق ، و من ثم يتودد إلى من يشبع له تلك الرغبة و يحققها له ، وإشباع الحاجة العاطفية لدى المراهق تكون بأمور كثيرة ، منها :
1. عذوبة اللفظ، فإن غالبا ما يواجه المراهق بألفاظ فيها قسوة مما يجعله نافرا عن قبول أي شيء من المقابل له ، و تتأكدُ هذه الحالة في حين وجود أخطاء من المراهق ، حيث نقابله باللفظ السيئ إن أخطا.
2. معاملته بتفكيره و المسير معه في تفكيره، و محاكاته في طموحه ، و التفاعل مع أطروحاته مما يشبع حاجته العاطفية ، فهو يحب من يفكر كتفكيره ، و يميل إليه.
و لتكن مدركا إلى أن التفاعل معه في هذه النقطة ممهد للمرحلة الثانية ، وللقيام بذلك هناك العديد من الخطوات ومن بينها :
أولا : التبصر بمواضع الضعف في المراهق، فحيازة هذه الخطوة و النجاح فيها مكسب كبير جدا للمربي ، إذ موضع الضعف في المراهق هو مكمن الخطر و موطن الزلل . تقول كيف ذلك ؟ فأقول : الغالب على المراهقين أنه يشعر بخرق في شخصيته فتراه محاكيا من هو أرفع منه - في ظنه - فلا يعترف أنه ذو شخصية متفردة متميزة، وهذه من أجزاء نقطة الضعف التي تكون في المراهق .
ثانيا : معرفة ميول المراهق ، فإن سن المراهقة سن أحلام و أمان عريضة ، و مرحلة واسعة الخيال لدى المراهق، فتراه يتمنى أماني، و يسبح في خيالات واسعة الأرجاء ، ومعرفتها مهمة جدا فمنها يكون التوجيه و منها تكون التربية ، و بِعدمها لن يكون أي نتاج متين في سلوك التربية مع المراهق .
ثالثا : التوجيه اللبق - واللباقة الحذق في العمل - ، و هذه بيت القصيد في حياة المراهق فإنه لم يجد من يقوم بتوجيهه نحو الصواب له في حياته ، و لم يظفر بمن يسدد له تصرفاته ، والمراهق يتصرف بما يراه من أعمال و تصرفات حوله من الناس الذين يراهم قدوة له يتأسى بهم ، و حين لا يرى من يوجه ميوله نحو السداد ، و يهديه نحو الكمال فإنه سيبقى سادرا في مسيره ، هائما في طريقه .
وهنا لا يحتاج المربي إلى كبير عمل لأن المراهق نفسه قد أبدى من نفسه قناعاتٍ كثيرة جدا ، و ما عليه بعد إلا أن يبين للمراهق بأن الطريق الصواب هو من هذه الجهة ، و بلزوم تلك الطريق . فإذا ظفر بها المربي و أحسن سلب لب المراهق - هنا - يكون البدء بالمرحلة الثانية التي تعقب المرحلة العاطفية ، و هي :
الثانية : المرحلة التربوية :
وهذه المرحلة هي الأساس و هي المقصد و الغاية من معاملة المراهق و العناية به ، وتربية المراهق لن تكون صعبة ، يستطيع المربي التنقل بالمراهق في مجالات كثيرة جدا .
ومجموع تلك المجالات ثلاث مجالات :
الأول : المجال المعرفي :
المعرفة مما ما يميز الله به بين الإنسان و الحيوان ، بل هو أداة العقل و غذاؤه ، ولا يخلو منه الإنسان مهما كان ، والمعرفة يتفاوت البشر في تحصيلها ، ويتفاوتون في قيمتها، وقيمة المرء ما يحسنه ، و أهميتها بالنسبة للمراهق تتركز في جهتين اثنتين :
• أنها توجيه و تبصير .
• أنها تثبيت و تأييد .
و المعرفة تتنوع و إليك أنواعها :
1- المعرفة الدينية، و هي التي يكون بها معرفة المراهق أمور دينه و أحكامه ، وهي قسمان :
الأول : الواجب العيني، و هو أنواع أربعة :
أ- أصول الإيمان، و القدر الواجب منها العلم الجملي لا التفصيلي .
ب- الأحكام الفقهية، و هي أركان الإسلام. وعلينا معرفة كيف نقوم بتلك العبادات.
ج- معرفة المحرمات، و هن خمس كبائر، في قول الله تعالى: { قل إنما حرَّمَ ربي الفواحش ما ظهرَ منها و ما بطن و الإثمَ و البغي بغير الحق و أن تُشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .
د- الأخلاق و الآداب مع الناس خاصة و عامة فإذا مر المراهق على هذه المسائل معرفة إتقان و دراية بها يكون قد أتى بما لا يجوز له لجهل به في دين الله تعالى.
القسم الثاني : الواجب الكفائي، وهو الإتيان بالعلم بما لا يجب على الإنسان أن يتعلمه و إنما هو من باب الكفائية و الندب .
2- المعرفة الثقافية العامة، كالاشتغال بسائر العلوم التثقيفية كالتاريخ ، والأدب ، والإدارة وغيرها من الثقافات .
الثاني : المجال الإيماني :
الإيمان أساس الحياة، و لا يستغني عنه المرء أبدا ولو تمتع بكل ما أوتيه من متع و لذائذ ، والتربية الإيمانية مهمة في حياة المراهق، و أهميتها في أمرين :
• أنها أساس في حياته عامة، و في حياة المراهقة خاصة .
• توثيقا للصلة بينه وبين الله تعالى ، و نتائج هذه كثيرة ومهمة للمراهق .
و المجالات التربوية الإيمانية ثلاثة :
أولها : الصلاة، والمراد بها غير الفريضة كـ : الرواتب، و قيام الليل، والوتر، والنافلة المطلقة، و النافلة المقيدة .
ثانيها : الذكر، وهو ذكر الله _ تعالى _ ويقصد به غير الواجب، والواجب ما تقوم به الصلاة، والمقصود _هنا _ : أذكار طرفي النهار، وأدبار الصلاة، والذكر المطلق .
ثالثها : قراءة القرآن في : إقبال النهار وإدباره ، ودبر الصلوات، والورد اليومي، ولا يراد بقراءته الواجبة التي لا تتم الصلاة إلا بها كالفاتحة .
هذه هي مجالات التربية الإيمانية للمراهق، وهي الداعم المعنوي للسير به نحو التميز والتفوق.
الثالث : المجال الخلقي :
المرء مدني بطبعه، لا يستغني عن معاشرة بني جنسه، ولا يستطيع الفكاك عنهم مطلقا، وهذه الغريزة النفسية التي وهبها الله المرء تحتاج إلى من يصقلها و يهذبها، ويصوب سيرها نحو الكمال والتمام ، ومن كمال الشريعة أن جاءت بما يكمل هذه الناحية، ويهذب هذا المجال، فجاءت بأخلاق كثيرة جدا وآداب بها قوام السلوك الاجتماعي على أحسن وجوهه.
والمراهق جزء من المجتمع المسلم - و غيره - فلابد من تربيته أخلاقيا حتى يستقيم سيره بين الناس على أحسن الأوجه، و أتم الصور ، وقد جاءت الشريعة بأخلاق المعاشرة الاجتماعية ونوعتها أنواعا متعددة يصعب حصرها في هذه العجالة، و الإشارة إلى أصول الأخلاق حسن جميل ، وأركان الخلق الحسن :
1- العلم، ومضى تقرير ما يحتاجه المراهق .
2- الجود، وهو مراتب أعلاها : بذل النفس، وبذل العلم، وبذل الجاه، وبذل المال .
3- الصبر، وهو أربعة أنواع :
- صبر على الطاعة .
- صبر عن المعصية .
- صبر عن فضول الدنيا .
- صبر على المحن و المصائب .
هذه مجالات المرحلة الثانية في التعامل مع المراهق، والسير معه في إقحامه درب النجاة ، وتبقى لفتة ذات بال يجب الوقوف عندها، وهي : أن تمام تينك المرحلتين صنعا وإحكاما يكون بالمربي ذاته ، فمتى ما كان المربي على أوفق حال و أجملها كان النتاج طيبا مباركا، والمربي ينبغي أن يكون متصفا بأصول ثلاثة :
الأول : العلم ، فإذا كان المربي خالي الوفاض من العلم و المعرفة كيف يكون متأهلا للتربية لغيره، بل عليه أن يكون متأهلا بعلوم ومعارف كثيرة .
الثاني : إجادة أسلوب التربية، وأعني بها السياسة التربوية لإيصال الغاية والمعرفة للمراهق، وأصلها التدرج بالمراهق من البدايات إلى النهايات .
الثالث : أن يكون أهلا للإقتداء به والتأسي به، والتواضع البارد في هذه المجالات غير مقبول وهو نوع من الخذلان والهروب عن المسؤولية .
إن معالجة المشكلات السلوكية تبدأ من التربية النظرية والعملية في المحيط الأسري الذي أساسه التضامن, والمحافظة على النظام، يمر المراهقون والمراهقات بسلسلة سريعة من التغيرات البيولوجية والنفسية كما ينفتحون على المجتمع بصورة أكبر مما يتطلب بناء المزيد من العلاقات الاجتماعية وممارسة الحريات دون انتهاك لحقوق الآخرين أو للقيم الأصيلة في المجتمع. تتطلب التغيرات السابقة تشكيل شخصية ناضجة تسع كل ذلك وتتكيف معها وهنا قد يقع التمرد الذي ينتج من تراكمات كثيرة أهمها التشدد في معاملة المراهق وإلغاء هويته. يحتاج معشر الفتيان والفتيات إلى الثقة، والثناء الحسن، وتسلم المهام التي يستطيعون القيام بها كي يعرفوا ثمرة التضامن، وأهمية النظام، وفائدة احترام القيم الجماعية.
تدل الأبحاث على أن من مرحلة المراهقة متغيرة من مجتمع لآخر وكما لاحظنا فإن البيئة الاجتماعية المحيطة لها الدور الأكبر في سلوك المراهق، وإن تتبعنا التاريخ الإسلامي لوجدناه خاليا من تلك المرحلة بمعناها الحرج من الناحية السلوكية، والمفاهيم السلبية حول الذات والمجتمع، لذا فإننا نورد مرحلة المراهقة نعرض إليك مرحلة بتطوراتها وأساليب التعامل معها من الناحية الدينية الإسلامية.
تم بحمد الله
مرحلة المراهقة
تعرف المراهقة على أنها "المرحلة الفاصلة بين مرحلتي الطفولة والنضج (الرشد)". وهذه المرحلة رغم قصرها نسبيا إلا أنها تمتاز بحساسيتها الكبيرة لما لها من أثر كبير في تحديد الاتجاه الاجتماعي العام للفرد.
تمر مرحلة المراهقة بمرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج، فالمراهقة مرحلة تأهب لمرحلة الرشد وتمتد من الثالثة عشرة إلى التاسعة عشرة تقريبا أو قبل ذلك بعام أو عامين أو بعد ذلك بعام أو عامين ولذلك تعرف المراهقة أحيانا باسم the teen years ويعرف المراهقون باسم teen agars. وقد يكون من السهل تحديد بداية المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها بالوصول إلى النضج في مظاهر النمو المختلفة.
وتمتد المرحلة حسب التعاريف الاجتماعية والقانونية بين 12-18 عاما وقد تقل أو تزيد عن هذا العمر تبعا للبيئات المختلفة.
تبدأ مرحلة المراهقة بطور البلوغ يشعر فيها الفرد بحاجة لان يستقر على ذاتية أو هوية جديدة، قد يتجه في تمرده على سيطرة الوالدين نحو جماعة الأقران طلبا للأمن ؛ ويحدث ذلك عند فشل المجتمعات في أن تقدم للمراهقين أدوارا ومطالب يستطيعون من خلالها تقبل ذواتهم،ويصفها البعض بأنها فترة العاصفة والتوتر.
إن حالة عدم الاستقرار الطبيعية التي تغلب على فترة المراهقة يجب قبولها من قبل الراشدين دون الإصرار على دفع المراهقين أو إجبارهم على انتهاج نفس الطرق والأساليب التي سبق أن عايشوها في ماضيهم عندما كانوا مراهقين.
