أمريكيون من «أرامكو» في صحراء الأحساء في السبعينيات. |
"الاقتصادية" من الرياض
استعادت
السعودية أخيرا قطعا أثرية كانت بحوزة سبعة أمريكيين كانوا يعملون في
أرامكو، سلموها للهيئة العامة للسياحة والآثار، إذ كرمهم الأمير سلطان بن
سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة، خلال حفل افتتاح معرض روائع آثار
السعودية عبر العصور الذي انطلقت فعالياته في متحف "سميثسونيان".
الأمريكيون الذين أعادوا القطع الأثرية هم "أبناء
أرامكو"، كما قالت جانيت سميث حرم السفير الأمريكي لدى المملكة جيمس سميث،
إذ تطلق هذه التسمية على أبناء موظفي الشركة، حيث ولدوا وعاشوا في السعودية
مع آبائهم العاملين في شركة أرامكو السعودية، وهم حالياً جزء من جمعية
خريجي عائلات أرامكو ومتقاعديها التي تضم أشخاصاً تتراوح أعمارهم ما بين
خمسة و90 عاماً.
وأوضحت سميث أن سبعة من أبناء أرامكو الأوفياء، قاموا
بإعادة صناديق تحتوي على قطع أثرية لا تقدر بثمن كانوا قد عثروا عليها في
أثناء مرحلة طفولتهم في الصحراء، واحتفظوا بها لعقود من الزمن، وقد قام
الأمير سلطان بن سلمان بتكريمهم نظير جهودهم وحفاظهم على القطع الأثرية.
فيما تقول باربرا دينس مارتن من كاليفورنيا- وهي واحدة
من كبار المبادرين بإعادة قطع أثرية سعودية وقد تم تكريمها في واشنطن-
إنها ولدت في السعودية وأقامت فيها حتى بلوغها سن الـ20، مؤكدة أن السعودية
هي وطنها الثاني.
وتتذكر مارتن مرحلة طفولتها في المملكة وكيفية جمع
القطع الأثرية قائلة "عندما كنت طفلة صغيرة كنت أذهب بصحبة عائلتي في نهاية
كل أسبوع تقريباً للتنزه والتخييم خارج المدينة، فقد كانت الصحراء فاتنة
وتزخر بالنباتات الغريبة والزواحف والحيوانات، وكانت الأراضي ممتلئة بقطع
فخارية يعود تاريخها إلى آلاف السنين".
وتضيف "كنا نقضي ساعات طوالا في البحث عن أشياء جديدة
وغريبة، وبالفعل كنا نعثر في كل مرة نخرج فيها على أشياء جديدة، وذلك بفعل
الرياح التي تزيح الرمال وتكشف لنا كنوزاً مختلفة، حيث استطعنا جمع تشكيلة
تتراوح ما بين 60 و70 قطعة فخارية، بعضها عبارة عن شظايا وحطام، والبعض
الآخر كانت سليمة تماماً، كما كنا نعثر في بعض الأحيان على قطع زجاجية".
وتابعت "كنا نعلم أن تلك القطع أثرية، وأنها قد تعود
إلى آلاف السنين، ولأنه لم يكن يوجد من يهتم بتلك الكنوز ويحفظها آنذاك،
فقد قمنا بجمعها والعناية بها وعرضها في منزلنا، وعندما حان وقت عودتنا
لبلادنا، الولايات المتحدة الأمريكية، قمنا بتغليفها بكل عناية ونقلها
لبلادنا وعرضها في منازلنا".
أما لوي ولفروم من سبوكن في واشنطن، فتحكي طفولتها في
المملكة وقصتها مع القطع الأثرية قائلة "اعتدت عندما كنت طفلة صغيرة في
المملكة على جمع القطع الفخارية من البراري في أثناء نزهاتنا خارج المدينة،
وأذكر بالتحديد إحدى المرات كنا خارج مدينة الجبيل، عندما عثرت على قطعة
فخارية خضراء اللون دفن جزء منها تحت الرمل، وكانت تحتوي على نوعية فاخرة
من الزجاج القديم، فقمت بالحفر حولها بعناية، وفوجئت في النهاية بجرة كاملة
مزودة بعروتين، وبعدها عثرت على قطعة أخرى، وأخذناهما للمنزل واعتنينا
بهما وقمنا بعرض ما عثرنا عليه أثناء نزهاتنا في المنزل".
وابتسمت لوسيل لين من فلوريدا مؤيدة حديث ولفروم،
مستعيدة ذكريات خروجها مع ابنتيها كارول وبيتي، من المجمع السكني لشركة
أرامكو السعودية بكل حرية حيث كان والدهما مسؤولاً أمنياً وقتها، حيث عثروا
على قطع أثرية نادرة آنذاك.
وتلتقط بيتي الحديث من أمها قائلة "أحيانا كنت أقوم
بقيادة السيارة في الصحراء وأنا طفلة أجلس في حضن والدي، كنا نسبح في
الخليج ونستكشف الصحراء والقرى المنتشرة في المنطقة الشرقية، وقد عثرنا على
مجموعة من القطع الأثرية الفخارية".
وعن كيفية إعادة القطع الأثرية إلى السعودية تقول
باربرا مارتن: "لم أكن أعلم كمية القطع الأثرية التي جمعناها من المملكة
العربية السعودية حتى العام الماضي، عندما زرت منزل والدي لتفقده وتنظيفه،
لقد ذهلت عندما أدركت مدى حجم المجموعة، وقد أحسست بسعادة غامرة فعلاً
عندما علمت أنه بإمكاني إعادتها إلى موطنها الأصلي".
وأيد حديث باربرا بقية من أعادوا القطع الأثرية،
معبرين عن مدى امتنانهم وسعادتهم عندما علموا أن بإمكانهم إعادة تلك
المجموعات الثمينة التي قاموا بجمعها فيما مضى وأولوها عناية ورعاية
وحفظوها وعرضوها وأعادوها في نهاية المطاف إلى موطنها.
الاقتصادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..