خالد الغنامي |
في مقابل هذه الحرب التفكيكية الشرسة أقول: يكفي السلفية فخراً أنها تتصف بثلاث خصال. الأولى أنها أعادت الإسلام إلى صورته الأولى النقية الصافية بعد أن غرق العالم الإسلامي لأذنيه في محيطات الخرافة والدروشة. إنها صورة الإسلام الأصيلة بوجهها الأول قبل أن يحدث التغير والتأثر بالأمم وبما عندها من أديان وفكر وثقافات وتاريخ. إنها الإسلام الذي نزل غضا أول ما نزل، فلا مبالغة في تعظيم البشر تحت أي مسمّى، سواء سماهم الناس الأولياء أو أئمة أو غيرها من المسميات، فمزية الإسلام عما سواه من الأديان هو أنه دين اللا واسطة، هذه الصفة هي أحد أهم مفاخره. وهذه العودة إلى اللا واسطة إنما تحققت فعلا بسبب السلفية.
الخصلة الثانية التي تتميز بها السلفية عن غيرها من الدعوات الإسلامية، هي احترام النص والوقوف معه حيث وقف. فلا تحريف لكلمة الله بأي حجة كانت ولا مغامرة على عقل لا ندري هل يصيب مراد الله أم لا يصيبه. فالعقل لا يُحتقر ولا يحارب، وإنما ينزّل في منزلته الصحيحة، ففيما يتعلق بالدين هو خادم للدين ولنصوصه ولا يمكن أن يعارض العقل الشرع، وإن بدا لنظرنا القاصر أن بينهما تعارض، فالأسلم والأحكم هو تقديم نص الشرع على العقل.
والخصلة الثالثة أنها منهج أصحاب محمد رضوان الله عليهم أجمعين، ففي مجال توحيد الله بأسمائه وصفاته هناك الوقوف عند النص والقول كما قال القرآن والسنة بدون مجاوزة ولا اختراع ألفاظ لم ينزل الله بها سلطانا ولا تصور هيئات وصفات لم يؤمر بها المسلم، ولا دخول في جدل لا يفيد الإنسان في إصلاح قلبه وسلوكه. وفي مجال العبادة لا يعبد الله إلا بما شرع، فلا محدثات ولا بدع.
هذه هي السلفية ولا يمكن لمنصف ممن درس تاريخ الإسلام يستطيع أن يقول إن هناك خطاً يمثل وجه الإسلام الأول ويمثل صحابة رسول الله قبل تغيّر الأحوال، أقرب من السلفية.
...............
الشرق السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..