إن الصبي الذي يقارب سن البلوغ تتغير طريقة التعامل معه لتنظيم وتوجيه طاقاته وتنمية شخصيته بعد أن فارق الطفولة وأقبل على مرحلة جديدة، حيث تطرأ على جسم المراهق تغيرات فسيولوجية كثيرة ومتنوعة (في الطول والوزن والشكل) مما قد تؤثر على بعض سلوكياته، تتشكل في هذه المرحلة مشاعر الاستقلال بشكل أعمق ويكون الفرد لنفسه هوية تحدده، وشخصية مستقلة تميزه وتغذي مشاعر الولاء للمجتمع، وفي هذه الفترة قد يتعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بالضياع في تحديد الهوية ومعرفة النفس مما يقود نحو التمرد السلبي، لهذا يجب أن يتعلم المراهق معاني الصبر والتمسك بالقيم الكريمة وقد يكون التمرد ايجابيا إذا لم يخرج عن حدود الأدب ويطالب بمطالب عادلة مثل حقه في أن يحترمه الكبار وحقه في اتخاذ بعض القرارات الخاصة به إن كان قادراً.
المراهق الذي لا يعارض أبداً ليس بالضرورة أنه متوافق مع المجتمع فلعله يكره نفسه على ما يريد غيره دون قناعة، ولكن خوفا من التصادم، يضطر إلى قبول القهر والسكوت عنه طمعاً في السلامة. الطاعة العمياء مذمومة والتفرد في القرار لا يقل شراً عما سبق فكيف يسلم المراهق في مسيرته نحو تحقيق شخصية مستقلة ترحب بالشورى وتحترم القيم الحميدة للمجتمع؟ قد يعاني المراهق من التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية وكلها تشكل منظومة من الصعوبات التي قد تعصف بالأسرة إذا لم تتعامل معها بمراعاة.
نورد هنا مجموعة من الصفات المرغوبة وغير المرغوبة من قبل المحيط في مرحلة المراهقة ، إذ يرى كول وهول أن هنالك مجموعة من الصفات المرغوب فيها لمن هم في مرحلة المراهقة وصفات أخرى غير مرغوب فيها.
صفات مرغوب فيها :
القيادة والشعبية :
كثرة الاتصال، النشاط والتحمس، ظهور سمات القيادة وممارستها، حسن الحديث، القيام بأنشطة كثيرة، المبادأة، التفوق الرياضي .
الشعبية الاجتماعية :
العطف والتعاطف مع الأصدقاء، المشاركة الوجدانية, التعاون, الإيثار, البهجة والمرح, توازن الحالة المزاجية, الهدوء, الشعور بالمسؤولية وممارستها, الولاء, الصدق, المثل العليا, روح الدعابة, النضج, حسن الصحبة, المهارات الاجتماعية.
أخرى :
االذكاء, التفوق الرياضي, ذو أسرة حسنة.
صفات غير مرغوب فيها :
المظهر والأخلاق :
عدم الجاذبية، الإعاقة الجسمية، لبس الملابس غير المناسبة، القذارة.
السلوك الانسحابي :
عدم الاهتمام بالآخرين, التمركز حول الذات, الانكباب الزائد على الكتب, التهيب, الخجل والارتباك, الاعتماد الزائد على الآخرين, عدم الاهتمام بالرياضة وأوجه النشاط, نقص المهارات الاجتماعية.
الثأر ومحاولة جذب الانتباه :
الصد, العنف والمشاجرة, المضايقة, سوء الخلق, الشوشرة والضجة, التفاخر وحب الظهور والتكبر والاستعلاء, التدخل في شؤون الآخرين, السيطرة والتسلط, المخالفة, التخنث, العناد, عدم الصدق, عدم الولاء, انحراف المزاج.
أخرى :
البلادة, عدم النضج, الغرابة والنضج, عدم التفوق الرياضي, الكسل.
إن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقال من الطفولة، تبدأ بطور البلوغ، ويتزايد تفاعل المراهق بشكل اكبر مع البيئة الاجتماعية، لذا فمن الجدير بالاهتمام أن تكون مطلعا على تلك المرحلة الانتقالية بيولوجيا واجتماعيا ونفسيا .
وتتلخص أهم أهداف مرحلة المراهقة كما يلي " نقلاً عن كتاب حامد زهران":
1) النضج الجنسي:
نمو من:
• الاهتمام بأعضاء نفس الجنس
• خبرات مع رفاق كثيرين
• الوعي الكامل بالنمو الجنسي
نمو إلى:
• الاهتمام العادي بأعضاء الجنس الآخر
• اختيار رفيق واحد
• قبول النضج الجنسي
2) النضج الاجتماعي:
نمو من:
• الشعور بعدم التأكد من قبول الآخرين له
• الارتباك اجتماعيا
• التقليد المباشر للأفراد
نمو إلى:
• الشعور بالأمن وقبول الآخرين له
• التسامح اجتماعيا
• التحرر من التقليد المباشر للأقران
3) التخفف من سلطة الأسرة:
نمو من:
• ضبط الوالدين التام
• الاعتماد على الوالدين من أجل الأمن
• التوحد مع الوالدين كمثال ونموذج
نمو إلى:
• ضبط الذات
• الاعتماد على الذات من أجل الأمن
• الاتجاه نحو الوالدين كأصدقاء
4) النضج العقلي:
نمو من:
• القبول العلمى للحقيقة على أساس أنها صادرة من سلطة أو مصدر ثقة
• الرغبة في الحقائق
• اهتمامات وميول جديدة وكثيرة
نمو إلى:
• طلب الدليل قبل القبول
• الرغبة في تفسير الحقائق
• ميول ثابتة وقليلة
5) النضج الانفعالي:
نمو من:
• التعبير الانفعالي غير الناضج
• التفسير الذاتي للمواقف
• المخاوف الطفولية والدوافع الطفولية
• عادات الهروب من الصراعات
نمو إلى:
• التعبير الانفعالي غير الضار أو البناء
• التفسير الموضوعي للمواقف
• المثيرات الناضجة للانفعالات
• عادات مواجهة وحل الصراعات
6) اختيار المهنة:
نمو من:
• الاهتمام بالمهن البراقة
• الاهتمام بمهن كثيرة
• زيادة أو قلة تقدير قدرات الفرد
• عدم مناسبة الميول للقدرات
نمو إلى:
• الاهتمام بالمهن العملية
• الاهتمام بمهنة واحدة
• التقدير الدقيق لقدرات الفرد
• مناسبة الميول للقدرات
7) استخدام وقت الفراغك:
نمو من:
• الاهتمام بالألعاب النشطة غير المنظمة
• الاهتمام بالنجاح الفردي
• الاشتراك في الألعاب
• الاهتمام بهوايات كثيرة
• الاشتراك في عديد من الأندية
نمو إلى:
• الاهتمام بالألعاب الجماعية ذات المحتوى العقلي
• الاهتمام بنجاح الفريق
• الاهتمام بمشاهدة الألعاب
• الاهتمام بهواية أو اثنتين
• الاشتراك في أندية قليلة
8) فلسفة الحياة:
نمو من:
• اللامبالاة بخصوص المبادئ العامة
• يعتمد السلوك على العادات الخاصة المتعلمة
• يقوم السلوك على أساس تحقيق السرور وتخفيف الألم
نمو إلى:
• الاهتمام بالمبادئ العامة وفهمها
• يقوم السلوك على أساس المبادئ الأخلاقية العامة
• يقوم السلوك على أساس الضمير والواجب
9) توحد الذات:
نمو من:
• إدراك قليل للذات أو عدم وجود هذا الإدراك
• فكرة بسيطة عن إدراك الآخرين للذات
• توحد الذات مع أهداف شبه مستحيلة
نمو إلى:
• إدراك دقيق نسبيا للذات
• فكرة جيدة عن إدراك الآخرين للذات
• توحد الذات مع أهداف ممكنة
ولمرحلة المراهقة مجموعة من الأعراض ومجموعة من التغيرات تنبهك لان تفكر بالميكانيزمات اللازمة وأساليب التفاعل المناسبة لتلك المرحلة.
خواص مرحلة المراهقة، والتغيرات التي تصحب هذه المرحلة.
وهنا نقسم هذه الخصائص إلى ثلاثة عناوين رئيسية، هي:
1- التغيرات الجسمية.
2- التغيرات النفسية.
3- التغيرات العقلية والمستوى الفكري.
أولا - التغيرات الجسمية:
ما أن يدخل الشاب هذه المرحلة الجديدة من العمر حتى تبرز مجموعة من التغيرات السريعة على بنيته الجسمية، تكون نتيجتها تشكل مزاج جديد للمراهق، فإفرازات الغدد الهرمونية في الجسم ونشاطها المتزايد في هذه المرحلة يتسببان بصورة مباشرة في إزالة التعادل النفسي الذي يرافق مرحلة الطفولة، ووضع الشاب في مواجهة مرحلة عمرية جديدة لم يجر الإعداد المسبق لها.
إن نمو الجسم في هذه المرحلة يكون بمعدل سريع نسبيا بحيث يكون الأوسع في مختلف المراحل العمرية للإنسان، ولا يتوقف هذا النمو المتسارع إلا ببلوغ سن الخامسة والعشرين تقريبا.
ويكون نمو البنية الجسمية للفتاة في هذا السن أسرع منه في الشاب، إلا أنه في بعض جوانبه كخشونة الصوت مثلا يكون أسرع بالنسبة للشاب مقارنة بالفتاة. ومع نمو الجسم يبدأ الوزن بالتزايد، كما تبدأ قوة الأداء الجسمي بالتضاعف. ولعل زيادة القوة الجسمية هذه هي أحد الدوافع وراء انخراط المراهقين في بعض الأمور التي قد تبدوا للمحيطين بهم أمورا تافهة أو عبثا غير مجدي ذلك أن المراهق يكون متحيرا بهذا الكم الهائل من الطاقة والقدرة الذي نزل عليه بصورة (مفاجئة).
يلاحظ في هذا السن بروز العضلات وازدياد الطول حيث يبدأ الهيكل العظمي بالاتساع الطولي أولا ثم العرضي، كما ينمو الشعر ويزداد غلظة في المناطق التناسلية والوجه. وبصورة خاصة يبدأ السائل المنوي لدى الشاب بالتكون والنزول من مجرى البول، في حين تبدأ العادة الشهرية عند الفتيات.
كل هذه التغيرات الجسمية تجعل المراهق يقف متأملا ومتفكرا، ومن ثم ينطلق بقوة نحو تنفيذ ما أملاه عليه فكره وفهمه لهذه التغيرات، معتمدا في ذلك على القوة الكامنة داخله.
ثانيا - التغيرات النفسية:
1- الإرادة:
قد يتجه المراهق أحيانا لخلق بعض المشاكل -دون التفكير في العواقب- فقط من أجل أن يضع نفسه في مواجهتها، ويثبت بالتالي للمحيط بأنه أصبح يمتلك إرادة قوية سيما إذا كانت المشاكل من النوع الذي يمكن للشاب أن يتغلب عليه حيث الإحساس بالفخر والقوة والبهجة هي الهدف المبغي.
وقد يتكون هذا السلوك نتيجة لموردين أساسيين :
• جهل بالخير والشر فضلا عن الجهل بعواقب الأمور نظرا لانعدام التجربة.
• موارد المنافسة والتسابق والتي يحفزها تشجيع الآخرين.
2- تحمل المسؤولية:
يتهيأ المراهق شعور قوي بالقدرة على تحمل كامل المسؤوليات والالتزام بأي أمر تماما كالكبار، إلا انه قد يتجنب تحمل المسؤولية لا لشيء إلا لخوفه من الفشل أو العجز. ولعل ذلك يفسر مدى سرور الشاب أو الفتاة في هذا السن عندما توكل إليهم مهمة يعرفون مسبقا أنهم يستطيعون القيام بها والسيطرة عليها، وقد يعود التردد في هذه الحالة إلى كثرة الالتصاق بالوالدين أو أحدهما وبالتالي الخوف من مضايقتهم بالفشل أو أحيانا الخوف من التوبيخ ، ولذلك فإننا ننصح الوالدين بإعطاء بعض المسؤوليات وبصورة تدريجية للشباب والفتيات في سن المراهقة حتى يتسنى لهم بناء الثقة بالنفس والشخصية المستقلة القادرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في النجاح أو الفشل.
3- الخيال:
من الظواهر الملحوظة في هذه المرحلة ارتباط الشباب بالخيال والأحلام، ولعل الأمر أكثر وضوحا وجلاء عند الفتيات نظرا لارتباطه بالعواطف والأحاسيس، إلا أن ذلك لا يعني انعدامه عند الشباب.
وقد يجد المراهق نفسه منقادا إلى الاختراع والاكتشاف أو إلى الفن أو الرسم أو الموسيقى أو حتى الزهد والورع أو التطرف الديني والعقائدي والفكري، دون أن يكون قادرا على إيجاد التفسير العقلاني لذلك.
ويعتقد علماء النفس والاجتماع أن الخيالات في هذه المرحلة العمرية هي أساس التفكير عند الشباب، إذ تحركه وعن طريق التداعيات وتجمع الخواطر وتركيب الصور في الذهن تخلق صورا جديدة، وعندها ينتقل إلى عالم الواقعيات مرة أخرى.
ثالثا - التغيرات العقلية والمستوى الفكري:
إن فكر الشباب فكر متجدد يتطرق لمختلف المواضيع إلا أنه يمتاز بعدم الثبات وسرعة التغير رغم نشاطه القوي، وقد يكون ذلك عائد إلى قلة التجارب وانعدام الخبرات بالدرجة الأساس.
ويرجع علماء النفس الاجتماعي سبب هذه التغيرات إلى أن ذهن الشاب يستقبل باستمرار أفكارا وآراءا خارجية تؤثر عليه دون أن تكون لديه القدرة على تقييمها وتحليلها واكتشاف مواطن القوة والضعف فيها. وهذا ما يجعل الشاب في مهب الأفكار المنحرفة والمغرضة والتي تطلى بمظاهر خداعة على غير واقعها.
إن عدم امتلاك الناشئة والشباب لخلفيات فكرية متينة هو السبب الرئيسي في انضمامهم إلى التشكيلات والتكتلات والتنظيمات السياسية ذات الأغراض المتعددة. وليس بميسور الشباب أن يكتشفوا أخطاءهم إلا بعد مرور فترة غير قصيرة من الزمن يكتسبون فيها التجارب والخبرات التي تؤهلهم للحكم على الموقف.
ويرى أغلب علماء النفس أن الشاب في مرحلة المراهقة يمر بأخصب مراحل النمو العقلي وتزايد الذكاء الذي يصل إلى ذروته حيث أن جميع القوى المرتبطة بالعقل تأخذ بالاتساع كالذاكرة والمخيلة والقدرة على الإبداع والابتكار علما بأن تجاهل هذه القدرات العقلية سيتسبب بصورة حتمية ومباشرة إلى ضمورها بمرور الزمن، لذا فإنه لابد من العمل على تنميتها وتقويتها.
وعلى الرغم من بروز الشاب بمستوى عقلي متميز إلا أنه يكون عاجزا في أغلب الأحيان عن تحليل الأمور وتفسيرها وذلك لبطئ تبلور المستوى العقلي إلى الحد الذي يجعله قادرا على التمييز بين الصحيح والخطأ أو بين الخير والشر.
ولهذا فإن آراء الشباب في هذه الفترة تتميز بالسطحية لكونها مبنية على مشاهدات لا على خبرات عملية وواقعية، ولكون هذه المرحلة خاضعة لتأثير العواطف التي غالبا ما تكون هي المسيطر الأول على القرارات والأحكام التي يهتدي إليها.
وحيث أن مرحلة المراهقة غير ثابتة من حيث وقت بدءها أو انتهاءها، فإنها مختلفة ومتباينة، وتتباين أيضا من حيث الصور التي يمتثلها أبناء تلك المرحلة.
1- المراهقة المتكيفة:
وتتميز هذه المرحلة بالهدوء والاتزان، فلا يتخللها المعاناة، وهنالك من يرى بان المعاملة المنزلية القائمة على الاتزان وتفهم حاجات المراهق، والنجاح المدرسي، والصداقات الموفقة وتوفير فرص الاستقلالية وتحمل المسؤولية؛ وراء المراهقة المتكيفة.
2- المراهقة الانسحابية المنطوية:
حيث يميل المراهق إلى الانسحاب من مجتمع الأسرة ويفضل الانعزال بنفسه فلا يشارك الآخرين اهتماماتهم ونشاطهم ويميل إلى النقد والتهجم على الآخرين.
العوامل المؤثرة: المعاملة الأسرية القائمة على الحرية والفهم واحترام الرغبات وحرية التصرف في الأمور الخاصة وإشباع الهوايات، وتوفير جو من الثقة والصراحة بين الوالدين والمراهق في مناقشة مشكلاته، وشعور المراهق بتقدير والديه، وبتقدير أقرانه وأصدقائه ومدرسيه، وشغل وقت الفراغ بالنشاط الاجتماعي والرياضي وسلامة التكوين الجسمي والصحة العامة والتفوق الأكاديمي والنجاح المدرسي، والتدين والإحساس بالأمن والاستقرار والاستقامة والرضا عن النفس والراحة النفسية، والإحساس بالمسئولية الاجتماعية وممارستها، وإتاحة فرصة للاستقلالية وحرية التصرف والاعتماد على النفس، والانصراف بالطاقة إلى الرياضة.
فائدة: أعطى لهم الفرصة للخطأ للتوصل إلى كل ما هو صحيح.الاستقلال والانفصال وتحقيق الهوية هو ما يسعى المراهق لتحقيقه ويبدأ ذلك منذ سن الطفولة عندما يبدأ الطفل بالزحف والبعد عن أمه، ثم تظهر عند تصميمه لعمل بعض الأشياء بنفسه.
3- المراهقة العدوانية المتمردة:
قد تبرز اتجاهات عدائية نحو الأسرة من قبل المراهق، وأحيانا ضد الذات ويظهر هذا النوع من المراهقة في حال التربية الضاغطة المتزمتة أو القائمة على النبذ والحرمان، وينطبق هذا النموذج أيضا في حال المراهقة الانسحابية.
4- المراهقة المنحرفة:
حيث قد ينغمس المراهق في هذه الحالة في السلوك المنحرف، كالإدمان على المخدرات أو السرقة أو تكوين عصابات أو الانحلال الخلقي، وقد يعزى هذا النمط إلى تعرض الفرد لخبرات شاذة أو صدمات عاطفية مع انعدام الرقابة الأسرية أو بسبب القسوة الشديدة في التعامل هذا وقد يكون للصحبة السيئة دورا في امتثال هذا النمط.
فائدة: ابتعد عن القسوة، واللين في التعامل مع المراهق. فلا تكن متسلطا وقمعيا ولا تترك" الحبل على الغارب"
لذا لا يمكن النظر إلى المراهقة كمرحلة متجانسة، ويتفق هذا مع الواقع الاجتماعي للمراهقين، وقد يعود هذا الاختلاف إلى التباين في البناء الاجتماعي الثقافي، وهنالك اختلاف يكون نتيجة لمراحل النمو، كما قد يعزى هذا الاختلاف إلى التباين الفردي، بهذا فانه لا يمكن القول بتجانس اتجاهات المراهقين ومواقفهم نحو القضايا.
وحتى تتمكن من تشخيص حالة المراهق وبالتالي التعامل مع أبناء تلك المرحلة، لابد لك من التعرف على أن لأبناء تلك المرحلة احتياجات لا يمكن أن نغفل عنها.
كما ذكرنا فيما سبق ، فإن المراهق يمر بعدد من التغيرات الجسمية والنفسية والعقلية، وهذا أمر طبيعي تقتضيه طبيعة النمو الجسمي والنفسي، والمهم هنا هو أن ننتبه إلى أن حدوث هذه التغيرات بأبعادها الثلاثة التي ذكرناها، يؤدي إلى ظهور مجموعة من الحاجات النفسية إلى جانب الحاجات الجسمية المعروفة من مأكل ومسكن ومشرب .. وما إلى ذلك.
وهذه الاحتياجات بطبيعة الحال ليست احتياجات جديدة أو أنها وليدة هذه المرحلة، إلا أنها تمتاز بالحساسية وتحتل موقعا متقدما من الأهمية مقارنة بمرحلة ما قبل المراهقة لما يصاحب هذه المرحلة من نضج فكري وعقلي ونفسي.
وأبرز هذه الاحتياجات:
1- الحاجة إلى التقدير.
2- الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه.
3- الحاجة إلى العمل.
4- الحاجة إلى الاستقلالية.
5- الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي.
6- الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
أولا - الحاجة إلى التقدير:
يحتاج المراهق بصورة ماسة لأن يحصل على كم وافر من التقدير الاجتماعي والمكانة التي تتناسب وقواه وإمكانياته سواء في بيئته الأسرية أو التعليمية أو المحيط الاجتماعي العام.
فالمراهق يكاد لا يتوقف عن عملية البحث المستمر عن ذاته، ولهذا تجد بعض المراهقين يبذلون ما هو أكبر من طاقاتهم أحيانا فقط من أجل الظهور في المحيط الاجتماعي.
ثانيا - الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه:
إن المراهق يحمل فكرا نشطا وحماسا وحيوية زائدة للحد الذي يمكنه من اتخاذ القرارات التي ربما تكون قرارات خطيرة أو مصيرية، إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات والتجارب، الأمر الذي يقف حائلا دون إصابة الهدف فيؤدي إلى بالتالي إلى الفشل أو الانهزام.
ولما كان المراهق أسرع الناس إلى الكآبة واليأس فإن خوض تجربة صعبة واحتمال الفشل فيها يحتمان إيجاد المرشد أو الموجه الذي يمد هذا المراهق بخبراته ومعارفه فيكون بمثابة العين الثالثة للمراهق في رؤيته للأمور والمعطيات المتوفرة لديه من جهة، ولكي يعمل على تهيئته لتقبل الفشل ومحاولة الاستفادة من الأخطاء والتجارب الفاشلة بدلا من الخلود إلى حالة اليأس والكآبة التي إنما هي انتحار بطيء للمراهق.
فائـــدة: اضرب أمثلة عن نجاحات، ومسلكيات محببة في المجتمع، بحيث تقوم بتوجيهه إلى سبل النجاح بطرق غير موجهة .
ثالثا - الحاجة إلى العمل:
يمثل العمل الحقل الأول الذي يثبت فيه المراهق قدرته على تحمل المسؤولية وإدارة أموره بالصورة السليمة، وهو المكان الذي يحقق المراهق ذاته من خلاله.
ولعلك تلاحظ كيف أن حالات البطالة تؤثر في كثير من الأحيان على البشر فيكونون عرضة للانحرافات الأخلاقية والابتعاد عن الخط القويم أو الانخراط في العنف السياسي والوقوف في وجه السلاح دون أدنى خوف.
فالمراهق في تلك المرحلة التي أصبح يجد نفسه كالبالغين إلا أن الطاقات التي لديه أصبح اكبر مما يقوم به من أعمال.
وهنا تقع على عاتقنا توجيه المراهق إلى العمل، ليس شرطا العمل بالمفهوم المتعارف عليه ولكن العمل بمعنى التكليف بالمسؤوليات المعقولة وإشغال أوقات الفراغ وممارسة الهوايات، العمل الذي يتناسب وإمكانيات المراهق العلمية والجسدية والفكرية والعقلية والنفسية كي ما تستغل أفضل استغلال من جهة ولكي تضمن ابتعاد المراهق عن عوامل الانحراف والفساد الأخلاقي.
رابعا - الحاجة إلى الاستقلالية:
إن المراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات لا سيما المصيرية منها، لكنه تنقصه الخبرة التي تضمن سلامة هذه القرارات، لذا ينبغي علينا كراشدين محيطين بهذا المراهق أن نعينه على اتخاذ القرار بنقلنا لما نحمل من خبرات ومعارف إليه.. إلا أن ما ينبغي الالتفات إليه هنا هو أن لا يتم نقل هذه الخبرات والتجارب في حالة من الفرض والسيطرة والوصاية، ذلك أن هذا الأمر – وهو فرض السيطرة والوصاية - من شأنه أن يجعل من شخصية المراهق شخصية مريضة ومتذبذبة غير قادرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية وبالتالي يكون هذا الشاب فردا غير فاعل أو منتج في المجتمع الذي يعيش فيه.
كما إنه سيكون عاجزا عن الاستفادة من التجارب التي يخوضها لجهله بجوانب القرار وخفاياه، ولإحساسه بأنه ينفذ الأوامر بدلا من تحليه بروح التحدي من أجل إثبات الذات.
فائـــدة: كن مشجعا لا مسيطرا، الاهتمام بنشاطاتهم، وإظهار الاهتمام بأصدقائهم، مع توجيه اهتمام خاص إذا كانت هناك مشكلة ما .
خامسا - الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي:
لقد كررنا القول بأن المراهق عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية والوهج الفكري وروح المثابرة، وهذا في حد ذاته أمر جيد، إلى أن ما يجب التنبه إليه هو أن هذه الأمور أو الصفات هي أمور قابلة للتلاشي والاضمحلال إذا لم تجد قدرا من كاف من الاستيعاب الاجتماعي.
ونقصد بالاستيعاب الاجتماعي هنا، تسخير هذا النشاط بالكيفية الصحيحة المتلائمة مع الإمكانيات الذاتية الكامنة لدى المراهق بما يتناسب والحاجة الاجتماعية في الوسط أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه وينتمي إليه.
إن عدم الاكتراث بهذه الحالة الطبيعية لدى المراهق يعمل على جرفه إلى الانطواء وابتعاده عن حالة البذل والعطاء إلى حالة التقوقع والانزواء على النفس وربما الانحراف، أو في أحسن الأحوال العيش كأي آلة تعمل ما هو مطلوب منها فقط دون أن تحرك فكرا إبداعيا يعمل على التطوير والتحسين.
سادسا - الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار:
وهو ضرورة من ضرورات الإنتاج الفكري لأي فرد من أفراد المجتمع وفي أي مرحلة عمرية، فإحساس الفرد بالأمان يدفعه دوما لأن يعمل على تحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسير في طريق كسب المكانة المرموقة في المجتمع في حين يعمل شعوره بالخوف على تحطيمه الكلي.
والمقصود بالأمن هنا هو حالة الطمأنينة والسكينة والاستقرار بكافة أشكالها وهيئاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها.
انه ومما لاشك فيه أن تغيرات مرحلة المراهقة وحاجاتها واصطدامها أحيانا مع المحيط الاجتماعي، لا بد من أن تتخلل تلك المرحلة مجموعة من العقبات.
هنالك مجموعة من الأمور تجعل من مرحلة المراهقة مرحلة حرجة ومن بين ما يجعلها تظهر بهذه الصورة ما يلي:
* الصراعات النفسية:
التي قد تطرأ على تلك المرحلة، فالمراهق الصغير يسعى لان يكبر ويتحمل المسؤولية ولكنه يحتاج أيضا لان يبقى طفلا ينعم بالأمن ويسعى إلى الاستقلال ولكن يكون مازال بحاجة إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين خاصة الوالدين والأسرة وهو يسعى إلى الحرية الشخصية ولكن تبقى المعايير والقيم الاجتماعية تعيق تلك المساعي أحيانا.
* الضغوط الاجتماعية:
حيث يمر المراهق بمجموعة من الضغوط الخارجية، فعليه أن يقف على قدميه وان يفكر لنفسه ويختار ويقرر ويريد تحقيق ذاته وان يحقق ميوله وان يشبع حاجاته، ويمر المراهق في هذه المرحلة بمرحلة الاختيارات، في التعليم والمهنة وأحيانا الزواج أو الإضراب عنه، ولكن عليه أن لا يخرج عن المعايير والقيم الاجتماعية بتفكيره وسلوكه.
* الاعتمادية:
حيث المراهق مازال في تلك المرحلة معتمد اقتصاديا ويريد أن يستقل من الناحية الاقتصادية إلا انه يريد أن يبقى في حالة الاعتماد الاقتصادي على الوالدين، مما يؤثر بشكل كبير على قراراته واستقلاليته واختياراته تلك التي يسعى إليها أحيانا.
إضافة لما تقدم، نورد بشكل أكثر تفصيلا عدد من مشاكل تلك المرحلة وأسبابها :
• اختلاف المفاهيم مع الكبار( الوالدين والمربين) والتي قد تصل أحيانا إلى ما يسمى بفجوة الأجيال، بما يرى المراهق من الاختلاف في الحكم أو التفكير أو في أي سلوك أخر.
• من الطبيعي أن تتوتر علاقات الأسرة أحيانا في هذه المرحلة فتختل العلاقات المتينة ويغيب التفاهم لأن المراهق يبحث عن هوية مستقلة ولا يعرف كيف يبنيها أو يعبر عنها. قد يعيش المراهق في بعض الأحيان حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسئوليات.
• يظن المراهق أن الاعتماد على النفس يعني إهمال الشورى وعدم الرجوع لأهل الخبرة وأن المشاكسة شجاعة فينحرف فيتمرد.
• من حق المراهق أن يناقش بأدب ونحاول أن نتبنى وجهة نظره إن كانت مناسبة ولكن بمجرد أن يتم اتخاذ القرار ينتهي الجدل ويبدأ العمل فيتبع الفرد رأي الأسرة طالما أن القرار لا يتصادم مع قطعيات الحق وطالما أن المسألة نسبية تتحمل وجهات النظر، لا تستطيع الأسرة تلبية آراء جميع أفرادها ولابد للمراهق أن يدرك هذه القواعد العقلية في العائلة كي يجنب الأسرة ويلات التمزق وتقلبات والتمرد.
• كثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركة المراهق فالتمرد ردة فعل لجدران الممنوعات والكبت والإحباط، من القيود الثقيلة على قلب المراهق قول الأب أو الأم للمراهق:"لا تستخدم الهاتف" ... لا تخرج من المنزل" "نحن نشتري لك الذي تريده" .
• الانبهار بالنمط الغربي في الحياة حيث يتحدى المراهق هناك قيم الجماعة وينتصر للقيم الفردية التي تمجد الحرية المطلقة ولا تكترث بالقيم الروحية التي تربط الفرد بمجتمعه.
• رفض قاطع ودائم من الاعتراف باستقلالية المراهق فتمارس الأسرة سلطات تسلطية تمنع مبادرات المراهق.
• التفكك الأسري والتشنج الدائم في حل المشكلات الزوجية والأسرية بطريقة علنية.
• يشعر المراهق برغبة عارمة للثورة ضد القهر والإهمال والتجاهل والحرمان الذي يعايشه.
• ضعف الاهتمام الأسري بمواهب المراهق وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة إذ يجب تصريف الطاقات وتفريغها عبر إرشادها إلى المؤسسات الترويحية والرياضية والثقافية في المجتمع.
• تعج برامج الإعلام بمثيرات تدعو الفرد للتمرد على القيم الدينية وكلما نهل المراهق من هذا المورد واستسلم للفضائيات والانترنت كلما قل ارتباطه بقيم الأسرة وزادت أنانيته وتنوعت آفاته.
• المراهقة مرحلة تزيد فيها فرص تحمل المسئولية الشرعية والأخلاقية فإن لم يتم تهيئة المراهق والمراهقة لذلك فإن المصاعب تكون قاسية ومستمرة.
• تقوم الأسرة بتأنيب المراهق أمام إخوانه وأخواته فالحرمان من دفء النصيحة الصادقة الخالية من شوائب التجريح من أسباب التمرد والعصيان.
• عدم التمييز بين حدود الاستقلال وقيود التبعية فالمراهق يريد أن يتحرر من كل التزام.
• الشعور بضعف الانتماء الأسري.
• يسأل بطريقة استفزازية جلفة تحرج الراشدين والقصد من السؤال يكون الاستنكار لا الاستفسار.
• عدم التقيد بتوجيهات الوالدين.
• المعارضة والتصلب في المواقف لأسباب غير موضوعية الغرض منها إثبات الذات والانتصار للنفس.
• التساهل في أداء الفرائض الدينية.
• التفريط في الشورى وعدم إعطاء وزن للطرف الآخر.
• الحيرة في تحديد الإطار العام لشخصيته ونمط تفكيره.
• تغليب رغبات الفرد على حاجات المجتمع.
• الرغبة في التمرد على قرارات الأسرة لإشعار الآخرين بالسخط الذي يشعر به نتيجة لإهماله.
• التكبر والعناد والإصرار على الرأي في قضايا لا تستحق ذلك.
• الإسراف في اللبس واختيار الأذواق الغريبة التي قد تستفز ولي الأمر ولا تتماشى مع ما هو سائد في المجتمع.
• حب الظهور وإشباع الغرور وإظهار القوة.
• التلفظ بألفاظ نابية.
• يلقي المراهق المتمرد اللوم على الآخرين ويسوغ تمرده (التدخين، المعاكسات ) بمبررات واهية تغلب عليها قلة الوعي الجماعي.
إن من هم في تلك المرحلة بحاجة إلى نوع من التدريب الخاص الذي يمكن أن يحصل عليه عن طريق الموجهين والمربين والوالدان وفي مؤسسات التوجيه والإرشاد وفي المدارس والبيوت لكي يصل الفرد إلى تحديد أهداف واضحة ويضع خططا لتحقيقها ، ومن أهم الأساليب الإرشادية المستخدمة في إرشاد المراهقين ما يلي:
* الإرشاد العلاجي:
قدم المساعدة إلى من هم في تلك المرحلة لاكتشاف وتحليل وفهم نفسه، وحاجاته الشخصية والنفسية ومشكلاته السلوكية، اترك له المجال لان يحدد أهدافا شخصية يمكن تحقيقها ويرسم الخطط لبلوغ تلك الغايات.
* الإرشاد التربوي :
ساعد من هو في تلك المرحلة في رسم الخطط التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن يختار المناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في استكشاف الإمكانيات التربوية.
* الإرشاد المهني:
ساعد الفرد في اختيار مهنته والإعداد لها والدخول في العمل واتخاذ القرارات والقيام بالاختيارات اللازمة في التخطيط للمستقبل والإعداد لمهنته والقرارات والاختيارات الضرورية للتوافق المهني.
فـائـــدة: "أشعر المراهق بأن مستقبله تحدده اختياراته.
اسأله ماذا يريد أن يصبح في المستقبل؟"
نمو الذات ومفهوم الذات لدى من هم في مرحلة المراهقة:
انه ومع النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي يحدث تغير في الشخصية بصفة عامة وفي مفهوم الذات بصفة خاصة الذي يؤثر بدوره في تنظيم الإدراك واستيعاب الخبرات وتحديد السلوك.
وفيما يلي بعض الملاحظات على نمو الذات ومفهوم الذات في مرحلة المراهقة:
• الوعي بالذات والدقة في تقييم الذات، حيث أن الذات النامية القوية تمكن المراهق من التأثير في البيئة التي يعيش وفي المواقف الاجتماعية.
• يؤثر البلوغ في نمط الشخصية وفي الاتجاهات ومفهوم الذات.
• مفهوم الجسم ذا أهمية بالغة في هذه المرحلة لكل من البنين والبنات.
• يتأثر مفهوم الذات بملاحظات الوالدين والمدرسين والأقران.
• قد يتأثر مفهوم الذات تأثرا سيئا إذا لم يفهم من هم في تلك المرحلة، مبدأ الفروق الفردية وظل عاكفا على مقارنة نفسه بمن هم اكبر منه سنا.
• يزداد الوعي بالذات والدقة في تقييم الذات. وتمكن الذات النامية القوية المراهق من أن يؤثر في بيئته وفي المواقف الاجتماعية.
• يؤثر البلوغ في أثر الشخصية بصفة عامة وفي مفهوم الذات بصفة خاصة.
• البلوغ والنضج الجسمي يستطيع حدوث تغير في الاتجاهات نحو الذات ونحو الآخرين.
• يتعدل مفهوم الذات ويعاد تنظيمه حيث تحدث تغيرات كثيرة داخلية وخارجية تؤدي إلى أن يصبح مفهوم الذات أكثر تأثيرا وغير مستقر ويعاد تكامله ويزداد تكامل الذات مع النمو، وتتعدل صورة الذات المثالية في المراهقة.
• يلاحظ تركيز اهتمام المراهق بنفسه وعلى خبراته وأفكاره وأوجه نشاطه.
• يبذل المراهق كل جهده لتدعيم ذاته وحفظها.
• يستمر مفهوم الذات، ويقرب المراهق من الرشد في سلوكه وفي اتجاهاته وقيمة وفي مفهومه الواضح عن ذاته، ويتابع مفهوم الذات نموه نتيجة للخبرات الجديدة مثل المهنة والزواج والأطفال .. الخ.
• ينمو مع نمو الفرد منذ الطفولة مفهوم خاص للذات هو ما يسمى (مفهوم الذات الخاص) Private Self-Concept وهو الجزء الشعوري السري من خبرات الذات، وهو يتصف بأن معظمة مـواد غير مرغـوب فيها اجتماعيا (خبرات محرمة أو محرجـة أو مخجلة أو بغيضة أو مؤلمة ... الخ) لا يجوز إظهارهـا أو كشفها أو ذكرها أمام الناس، وما أكثر ما يتعرض إلية المراهق من خبرات عورية لا مكان لها إلا في مفهوم الذات الخاص تضل تهدده ولا يستطيع البوح بها أو كشفها، وقد تؤدي إلى سوء توافقه النفسي.
لكي تساعد في النمو السليم للذات: يجب عليكم كوالدين ومربين ومرشدين نفسيين:
• أن تقدروا دوركم في نمو الذات عند المراهقين، بأن تهدفوا إلى تنمية مفهوم موجب مرن سوي للذات لدى أولادكم وتلاميذكم، وذلك بإعطائهم خبرات ملائمة وبتهيئة المناخ النفسي في الأسرة والمدرسة.
• أن تركز كمعالج نفسي أو مرشد على كل من المراهق والبيئة التي يعيش فيها، حيث يجب أن يسير العلاج البيئي جنبا إلى جنب مع الإرشاد والعلاج النفسي.
• في حال وجود محتوى مهدد للذات؛ المبادرة إلى الإرشاد والعلاج النفسي.
• العمل على مقاومة أنماط السلوك الغير أخلاقي التي قد يمارسها الشباب مثل ظاهرة انتشار الغش في الامتحان من خلال التركيز على التمسك بالتعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية المتعلقة بهذا السلوك.
النمو الديني في مرحلة المراهقة:
إن من مظاهر النمو الديني في تلك المرحلة: اليقظة الدينية العامة، ازدواج الشعور الديني، تعدد الاتجاهات الدينية، الحماس الديني، الاتجاه إلى الله، الشك، الإلحاد.
ولكي تضمن نموا دينيا موجبا توافقيا يجب عليك مراعاة ما يلي:
• ضرورة العمل على نشر الثقافة الدينية بين المراهقين مع الاستعانة بعلماء الدين في مختلف مجالات التوعية مثل مشكلات الشباب وتنظيم الأسرة ..الخ.
• الاهتمام بتعليم الفرد منذ الطفولة تعاليم دينه وذلك حرصا على أن يخرج إلى الحياة في مرحلة المراهقة بعد أن يكون تمكن من السيطرة على كافة انفعالاته ونزعاته بفضل توجيهه الوجهة الدينية السليمة.
• اتخاذ الوسائل الكفيلة بدعم منهاج التربية الدينية وتطويرها في مراحل التعليم المختلفة من حيث محتوى المنهج وطرق تدريسه: وربطة بمشكلات الحياة، وتطور نمو التلاميذ ، ومن حيث الجو المدرسي، وما ينبغي أن يسوده من الملامح الدينية البارزة والقدوة الحسنة والسلوك القويم.
• الحرص وعدم تشجيع التعصب الديني ضد الأديان الأخرى.
• دعم النمو الخلقي عند المراهق وتدعيم تمسكه بالدين.
• مساهمة دور العبادة والدين بقدر الإمكان في مساعدة المراهق في تكوين فلسفة سليمة للحياة.
• العمل على نمو شخصية الطفل والشاب المسلم التي تتسم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الآخر وحب الله وخشيته وشكره، والتدين وعبادة الله والإخلاص له والمسئولية والبعد عن الحرام والعزة والقوة.
• العمل على نمو السلوك الأخلاقي لدى المراهق، وذلك من خلال الاستقامة وإصلاح النفس ومعارضة هوى النفس وضبط النفس والصدق والأمانة والتواضع ومعاشرة الأخيار والكلام الحسن واحترام الغير والإصلاح بين الناس وحسن الظن والتعاون والاعتدال والإيثار والعفو والعفة والإحسان والسلام والضمير.
هل نحتاج إلى استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهقين؟
الاستراتيجية أو المنهجية التربوية ضرورية عندما نتحدث عن موضوع التربية، ليس تربية المراهق فقط، وإنما في أي مرحلة من مراحل العمر، لابد أن يكون الأبوان والمربون بصفة عامة على دراية تامة بالأساليب الصحيحة للتعامل مع كل مرحلة عمرية حسب خواصها واحتياجاتها. فلا يمكن أن نتعامل مع شاب في الخامسة عشرة من العمر مثلا بالطريقة التي نتعامل بها مع طفل في الرابعة أو الخامسة من عمره.
وعلى هذا الأساس، لابد لنا قبل أن نتحدث عن استراتيجية التعامل مع المراهق أن نتعرف على خواص مرحلة المراهقة، والتغيرات التي تصحب هذه المرحلة.
إن معظم الباحثين يحاولون الوصول إلى تعميم يشمل جميع أفراد هذه الفئة، بينما يظهر الواقع تباينا بين المراهقين في استجاباتهم، علاوة على الاختلافات الفردية بمراحل النمو التي تشمل أوجه النمو الجسماني والمعرفي والوجداني والانفعالي والنمو الاجتماعي، لذا فقد عمل البعض على تصنيف المراهقين إلى فئات تمثل كل منها نمطا من الاستجابة.
حيث تضفي مظاهر النمو تباينا بين المراهقين، فيما يمتثله المراهق من صور تمثل انعكاسا لمظاهر النمو وتباينها من جهة وما يجده المراهق من تلبية أو صدا لحاجاتهم من جهة أخرى.
مرحلة المراهقة المشكلة والحل:
سواء كنت مربيا أو كنت أب أو أم أو أخصائي نفسي أو اجتماعي، عليك في أي وقت تلاحظ به سلوكا أو خروجا على المألوف ( إرهاقا، تقصيرا دراسيا أو سلوكا ضارا بالمجتمع .....الخ ، عليك أن تعمل على فهم وحل تلك المشاكل وان تتساعد مع كافة المحيط ومن هم في بيئة المراهق لخفض تلك التوترات.
تلك هي بعض من الأعراض الشائعة التي تنبهك إلى ضرورة التعامل مع هذه المرحلة بوعي وانتباه شديدين:
• الضعف العقلي
• التأخر الدراسي
• الاضطرابات الانفعالية
• اضطرابات العادات
• اضطرابات الغذاء
• اضطرابات النوم
• أمراض الكلام والانحرافات الجنسية
شكاوى المراهقين من الآباء:
كي تعرفون كآباء ومربين بكيفية التعامل مع الأبناء في تلك المرحلة، عليكم أن تدركوا الصورة التي يراكم بها الأبناء في تلك المرحلة.
• الآباء لا يقدرون مشاعرنا ويتذبذبون في طريقة التعامل معنا؛ فنحن صغار وقتما يحلو لهم -على حد تعبير أحد المراهقين- وأحيانا أخرى هم كبار مسئولون.
• لا يثقون -أي الآباء- في حكم أبنائهم المراهقين على الأشياء، ولا في تقديرهم للأمور.
• يتدخل الآباء في كل صغيرة وكبيرة.
• متأخرون -أي الآباء- في أفكارهم ومعلوماتهم، ولا يكتفون بذلك، بل يريدون منا أن نكون مثلهم.
• يرغبون في تحقيق أحلامهم فينا أو يريدون نسخا منهم.
• لا يؤمنون بمبدأ الحوار والنقاش.
للوالدين أثر كبير في توجيه الأبناء والبنات، وخاصة في فترة المراهقة؛ لأنها فترة حساسة، وللأخطاء مخاطرها التي ستؤثر في حياة هؤلاء الشباب وتوازنهم النفسي.
* التربية على الأنانية والسيطرة:
أن تربيتنا في المنزل وفي المدرسة، هي تربية تؤدي إلى الأثرة وحب الذات، وإلى جعل الغرض من الحياة منزلاً فخمًا وأثاثًا وريشًا، إن هذه الكلمات تشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده، ويمضي في أموره وحده .. فنشأ عن ذلك عدم ثقة الأفراد ببعضهم، وأصبحت الروح التي تسود المجتمعات الإسلامية هي روح النقد الممزوج بالسخرية وعدم الثقة والشدة في التجريح.
* التأرجح بين الشدة واللين:
كثيرًا ما نجد التردد والتأرجح في معاملة الوالدين للأبناء؛ فقد يعطي المراهقون حرية لا حدود لها، أو يعاملون بقسوة وشدة لا رحمة فيها ، وشواهد الحياة الأسرية على هذا الأسلوب كثيرة.
• فهل نسمح مثلاً للمراهق أن يسهر خارج المنزل ويتأخر في عودته بحجة أنه حريص على مستقبله وسمعته؟
• وهل يسمع للفتاة في وضع الزينة والماكياج، ولو أمام النساء من غير مناسبة؟ وخارج المنزل؟
• قد لا يتقبل المراهقون كل ما يقوله الآباء لهم، ويحسون بعدم الأمان والتقبل لما يقولون.
ينبغي أن نعلم أبناءنا ضرورة الانصياع إلى حكم الشرع الحنيف منذ الصغر، ولا خيار للجميع في خلافه؛ فللحرية حدود لا بد من الوقوف عندها، ولا بد من الاستئذان قبل خروج الابن أو الابنة، ولا بد من التعود على أسلوب المشورة وتقبل النصيحة المخلصة.
لا بد من الاعتدال؛ فلا يفرط الوالدان في التسامح والتساهل، ولا يفرطان في السيطرة واستخدام العقوبات كيلا يؤدي ذلك إلى النفور والهرب من المنزل؛ فلتعط الحربة ضمن الضوابط المستمدة من تعاليم الإسلام.
أما التربية اللينة: فسوف تؤدي إلى التسيب، ولن تربي أجيالاً سوية، ولن تؤدي إلا إلى الانحراف والإحباط لدى المراهقين والمراهقات.
وقد يظن بعض الآباء أن التستر على الخطأ وسيلة مجدية في معاملة الأبناء، وهذا خطأ شنيع؛ لأن الأبناء لا يحبون الأب الضعيف ولا يقدرون الأم التي لا تعينهم على كبح نزواتهم.
فالثقة المتبادلة والحوار الدائم بين الشباب والأسرة، هما الطريق الوحيد لاستعادة العلاقات الأسرية الدافئة.
وعلماء الاجتماع يقولون: الثقة المتبادلة بين الشباب والآباء كانت موجودة من قبل؛ لأنه كان يوجد اقتناع بدور الآباء، وكانوا متفهمين للمصارحة بينهم وبين آبائهم .. أما في الوقت الحالي فقد تغلبت الماديات على التفكير، وأصبحت لغة الآباء هي لغة الأرقام، فكانت النتائج مؤسفة الآن.
والشدة في التربية: لا تأتي غالبًا بخير؛ لأنها ستربي أجيالاً مذعورة مهزوزة، متناقضة في تصرفاتها، تنصاع أمام المربي الشديد، وتنقلب إلى مَرَدة إذا رفع عنها الكابوس ... وطالما عرفنا كثيرًا من الأبناء يعانون من هذه الأساليب ـ يضربون لأتفه الأسباب وبأسلوب عصبي حتى تحولت البيوت إلى ثكنة عسكرية صغيرة؛ فالرعب مطبق يرتجف له قلب الفتاة لمجرد ذكر اسم الوالد، ويهرب الولد إن خوف بوالده، فلا يستطيع أن يصارح أباه خوفًا وهلعًا، ولا يبوح لأمه بمكنون نفسه؛ لأنه لا يجد لديها إلا التسفيه والكلمات الجارحة، ولا تستطيع الفتاة أن تشاور أمها، خوفًا من لسان سليط وقلب سقيم، فتنكفّ المسكينة تنتظر الفرج.
فعلى الوالدين أن يتقيا الله في تربية الأبناء، وخير الأمور أوسطها فلا قسوة مرعبة، ولا لين ضعيف، وإنما هي أمانة، فلتؤد بحقها، وعلى الوالدين أن ينميا ثقافتهما ليواكبا العصر ويطلعا على مشكله، فيحصلا على احترام الأبناء وثقتهم.
كما أن الأبناء الذين يعيشون في جو مشبع بالتفاهم والتشاور هم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال، وتمتعهم بصحة نفسية جيدة تساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين.
فالنمط المتسلط، الذي يفرض الطاعة العمياء سوف يضعف نشأة الأبناء، فتقل قدراتهم الإبداعية في كثير من المجالات، بل وكثيراً ما يهرع هؤلاء إلى الهروب من المنزل، أو خارج البلد والعيش مع رفقاء السوء.
أما النمط المنضبط: فيمتاز سلوك آباء هذا النمط بالتقبل والتفهم والمنطق مع إعطاء مساحة مقبولة من الحرية والاستقلال للأبناء، فينشأ هؤلاء الأبناء نشأة الأسوياء.
فـائــدة: "لا تعامل المراهقين بصيغة الأمر فلا تستعمل الكلمات التالية (أنت لا تأكل على ما يرام، لابد أن تنام مبكرا، لن تستخدم السيارة حتى تظهر نتائج الامتحان".
* ضعف متابعة الأبناء:
إن ضعف متابعة الأبوين، سيقود إلى ضعف الأثر التربوي لهما، ومن ثم وقوع هؤلاء المراهقين بين أيدي العابثين من الأقران، أو دعاة السوء ، والمتابعة لا تعني سيطرة مستمرة للأبوين، وإنما هي متابعة ودودة،مباشرة أو غير مباشرة.
نتابع أخبار الابن [أو البنت] في المدرسة وفي خرجاتهم وفسحهم، وفي المنزل له ولأصحابه: نعقد صلات طيبة مع أسر ملتزمة بدينها من أجل معايشته مع أبنائها.
وخلال ذلك كله نقوم وننصح، ونناقش الكبار منهم، ونعلم الصغار، ونضرب لهم الأمثال من واقع النماذج الرائدة من تاريخ أمتنا المجيد.
* سوء استخدام وسائل اللهو والترفيه:
وفي مقدمتها التلفاز والفيديو، فلا نسمح بمشاهدة محرم، ولا سماع مكروه منهي عنه ، ونوجه الأطفال والمراهقين نحو اقتناء وقراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، والمداومة على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والقيام بالرحلات الأسرية المناسبة.
هذا وإن قضية تفكك العائلة كثيرًا ما يؤدي إلى مختلف العقد النفسية، والاضطرابات العقلية ، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن هنالك [380] مليون مريض بالاكتئاب على مستوى العالم، وذلك بسبب التفكك الأسري، وفقدان الحنان الأبوي، وإهمال الشباب في مرحلة التكوين النفسي، مما يسبب الإحباط الشديد والقلق والتوتر النفسي.
وفي الاكتئاب تكون حالات الحزن شديدة وبدون سبب أو مسوغ، وأفضل وسيلة لتجنب الإصابة هي التعاطف مع الطفل طوال فترة تربيته، وعدم إساءة معاملته، أو ضربه بعنف، مما يجعله فريسة سهلة للمرض.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية ـ حتى الغربية منها ـ أن الإيمان بالله ـ تعالى ـ يأتي في مقدمة أسباب الشفاء، ويساعد الجسم في إفراز مركبات لها مفعول الدواء.مناهج أساسية للتعامل مع من هم في مرحلة المراهق.
هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها في التعاملات اليومية المختلفة مع المراهقين ، ومن هذه الأساليب :
- أسلوب التمهيد والتهيئة.
- أسلوب الحوار.
- أسلوب القصة.
- أسلوب القدوة.
- أسلوب التدريب والممارسة.
- أسلوب الترغيب والترهيب.
- أسلوب ضرب الأمثال والأشباه.
- أسلوب استخدام وسائل الإيضاح.
- أسلوب العبرة والموعظة.
- أسلوب دمج الموعظة بالدعابة.
- أسلوب الموعظة بالفعل.
"لكي تكون قادرا على التعامل مع المراهق، كن مدركا ومثقفا بما هو عليه هذا الجيل من هوية".
إن التعرف على المناهج التي تقوم عليها الأساليب العملية السابقة للتعامل مع مرحلة المراهقة تقدم صورة لما يجب أن يتسلح الوالدان ليشجعا أولادهم على أن يكونا مصدر معرفتهم الأول .
وفيما يلي مجموعة من القواعد التي يمكن للآباء استخدامها في تعاملهم مع المراهقين من أبنائهم :
• العمل على رفع ثقة الابن بنفسه بكل وسيلة من مدح وتشجيع وتفويض في المسئوليات كأن يعطى مصروفه بشكل تدريجي يومي أولا ثم أسبوعي مثلا؛ ليدبر به أمره، ويعتاد وضع ميزانية لهذا المصروف؛ بحيث يلبي منه احتياجاته التي يريدها أو يدخر منه لشراء شيء ما يحتاج لمبلغ أكبر قليلاً من مصروفه؛ بحيث لا ينتهي مصروفه قبل نهاية الأسبوع أو قبل شراء ما يريد، ثم يمكن لاحقًا فيما بعد إشراكه في تنظيم ميزانية البيت ومصروف البيت.
• لا بد من مدح الابن والثناء على كل تطور له ولو كان بسيطًا لتحفيزه على المزيد، كما يجب التعامل معه بأسلوب النصف الممتلئ من الكوب، وأقصد بذلك أنه لو تم مثلا إسناد مهمة حل 10 مسائل بالرياضيات إليه ونجح في حل ثلاثة بشكل صحيح وأخفق في الباقي فيجب أن يقال له: "ما شاء الله لقد أنجزت ثلاثة بشكل صحيح" وهو ما يُسمّى Motivation Concrete أو الحافز المحسوس، ويقصد به ألا يظهر للطفل - من فقد الثقة بالنفس- من المتعاملين معه إلا ما أنجزه بشكل سليم، ويفهم من المضمون أن هناك خطأ يمكن تداركه فيما بعد، ويتعلم كيف يتجاوزه في المرات التالية، لكن ما من شك أن ثقته بنفسه ستزداد بشكل متميز بشعوره بالنجاح وبتقدير المحيطين لهذا النجاح ولو كان ضئيلا.
"اعمل على تعزيز السلوكيات الايجابية، فحاول أن تكون مكافئا على النجاح أكثر من اللوم على الخطأ".
• يجب استخدام أسلوب التعزيز والمكافأة مع الطفل بشكل يتناسب مع عمره ومع المرحلة العمرية التي هو بصدد الانتقال إليها، فيمكن مكافأته بهدايا أو رحلات أو غيره عندما يبدي أي نوع من التحسن أو حتى الرغبة في التحسن لحثه على المزيد، مع منع أي عقاب بدني أو لفظي واستبداله العقاب المثالي من المنع من المكافأة أو الحرمان من شيء أو الخصام بهما.
• مداومة النصح والتوجيه والإرشاد بالحسنى خصوصا فيما يتعلق بأمر الصلاة التي هي عماد الدين، فلا تدعه يتعود تأخيرها أو إهمالها بالنوم والكسل.
• متابعته برفق، ولين، ومعرفة أصحابه من خلال الحوار، والتقرب منه، وتلمس مشكلاته ومعاناته " ومعرفة ما يواجهه من صعوبات ومشكلات، والسعي معه في حلها والتغلب عليها.
• - إشراكه في شيء من أعمال البيت مما يناسبه، وإعطاؤه بعض المسؤوليات الأسرية كشراء بعض الحاجات المهمة.
• لا بدّ من تعويد الأبناء على المناقشة والحوار الدائم وتخصيص سهرة أسبوعية مثلاً، خاصة بالفتى أو الفتاة كل على حدة أو بكل الأسرة إن كان السن متقاربًا، وهذا أفضل لتناول ما يدور في رأسهم من تساؤلات بكل ثقة ووضوح، فأهمية الحوار مع الأبناء تكمن في أنه يدرِّب الابن على مواجهة ضغوط الحياة اليومية الموجهة للإثارة، وأكثر ما يواجهه هذا الجيل هو ضغط الأصدقاء وثقافتهم.
"اعتمد دائما أسلوب الحوار في التعامل مع المراهق التحدث بانفتاح عن المشاكل مع المراهق تعتبر من أهم عناصر العلاقة الفاعلة".
• تعويد أبنائنا على اعتبار ارتباطهم واحترامهم لأوقات الأسرة شيئًا عظيمًا لا يتنازل عنه (كوقت الغداء، ووقت الاجتماع الأسري، أو وقت الشاي...)، فمن العادات الاجتماعية المنتشرة أن الفتيان يتأخرون خارج المنزل، وهذا يطيل فترة تعرضهم لمواضيع الجنس وانحرافاته.
• أن الجلوس مع الأسرة يمنح الشاب سندًا عاطفيًّا ومتنفسًا آمنًا يحيطه دون أن يشعر، ويحيطه بسياج من الإشباع الاجتماعي، وهو ما يصرف تفكيره نوعًا ما عن مجتمع الشارع، ولكن هذا لا يعني أن لا نسمح له بالصداقات، بل يجب أن نعزِّز صداقاته المتنوعة ونحترمها؛ لأنها أيضًا جزء من تكوينه الاجتماعي، وتكوين نظرته المتوازنة والواقعية عن الحياة والمجتمع.
• لا بد من التغاضي أحيانًا عن بعض التصرفات الصغيرة، ويجب ألا ينتابنا الشعور بالإحباط أو بالرغبة في التفتيش عن كل صغيرة وكبيرة في خزائن أبنائنا وفراشهم وملابسهم، علينا أحيانًا أن ندعهم يتعلمون بأنفسهم، وأن نحترم خصوصياتهم لتعلموا المحافظة عليها، وتكون مدخلنا إلى تعريفهم أن للحياة الجنسية خصوصية يحرم الحديث فيها في بعض المواطن، حتى لا يؤدي كثرة الحديث فيها إلى نشر الفاحشة.
• ينبغي على الوالدين أن يحيطا أبناءهم بالثقة، والمودة، والتعاطف، والعدل بينهم، والاهتمام التام بشؤونهم الدراسية وحياتهم العملية؛ لأن هذا كله يعلمهم أن يحافظوا بدورهم على أسرهم، ويكوِّن لديهم فكرة أن الأسرة ليست فقط حياة زوجية وجنس، بل تعاون، ومحبة، وعطاء، وإنجاز.
• علينا أن نوقف سيل "الاتهامات" والانتقادات والأوامر المباشرة له،لا أعني ترك حبله على الغارب، ولكن كما أسلفت لك، تفقد أوامرنا ونواهينا قيمتها عندما تزيد عن حدها، اترك له مساحة حرية عالية.. أن يأكل أو لا يأكل ما يريد، ولكن حدد أوقاتًا للطعام العائلي لا يسمح بعدها بدخول المطبخ لوضع وجبة فطور أخرى. وسيحترم أوقات الطعام والإفطار حتمًا إذا جعلنا هذا وقتًا جميلاً تجلس فيه الأسرة تتكلم وتتضاحك.
• ضرورة مصاحبته، واحترام رأيه وأخذه إلى بعض الزيارات التي يحبها، أو السوق والأخذ برأيه أحيانًا، والتوضيح له عدم الأخذ برأيه إن حصل ذلك، فهو يريد اهتمامًا خاصّـاً.
• ويمكن الخروج معه وحده إلى المطعم أو أي مكان يحبه، ولا تجعل النوم المبكر قضية خطيرة، تجاوز ذلك، وتدريجيا سوف يذهب للنوم وحده بعدما يتخلص من قلقه ويطمئن أكثر.
• لا تجعل توقعاتك أكثر من إمكانياته، ولا تطلب منه أكثر مما يستطيع سواء في العلاقات أو الطعام أو حفظ القرآن الكريم، أو غيره ولا تقول أعرف أنه يستطيع؛ لأن المشكلة لا تكون دائمًا مسألة استطاعة وقدرات بقدر ما تكون مسألة حالة نفسية ورغبة، وكلاهما يحتاجان إلى مراعاة كبيرة وتفهم وتقبل بلا شروط، فلا تجعله يشعر أنك تحبه ما دام هادئًا متفوقًا، ثم لا تقدم له المحبة والقبلة في غير ذلك، لا تحرمه أبدًا محبتك وعطفك في كل الأوقات فقد يتصرف بمشاكسة؛ لأنه لا يحصل بسهولة على محبتك فيشعر باليأس.
• عندما تجلسا معه كوالدين في وقت هدوء، قوما بمناقشته ببعض سلوكياته، ولكن ليس بعقد محاكمة وتحقيق وتأنيب، ناقشاه باحترام الآخرين، والعطف على إخوته، ومشاركته للآخرين، وسلوكه غير الناضج...
• استمع له بإنصات لتتفهم وجهة نظره، ودعه يستنتج الحلول بنفسه معك، ولكن لا تجعل كل سهرة حديثك حول ذلك، وإذا تمت مناقشة مشكلة ما فلا تعود لتؤنبه وتعطيه المواعظ مرة أخرى وثانية وثالثة؛ لئلا تفقد تأثيرها عليه، وكلما قللت من وقت النصائح كان أثرها أكثر. ولا أقترح إعطاء موعظة أو تأنيب لأكثر من ثلاث دقائق.
• تدريبه بشكل فردي على الحديث مع نفسه بشكل إيجابي، فإذا ما تهور في عمل ما فعليه أن يقول لنفسه: "اهدأ وعدّ للعشرة…" أو: "أنت شخص ذكي لا تتصرف بشكل غير مقبول". ويمكن أن تجلس معه وتضع قائمة من العبارات الإيجابية التي يمكن أن يقولها لنفسه في المواقف المختلفة.
• إشعاره بالاحتجاج والرفض لبعض التصرفات وعدم قبولها، ولكن دون ضرب أو توبيخ، ويكفي أن تظهر احتجاجك وتقاطعه بالكلام، وتعطي تعاطفك لشقيقه ، فهذا أبلغ أثرًا من ضربه أو غيره من الوسائل التي ينتظرها ليتمتع بمشهد غضبك أحيانًا!.
• تشجيعه على تكوين صداقات واحترام أصدقائه ودعوتهم للمنزل، فالأصحاب يساهمون بشكل كبير في تعديل سلوك بعضهم البعض (إذا كانوا غير منحرفين)، ويوفرون لبعضهم البعض طرقًا للتنفيس، والكلام، والدعم، والتشجيع، وتنتظم الطاقات العاطفية والاجتماعية.
• الاحتراز من أسباب تمرد المراهق وتجنب كل ما من شأنه تحريك رغبة المخالفة المذمومة.
• السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية فيفرغ مشاعره الغاضبة بصورة مباشرة على شرط أن تكون بطرائق لائقة، وبعبارات هادئة، وكلمات مهذبة ترتكز على مبادئ احترام الكبير والإخلاص في الوصول للصواب. ينبغي أن لا نستاء من سماع تذمر المراهقين عندما يقولون أموراً لا نرغب فيها بل نشكرهم على المصارحة ونثني على شجاعتهم في المواجهة الحكيمة ثم ننظر في فحوى مطالبهم ونرد على أخطائهم برفق، ونقبل صوابهم بتواضع كي يستمر الاتصال الصريح ويثمر التواصل الصحيح.
• توجيه المراهق والمراهقة نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية حيث ينسجم الفرد طواعية مع الجماعة ويحترم القيم الصحيحة ويعبر عن رأيه بحرية مقرونة بالموضوعية فلا يجرح أو يخدش النسيج الاجتماعي.
• تقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه. ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام بجميع تشريعاته ينظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات.
• ترغيب الآباء والأمهات والفتيات والفتيان بتوسيع نطاق ثقافتهم بطبيعة المراهقة فإن توفير القسط الكافي من المعرفة يسهل عملية التعامل مع مشكلات المراهقة ويذلل الصعوبات. إن الإطلاع على نتائج الدراسات في حقل التربية يفيد الجميع أثناء انتقاء سبل التواصل والتوافق بين الأهل والمراهق. تحتوي الثقافة الإسلامية على كم هائل من الذخائر التي تعين الفتى والفتاة على تشكيل شخصيتهم السوية على أسس متينة تجعل منهم عناصر صالحة في مجتمع متوافق ينبذ التمرد ويقدر القيم الفردية التي تحقق مقاصد الفرد والمجتمع في آن واحد.
• الإرشاد من خلال الإقناع العقلي لسد الخلل وتصويب الأخطاء بطرائق متنوعة منها الحلم والحوار والدعاء وضرب الأمثلة المنطقية التي تمس الواقع وتهم مصلحة الشخص. ويستفاد من الترحيب الدائم بقنوات الاتصال والحوار والصراحة فهذه القنوات تعصم المراهق والمراهقة من مزالق كثيرة. لا يكفي أن نرفض طلبات المراهق دون شرح متكامل للأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك.
• على الآباء والأبناء مراعاة الحقوق والواجبات واحترام الرغبات الفردية التي لا تتضمن المفاسد فلا يفرض الأب قناعاته الجائرة على البنت الرشيدة في أمر زواجها ومالها ودراستها. إن قسر المراهق وإجباره على آداب وتقاليد ومظاهر ومسالك غير ملزمة شرعا وتناسب الماضي فقط تعيق تقدمه وتفقده شخصيته المعاصرة المرنة.
• توسيع نطاق الخيار والشورى من متطلبات إعداد المراهق ليخوض أعباء الحياة على بينة ولكي يقوم المراهق بتطوير طاقاته وتحقيق قدراته بما يتفق مع المعايير السليمة للمجتمع فيتوافق معه ولا يهدر الجهود بالتمرد والجحود.
• الاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها (الخروج للنزهة – التسوق- الرياضة) وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم.
• تشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
• تدريب المراهقين والمراهقات على فن الحوار، وكيفية اتخاذ القرار، ومواجهة المشكلات، وطرائق ممارسة الحرية دون إفراط أو تفريط.
• السماح للمراهق باستضافة أصحابه في البيت في بعض المناسبات مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت.
• لدى المراهق طاقات هائلة مخزونة فيه وتحتاج لبرامج تنموية فإن لم تنشغل بالخير أشغلتنا بالباطل.
• ليس من الحكمة أن نتصيد أخطاء المراهقين والمرهقات ونعدد عيوبهم ثم لا نوفر لهم ميادين تصريف مواهبهم واكتشاف أنفسهم فالمراهقة مرحلة حساسة لتحديد الهوية.
• الحذر من البرمجة السلبية فمن العبارات التي ينبغي أن نتجنبها في التعامل مع المراهقين: أنت فاشل – عنيد – متمرد- اسكت يا سليط اللسان- أنت دائماً تجادل وتنتقد - أنت لا تفهم أبداً، هذه الكلمات وغيرها تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج.
ما يجب مراعاته بشأن الإعلام الجنسي الوالدي:
إن ثقافة الوالدين حينما تكون واسعة - بغض النظر عن المستوى التعليمي- فإنها تعطي القدرة على تكوين معلومات أكثر منطقية وواقعية وصريحة حول الجنس في رأس الأبناء ، ولقدرة أكبر على تعليم الأبناء ثقافة جنسية أكثر وعيا ، وأقدر في المحافظة على العفة حاول القيام بما يلي :
• الحرص على نقل شعور التوازن حيال الجنس إلى أبنائهما، والتفكير فيه باحترام وبتقبل ، فالأبوين المنفتحين على أبنائهما بالحدود المطلوبة للتربية سيوجدان شخصية تنظر إلى الجنس بشكل سويّ وأنه حاجة طبيعية؛ فالميل نحو الجنس الآخر بحد ذاته ليس حرامًا، بل يدل على سلامة الفطرة، ولولاه لما استطاع ولدنا أو ابنتنا من الزواج والإنجاب، ولأخذناهما إلى أكبر الأطباء لمعالجة فتور الشعور الجنسي تجاه الآخر! ولكن الحرام والعيب هو أن يتحول الميل إلى رغبة جامحة في ممارسة الجنس أو أي شكل أو مقدمات له؛..لذلك علينا أن نعترف بمشاعرهم والتعامل معها بشكل طبيعي تمامًا.. هكذا لن نخشى بإذن الله على أبنائنا من السقوط؛ لأننا منحناهم الفرصة ليكوِّنوا نظرة مريحة وواسعة تجاه الجنس.
• الحرص على تثقيف الوالدين نفسيهما بثقافة جنسية تخص السن المطابقة لسن الفتى أو الفتاة. وقد نتساءل أنه من المضحك القول إن على الوالدين تكوين ثقافة جنسية واعية.. ، فكم من الآباء أنجبوا عشرة أبناء، ولكنهم يحمرّون، ويربط على ألسنتهم عندما يسألهم ولدهم أو ابنتهم: ما هو الزواج؟!
• يجب الوعي أن الأمر هنا ليس أمر التدريب على شكل برنامج بقدر ما هو أمر تغيير قناعات وتكوين ثقافة لدى الوالدين.
• التماسك أثناء الاستماع إلى السؤال..
• عدم التحرج من الإجابة، أو محاولة التهرب؛ فأبناؤنا لا يقلون ذكاء عنا، وهم حينما يروننا زاغت عيوننا، وتلوّن وجهنا عند الاستماع أو الكلام في أمور الجنس، فإنهم يتأكدون أن الأمر "غير طبيعي"، ويصرُّون أكثر على البحث على أدق التفاصيل، خاصة وأنهم جيل واعٍ ومطلع على الإنترنت الذي يصب في رؤوسهم مئات الأفكار التي تتحول إلى كل هذه التساؤلات إلى إجابات من مصادر متعددة تشتتهم في كثير من الأحيان.
• على الأبوين أن يطرحا أفكار الاستعفاف وكيفيته باستمرار ودون يأس؛ فكثرة الحديث حول الاستعفاف يؤدي إليه فعلاً.
إن طريقة تربيتنا لأبنائنا هي تدريب على الاستعفاف بحد ذاته، وذلك عن طريق:
- تسليح الابن أو البنت بثقة النفس، وبثقافة إيمانية متنوعة عالية، وشعور بالمسؤولية تجاه الواجبات منذ صغرهم، فهذا يخفِّف من العبء على الوالدين، ويجعل مواجهة الوالدين لهذا الأمر أكثر سهولة؛ لأن أبنائهما يشاركاهما هذه المواجهة، ويقفان معهما معًا في خندق واحد، وليس ضد بعضهما البعض، وأعني بذلك الطاقة الروحية على سبيل المثال إذا تمت تقويتها، فإنها سوف تساعد الفتى أو الفتاة على القدرة على تأجيل التفكير بالجنس.
- العناية بالتربية الدينية، فالعبادات، والصيام، وتدريب الولد والبنت منذ صغرهما على غضِ البصر، وحضور دروس الشباب الدينية، والذهاب يوميا إلى المسجد حتى لو مرة واحدة وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، فكل ذلك يقوِي لدى الابن أو الابنة القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، ويوسع أفق اهتمامهم، بحيث لا يبقى محصورا في دائرة الاهتمام فقط بالأمر الجنسي، وينصرف بدلاً من ذلك إلى الإنتاج والإبداع.
- تفهيم الأبناء أنه لا يمكنه ممارسة الجنس إلا في نطاق الزوجية، وأن هذا يتطلب منه إكمال تعليمه، وتحوله إلى فرد منتج قادر على العمل والكسب؛ ليتمكن من الزواج الصحيح الذي يشترط الإشهار.
- التغاضي أحيانًا عن الأسرار التي تعرفها خلسة عن أبنائك ومتعلقة بالجنس دون أن يكون هناك حرام أو جريمة، ونحن أحيانًا نثق ببعض المعلومات الشعبية حول الأمر، وتكون لا أصل لها في الدين والطب، وبدلاً من الانزعاج علينا تعليمهم طرق التنفيس المختلفة عن مكنوناتهم كالركض، والدعاء، والرسم، والحديث إلى صديق مخلص.
- الحرص على دفع الأبناء إلى مزاولة الأنشطة التي تساعد على السيطرة على الذات كالرياضة التنافسية مثل كرة القدم، والسباحة، وركوب الخيل، والعبادات التي تساعد على نفس الهدف كالصيام، فحينما ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "يا شباب.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ذلك أن الصيام هو عبادة تساعد على السيطرة على الذات، بالإضافة إلى تدريب الطاقة الروحية وتقويتها.
- إن كل من الذكر والأنثى يمرون بمرحلة تغير ونمو وتطور في ذواتهم، وفي تعاملهم مع البيئة المحيطة، ومما لاشك فيه أن لكل منهم خلال تلك المرحلة اختلاف في النمو وفي السلوك إلى حد ما.
حيث أن هنالك خصوصية لنمو الفتاة المراهقة ننصح الأم على وجه الخصوص محاولة القيام بما يلي :
• اشرحي لها بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط تلقائي، ويمكن التمهيد لذلك عندما تراك هي في رمضان تفطرين أو لا تصلين فعليك بإفهامها أن هناك فترة لا تصوم فيها المرأة ولا تصلي وهي فترة الحيض، فإن سألت المزيد فأجيبي وإذا لم تسأل فاتركيها.
• أن يكون بينك وبين ابنتك حوار مفتوح تتبادلان فيه موضوعات متعددة، وأهم ما يشغلها دون سؤال مباشر، بل دعي الحوار يسير بتلقائية.
• عند الحديث أظهري الاهتمام والتقدير لكل ما تقول.
• يمكنك اصطحابها بمفردها كل فترة للنزهة أو للتسوق، فهذا له أبلغ الأثر عليها (الأفضل أن يكون بشكل دوري بالتبادل بينها وبين إخوتها؛ حتى تحققي العدل بينهم).
• احترمي رغبة ابنتك -في المرحلة القادمة- للاستقلالية، ورغبتها في أن تشعر بمزيد من الاعتماد على نفسها، وأنها يمكن أن تتخذ قرارات خاصة بها دون قيود، مثل اختيارها لصديقاتها أو لملابسها أو لأكلها... الخ.
• احترمي أيضا خصوصياتها، فليس معنى أنها تتحاور معك وتفتح قلبها لك أن يكون من حقك معرفة كل ما يجول بخاطرها؛ لذا لا بد أن تتركي لها فرصة الاختلاء بنفسها وغلق باب حجرتها عليها فترة إذا أرادت، وكثيرا ما يرغب الأبناء في هذه المرحلة أن يكتبوا مذكراتهم أو خواطرهم فلا تطلبي رؤية هذه الأشياء إلا إذا عرضتها هي عليك.
• اهتمي بها كأنثى تنضج وتخطو خطوات حثيثة نحو الأنوثة؛ بأن تهتمي بملابسها على أن تتركي لها حرية الاختيار، وأن تهدي لها بعض الحلي الذي يناسبها...الخ.
• لا تندهشي من العصبية أو الحدة أحيانا وهي تتعامل مع إخوتها مثلا، أو في مواقف لا تستدعي هذه العصبية أو تلك الحدة، لكن عليك فقط أن تتجاهلي هذا التصرف، فإذا تمادت فيمكنك أن تتحدثي معها على انفراد قائلة لها: أنا أعرف أن إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أن هناك أمرا آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغبين في الحديث عنه؟ وانظري إليها نظرة تشجيع حتى تتحدث معك عما يدور في نفسها، فإن سكتت فربتي عليها واتركيها تخلو بنفسها دون إلحاح أو قلق عليها.
حتى نجعل من المراهق شخصا ذا دور إيجابي فإن لنا مرحلتين جديرتين بالاهتمام الشديـد:
الأولى : المرحلة العاطفية .
غالباً ما تكون مرحلة المراهقة مرحلة يفقد فيها المراهق ( العاطفة ) و (الحنيّة) فيسعى لتحقيق تلك الرغبة في أي مجال يتمكن منه .
ولا ريب أن إشباعها يعني الكثير للمراهق ، و من ثم يتودد إلى من يشبع له تلك الرغبة و يحققها له ، وإشباع الحاجة العاطفية لدى المراهق تكون بأمور كثيرة ، منها :
1. عذوبة اللفظ، فإن غالبا ما يواجه المراهق بألفاظ فيها قسوة مما يجعله نافرا عن قبول أي شيء من المقابل له ، و تتأكدُ هذه الحالة في حين وجود أخطاء من المراهق ، حيث نقابله باللفظ السيئ إن أخطا.
2. معاملته بتفكيره و المسير معه في تفكيره، و محاكاته في طموحه ، و التفاعل مع أطروحاته مما يشبع حاجته العاطفية ، فهو يحب من يفكر كتفكيره ، و يميل إليه.
و لتكن مدركا إلى أن التفاعل معه في هذه النقطة ممهد للمرحلة الثانية ، وللقيام بذلك هناك العديد من الخطوات ومن بينها :
أولا : التبصر بمواضع الضعف في المراهق، فحيازة هذه الخطوة و النجاح فيها مكسب كبير جدا للمربي ، إذ موضع الضعف في المراهق هو مكمن الخطر و موطن الزلل . تقول كيف ذلك ؟ فأقول : الغالب على المراهقين أنه يشعر بخرق في شخصيته فتراه محاكيا من هو أرفع منه - في ظنه - فلا يعترف أنه ذو شخصية متفردة متميزة، وهذه من أجزاء نقطة الضعف التي تكون في المراهق .
ثانيا : معرفة ميول المراهق ، فإن سن المراهقة سن أحلام و أمان عريضة ، و مرحلة واسعة الخيال لدى المراهق، فتراه يتمنى أماني، و يسبح في خيالات واسعة الأرجاء ، ومعرفتها مهمة جدا فمنها يكون التوجيه و منها تكون التربية ، و بِعدمها لن يكون أي نتاج متين في سلوك التربية مع المراهق .
ثالثا : التوجيه اللبق - واللباقة الحذق في العمل - ، و هذه بيت القصيد في حياة المراهق فإنه لم يجد من يقوم بتوجيهه نحو الصواب له في حياته ، و لم يظفر بمن يسدد له تصرفاته ، والمراهق يتصرف بما يراه من أعمال و تصرفات حوله من الناس الذين يراهم قدوة له يتأسى بهم ، و حين لا يرى من يوجه ميوله نحو السداد ، و يهديه نحو الكمال فإنه سيبقى سادرا في مسيره ، هائما في طريقه .
وهنا لا يحتاج المربي إلى كبير عمل لأن المراهق نفسه قد أبدى من نفسه قناعاتٍ كثيرة جدا ، و ما عليه بعد إلا أن يبين للمراهق بأن الطريق الصواب هو من هذه الجهة ، و بلزوم تلك الطريق . فإذا ظفر بها المربي و أحسن سلب لب المراهق - هنا - يكون البدء بالمرحلة الثانية التي تعقب المرحلة العاطفية ، و هي :
الثانية : المرحلة التربوية :
وهذه المرحلة هي الأساس و هي المقصد و الغاية من معاملة المراهق و العناية به ، وتربية المراهق لن تكون صعبة ، يستطيع المربي التنقل بالمراهق في مجالات كثيرة جدا .
ومجموع تلك المجالات ثلاث مجالات :
الأول : المجال المعرفي :
المعرفة مما ما يميز الله به بين الإنسان و الحيوان ، بل هو أداة العقل و غذاؤه ، ولا يخلو منه الإنسان مهما كان ، والمعرفة يتفاوت البشر في تحصيلها ، ويتفاوتون في قيمتها، وقيمة المرء ما يحسنه ، و أهميتها بالنسبة للمراهق تتركز في جهتين اثنتين :
• أنها توجيه و تبصير .
• أنها تثبيت و تأييد .
و المعرفة تتنوع و إليك أنواعها :
1- المعرفة الدينية، و هي التي يكون بها معرفة المراهق أمور دينه و أحكامه ، وهي قسمان :
الأول : الواجب العيني، و هو أنواع أربعة :
أ- أصول الإيمان، و القدر الواجب منها العلم الجملي لا التفصيلي .
ب- الأحكام الفقهية، و هي أركان الإسلام. وعلينا معرفة كيف نقوم بتلك العبادات.
ج- معرفة المحرمات، و هن خمس كبائر، في قول الله تعالى: { قل إنما حرَّمَ ربي الفواحش ما ظهرَ منها و ما بطن و الإثمَ و البغي بغير الحق و أن تُشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .
د- الأخلاق و الآداب مع الناس خاصة و عامة فإذا مر المراهق على هذه المسائل معرفة إتقان و دراية بها يكون قد أتى بما لا يجوز له لجهل به في دين الله تعالى.
القسم الثاني : الواجب الكفائي، وهو الإتيان بالعلم بما لا يجب على الإنسان أن يتعلمه و إنما هو من باب الكفائية و الندب .
2- المعرفة الثقافية العامة، كالاشتغال بسائر العلوم التثقيفية كالتاريخ ، والأدب ، والإدارة وغيرها من الثقافات .
الثاني : المجال الإيماني :
الإيمان أساس الحياة، و لا يستغني عنه المرء أبدا ولو تمتع بكل ما أوتيه من متع و لذائذ ، والتربية الإيمانية مهمة في حياة المراهق، و أهميتها في أمرين :
• أنها أساس في حياته عامة، و في حياة المراهقة خاصة .
• توثيقا للصلة بينه وبين الله تعالى ، و نتائج هذه كثيرة ومهمة للمراهق .
و المجالات التربوية الإيمانية ثلاثة :
أولها : الصلاة، والمراد بها غير الفريضة كـ : الرواتب، و قيام الليل، والوتر، والنافلة المطلقة، و النافلة المقيدة .
ثانيها : الذكر، وهو ذكر الله _ تعالى _ ويقصد به غير الواجب، والواجب ما تقوم به الصلاة، والمقصود _هنا _ : أذكار طرفي النهار، وأدبار الصلاة، والذكر المطلق .
ثالثها : قراءة القرآن في : إقبال النهار وإدباره ، ودبر الصلوات، والورد اليومي، ولا يراد بقراءته الواجبة التي لا تتم الصلاة إلا بها كالفاتحة .
هذه هي مجالات التربية الإيمانية للمراهق، وهي الداعم المعنوي للسير به نحو التميز والتفوق.
الثالث : المجال الخلقي :
المرء مدني بطبعه، لا يستغني عن معاشرة بني جنسه، ولا يستطيع الفكاك عنهم مطلقا، وهذه الغريزة النفسية التي وهبها الله المرء تحتاج إلى من يصقلها و يهذبها، ويصوب سيرها نحو الكمال والتمام ، ومن كمال الشريعة أن جاءت بما يكمل هذه الناحية، ويهذب هذا المجال، فجاءت بأخلاق كثيرة جدا وآداب بها قوام السلوك الاجتماعي على أحسن وجوهه.
والمراهق جزء من المجتمع المسلم - و غيره - فلابد من تربيته أخلاقيا حتى يستقيم سيره بين الناس على أحسن الأوجه، و أتم الصور ، وقد جاءت الشريعة بأخلاق المعاشرة الاجتماعية ونوعتها أنواعا متعددة يصعب حصرها في هذه العجالة، و الإشارة إلى أصول الأخلاق حسن جميل ، وأركان الخلق الحسن :
1- العلم، ومضى تقرير ما يحتاجه المراهق .
2- الجود، وهو مراتب أعلاها : بذل النفس، وبذل العلم، وبذل الجاه، وبذل المال .
3- الصبر، وهو أربعة أنواع :
- صبر على الطاعة .
- صبر عن المعصية .
- صبر عن فضول الدنيا .
- صبر على المحن و المصائب .
هذه مجالات المرحلة الثانية في التعامل مع المراهق، والسير معه في إقحامه درب النجاة ، وتبقى لفتة ذات بال يجب الوقوف عندها، وهي : أن تمام تينك المرحلتين صنعا وإحكاما يكون بالمربي ذاته ، فمتى ما كان المربي على أوفق حال و أجملها كان النتاج طيبا مباركا، والمربي ينبغي أن يكون متصفا بأصول ثلاثة :
الأول : العلم ، فإذا كان المربي خالي الوفاض من العلم و المعرفة كيف يكون متأهلا للتربية لغيره، بل عليه أن يكون متأهلا بعلوم ومعارف كثيرة .
الثاني : إجادة أسلوب التربية، وأعني بها السياسة التربوية لإيصال الغاية والمعرفة للمراهق، وأصلها التدرج بالمراهق من البدايات إلى النهايات .
الثالث : أن يكون أهلا للإقتداء به والتأسي به، والتواضع البارد في هذه المجالات غير مقبول وهو نوع من الخذلان والهروب عن المسؤولية .
إن معالجة المشكلات السلوكية تبدأ من التربية النظرية والعملية في المحيط الأسري الذي أساسه التضامن, والمحافظة على النظام، يمر المراهقون والمراهقات بسلسلة سريعة من التغيرات البيولوجية والنفسية كما ينفتحون على المجتمع بصورة أكبر مما يتطلب بناء المزيد من العلاقات الاجتماعية وممارسة الحريات دون انتهاك لحقوق الآخرين أو للقيم الأصيلة في المجتمع. تتطلب التغيرات السابقة تشكيل شخصية ناضجة تسع كل ذلك وتتكيف معها وهنا قد يقع التمرد الذي ينتج من تراكمات كثيرة أهمها التشدد في معاملة المراهق وإلغاء هويته. يحتاج معشر الفتيان والفتيات إلى الثقة، والثناء الحسن، وتسلم المهام التي يستطيعون القيام بها كي يعرفوا ثمرة التضامن، وأهمية النظام، وفائدة احترام القيم الجماعية.
تدل الأبحاث على أن من مرحلة المراهقة متغيرة من مجتمع لآخر وكما لاحظنا فإن البيئة الاجتماعية المحيطة لها الدور الأكبر في سلوك المراهق، وإن تتبعنا التاريخ الإسلامي لوجدناه خاليا من تلك المرحلة بمعناها الحرج من الناحية السلوكية، والمفاهيم السلبية حول الذات والمجتمع، لذا فإننا نورد مرحلة المراهقة نعرض إليك مرحلة بتطوراتها وأساليب التعامل معها من الناحية الدينية الإسلامية.
تم بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..